أماكن سياحية بمدينة بُشرى في شمال لبنان

أماكن سياحية بمدينة بُشرى في شمال لبنان

لبنان واحدة من البلاد المشهورة والمعروفة بطبيعتها الخلابة وكثرة المدن السياحية الجاذبة للسيَّاح من شتَّى بقاع الأرض.

واحدة من هذه المدن السياحية هي مدينة بُشرَى، والتي تقع ضمن الجزء الشمالي في لبنان، بالقرب من وادي قاديشا.

ويوجد في بُشرَى أماكن سياحية متعددة، مما يجعلها وجهة سياحية ثقافية وحضارية ودينية.

تنتشر الجبال والتلال الصخرية بشكل كبير في المدينة، لذلك يسودها الطقس الجبلي.

ويتميز الطقس الجبلي بارتفاع الحرارة وانتشار الجفاف في فصل الصيف، وفي الشتاء تنخفض الحرارة ويكسُو الثلج غالبية المدينة.

نبذة عن مدينة بُشرَى

مدينة بشرى هي عاصمة لمحافظة قضاء بشرى الموجودة بشمال لبنان، والتي تبعد عن العاصمة بيروت مسافة 120 كم.

مما يُميز هذه المدينة أنها تقع على ارتفاع 1500 م تقريبًا فوق مستوى سطح البحر، ولذلك فهي مدينة جبلية.

ونتيجة لطبيعتها الجبلية، فهي ذات تربة صخرية، ويوجد بها العديد من الغابات وينابيع المياه المتفجرة من بين الصخور.

وتعتمد المدينة على السياحة في اقتصادها بشكل كبير وذلك نظرًا لكثرة السيَّاح الذين يزورون المدينة كل عام.

متحف جبران

متحف جبران هو أحد أشهر المتاحف في لبنان، فهو علامة مميزة لمدينة بُشرَى، حيث يعود المتحف للكاتب والأديب جبران خليل جبران.

كان جبران شاعرًا من شعراء العصر الحديث، وكان مشهورًا في الشرق والغرب بمؤلفاته وأعماله الأدبية.

معلومات عن جبران خليل جبران

كان جبران من أصل لبناني، فقد وُلد في لبنان بمدينة بُشرى، ثم بعد ذلك هاجَر إلى أمريكا برفقة عائلته.

انتقل جبران إلى أمريكا عندما بلغ الثانية عشر من عمره، ونشأ هناك وقضَى فترة طويلة تنقَّل فيها بين المدارس الأمريكية ليتعلَّم الإنجليزية.

عاش جبران فترة من شبابه في فرنسا، حيث درس اللغة الفرنسية وآدابها، وتعلَّم فنون الرسم حيث تخرَّج من أكاديمية جوليان للفنون.

عاد الشاعر بعد ذلك إلى مسقط رأسه لبنان وعاش بها خمس سنوات ثم فارق الحياة، وكانت وصيَّته هي أن يتم دفنه ببلده بُشرى.

تم دفنه في دير مار سركيس، والذي تحول بعد ذلك إلى متحف لأعماله بعدما اشترته أخته تخليدًا لذكراه.

وصف متحف جبران

تم بناء متحف جبران داخل دير مار سركيس، ويبلغ عمر الدير تقريبًا 1500 عام، مما جعله من أقدم الأديرة الموجودة بالمدينة ومكان مناسب للأديب جبران لعرض أعماله.

يتكون المتحف من ثلاث طوابق، وعند دخولك من باب المتحف سترَى تمثال للنصف العلوي من جسد الفنان جبران بطول المترين تقريبًا.

وفي الداخل يوجد 16 غرفة لها أسقف منخفضة ومقسمة وبينها ممرات، وتم ترقيم هذه الغرف بالأرقام الرومانية.

يوجد أيضًا بنهاية السلم مغارة تؤدي إلى الغرفة التي تم دفن الشاعر جبران بها، ويوجد بها كرسِيه ومكتبه وسريره.

ماذا يوجد داخل المتحف؟

يضم المتحف 440 لوحة ومخطوطة لجبران، بالإضافة إلى أكثر من 160 لوحة زيتية مرسومة على يده بواسطة الريشة والألوان.

صوَّر جبران الطبيعة وتقلباتها بين الحين والآخر في لوحاته التي رسمها، وهذه اللوحات الأصلية موجودة على جدران المتحف.

يوجد بالمتحف أيضًا مكتبتين، إحداهما بها كتب جبران ومؤلفاته التي كتبها بخط يده، بالإضافة إلى بعض الأوراق والمخطوطات الخاصة به.

أمَّا المكتبة الأخرى فيوجد بها كتبه التي كان يملكها عندما كان بأمريكا، والتي اقتناها من بعض الكُتَّاب المشهورين هناك.

هناك بإحدى غرف المتحف توجد ساعته وبعض أقلامه وريشة الرسم ومعهم بعض الأغراض التي استخدمها في طفولته.

يزور المتحف سنويًا ما يقرب من خمسون ألف زائر، وذلك للاستمتاع بأعمال الشاعر جبران ومعرفة تفاصيل حياته.

وادي قاديشا

الطبيعة في الوادي
وادي قاديشا هو واحد من أقدم الوديان في العالم، فالوادي موجود مُنذ عصور ما قبل التاريخ ويوجد علامات تدل على ذلك.

كان الوادي قديمًا ملجأ لرجال الدين المسيحي الذين هربوا من الوثنيين وسكنوا الأديرة والكهوف.

تمت تسمية الوادي بهذا الاسم، نسبةً إلى اسم النهر الذي صنعه نتيجة مروره منه.

يمر الوادي عند سفح جبل القرنة السوداء، وهو أعلى قمة في الشرق الأوسط، حيث يبلغ ارتفاعها 3050 متر.

وصف الوادي

شقَّ الوادي نهر قاديشا الذي يصُب في طرابلس، ويبلغ طول الوادي تقريبًا 35 كم، ويمتد على جانبيه بعض الكهوف والكنائس والأديرة المبينة من الصخور.

يوجد داخل كهوف الوادي بعض المنقوشات والكتابات التي تدُل على أنَّ الإنسان الحجري قد سَكن هذه الكهوف.

هناك أيضًا نجد بعض المنحوتات الخاصة بالدين المسيحي مُنذ بدايته، وهذا يُفسر وجود عدد كبير من الأديرة على حدود الوادي.

في أحد الكهوف هناك ثمانِ مومياوات محفوظة داخل الصخور، بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية والتي تعود إلى العصور الوسطى.

كان الوادي مصدر إلهام كبير للفنانين والشعراء، وذلك بسبب طبيعته الخلابة، حيث تمتزج فيه جميع ألوان الطبيعة مع بعضها البعض.

مغارة قاديشا

مغارة قاديشا
هي من أقدم المغارات في العالم، حيث يُقال أنَّ عمرها عشرة ملايين عام، لذلك هي من أهم الأماكن السياحية في لبنان.

تكَونَت المغارة بفعل مياه الأمطار والتي تسببت في نحت صخور الجبل، وتوجد على ضفة نهر قاديشا قبل وصوله إلى طرابلس.

اكتشَفها الراهب المسيحي يوحنا عندما كان معتكفًا في الكهف، ولكنه لم يستطع الولوج إليها ورؤيتها من الداخل.

بعد ذلك تم تكوين لجنة مخصصة من وزارة السياحة لاكتشافها ومعرفة تفاصيلها الداخلية، ومن ثُم أصبحت مزار سياحي عام.

المغارة من الداخل

يوجد بالداخل بحيرة عذبة والتي تكونت بفعل مياه الينابيع والعيون المتفجرة من الصخور.

كما يوجد بها بعض الأحجار الكريمة ذات الألوان الزاهية المدفونة في الصخور، والتي تكونت بفعل العوامل الطبيعية في باطن الأرض.

هناك بالداخل العديد من الممرات الصخرية حيث يبلغ طول الممر 1000 متر مع وجود بعض الغرف الصخرية الصغيرة.

وأيضًا يتَدلَّى من السقف بعض الزوائد الصخرية التي تُشبه القناديل المضيئة مما يُعطي مظهرًا رائعًا لها من الداخل.

أثناء مرورك من داخلها يُمكنُك سماع أصوات المياه المتدفقة من باطن البحيرة، مع مشاهدة بعض الزهور والنباتات الخضراء.

غابة الأرز في لبنان

أشجار الأرز
لبنان من البلاد المشهورة بزراعة شجر الأرز، فشجرة الأرز رمز للقوة والشموخ لذلك نَرى شجرة أرز في وسط علم لبنان.

توجد هذه الغابة في شمال لبنان، لذلك عند زيارتك لمدينة بُشرَى يُمكنُك المرور عليها للاستمتاع بجمالها.

تبلغ مساحتها تقريبًا 11 هكتار، وبها أكثر من 48 شجرة يزيد عمرها عن 1000 عام، كما يوجد البعض بلغ أكثر من 2000 عام.

إضافة لهذه الأشجار هناك المئات من الأشجار التي يبلغ عمرها قرون فقط أو بضع مئات السنين.

تنمو أشجار الأرز ببطء شديد، فقد تحتاج الشجرة إلى 40 سنة لإنتاج البذور لإعادة زرعها مرة أخرى.

وبمرور الوقت لا تتوقف الشجرة عن النمو، فقد يبلغ طول الواحدة منها أكثر من 35 متر، كما هو الحال في غابة بُشرى.

تحولت الغابة الآن إلى محمية طبيعية لشجر الأرز، وذلك للمحافظة عليه من القطع أو الالتهام بواسطة الحيوانات.

تقوم وزارة البيئة اللبنانية بالإشراف على عملية زراعة أشجار أرز جديدة كل فترة وذلك لضمان استمرارها، لأهميتها بالنسبة لهم.

الخلاصة

لبنان هي من أجمل دول العالم التي يمكنها أن تُسحرُك بجمالها، فهي خاطفة للأذهان بشكل لا يُصدَّق.

واحدة من أجمل مُدن لبنان هي مدينة بشرى، حيث يوجد فيها العديد من الأماكن السياحية والتي صُنعت بفعل الطبيعة.

إذا كنت من مُحبي الطبيعة بأشكالها المختلفة سواء كانت في الجو أو الأرض أو البحر، فهذه المدينة ستقوم بإشباع حاجتك منها بشكل كبير، وذلك لوجود جميع هذه الأشكال فيها.

تستطيع أن ترى اللون الأخضر في الأشجار والغابات، واللون الأزرق في السماء الصافية ومياه نهر قاديشا، بالإضافة إلى ألوان الصخور والجبال المختلفة والرائعة.

لذلك إذا كنتَ تنوي زيارة لبنان، فلا تنسَى المرور على مدينة بُشرى.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

ما الأنشطة التي يُمكن القيام بها عند زيارة بُشرى؟

يمكن القيام بالعديد من الأنشطة عند زيارة المدينة:

  • ركوب الدراجات لمسافات طويلة بين الطُرق الجبلية.
  • تسلق الجبال والتلال.
  • التجول بين الأشجار في الغابات.
  • زيارة محمية الأرز الرائعة.
  • التزلج على الجليد في فصل الشتاء.
  • التخييم بين أحضان الطبيعة ومشاهدة النجوم ليلًا.

ماذا نرَى عند زيارة وادي قاديشا؟

يوجد العديد من المناظر الطبيعية الرائعة التي يمكن الاستمتاع بها عند زيارة الوادي:

  • يمكننا رؤية غابات شجر الصنوبر المخروطي الشكل.
  • شلالات المياه المتدفقة من بين الجبال العالية وسماع أصواتها.
  • عند صعود الجبال يمكننا رؤية السحب البيضاء بالإضافة إلى الثلوج تغطي قمم الجبل.
  • العديد من أشكال الطيور الملونة والرائعة والتي تسكُن الوادي.
  • وأيضُا يمكننا الاستمتاع بألوان الطبيعة المدهشة والممزوجة معًا وكأنها لوحة فنية مرسومة.
مقالات ذات صلة
أضف تعليق: