معبد اشمون من أهم المعالم السياحية في لبنان
تشتهر لبنان بالعديد من المعالم السياحية الهامة التي يأتي إليها الأشخاص من جميع أنحاء العالم.
وذلك للتمتع إما بجمال تلك المناطق، أو تجربة الطعام الذي تتميز به لبنان.
ومن ذلك نختص بالحديث عن أحد أهم المعالم الأثرية القديمة بلبنان وهو معبد أشمون، حيث كان مركزًا هامًا للناس في ذلك الوقت.
فيعد ذلك المعبد ثروة تاريخية عظيمة، لما فيه من تحف وقطع أثرية عريقة توصف تلك الحقبة الزمنية العتيقة.
لذلك إن كنت من محبي التاريخ والتعرف على المناطق الأثرية القديمة فإن معبد أشمون المكان المناسب لك.
موقعه وتصميمه
كان المعبد يبعد عن مدينة صيدا حوالي 2 كيلومتر، ويقع بالقرب من الضفة الجنوبية عند نهر بسترانوس الذي يطلق عليه الآن بنهر الأولي.
ويقع النهر بالقرب من مصبّه الذي يعرف الآن ببستان الشيخ، القريب من البحر الأبيض المتوسط.
وتم بناء المعبد في عهد الأخمين (529-333 قبل الميلاد)، على يد أشمون عازر الثاني ملك مدينة صيدا في ذلك الوقت.
ومن الأغراض المعروفة للمعبد، كان يقام به الكثير من الاحتفالات، حيث كان يحتفل الناس باستعادة المدينة لمكانتها واستعادة ثرواتها.
بعد ذلك قاموا بعمل توسيعات للمعبد بشكل كبير، والتي استمرت لعدة قرون أخرى.
وبذلك اكتسبت تلك المدينة العديد من القوة، حتى بدأت في الهيمنة على الدول الأخرى، مما ساعد في ازدهار المعبد وزيادة قوته.
وعند النظر من الخارج للمعبد نجد أن الحرم يتكون من فناء كبير يحيط به حائط كبير مبني من قوالب الحجارة الجيرية.
فيتميز الحرم بوجود الكثير من الأحواض المائية التي تصب بها قنوات صغيرة تجلب الماء من نهر اسكليبيوس ومن ينبوع إدلل.
فقد كانوا يشتهرون باستخدام المياه في العديد من الممارسات في الأغراض العلاجية والتطهيرية.
وبعد قدوم الرومان قاموا بتطوير المعبد، وتم بناء طرق من الأعمدة ولكنها لم تستمر كثيرًا حتى سقطت بعد حدوث الزلازل في المدينة.
كذلك يحتوي المعبد على أحد الأماكن الهامة به وهو مذبح أشمون، والذي يعرف أيضًا بمنبر أشمون، والذي اكتشفه العالم الفرنسي “موريس دوناند” عام 1963م.
وتم بناء المذبح من الرخام الخالص الأبيض، وتم تزيينه ببعض النقوش ولا سيما على الطرق الهلنستية.
فنلاحظ أن النقوش قسمت المذبح إلى شقين متماثلين تحتوي على الكثير من نقوش أشهر الآلهة الرومانية، ويمكن أن نجدها في الجزء العلوي للمذبح، والتي مثّلت 18 إلهًا من آلهة الرومان.
من الأماكن الهامة الأخرى في موقع المعبد، وجود معبد صغير مبني على مصطبة من الحجارة ومرتفعة عن الأماكن التي حولها.
كان ذلك المعبد الصغير مركزًا للإشراف على ما حوله من الإنشاءات الأخرى التي كان يتم بنائها في ذلك الوقت، وعلى الأحواض المائية المقدسة أيضًا.
ويوجد في الموقع بقايا لآثار معبد عشتروت، الذي كان يحتوي على عرش عشتروت، ومن الخارج يحيط به أسدان من الحجارة.
وبجانب معبد عشتروت نجد عدة أحواض يتم جمع المياه بها والتي كانت تأتي من نبع إدلل المقدس.
وكشفت التنقيبات الحديثة لمعبد أشمون عن الكثير من التحف والقطع الأثرية، وكان من أهمها قطعة منقوش عليها كتابات فينيقية قديمة حملت معلومات مهمة حول التاريخ القديم لمدينة صيدا.
حيث تم إعادة البحث في المعبد مرة أخرى عام 1900م، على يد بعض الباحثين عن الكنوز المحلية التي أثارت فضول الكثير من العلماء.
ولم يكتفي العلماء بتلك الرحلات الاستكشافية فقط، بل قام العالم الفرنسي “موريس دوناند” بإعادة البحث والتنقيب مرة أخرى وبشكل أكثر دقة في عام 1963م.
لوحة الفصول الأربعة
عند النظر إليها يمكنك رؤية جمال التصميم، حيث تعتبر أحد أهم اللوحات وأشهرها في المعبد والتي تعبر عن الفصول الأربعة بشكل متقن للغاية.
وقديمًا في العصر الروماني تم بناء كنيسة كبيرة عند مدخل المعبد، وتم تزين جدرانها بالعديد من الأشياء.
فزيّنت الأراضي والساحات من حولها بالقطع الصغيرة من الحجارة التي تعرف بالفسيفساء.
وأثناء حملات التنقيب تم العثور على لوحة في غاية الجمال والتي كانت تمثل الفصول المختلفة الأربعة.
وحديثًا وخلال فترة الحروب اللبنانية استولى بعض اللصوص على الموقع وقاموا بسرقة العديد من الأشياء التي كان من ضمنها تلك اللوحة العريقة.
الخلاصة
تميّزت لبنان واشتهرت بالعديد من الأماكن السياحية والتي كان من أهمّها معبد أشمون.
فيحتوي المعبد على الكثير من الأشياء الهامة والتي كان من أهمها لوحة الفصول الأربعة.
حيث تكونت من فسيفساء الحجارة مما أعطى اللوحة مزيدًا من الدقة والجمال.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي لوحة الفصول الأربعة؟
لوحة الفصول الأربعة تتكون من حجارة صغيرة تسمي فسيفيساء، حيث كانت تعتبر أحد أهم معالم معبد أشمون.
أين يقع معبد أشمون؟
يبعد هذا المعبد عن مدينة صيدا حوالي 2 كيلومتر، ويقع بالقرب من الضفة الجنوبية عند نهر بسترانوس الذي يطلق عليه الآن بنهر الأولي.