أبواب مدينة الصويرة وأهم المعالم الأثرية بالمدينة
مدينة الرياح، هكذا يُطلق عليها، وسميت بهذا الاسم لأن رياحها لا تهدأ طوال العام، وهذا يعطيها مِيزةً لجذب السياح من جميع أنحاء العالم وبالأخص هُواة ركوب الأمواج للاستمتاع بهوايتهم على شواطئها.
فهي مدينة ساحلية سياحية، حيث تتميز بطقسٍ لطيف، يميل إلى البرودة في الشتاء والاعتدال في الصيف.
وتتميز المدينة بالهدوء والسكينة وذلك بسبب حركة السير المحدودة في شوارعها، وهذا ما يثير فضول السياح.
ومن الجدير بالذكر أنها ذات طابع دفاعي ومعماري متميز، ولهذا فهي محاطة بسور منيع شيَّده السلطان “سيدي محمد بن عبد الله العلوي”، فهي ذات تاريخ حافل وعريق.
ولأن كل مدينة في المغرب لا تخلو من الأبواب الأثرية التي تتميز بالهندسة المعمارية الرائعة وتشهد على تاريخ المدينة العريق، فقد تم تدعيم المدينة بأبواب وأبراج من أجل الدفاع عنها وحمايتها.
باب البحر
باب ذا جمال فريد، حيث يبرز جماله في موقعه، فهو الباب التاريخي والمدخل الرئيسي الوحيد الذي يفتح في وجه المدينة، وهذا بدوره يجعله بابًا منفردًا بهذه الخاصية دون أبواب المدن المغربية الأخرى.
وتم تسميته بهذا الاسم لأن وجهته مطلة على البحر، ويُدعى أيضًا بباب المَرسى، من مآثر السلطان “سيدي محمد بن عبد الله العلوي” الذي أمر ببنائه عام 1770.
والجدير بالذكر أنه قد تم تصميمه بواسطة المهندس “تيودور كورنو” المتخصص في بناء الحصون العسكرية قبل مغادرته للمغرب عام 1769.
هذا الباب هو من أهم الإنجازات الدفاعية للسلطان، وهو من أشهر أبواب المدينة، فلقد آثار انتباه الرحالة الإنجليزي “لوكلير جون” فذكره في رحلته عام 1880 حيث قال:
“عندما رسونا أمام باب من النوع الدوريك “Dorique”، أصبنا بالاندهاش، فهذا المدخل الذي يقع في مدينة موريسكية يؤدي إلى حوض يحتل مكانة مهمة لاتصاله بتحصينات تُدعى صقالة المرسى”.
شكل الباب مثلث بارز الشكل والزخرفة، حيث إنه يتوسط بنايتان تنتهيان بأبراج كبيرة مربعة تشرف على تحصينات صقالة المرسى، فهو تحفة فنية رائعة لمن ينظر له من حيث طراز بنائه وزخرفته المذهلة.
حيث يظهر في بنائه الهندسي الطرازين الأوروبي والمغربي فهو يجمع بينهما، وكذلك نقوشه الجميلة التي تعلو الباب تزيده جمالًا.
حيث تم نقش ” الحمد لله هذا الباب أمر ببنائه فخر الملوك سيدي محمد على يد مملوكه أحمد لعلج”.
وهو يوفر للزائر إمكانية الحصول على إطلالة رائعة على البحر مما يجعلها إطلالة فريدة من نوعها.
باب دكالة
واحد من ضمن أبواب المدينة، بوابة محصنة تم تشييدها في نفس فترة تشييد أسوار المدينة في القرن 18 وهو مدخل الملاح والسوق التجاري.
كما أنه يطلق عليه اسم باب أسفي وذلك لوقوعه في الجهة الشمالية باتجاه مدينة أسفي.
ورغم أنه يضم بابًا بسيطًا بدون زخرفة، إلا أنه يتمتع بأهمية بالغة في المدينة، هذا لأن طابعه المعماري فريد من نوعه ويتمثل ذلك في فضائه المفتوح على السماء، فلقد بُني على الطراز الشريفي.
وهو عبارة عن أقواس ذات عقد نصف دائرية مرتبطة بأسوار حجرية يعلوه أسوار مربعة الشكل، أما البوابة فشكلها الخارجي مستطيلًا.
الملاح
هو الحي اليهودي الذي يرجع بناؤه للسلطان السعدي “أحمد المنصور الذهبي” في نهاية القرن 16.
والذي بدوره جاء بعدد من التجار اليهود كي يقوموا بتنشيط الميناء التجاري، كما أنه جعلهم من طبقة الأشراف وسماهم بتجار الملك.
باب مراكش
يقع في أقصى شمال الجهة الجنوبية للمدينة ما بين برج باب مراكش وبرج مولاي محمد، تم تشييده في القرن 18، ولقد سمي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى الطرق المؤدية لمراكش.
وهو عبارة عن باب مستدير يتكون من أسوار مربعة الشكل وهو المخرج المؤدي في السابق إلى المقابر الواقعة خارج الأسوار، أما اليوم فيطل على ساحة تسمى ساحة مولاي رشيد.
يتميز بالبساطة في التصميم المعماري والزخرفي، ورغم أنه باب بسيط إلا أنه يتمتع بموقع مهم وجيد جدًا، حيث إنه يسمح بالوصول إلى المدينة العتيقة للصويرة.
والجدير بالذكر أنه من أهم الحصون الصلبة، فالحجارة التي استُعملت في بنائه هي الحجارة المنجورة التي كانت تستخدم في بناء الحصون والقلاع في أوروبا.
ولقد تم تشييد هذا الباب لصد هجمات القبائل الحاحية والقبائل الشياظمية، كما كانت له وظيفة اقتصادية حيث كانت تحط القوافل التجارية على ساحته المقابلة.
باب المشور
من أبواب مدينة الصويرة التاريخية، حيث يقع في الجهة الغربية، ويطلق عليه محليًا اسم باب المَنزه، وذلك لانفتاحه في الماضي على الحدائق.
وسمي بباب المشور لانفتاحه على ساحة المشور وقربه منها والتي تتواجد فيها دار المخزن ومرافقها، ولهذا السبب كانت له مهمة تخزين ودفاع.
يتمثل الدفاع في رد الهجمات أما من حيث التخزين فيتمثل في استقبال المخزن للوفود وخروج السلطان من القصر الملكي.
باب مسعود وباب القصبة
من أبواب مدينة الصويرة الداخلية، حيث يصلان بين الأحياء والدروب الداخلية.
باب السبع
تم تشييده في القرن 19 من قبل السلطان، يقع في الجهة الجنوبية للمدينة، فقد كان يضم سوق تبيع فيه القوافل بضاعتها من مراكش وسوس.
فهو المدخل الرئيسي للقصبة الجديد، ولقد كان يضمن الأمن للقصبة ليلًا ونهارًا ويسَهِّل الرواج والتنقل منها وإليها.
أهم المعالم الأثرية الموجودة بالمدينة
بما أن المدينة ذات طابع دفاعي، فتتميز بمعالم أثرية دفاعية إلى جانب الأبواب ومن تلك المعالم:
برج باب مراكش
واحد من أهم الحصون الدفاعية المهمة الذي يشرف على المدينة لحمايتها من الهجمات، فهو يقع جنوب غرب المدينة العتيقة بالصويرة وفيه حاليًا متحفًا للفنون ومنصة في الهواء الطلق.
أما بناية البرج فتتميز بالصلابة والمتانة ومن أجل ذلك تحتوي على مستودع للذخيرة والأسلحة.
فقد نُصب عليه عشرات المدافع التي كانت تُطل على المداخل الشرقية للمدينة العتيقة وذلك من أجل حماية المدينة والميناء من أي هجوم قادم.
صقالة الميناء
واحدة من المكونات الهندسية للمدن الساحلية، حيث تمتاز بموقعها الاستراتيجي البارز الذي كان يشرف على منطقة عسكرية قديمة كانت تأوي العساكر والذخيرة.
صقالة المدينة
تتميز بطرازها الهندسي الأوروبي وفيها تحتضن الحصن الرئيسي للحي مقابلًا للمحيط، حيث إنها تقع في الزاوية الشمالية الغربية للصويرة.
وتتكون من ساحة مستطيلة من طبقتين:
- أحدهما تحت الأرض ويستعمل كمخزن للتجهيزات العسكرية من مؤن ومُعدات.
- والآخر يتكون من برج للمراقبة يعلوه برج آخر.
الخلاصة
مدينة لها طابع معماري متميز وتتميز بالهدوء ولها تاريخ عريق، كما أنها محاطة بسور قوي منيع شيده السلطان من أجل الدفاع عنها ضد أي هجوم أجنبي.
رياحها موجودة طوال العام، ولذلك إن كنت من عشاق ركوب الأمواج فهي وجهتك المناسبة للاستمتاع بهوايتك على شواطئها.
أبوابها أثرية تتميز بالهندسة المعمارية، محصنة ومنيعة ومصممة للدفاع عنها.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
لماذا يُطلق على المدينة بمدينة الرياح؟
لأن رياحها تكاد لا تنقطع عنها فهي موجودة طوال السنة، ولذلك فهي المكان المناسب لركوب الأمواج.
لم يشتهر باب البحر عن باقي الأبواب في المدينة؟
لأنه المدخل الرئيسي للمدينة وأهم الإنجازات الدفاعية للسلطان، ولأنه بارز الشكل والزخرفة ونقوشه جميلة.
يجمع بين الطرازين الأوروبي والمغربي.