متحف الفنون و الحرف في مدينة النور باريس

المتحف اسم يطلق على مكان يجمع تحفًا فنية، والتحفة هي مادة ثمينة وقيمة، تعد المتاحف رمزًا يميز الدولة ويزيد من شهرتها وشعبيتها ومن تلك المتاحف متحف الفنون والحرف في مدينة النور في باريس.

ومع تطور الإنسان ومرور الزمن تطور مفهوم المتحف ليشمل:

• الاختراعات
• الابتكارات
• مباني الرهبان القديمة
• التماثيل
• اللوحات
• الأدوات العلمية
• الخرائط وغيرها.

وتحولت المتاحف من مجرد مخازن للتحف لمباني تخدم المجتمع والدولة وتزيد من ثقافة الأفراد.

لا زالت المتاحف من أشهر الأماكن السياحة التي يقصدها السياح عند زيارة دولة ما، حيث إنها تلعب دورًا مهما في التعريف بحضارة وتراث الدولة، كما أنها تنمي شعور الانتماء للوطن.

كل هذه المميزات دعت الحكومات إلى الاهتمام بها وتطويرها بشكل يجذب السياح ويحافظ على التراث.

ويعد هذا المتحف من المتاحف التي لاقت اهتمام الجهات الحكومية.

تاريخ المتحف

أسس  “هنرى مارتن”  المتحف عام 1794 م، خلال الثورة الفرنسية

يقع في الدير القديمة للقديس “مارتن دي شامب” في قلب المدينة حيث إنه كان ديرًا ولكن الحكومة حولته لمتحف يضم الاختراعات والابتكارات الهندسية.

من الإصلاحات التي أُجريت تطوير مجموعات المتحف في عهد الملك “يوليو” الإمبراطور الثاني، بالإضافة إلى تجديد المتحف بصورة كاملة عام 2000 م.

ولأن المتحف كان عبارة عن دير سابقًا نجد حاليا (مباني الرهبان قديمًا) تمثل مزارات سياحية للزوار.

كان الهدف الأساسي من المتحف توعية الناس بأهمية التقنية الحديثة ومقدار تطورها، حيث يضم المتحف الكثير من الاختراعات والأدوات العلمية القديمة والنادرة.

يعكس المتحف المراحل المختلفة لكل عصر كما يوضح سرعة التطور في الأجهزة والاختراعات.

تَعَّرض المتحف لإهمال كبير أدى إلى انخفاض عدد الزوار، ولكن إطلاق (نسخة الإنسان الآلي) في 2012-2013 م كان سببًا في شهرته وزيادة عدد السياح.

بالإضافة إلى أن المتحف يوثق مجموعة جميلة من الأعمال والآلات التي تبرز الإبداع البشرى.

كما يضم أكاديمية تسمى” أكاديمية الفنون والحرف” تم إنشاؤها لمساعدة العلماء والمخترعين وتزويدهم بأعمال من سبقهم.

أهمية متحف الفنون والحرف

أهمية المتحف لا تقتصر على حفظ التحف بل تتعداه إلى الآتي:

1. تعريف المواطنين والسياح بالثقافة والتراث
2. تقوية العلاقات بين الشعوب والدول
3. تقديم المعلومة التاريخية بشكل جذاب وممتع
4. حفظ الأعمال الفنية والآثار القيمة للدولة
5. المشاركة في النواحي الأكاديمية
6. تمثل أماكن للترفيه وللتأمل في الحضارات السابقة
7. تساعد الباحثين والمختصين في دراسة التاريخ
8. جذب السياح حيث إنها تُعد من أهم ركائز السياحة
9. تعزيز الشعور الوطني لدى الشباب
10. دعم اقتصاد الدولة
11. توفير فرص عمل وبالتالي المساهمة في تقليل نسبة البطالة.

أهم محتويات المتحف

يحتوي المتحف على الكثير من الابتكارات لعلماء ومخترعين ومهندسين، ولذلك نجد السياح ينبهرون من تلك التصاميم الدقيقة والمميزة بالإضافة إلى أنهم يستمتعون بفك طرق تصميم:

• آلات العد الأولى
• الساعة المائية
• مجموعة من القاطرات والسيارات
• الطائرة البخارية للمهندس “كليمان ادير”
•  أجهزة عرض الأفلام
• التلغراف
• مركبة تعمل بمحرك حراري
• آلة الورق
• المجاهر
• النموذج الأصلي من بندول “فوكو”
• تمثال الأسد والأفعى.

قليل من الاختراعات توجد في قاعة العرض الرئيسة مثل: طائرتان معلقتان لإثبات الدور الرائد لفرنسا في الطيران ومجموعة من السيارات.

كما يظهر الترتيب الفني للقطع والتحف في جميع صالات العرض ذات السقف المرتفع.

ونجد نموذج من صاروخ تابع لوكالة الفضاء الأوروبية ومحطة طاقة نووية فرنسية.

ومن الأعمال الرائعة أيضا الـ“كرونوميتر” وآلة تعمل بالهواء المضغوط وتوربينات البخار الشعاعية.

كل هذه الاختراعات والنماذج خرجت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث إن كثير منها كانت مُعِدَّات تخدم الجنود في الحرب.

يوجد حاليًا أكثر من 3000 قطعة فنية مقسمة على 3 طوابق بعضها يوجد في صالات العرض، والجزء الباقي يُحفظ  في أماكن مخصصة لها لضمان حفظها من التلف أو لتجنب الإضرار بها.

قصة طائرة “Ader avion” لـ “كليمان ادير”

صمم المهندس طائرة تشبه الخفاش تحمل الرَّقَم 3 وكان يأمل أن يُحقق هدف الطيران، فقام بتجربة الطيران في قاعدة عسكرية بمساعدة المنحة المقدمة له من (مكتب الحرب الفرنسي).

تعمل الطائرة بنظام حرق الكحول ولديها مروحتان بأربعة شفرات.

لكن حدث خلل في الطائرة أدى إلى توقفها ونتيجة لذلك تم سحب المنحة المقدمة له، فكتب كتاب يصف فيه حامل الطائرات الحديث وتبرع بطائرته عام 1903م.

آلة العد الأولى لـ “باسكال”

اخترع المراهق “باسكال” آلة عد ميكانيكية بسيطة لمساعدة والده الذي كان يعمل مسؤولًا في الضرائب ويجد صعوبة في عمليات العد الكثيرة والمعقدة.

تكونت الحاسبة من مجموعة من التروس التي تعمل بنظام نقل الأرقام من خانة إلى خانة أخرى.

لم يكن صنع الآلة أمرًا سهلًا للمخترع فلقد مرى بالكثير من النماذج الفاشلة قبل أن يصل إلى النموذج الأصلي، وبالرغم من أن الحاسبة تُسهل من عملية الحساب إلا أنها لم تحقق نجاحا تجاريًا.

يَعرض المتحف 4 آلات حسابية من اختراعه، إحدى تلك الآلات كانت هدية مقدمة لملكة السويد.

توفي المخترع الذي تميز بمنشوراته الثورية في عمر 39.

تمثال الأسد والأفعى

يصور التمثال أفعى تلتف حول أسد بالحجم الطبيعي، تمثال معبر بشكل لافت للنظر استغرق العمل عليه  8 سنوات.

صاحب التمثال رجل فرنسي يقال أنه كان يمتلك مجموعة من الحرف اليدوية، ولكن بوفاته اختفت هذه الأعمال.

تقسيمات متحف الفنون والحرف

ولقد تم التقسيم لتسهيل الوصول إلى التحف الفنية، فنجد قسم:

1. للأدوات العلمية
2. الطاقة والاتصالات
3. الإنسان الآلي
4. النموذج الأصلي لتمثال الحرية
5. البناء
6. النقل.

طرق الوصول إلى المتحف

يمكن استخدام قطار الأنفاق للوصول إلى المتحف من محطة الخط 3 أو محطة الخط 4، أو الخط  الفريد 11 الذي يتميز عن غيره بتصميمه الجذاب.

مواعيد العمل

يظل المتحف مفتوحًا طيلة أيام الأسبوع من الساعة الـ 10 صباحًا إلى الساعة الـ 6 مساًء ما عدا يوم الإثنين.