رحلة إلى مدينة الشمس واستكشاف المعابد والآثار القديمة
منذ بذوخ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا تحظى بعلبك باهتمام بالغ وحب رائع من العرب والأجانب، لأنها تعتبر من أكثر المدن استقطابًا للسياح في لبنان.
لا تزال بعلبك بشموخها وعظمتها محط الأنظار، وما تزال المدينة محط إدهاش لعلماء الآثار والتاريخيين.
تطرح تساؤلات كثيرةً حول كيفية اندثارها وكيفية صمودها أيضًا؟، عن ضخامة صرحها والأحجار والأعمدة وكيفية نقلها؟ ولماذا تم ذلك؟
أقيمت المدينة فوق كهوف ومغارات مدفونة تستمر ضعف مساحة بعلبك، اكتشفت المغارات والكهوف بواسطة الحفر، فالمغارات متباعدة عن بعضها.
أشهر المغارات هي مغارة الحوت، وكهوف الشمس ومغارات تلة الشيخ عبد الله وحي الواد والبساتين، والتي تتميز بالاتساع والعمق المريحين.
مدينة الشمس الساطعة بعلبك
تعتبر من المدن التاريخية الأهم في لبنان وفي الشرق الأوسط، ظل اسمها مخلدا في التاريخ منذ نشأتها، حيث أن صدى صوتها يظل يتطرق على الآذان لما تتميز به من آثار قديمة تعود إلى العصر الروماني.
أهم معالمها على الإطلاق قلعتها الرومانية الشهيرة ذات الأعمدة الشامخة والتصميم المعماري الفخم، كانت القلعة شاهدة على بطولات وروايات ومهرجانات عظيمة؛ مما دفع المدينة نحو القمة.
تسمية المدينة وموقعها
كان يطلق على المدينة في عهد الإمبراطورية الرومانية اسم “هليوبوليس” وهي تسمية لاتينية للكلمة الإغريقية “Heliopolis”، وتعني مدينة الشمس إشارة إلى عبادة الشمس هناك.
تقع المدينة فوق مرتفعات سهل البقاع التي تقع على بعد 85 كلم من بيروت.
تعتبر بعلبك من أهم عناصر الجذب السياحي في لبنان، حيث استولت على عرش السياحة نظرا لما تتميز به من معابد وآثار رومانية قديمة منذ آلاف السنين.
أنشأها الفينيقيون في أوائل عام 2000 قبل الميلاد، قاموا ببناء أول صرح هيكلي قاموا بتسليمه لإله الشمس بعل، ومن هنا حصلت المدينة على اسمها.
لا يمكن رؤية الهيكل بسبب الأطلال التي بنيت في المدينة فيما بعد، يمكنك التَّجْوال في قلب تاريخ لبنان القديم عند تجوالك في شوارع المدينة.
في عهد يوليوس قيصر عام 47 قبل الميلاد تم استعمار المدينة؛ وأمر ببناء هياكل تعبر عن قوة وهمة الإمبراطورية الرومانية.
استغرق بناء المدينة حوالي مئتي عام بإشراف أباطرة الرومان وقد أطلقوا عليها مدينة الشمس.
بإمكانك الوصول إلى هياكل المدينة عبر المرور بالأروقة الرومانية الضخمة التي تحيط بها ساحتان تُزينها أعمدة ضخمة كأنها صروح تنظر الى الشمس منذ القدم.
عصور ما قبل التاريخ بعلبك
برزت على قمة تلة بعلبك علامات وجود المستوطنة على مدى 8000-9000 سنة الماضية، كان بالقرب من المنطقة يَنبوع رأس العين، يسُد الينبوع حاجة المدينة للمياه.
كانت للمنطقة أهمية دينية وتجارية واستراتيجية بدرجة كافية ولكن لم يتم ذكرها أو الاهتمام بها في السجلات المصرية والآشورية القديمة.
ثروتها وموقعها المميز ووجود مورد مائي رئيس حولها؛ كان من الممكن أن يجعلها موقعا اثريا ورائها منذ سن مبكرة.
كانت المعابد المحلية خلال تلك الحِقْبَة مُكرسةً لخدمة هليوبوليس وزوجته وابنه.
كان موقع معبد جوبيتر هو موقع عبادة الإله السابق، فقد كان المعبد مذبحة على قمة التل، وقد تم إنشاء باقي الهيكل على مستواه.
قلعة بعلبك
يوجد في المدينة معلم أثري تاريخي يعد محط أنظار السياح والتاريخيين، قلعة بعلبك الأثرية القديمة، توجد القلعة في الجهة الشرقية من لبنان، وهي مكان أثري ضخم يحتوي على أنقاض مدينة رومانية قديمة.
ترتفع القلعة عن الأرض بمسافة قدرها 1.130 متر، في عام 1984م تم ضم المنطقة الأثرية لقائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
يمكن تصنيف المدينة على أنها أعجوبة أثرية لاحتوائها على آثار وهياكل شاهقة وأعمدة ضخمة، وقد كانت المدينة مكانا مقدسا؛ إذ أنها كانت مركزا للعبادة لبلاد ما بين النهرين.
عام 150 قبل الميلاد وفي ذلك الوقت من التاريخ كان المعبد مملوكا للقبائل الفينيقية والإله بعل، وعندما جاء قسطنطين أمر بنقل المعبد إلى العصر المسيحي.
عند دخول الإسلام المنطقة عام 637م أصبح الموقع حصن إسلامي قوي وقاموا بإضافة بعض الزخارف واستعاضوا عن البعض بالنقوش وبعدها تمت إضافة مسجد إلى المعبد.
جاءت الإمبراطورية العثمانية وبدأ انحدار وإهمال هذه الآثار، وتم التخلي عنها على شكل أنقاض، وفي عام 1898م، قام الإمبراطور الألماني “فيلهيلم الثاني” بزيارة المكان وعمل على استعادته وإصلاحه.
تعتبر بعلبك الآن كنز تاريخي في لبنان، حيث أصبح مزارا للسياح في كل عام للاستمتاع بمناظر الطبيعية الخلابة ومشاهدة الصروح المهيبة داخل المدينة.
المعالم الأثرية في القلعة
تمثل الآثار الرومانية القديمة في المدينة من أهم العلامات التي تمثل الحضارات التاريخية تأثيرا على بعلبك، كما أنها تركت للمدينة إرثا أثريا يتوافد إليه السياح من مختلف الاماكن.
تمثل المدينة مكانا مقدسا يعبر عن الروح الدينية التي كانت لدى الرومان، والدليل على ذلك هذا الكم الهائل من المعابد الرومانية الموجودة بها، مع ما تبقى منها، ومع ذلك تمثل الفخامة والجمال.
خلفت الحضارة الرومانية ورائها عددا من الآثار التي تتمثل في الأبنية والمعابد والقلاع والحصون والاضرحة ومستوطنات تلال المدن.
الأعمدة الضخمة وأشهرها قلعة بعلبك، وهيكل جوبتر وهيكل باخوس والكثير من المعالم المميزة داخل القلعة.
هيكل جوبيتر
من أكبر المعابد في القلعة هو معبد جوبيتر، على الرغْم من أنه تهدم وأصبح ما تبقى من معبد، إلا انه نال شهرة واسعة في البلاد بسبب أعمدته الستة الشامخة.
يبلغ ارتفاع الأعمدة 22 متر، تتألف من أربعة أقسام رئيسية وهي
- الرواق المقدم وهو المدخل المعماري.
- البهو المسدس.
- البهو الكبير.
- الهيكل.
يتكون الرواق من بداية المدخل على بوابة من جانبيها برجان، بينهما رواق سقفه اثنا عشر عمود غرانيت.
تأخذك البوابة إلى البهو المسدس فيمكنك مشاهدة أشعة الشمس كون أن البهو مكشوف، تحيط به ست أروقة سقفها يرتكز على ثلاثين عمودا، ويبلغ طول البهو الكبير 134 متر، وعرضه 112 متر.
بعد دخول المسيحية البلاد واعتمادها ديانة للإمبراطورية وتحولها من الوثنية المسيحية، دمر الأباطرة كل أثر وثني وتم استبدالهم بالكنائس.
استغرق بناء المعبد أكثر من ثلاثة قرون، كانت وما زالت جوهرة أثرية تاريخية تحتفظ بها البلاد.
معبد باخوس
يتميز المعبد مع انه أصغر من معبد جوبيتر ببوابة عملاقة يصل ارتفاعها الى 13 متر، وعرضها 6 متر، تقف شامخة على منصة ارتفاعها 5 متر.
يمكنك تسجيل زيارتك القادمة قاصدا معبد باخوس والاستمتاع برؤية الطبيعة الساحرة والحجارة التي لا تفنى.
الخلاصة
تمثل بعلبك واجهة السياحة في لبنان، حيث تعتبر أثارها الرومانية القديمة مكانا مقدسا لسكان المدينة والتي تمثل تاريخهم القديم.
بُنيت المدينة فوق كهوف ومعالم قديمة تمتد لمسافات كبيرة.
فيوجد المعلم الأثري قلعة بعلبك فوق تل البقاع وموازيا له معبد باخوس ومعبد جوبيتر.
وتكمن أهمية المدينة بآثارها التي كانت محط اهتمام من الحضارة الرومانية القديمة، لذلك عليك إدراج المدينة الساحرة لقائمة زياراتك القادمة.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
لماذا سميت بمدينة الشمس؟
كانوا يطلقون عليها هليوبوليس وتعني مدينة الشمس نسبة لعبادة الشمس هناك.
أين تقع المدينة؟
تقع في مرتفعات سهل البقاع التي تقع على بعد 85 كلم من بيروت.