ضريح السلطان محمد بن يوسف الخامس بالرباط
خطوط وخطوات تأخذنا نحو التاريخ وتتجه بنا إلى حيث ما تهوى أرواحنا له، فأرواحنا تُحب الجمال، والحرية، والثورة، والمجد.
أرواحنا تُحب الذكرى، الذكرى التي وُلدت على أيدي أجدادنا وظلت تاريخ يعبر الأميال، وستظل ذكرى خالدة داخل أرواحنا المُشتاقة لهم.
ولكن ليس فقط نشتاق إليهم، فأرواحنا مُشتاقة أيضًا لمجدهم، ولثورتهم، ولحريتهم، أرواحنا مُشتاقة إلى كل ما هو ذكرى ظلت تحارب لتبقى من أجلنا نحن.
فنحن لا نصنع أشياء هوائية، بل أشياءٍ بُنيت على أساس صلب، تلك هي الدولة وتاريخها، فالدولة التي ليس لها أساس صلب كأنها بُنيت من ورق، وليست من تاريخًا مُخلدًا.
مدينة الرباط
رباطًا محصنًا كان مَجمع للمقاومين في المغرب، وعلى هذا سُميت الرباط لتكون رباطًا محصنًا ضد الهجومات.
كما تعتبر المدينة منبع حضاري وثقافي وسياحي متنوع، ولذلك انقسمت المدينة إلى قسمين ذات عملة طرازية وهما المدينة القديمة والمدينة الحديثة.
وعلى الرغم من حداثة الرباط إلا أنها مازالت محتفظة برونق تُراثها القديم فيطلق عليها المدينة الحديثة ذات التاريخ العريق.
كما أنها تشتهر بصناعة النسيج، وكانوا أول من مارسوها هم الأمازيغيون قبل أن يحتكوا بالحضارة الفينيقية التي برعوا في صناعتها.
وكانت صناعتهم تتميز بالجودة العالية والمظهر البارع، وبالتالي أصبحت لهم شهرة عارمة في مختلف بلدان العالم.
كما أنها أيضًا منارة للعلم والثقافة حيث بها أول جامعة حديثة تم تأسيسها بالمدينة وهي جامعة محمد الخامس، وأيضًا بها معالم سياحية وتاريخية مختلفة.
فعندما تذهب إلى هناك ستشعر أنك بين عالمين مختلفين تمامًا، عالم سيأخذك إلى الماضي بكل ما فيه، وعالم متوازي مع حاضرك اليوم.
وتشتهر المدينة بالمعارض والمتاحف الأثرية والتاريخية والمسارح التي تساهم في التنمية الثقافية والفنية والحضارية في الرباط.
كما أن من أشهر المعالم التاريخية والتي لها أثرًا تاريخيًا من الطراز الأول هو ضريح عُرف عنه أنه من أهم المعالم التي لها أثرًا هام في تاريخ أمة المغرب.
ضريح محمد الخامس بن يوسف
كثيرًا ما نُشاهد أشياءً تُبهرنا، فتتحدث أعيُننا قبل أن تُنطق السنتُنا، وهنا تتحدث أعيُننا بمشاهدة ضريح السلطان محمد الخامس.
موقع الضريح
تقع التحفة المعمارية المغربية في ساحة يعقوب المنصور على الجانب الآخر من برج الحسن.
حيث كان السلطان يعقوب المنصور من أعظم الشخصيات التاريخية في دولة الموحدين “المغرب”.
وقد تم بناء الضريح على مرتفع مقابل لمدينة سلا المُلقبة بمدينة الأولياء، حيث تعتبر مركزًا مهمًا لعدة مدن وعواصم حكمت المغرب.
كما أن مدينة الأولياء مُطلة على نهر أبي رقراق الذي اكتشفت في حوضه بقايا أشباه البشر التي تعود إلى العصور الأولى.
تاريخ إنشاء الضريح
أمر الملك الحسن الثاني ببناء هذا الضريح في عام 1962م، والذي تم الانتهاء منه في عام 1971م.
التصميم الهندسي والمعماري للضريح
هذا التصميم الهندسي البارع لا يُعد مجرد ضريح فقط، أنه تحفة فنية يرجع تصورها إلى المهندس المعماري الفيتنامي “إيريك فان تاون”.
كما تم بناؤه من قِبل الفنانين المغاربة، كما أن الأمر استدعى حوالى 400 شخصًا لإكمال بناء الضريح.
ويحتوي الضريح على قبور كلًا من الملك الحسن الثاني والملك محمد بن يوسف والأمير عبد الله، كما يحتوي الضريح على الطراز القديم للمغرب.
حيث يوجد على كل باب من الأربع أبواب الخاصة بالضريح حارسًا بالزي المغربي القديم، مما يعطي انطباعًا للزائرين بأن حلقة الزمان لم تتغير بل مازالوا محتفظين برونق المغرب القديم.
وهذا مما يجعل الضريح متميزًا ومتفردًا وأكثر اهتمامًا.
كما أن العصور الحضارية الثقافية منها والتاريخية المختلفة التي مرت بها المغرب كانت نِتاجًا وأثرًا في تكوين الضريح.
حيث المعمار يتميز بلونه الأبيض وهو أكثر الألوان التي تدل على النقاء وتعطي شعورًا بالهدوء والسكينة، كما يعلوه سقف من القرميد الأخضر المتميز.
كما يتميز الضريح بالزخارف الهندسية والفنية وببعض الرسومات والأشكال المختلفة المنقوشة على الجدران مما يعطي لها شكلًا مبهجًا.
الدفتر الذهبي للضريح
يُعد الدفتر الذهبي بمثابة توقيعات الوفود الزائرين للضريح سواء شخصيات سياسية أو وطنية أو سيادية، ويكون التوقيع على شكل عبارات امتنان ومحبة للسلطان الراحل.
الخلاصة
تشتهر مدينة الرباط بالمعالم التاريخية ومنها ضريح السلطان محمد الخامس، الذي وُلد بالقصر السلطاني بفاس في مدينة المغرب.
وتوفي السلطان محمد الخامس وبُني له ضريح بأمر من الملك الحسن علي، الذي تمتد أصوله إلى الأسرة العلوية، ويتميز الضريح بعمارته المميزة ولونه الأبيض.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
من هو محمد بن يوسف الخامس؟
هو صانع الاستقلال الوطني ومناهضًا للدولة الإسلامية المغربية ومؤسس دولة المغرب الحديثة.
ما هو موقع ضريح السلطان محمد بن يوسف الخامس؟
يقع الضريح في ساحة يعقوب المنصور على الجانب الآخر من برج الحسن.
ما هو سبب اختيار موقع الضريح؟
وقع الاختيار على هذا المكان من قِبل الملك الحسن الثاني ليكون ضريحًا للسلطان محمد بن يوسف تخليدًا لذكراه، ولما قدمه لدولة الرباط من رخاء واستقلال.
كما أن هذا المكان شهد احتفالًا عارمًا بالنصر يجمع فئات الشعب المغربي، فرحين باستقلال مدينة الرباط بقيادة السلطان محمد بن يوسف الخامس.