مدينة كنوسوس في اليونان مهد أقدم الحضارات الأوروبية
تقع مدينة كنوسوس في قلب جزيرة كريت في البحر المتوسط وكانت عاصمة الحضارة المينوسية التي يعود تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
تم بناؤها على يد الملك “مينوس” وصارت من أهم مراكز بحر إيجة التجارية والثقافية في العصر البرونزي.
تشتهر المدينة في وقتنا الحالي بقصر مينوس الأثري الذي تم اكتشافه عام 1900 ميلاديًا وهو الوحيد المتبقي من مجموعة من القصور التي بناها الملك مينوس الأسطوري في الميثولوجيا الإغريقية.
يأتي العديد من السياح سنويًا لزيارة كنوسوس والتمتع بالتحف الأثرية والتماثيل القديمة التي تعد خير مثال على مدى تطور الحضارة والمعمار في العصر البرونزي.
التاريخ والموقع الجغرافي
تعد جزيرة كريت أكبر الجزر اليونانية وهي تقع في أقصى جنوب اليونان وتطل مباشرة على بحر إيجة وهي خامس أكبر جزيرة في البحر المتوسط.
تحدها الجبال من مختلف الاتجاهات مما ساعد على تكوين الكثير من الموانئ الطبيعية على شواطئها ولذلك أصبحت من أهم المراكز التجارية الساحلية.
أما على الجانب الآخر فتعتبر كريت موطنًا للعديد من الأماكن الأثرية الهامة نظرًا لتاريخها العريق الذي يعود إلى العصر الحجري القديم.
بالإضافة لكونها مهدًا لواحدة من أقدم الحضارات في قارة أوروبا وهي الحضارة المينوسية التي امتدت منذ حوالي عام 3000 إلى عام 1100 قبل الميلاد.
اشتهرت تلك الحضارة ببناء القصور الفخمة والمدن الكبيرة التي تطورت سريعًا نتيجة لازدهار التجارة في المنطقة وموقعها المركزي في قلب البحر بين الشرق والغرب.
تميز المينوسيون باستخدام الكتابة والأدوات الفخارية مع اهتمامهم بالفن الجداري واللوحات الملونة التي كانت توثق أهم الأحداث اليومية في الجزيرة.
وحازت كنوسوس على مكانة خاصة في الحضارة المينوسية كونها أكبر وأهم مدينة بها ولذلك تحتوي المدينة على العديد من التحف الأثرية ومن أهمها:
- قصر كنوسوس.
- غرفة العرش.
- تمثال قرون الثور.
- تمثال “سير أرثر ديفيز”.
قصر كنوسوس
ازدهرت المدينة بشكل كبير تحت حكم الملك مينوس نتيجة للتوسع في التجارة البحرية الأمر الذي أدى إلى ازدهار الفن والمعمار بشكل عام.
وبالفعل تم بناء أول قصر في المدينة حوالي عام 1900 قبل الميلاد الذي اتسم بجدرانه الشاهقة والسميكة التي غالبًا ما تم تصميمها بذلك الشكل لأغراض دفاعية.
تم تدمير هذا القصر حوالي عام 1700 قبل الميلاد، ولكن سرعان ما تم تشييده من جديد بتصميم أفضل وأكثر تعقيدًا.
تكون المبنى الرئيسي من أربعة مداخل وتؤدي جميعها إلى القاعة الرئيسية وغرفة العرش التي نالت اهتمامًا كبيرًا من قِبل علماء الآثار.
تميزت تلك الغرفة باحتوائها على مقاعد حجرية في كل جوانبها مع وجود رسومات ملونة على الجدران.
تفترض بعض النظريات التاريخية بأن تلك الغرفة كانت مخصصة لـ “الإلهة الثعبان” الراعية لمدينة كنوسوس في ذلك الوقت، ولكن لم يتم تفسير الحروف
المكتوبة على الجدران إلى يومنا هذا.
بجانب الغرفة توجد صالة كبيرة مخصصة للاحتفالات مزينة بلوحات جدارية تصف الأحداث اليومية الهامة والمناسبات في ذلك الوقت.
ويقابل تلك الصالة البوابة الشمالية الكبيرة المرسوم عليها “لوحة الثور الجدارية” الذي أصبح رمزًا من رموز كنوسوس، فسنراه في مختلف البوابات ومرسوم على العديد من الجدران والمباني.
مع مرور الزمن أضاف الحكام غرفًا أخرى إلى القصر وفي مرحلة متأخرة تم تغيير اللغة المكتوبة على الجدران واستخدام “اللغة الموكيانية” القادمة من اليونان.
يعد ذلك التغيير بمثابة إعلانًا رسميًا بنهاية حضارة المينوسيون في كنوسوس وبداية حقبة جديدة صارت فيها جزيرة كريت جزءًا من اليونان القديمة.
ومع مرور الزمن أصبحت المدينة مركزًا تجاريًا هامًا في العصر الروماني والبيزنطي وظل القصر شاهدًا على تاريخ كنوسوس العريق.
وتم تدمير جزء كبير من القصر بسبب الحرائق والحروب إلى أن تم اكتشافه وترميمه من قبل عالم الآثار الإنجليزي “سير آرثر دايفيز”.
متحف هيراكليون الأثري
يعتبر متحف هيراكليون من أهم المتاحف الأثرية في اليونان وأوروبا بأكملها لاحتوائه على مجموعة معروضات مذهلة تعود إلى العصر الحجري وصولًا إلى العصر الروماني.
بالإضافة لوجود أكبر تشكيلة تحف أثرية وقطع فنية نادرة تعود إلى عصر الحضارة المينوسية ومدينة كنوسوس.
يتكون من عشرين غرفة مقسمة على طابقين، في كل غرفة توجد قطع أثرية مخصصة لحقبة زمنية ما.
يأتي السياح لزيارة المتحف والتعرف على أهم أعمال الفن والبناء وبقايا الحضارة المينوسية الأثرية منذ بدايتها والممثلة في قطع الرخام الملونة والرسومات الجدارية بالغرفة الأولى.
كما تحتوي الغرفة على قطع فخارية تعود إلى العصر الحجري والتي كانت تستخدم في الأعمال اليومية في كنوسوس بالإضافة إلى بعض التماثيل لـ “لإلهة الثعبان”.
في الغرفة الثانية يوجد معرض كبير للأسلحة والمعدات الحربية المصنوعة من البرونز وبعض التماثيل الصغيرة للثور الذي كان يرمز إلى كنوسوس.
ومن أهم مقتنيات المتحف هي تشكيلة الحضارة المصرية القديمة التي وصلت إلى اليونان عن طريق التجار والصيادين بجانب مخطوطات مكتوبة باللغة المستخدمة قديمًا في المدينة.
بالإضافة إلى جدارية “الثور الواثب” التي تصف ثلاثة أشخاص يقومون بالوثب من على ثور الأمر الذي يعتقد بأنه نوع من أنواع الاحتفالات القديمة.
كما توجد قاعة مخصصة للمجوهرات والحلي المينوسية والتي تشمل القلادات والأساور والخواتم التي تعكس مدى تطور ومهارة الحرفيين آنذاك.
تم استخدام مواد مختلفة في صنع الحلي مثل الذهب والبرونز والفضة وبعض الأحجار الكريمة في تأثر واضح بالحضارة الفرعونية.
أما بالنسبة للطابق الأول فهو يحتوي على الكثير من الجداريات التي تم العثور عليها في مختلف مناطق جزيرة كريت وبالأخص كنوسوس.
تعرض الجداريات بعض الفقرات من الحياة والأنشطة اليومية لسكان المدينة مثل زراعة المحاصيل أو الاجتماعات الهامة في القصر.
وقد تم ترتيب الجداريات بتسلسل زمني مما يسهل على الزائرين متابعة التطور الفني والتصميم المعماري للجزيرة على مر العصور.
يمكن زيارة المتحف يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا إلى الساعة الخامسة مساءً.
أفضل الفنادق وأماكن الإقامة
نظرًا لموقعها المتميز وأهميتها التاريخية والثقافية الكبيرة، تحتوي كنوسوس على مجموعة متميزة من الفنادق لتوفير أقصى سبل الراحة لزوارها من كل أنحاء العالم.
فندق جالاكسي هيراكليون
يعد الاختيار الأول لكل من قاموا بزيارة المدينة وهو الحائز على أفضل التقييمات من حيث الموقع والخدمة على المنصات الإلكترونية المختلفة.
فقد أشاد زوار الفندق بموقعه المركزي بالقرب من “قصر مينوس” ومن مطار “هيراكليون الدولي” حيث تستغرق الرحلة بينهما حوالي عشر دقائق فقط.
بالإضافة إلى جودة الغرف المجهزة بأحدث وسائل الترفيه والراحة مثل شاشات التلفاز الكبيرة ومكيف الهواء وأغراض عديدة أخرى منها:
- حمام سباحة مناسب لكل أفراد الأسرة.
- خدمة الغرف التي تعمل على مدار الساعة.
- نادِ صحي.
- مطعم وأماكن مخصصة لصف السيارات.
وعلى الرغم من كل تلك المميزات تظل أسعاره التنافسية والتي تعتبر في متناول أغلب فئات المسافرين من أهم ما أشاد به الزوار.
فندق جي دي إم ميجارون التاريخي
هذا الصرح الفخم والحاصل على أعلى التقييمات الفندقية يقع في وسط المدينة بالقرب من الميناء وساحل البحر.
يتميز بتصميم معماري متميز منذ إنشائه في عام 1920 وهو الوحيد الحاصل على لقب “فندق فاخر” بالمدينة.
يقدم لنازليه العديد من الخدمات ووسائل الراحة مثل النادي الصحي وغرف الاجتماعات الفارهة المناسبة لاستضافة أكبر وأهم المناسبات في المدينة.
ويوجد به أيضًا اثنان من أفضل المطاعم بالمنطقة بكل ما يقدمانه من أشهى وألذ المأكولات مع منظر ساحر على البحر.
الخلاصة
من الضروري زيارة مدينة كنوسوس في جزيرة كريت ضمن برنامج زيارة دولة اليونان الساحرة لما تحتويه المدينة من آثار عريقة تعود إلى الحضارة المنوسية.
تلك الحضارة التي تعد مهدًا لأول حضارة أوروبية متطورة من حيث استخدام الكتابة وبناء القصور الشاهقة.
من أهم تلك القصور “قصر مينوس” القائم إلى يومنا هذا والشاهد على مدى تطور وازدهار تلك الحضارة.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
أين تقع مدينة كنوسوس؟
تقع كنوسوس في جزيرة كريت أكبر جزر اليونان الجنوبية في قارة أوروبا وتطل مباشرة على البحر المتوسط.
ما هي أهم المزارات السياحية في كنوسوس؟
يعد قصر مينوس الأثري الذي يعود تاريخ بناؤه إلى القرن الثاني قبل الميلاد أهم المزارات السياحية في المدينة.