القرية اليابانية دليل الحياة البسيطة في ماليزيا
مع رتم الحياة اليومي، يتطلع الكثيرون إلى قضاء بعض أوقاتهم بعيدًا عن الضجيج والازدحام، في أماكن يغلب عليها البساطة والهدوء.
وإذا كنت ممن يفضلون الاستمتاع بالخضرة والهواء النقي بعيدًا عن الملوثات البيئية والسلوكيات العشوائية من بعض الأفراد، من أجل ذلك عليك أن تفكر جديًا في أن تكون رحلتك القادمة إلى ماليزيا.
فهي تتمتع بالكثير من المقومات الطبيعية، مما جعلها من أفضل الوجهات السياحية خلال العشر سنوات الأخيرة.
وتعد القرية اليابانية في العاصمة الماليزية كوالالمبور من أشهر الأماكن التي يقصدها السياح خلال زيارتهم للبلاد، فهي انعكاس واضح للحياة البدائية والبسيطة التي يعيشها معظم السكان المحليين هناك.
موقعها الجغرافي
تقع القرية في منطقة باهانج بكوالالمبور، على بعد أمتار قليلة من منتجع كولمار تروبيكال الشهير، يمكن قطعها مشيًا على الأقدام أو باستخدام إحدى سيارات الأجرة المنتشرة هناك.
كما أنها ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 3500 قدم، ويتميز طقسها بأنه معتدل خلال أوقات النهار، بينما تشتد البرودة فيها أثناء فترات الليل.
وهي تشتهر بقربها من القرية الفرنسية، التي لا تقل أهمية عنها، حيث أنها مبنية على الطراز الأوروبي، وتشبه إلى حد كبير قرية “كولمار” الواقعة في إقليم الألزاس الفرنسي.
مميزات القرية
تتمتع القرية اليابانية أو كما يطلق عليها في اللغة الانجليزية “Japanese Village“، بالكثير من المزايا التي جعلت منها واحدة من الأماكن التي يتحمس لزيارتها الكثيرون حول مستوى العالم.
وعلى الرغم من أن مساحتها قد تبدو محدودة نسبيًا، لكنها تتمتع بإطلالات جذابة، حيث تكسوها الخضرة من كل جانب، وتكثر فيها النباتات والزهور، التي تمنح المكان بعدًا جماليًا يخطف الأنظار.
وتحتوي القرية على عدد من الأكواخ الخشبية، التي يغلب على تصميمها البساطة، سواء في اختيار الديكورات أو الأثاث المستخدم فيها، وهو ما يعبر بوضوح عن الهوية اليابانية، وعادات وتقاليد السكان فيها.
في المقابل، لا تخلو القرية من بعض العيوب، حيث أنه نظرًا لموقعها فوق أحد المرتفعات الجبلية، فإن الوصول إليها لا يكون سهلًا على البعض خاصة من يعانون صعوبة في الصعود على درجات سلم طويل.
وهو الأمر الذي يتطلب لياقة بدنية عالية، لذلك فقد أطلق عليها اسم “مرتفعات برجايا هيلز”.
وبشكل عام، يمكنك الاستمتاع خلال فترة وجودك داخل القرية، حيث تستطيع زيارة بيت الشاي الياباني والجلوس على حصائر التاتا مي المعروفة هناك.
بالإضافة إلى التجول بين الحدائق الخضراء المنتشرة حول معظم البيوت الموجودة فيها، وتعتبر حديقة زن زن اليابانية من أشهرها في المكان، والتي تنسب إلى إحدى الطوائف الدينية هناك.
كما يمكنك الاستمتاع بمشاهدة منظر شلالات المياه الصغيرة التي تنبثق على بعد خطوات قليلة من بيوت كيوتو هناك.
وفي استطاعتك أيضًا أن ترتدي الزي الياباني، والمعروف باسم “الكيمونو”، وهو ما قد ينعكس عليك إيجابيًا، ويمنحك شعورًا بالانتماء إلى المكان، ويوطد علاقاتك بسكانه، وتنجح في كسب ثقتهم واحترامهم.
إلى جانب ذلك، هناك أحواض سمك الكوي، ذات الألوان الجذابة، عليك ألا تفوت فرصة رؤيتها خلال زيارتك للمكان.
ولا تنسي أن توثق كل هذه اللحظات الممتعة بالصوت والصورة حتى تبقى حاضرة في الذاكرة، تستعيدها وقتما تشاء، وتسعد بتذكرها في أحلك الأوقات التي قد تمر بها في حياتك.
وتطل القرية على عدد من الغابات الاستوائية التي يكثر انتشارها في المنطقة هناك، مما يمنحها مزيدًا من الغموض والمتعة في نفس الوقت.
وهي تضم مجموعة من الكتل الصخرية، التي تشكلت عبر مرور السنين، وباتت بذلك عاملًا مهمًا ساعد على حمايتها من الأخطار التي تحيط بها من كل اتجاه.
كما تتخلل القرية بعض الممرات التي تسهل من عملية السير فيها على الأقدام، خاصة لمن يفضل المشي عن استقلال وسيلة نقل هناك.
وإذا كنت ممن يحبون الاستمتاع بالطبيعة، فستسعد عندما تسمع صوت خرير الماء المتدفق بين الصخور، مما ينقلك إلى حالة شعورية ممزوجة بالنشوة والتأمل، وهو ما يترك أثره الطيب عليك.
يذكر أن أسعار دخول القرية اليابانية في كوالالمبور غير مكلفة على الإطلاق، وهو ما يتناسب مع الميزانيات المحدودة.
وبين الحين والآخر، تقام في القرية حفلات الشاي، والذي يتم إعداده على الطريقة اليابانية، يمكنك أن تشارك فيها، وتستمتع بالأحاديث والنقاشات التي تدور هناك حول الثقافة اليابانية.
مطاعم القرية
تحتوي القرية على عدد من المطاعم، التي يغلب عليها النمط الكلاسيكي القديم، مما يزيدها إثارة وجاذبية خاصة، لا يشعر بها سوى من يستهويه الماضي بكل ما فيه من أحداث وذكريات طيبة.
ويعتبر مطعم ريو زان تاي من أبرز تلك المطاعم الموجودة في القرية، وهو يشهد إقبالًا من السياح الأجانب، حيث أنه يقدم جميع أشكال الطعام الماليزي، إلى جانب أكلات أخرى أوروبية.
ومن أشهر الأكلات الماليزية التي يمكنك تناولها في مطاعم القرية، يوجد على سبيل المثال: الأرز المطهو بالموز، وكيرو بوك ليكور، وناسي ليماك، وروتي باكار، وبوبياه، وروجاك بواه.
كما تقدم عدد من أصناف الحلويات اللذيذة، مثل: بان كيك الفول السوداني.
الأنشطة السياحية في القرية
عند قدومك للقرية لأول مرة، قد تستهويك المناظر الطبيعية التي تطل عليها، وهو ما يشعرك ببعض الرضا والسعادة، ولكي يكتمل ذلك الشعور داخلك عليك أن تمارس بعض الأنشطة الترفيهية فيها.
بشرط ألا تخالف القواعد والضوابط المعمول بها هناك، وتلتزم بالتعليمات التي يتبعها المكان، وذلك نظرًا لطبيعته الخاصة، وحرصًا في الوقت نفسه على صحة وسلامة من يعيشون فيه.
وتتمثل هذه الأنشطة في الآتي
- التجول داخل الحدائق النباتية المنتشرة فيها، والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة خلال فترات النهار.
- إطعام بعض الحيوانات والطيور الموجودة في المكان، مثل: الغزلان، والقرود، والأرانب.
- التقاط بعض الصور التذكارية التي توثق فيها زيارتك للقرية.
- ممارسة رياضة تسلق الصخور، وذلك يتطلب قوة بدنية وقدرة كبيرة على التحمل.
- المشاركة في طقوس الشاي التي تقام هناك، وهي فرصة طيبة يمكنك استغلالها للتعرف على الفكر الياباني، وعادات وتقاليد السكان المحليين فيه.
- استئجار أحد القوارب الخشبية، وأخذ جولة بحرية، تستمتع فيها بالهدوء والهواء النقي.
- إذا كنت تهوى صيد الأسماك، فالفرصة ستكون سانحة أمامك للقيام بهذا الأمر، ويفضل أن يكون ذلك خلال النهار، خاصة وأن أجواء الطقس تكون فيه معتدلة على عكس الليل.
- يمكنك ارتداء الزي التقليدي الذي يلبسه اليابانيون هناك، وتلتقط بعض الصور الشخصية لك، فلا شك أن الأمر ممتع ويستحق، عليك فقط أن تجرب وستسعد بالنتيجة.
- قبل انتهاء رحلتك يمكنك القيام ببعض الجولات داخل أماكن التسوق في القرية، وشراء هدايا تذكارية لك ولمن تحب.
- ممارسة رياضة اليوجا في إحدى الحدائق المنتشرة هناك، أو على أحد المرتفعات الجبلية المحيطة بها.
طرق الوصول إلى القرية
تتعدد وسائل النقل التي تستطيع استخدامها للوصول إلى القرية، والتي تبعد عن مدينة كوالالمبور بأقل من ساعتين على أقصى تقدير.
إذ يمكنك استقلال إحدى سيارات الأجرة من جنتق، ومنها إلى القرية، أو من خلال الاستعانة بإحدى الحافلات الموجودة أمام مجمع فندق تايمز سكوير، ومنه تصل إلى بوكنت تنجي، ثم إلى القرية.
وهناك طريقة ثالثة، لا يفضلها البعض، نظرًا لارتفاع أسعارها، خاصة في المواسم السياحية، وهي التلفريك الهوائي.
الخلاصة
تعتبر القرية اليابانية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، واحدة من أقدم وأشهر المزارات السياحية الموجودة هناك، وهي تقع على ارتفاع 3500 قدم من سطح البحر.
وهي لا تبعد كثيرًا عن منتجع كولمار تروبيكال، والقرية الفرنسية، التي تفصلها عنهما أمتار قليلة، يمكن قطعهم سيرًا على الأقدام.
وتتعدد وسائل المواصلات إلى القرية، ما بين سيارات الأجرة، أو الحافلات، أو التلفريك الهوائي.
كما أن القرية تشتهر بوجود بيت الشاي الياباني فيها، بالإضافة إلى عدد من الحدائق الخضراء، التي تجعل المكان يبدو ساحرًا.
إضافة إلى ذلك، فالقرية تنتشر فيها العديد من المطاعم التي يغلب عليها النمط الكلاسيكي، ومن أشهرها مطعم ريو زان تاي.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي أشهر المعالم السياحية القريبة من القرية اليابانية؟
توجد عدد من المعالم السياحية المعروفة والتي لا تبعد كثيرًا عن القرية اليابانية، ومن بينها: منتجع كولمار تروبيكال، والقرية الفرنسية.
كيف يمكن الوصول إلى القرية اليابانية؟
تتعدد وسائل المواصلات التي يمكن استخدامها للوصول إلى القرية، والتي تبعد عن مركز مدينة كوالالمبور بأقل من ساعتين تقريبًا.
ومن هذه الوسائل، توجد: سيارات الأجرة، أو الحافلات، أو التلفريك الهوائي.
ما هي أشهر الأكلات التي تقدم في القرية اليابانية؟
تشتهر القرية بتقديم الطعام الماليزي كشيء أساسي، بجانب أكلات أخرى أوروبية، حسب تفضيلات الزوار الوافدين إليها.
ومن أشهر هذه الأكلات الماليزية، يوجد: الأرز المطهو بالموز، وكيرو بوك ليكور، وبان كيك الفول السوداني.