جزيرة إليس أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو

جزيرة إليس هي جزيرة اصطناعية مملوكة اتحاديًا في ميناء نيويورك والتي تقع عند مصب نهر هدسون بين ولايتي نيويورك ونيوجيرسي الأمريكية.

وتعتبر هي بوابة الولايات المتحدة الأكثر شهرة وأهمية من الناحية التاريخية، كما أنها موطنًا لواحدًا من أكثر المتاحف تحركًا في البلاد، وتعرف بين الكثيرين باسم “جزيرة الأمل”.

حيث كانت من أكثر المحطات ازدحامًا لفحص ومعالجة المهاجرين في أمريكا من عام1892م إلى عام 1954 حيث تمت معالجة ما يقرب من 12 مليون مهاجر.

عندما افتتحت الجزيرة حدث تغيرًا كبيرًا في الهجرة إلى الولايات المتحدة حيث جاء عدد أقل من الوافدين من شمال وغرب أوروبا وألمانيا وإيرلندا وبريطانيا والدول الاسكندنافية.

مع تدفق المزيد والمزيد من المهاجرين من جنوب وشرق أوروبا، بالإضافة إلى مجموعة من الإيطاليين الذين هربوا من الفقر في بلادهم، وكان هناك أيضًا بولنديون ومجريون وتشيكيون وصرب وسلوفاك ويونانيون.

إلى جانب غير الأوربيون من سوريا وتركيا وأرمينيا الذين كانوا يأملون في الحصول على فرص أكبر في العالم الجديد.

تاريخ جزيرة إليس

سميت الجزيرة باسم تاجر مانهاتن “صموئيل إليس” الذي امتلكها في سبعينيات القرن الثامن عشر، وفي عام 1808م باعت ولاية نيويورك الجزيرة للحكومة الفيدرالية والتي استخدمتها كحصن ومخزن للأسلحة.

عند بَدْء التشغيل أصبحت محطة الجزيرة قاعدة استراتيجية لمراقبة الهجرة الأوروبية للولايات المتحدة وخاصة المهاجرين الذين حاولوا دخول المدينة عبر الشاطئ الشرقي لنيويورك.

ومن عام 1892 إلى 1924م كانت محطة الهجرة في الجزيرة مكانًا يتم فيه تداول أنواع مختلفة من “تحسين النسل” والعديد منها يتعلق باختبارات الاختلاف الجيني.

ومقارنة السكان في مناطق مختلفة من الكوكب كما إنها كانت مكانًا أقل وضوحًا لاختبار التقنيات الطبية الجديدة على العابرين.

حيث مر من خلالها ما يقدر بـ 12 مليون مهاجر والذين تمت معالجتهم من قبل سلطات الهجرة وحصلوا على إذن لدخول أمريكا.

وفي عام 1897م دمر حريق هائل المباني الخشبية الأصلية وفقدت جميع السجلات، ولكن وزارة الخزانة الأمريكية أعادة بناء مركز المعالجة بمواد مقاومة للحريق.

وتم افتتاح المبنى الرئيسي الجديد للجزيرة عام 1900، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية استخدم الجيش الأمريكي منشآت الجزيرة لاحتجاز أسرى الحرب.

وقد تم تشييد مباني أخرى بين عامي 1902- 1909 حيث تم رفع محيط الجزيرة باستخدام مكبات نفايات جديدة مما خلق مساحة لبناء مستشفى.

تضم مبنى إداري ومجموعة من وحدات العزل للأشخاص المصابين بأمراض معدية، وقطاع لعلاج الأفراد المصابين بدرجات مختلفة من السيكوباتية وهو مرض يصيب العين.

نقل مركز الهجرة من الجزيرة

وبعد أن تم نقل استقبال الهجرة إلى مدينة نيويورك عام 1943م استمرت الجزيرة في العمل كمركز احتجاز للأجانب والمعيدين حتى عام 1954م

وتم إغلاق محطة الهجرة ولكن مباني الجزيرة ظلت قائمة إلى أن تم افتتاحها جزئيًا عام 1976م.

وقد تم ترميم المبنى الرئيسي والمباني الأخرى للجزيرة في الثمانينيات، إلى أن تم افتتاحها عام 1990م كمتحف أيليس آيلاند للهجرة.

كانت مساحة الجزيرة الأصلية حوالي 3 فدادين وقد تم توسيع مساحتها بشكل كبير عن طريق استصلاح الأراضي بين أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر حتى وصلت لـ 27.5 فدان.

وقد أصبحت الولاية القضائية للجزيرة التي تقع في مياه نيوجيرسي مصدر نزاع طويل الأمد بين نيوجيرسي ونيويورك.

انضمام  إليس لقائمة تراث اليونيسكو

من الناحية التراثية كان معلمًا مهمًا في تاريخ الجزيرة هو اندماجها في النصب التذكاري الوطني لتمثال الحرية في نوفمبر 1965م.

ونتيجة لذلك انتقلت إدارة الجزيرة وأنقاضها إلى خدمة المتنزهات الأمريكية، وعلى الرغم من أن هذه الهيئة مسئولة عن الأماكن ذات الأهمية التاريخية الأخرى وخاصة المتعلقة بالتاريخ العسكري.

إلا أن هذه الهيئة لم يكن لديها الخبرة اللازمة لإنتاج ونشر تاريخ الجزيرة، علاوة على ذلك تدهورت مباني الجزيرة بسرعة كبيرة بالإضافة إلى عدم القدرة على الترميم المتخصص.

أسباب الاختلاف على ضم الجزيرة لتراث اليونسكو

ذكرت هيئة المتنزهات أن محطة الهجرة لم تخدم أي غرض مفيد لذلك لم يكن من المجدي نقل كاهل خزان الحكومة بالتكلفة الباهظة لترميم مجمع الجزيرة.

وقد تبع ذلك نزاع كبير لأكثر من 20 عام بين الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية والمستثمرين التجاريين وخبراء الحفظ حول إمكانية ما يمكن فعله مع الجزيرة.

ولإنفاذ الجزيرة تم التخطيط بين القطاعين الخاص والحكومي، وتمثلت فكرة إنقاذ الجزيرة في إنشاء متحف  إليس آيلاند باستثمارات خاصة.

وعلى الرغم من التخطيط الكثير فلم يتم إنشاء المتحف ألا في عام 1982م عندما عين الرئيس “رونالد ريغان”  لالي لولاكا  وهو رجل أعمال ثري من نيويورك وابن مهاجرين إيطاليين.

عينه الرئيس مديرًا لتمثال الحرية ومسئول عن الجزيرة والذي عمل على تنظيم العديد من حملات التبرعات لأحياء الجزيرة وإنشاء متحف الهجرة.

حيث جمع جميع المنظمات الحكومية والشركات والمنظمات التطوعية معًا من أجل الحصول على فكرة أفضل لنجاح هذه الحملات.

وفي يوم افتتاح المتحف عام 1990 تم جمع مبلغ ضخم من التبرعات يقدر بـ 150 مليون دولار أمريكي.

أسباب قَبُول ضم الجزيرة

قد اتخذت حكومة الولايات المتحدة خطوة مهمة في أبريل عام2017م فيما يتعلق بالاعتراف بالجزيرة كموقع تراث عالمي حيث تقدمت بطلب لليونيسكو يتضمن الآتي:

أن جزيرة إليس تعد مثالًا رائعًا على الهجرة الكبرى إلى المحيط الأطلسي، وهي الهجرة الجماعية الطوعية التي انتقل فيها ملايين الأشخاص.

وأن معظم المهاجرين كانوا من قارة أوروبا وأمريكا الشِّمالية وأمريكا الجنوبية من منتصف القرن الـ 19 وحتى أوائل القرن الـ 20، والذين تمت معالجة أكثر من 70% منهم.

ويتم الاحتفاظ على هذا الدليل في مجمع المباني المتبقية في الجزيرة، مع وجود أكثر من 40 مبنى باقي من المباني القديمة.

حيث يتم تقديم هذا الجانب التاريخي للجزيرة في متحف الزوار، كما يمكن للزوار رؤية العديد من المباني التي تم ترميمها والأشياء التاريخية وقصص المهاجرين.

كما ذكرت الحكومة أيضًا أن محطة الهجرة التي تم تحويلها إلى متحف الهجرة ما زالت تحتوي على النطاق الكامل للبنية التحتية المادية المطلوبة لتلقي وفحص جسدي.

ومعالجة واستجواب وإطلاق سراح أو احتجاز مهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بين عامي 1892 -1924م، كما تعكس مباني الجزيرة مدى أصالتها.

وبناءٍ على كل هذه الأسباب تم ضم الجزيرة لمواقع التراث العالمي لليونيسكو.

كيفية الوصول للجزيرة

يمكنك زيارة الجزيرة عن طريق العبارة وتوجد شركة واحدة فقط من لديها الحق بتقديم تذاكر جزيرة إيليس وهي شركة “Statue City Cruises”.

وأي سفن سياحية أخرى تقدم رحلة للجزيرة فتكون غير شرعية، تتضمن كل تَذْكِرَة ذهابًا وإيابًا من الجزيرة إلى مدينة نيويورك أو نيوجيرسي.

وتتضمن أيضًا جولة صوتية يمكنك جمعها في الجزيرة وتتوفر الجولات الصوتية بـ 12 لغة مما يجعلها في متناول العديد من الزوار.

تستغرق الرحلة بالعبارة 15 دقيقة فقط للوصول للجزيرة، وهناك أيضًا خيار ركوب العبارة دون النزول لرؤية كل الجزيرة.

فإذا حددت هذا الخيار فإن مسار الرحلة ذهابًا وإيابًا سيستغرق ساعة وخمسة عشرة دقيقة.

متحف الهجرة الوطني

يقع متحف الهجرة الوطني في المبنى الرئيسي ويحتوي على معارض ومسارح ومحل لبيع الهدايا، ومقهى ومرافق للزوار وصورًا وأغراض شخصية للمهاجرين.

وعند وصولك لردهة المتحف يمكنك الحصول على دليل صوتي مجانًا والذي يقدم رؤية غنية حول المعروضات، ومتوفر أيضًا في إصدار موجة للأطفال.

كما يمكنك التحقق من الجولات الإرشادية والبرامج وجدول الأفلام الوثائقية، يحتوي المتحف على ثلاث طوابق من المعروضات التي توثق تجارب المهاجرين في إليس.

بالإضافة إلى التاريخ العام للهجرة في الولايات المتحدة، إن كنت تنوي قضاء جولة قصير فينصح التركيز على الطابق الثاني حيث ستجد أكثر المعروضين روعة.

كما يتيح لك المتحف استكشاف المناطق التي كانت في السابق مهاجع للمهاجرين، والمعارض ومنطقة حمل الأمتعة القديمة وما إلى ذلك، ويضم المتحف كلًا من:

 مركز تاريخ الأسرة

مركز تاريخ العائلة هو مصدرًا ممتازًا لأولئك الذين يعرفون أو يشتبه أن أحد أسلافهم مر بعملية الهجرة في الجزيرة.

ويتميز هذا المركز بقاعدة بيانات قابلة للبحث تضم حوالي 65 مليون إدخال، ويتوفر أيضًا مساعدون وباحثون مقابل رسوم إضافية يمكنهم مساعدتك في البحث عن المزيد حول تاريخ عائلتك.

جدار الشرف الأمريكي للمهاجرين

يسمح لك جدار الشرف الأمريكي بمشاهدة قائمة تضم 775000 شخص سافروا عبر جزيرة إليس.

ويمكنك إضافة نقش خاص بك مقابل رسوم إضافية لأي أسلاف مروا بمركز المعالجة هذا.

يتطور المتحف باستمرار ولا ينتهي بحكايات جزيرة الأمل وأبوابها الذهبية بل أنه يسلط الضوء أيضًا على الهجرة قبل وبعد عصر إليس.