المتحف الوطني للعصور الوسطى وتاريخ المنحوتات الخاصة به

المتحف الوطني للعصور الوسطى وتاريخ المنحوتات الخاصة به

حين يجتمع “الفن القوطي” مع “الرومانسكي” تجد الحضارة حينها تبعث من جديد، فماذا إذا اجتمع جزء من الآثار الرومانية داخل هذا المتحف أيضًا.

وبوجود حمامات “جالو رومان” الحرارية، امتزج كل هذا الجمال الأثري والحضارة المذهلة، لينتج لك متحفًا فنيًا لا يمكن تكرار تواجده بسهولة أبدًا.

هنا داخل “المتحف الوطني للعصور الوسطى” أو “متحف كلوني” تجد كافة الأجوبة التي تدور داخل ذهنك، عن كيف كانت الحياة اليومية في ذلك العصر؟

حيث تجد مدخل المتحف مزين بالتماثيل القوطية، التي كانت علامة رائدة في العصور الوسطى.

وتتجسد تفاصيل المتحف في كافة العناصر الأثرية المميزة، باحتوائه على العديد من المنسوجات الرائعة والمنحوتات التاريخية القوية.

بناء المتحف وتطوره

لم يقتصر تاريخ المتحف على تجميع المنحوتات، بل يمتد تاريخه في تطوره من فندق خاص بدير “كلوني” إلى متحف للعصور الوسطى.

ومن الجدير بالذكر أن تأسيس المتحف مرتبط  بـ”ألكسندر دو سوميرارد”، وذلك بسبب شغفه الكبير بمجموعات الفن الخاصة بالعصور الوسطى، حيث استقر في فندق “كلوني” عام 1832.

وبعد وفاته تم نقل ملكية المجموعات الأثرية إلى الدولة في عام 1843، وأوصى المهندس المعماري “ألبرت لينوار” ببناء متحف يضم جميع الآثار المتعلقة بالعصور الوسطى.

ضم المتحف العديد من القطع الفنية المتعلقة بهذا العصر مثل:

  • غرف الزجاج الملون.
  • نسيج السيدة ووحيد القرن.
  • المنقوشات الذهبية والخشبية.
  • التماثيل القوطية.

ويتكون المتحف من الطابق الأرضي الذي يحتوي على الحمامات الحرارية، والطابق الأول حيث توجد صالات العرض الدائمة للقطع الأثرية حسب تصنيفها التاريخي.

معروضات المتحف

تتعدد المعروضات حيث تحتوي على كافة أنواع الفنون الخاصة بهذا العصر، من القرن الأول إلى القرن السادس عشر.

يتجسد من خلالها تاريخ العصور القديمة والوسطى، وامتزج بها الفن اليوناني والقوطي، ومن أبرز معروضات المتحف:

نسيج السيدة مع وحيد القرن

تقع هذه المجموعة في مقدمة الأعمال الأكثر شهرة للمتحف، حيث تتكون هذه المجموعة من ست لوحات.

كل لوحة تعبر عن حاسة من الحواس الخمسة، بينما تأتي اللوحة السادسة لتعبر عن الإحساس والرغبة الداخلية.

تأتي جميع اللوحات بخلفية مشتركة، تتكون من خلفيات باللون الأحمر تزينها النباتات المزهرة والحيوانات.

تتوسطها تلك السيدة الجميلة المزينة بالجواهر، وبجانبها فتاة تساعدها، وتظهر بجوارها بعض الحيوانات مثل الأسود أو وحيد القرن، وتحيط بها أشجار البرتقال والصنوبر.

يرجع هذا العمل الفني الثري إلى القرن الـ 15، ويوضح المهارات الإبداعية المتطورة في صنع النسيج وتحويلة إلى لوحات فنية باهرة.

آدم

في القرن الـ 13 وعلي يد النحات “بيير دي مونتروي” جاء هذا التمثال الرائع، حيث كان يزين كاتدرائية “نوتردام باريس” وانضم بعد ذلك للمتحف.

ويعتبر مثال قوي على المنحوتات القوطية، التي كان هدفها إبراز النواحي الجمالية للنحت في العصور الوسطى والقديمة.

زجاج ملون من “سانت شابيل”

صنع هذا الزجاج في القرن الـ 13، ويتميز بأنه كثيف الألوان والتي تتعدد ما بين الأحمر والأصفر والأخضر.

في كنيسة “سانت شابيل”، التي بناها الملك “لويس التاسع”، كانت هذه القطع الزجاجية الملونة تزين النوافذ.

تحكي النافذة الأولى قصة “شمشون والأسد” الذي استطاع أن يقتل الأسد بقوته الهائلة، وجسدت النافذة الثانية تتويج أحد ملوك الكتاب المقدس.

معاهدة القتال

تشمل استراتيجيات القتال وأسلوب التعامل مع الأسلحة بتوجيهات من الألماني “يوهان ليشتناور”، حيث كانت تدرس هذه الاستراتيجيات لنبلاء الطبقة العليا في ذلك العصر.

ترجع هذه المخطوطة الغير مكتملة إلى القرن الـ 15، ومن الجدير بالذكر أنها توضح بشكل تفصيلي دقيق أساسيات القتال.

يوجد بالمتحف العديد من الأسلحة المحفوظة وأدوات القتال المختلفة، والتي تشبه المستخدمة في هذه المخطوطة.

أمام المذبح ومشاهد من حياة العذراء

مشاهد من حياة العذراء

لوحة من الخشب ذات خلفيات مزخرفة، برسومات ذهبية حيث تشبه رقعة الشطرنج.

كما أن المشاهد الغنية بالألوان التي رسمت بأسلوب متميز، ومتأثرة بالفن الفرنسي وتوجهاته، تجسد مراحل حياتية مختلفة للسيدة العذراء مثل:

  • البشارة.
  • الميلاد.
  • موت العذراء.
  • تعليم العذراء.

أريادن ورؤساء الأسد

هنا حيث تاريخ الإمبراطورية الرومانية، والقسطنطينية في العصور القديمة، وقد نُحت هذا التمثال بدقة وبكفاءة عالية، حيث يظهر “أرديان” وحوله “ساتير” و”كيوبيد” ممسكا بعصا “باخوس”.

صنع من العاج والكريستال الصخري، وبالإضافة إلى ذلك تم نحت رؤوس الأسد بشكل مجوف من الكوارتز.

كافة هذه المواد الثمينة والفاخرة، تم استخدامها بشكل فني ماهر لتزيين القصور والأثاث في هذا العصر.

ملكة سبأ ورأس تمثال العمود

تأتي هذه المنحوتة من دير “سان دوني” وتتضمن أنبياء وملوك العهد القديم، حيث يرجع تاريخها إلى عام 1140.

يظهر هذا التمثال رأس ملكة سبأ بينما ترتدي تاجًا مُزينًا، ومن الجدير بالذكر أن هذه المجموعة قد اكتملت على يد “أبوت سوجر”.

المنسوجات وقصة القديس “ستيفن”

من كاتدرائية “سانت إتيان” بأوكسير، حيث ترى لوحات منسوجة مكونة من 12 قطعة، تسرد مشاهد متعددة للقديس “ستيفن”.

  • حياته.
  • تاريخ رفاته.
  • مشاهد الاستشهاد.
  • إعادة اكتشاف الضريح الخاص به.

اللوحات ذات كثافة عالية، ودقة الألوان والتفاصيل رائعة بشكل مثير للدهشة، ويعتقد أنه تم نسجها من عام 1500 إلى عام 1509.

يصل طول السجادة حوالي 45 مترًا، تتجسد فيها المواقف العديدة للقديس، حيث يظهر في المنسوجات المحاكاة الواقعية للمناظر الطبيعية وطراز المساحات المعمارية.

ساعات العمل الرسمية داخل المتحف

المتحف مغلق حالياً للتجديدات، حيث يتم الافتتاح في شهر مايو والعمل طبقًا للمواعيد الأساسية الخاصة به.

  • من يوم الأثنين إلى يوم الأربعاء من الساعة الـ30: 9 صباحًا إلى الـ30: 5 مساءً.
  • المتحف مغلق يوم الثلاثاء.

الفنادق القريبة من المتحف

يوجد العديد من الفنادق التي تحيط بالمتحف، حيث تلك المنطقة النابضة بالحياة والتي يرغب الجميع في زيارتها.

“بارك سانت سيفيرين”

يقع الفندق على بعد 450 متر من المتحف، ويتلقى العديد من التعليقات الايجابية، حيث تجد أن التقييم الخاص به هو 9.7.

وذلك بالإضافة إلى أنه يقع قرب محطة مترو “سانت ميشيل”، مما يقدم لك فرصة ذهبية للتنقل بحرية أكبر.

“ليه بوليه دي باريس”

يبعد الفندق حوالي 300 متر عن متحف العصور الوسطى، يقدم “ليه بوليه دي باريس”، العديد من الأكلات الخاصة بالنباتيين والأطعمة الخالية من الجلوتين.

وتتواجد العديد من المقاهي الشهيرة، حيث محلات التسوق في حي “ماريه” ومتجر “مارشييه”.

الخلاصة

دمج الفنون المختلفة على مدى العصور ليس بالأمر اليسير، ولكن حقق المتحف الوطني للعصور الوسطى هذه المعادلة.

كان تنوع المعروضات والفنون الخاصة بتلك الحقبة التاريخية، واستخدامها داخل التسلسل الزمنى هو الهدف الأساسي لتكوين فكرة كاملة ومتناسقة عن التطور التاريخي للفن.

تجد أن فكرة “دو سوميرارد” وعشقه للفن القوطي والعصور الوسطي لم تذهب عبثًا، وأن عظمة المكان تبعث من جديد، بسبب وجودها في منطقة جالو الرومانية.

تتدرج المعروضات من العصور القديمة والرومانية إلى الفن الرومانسكى، لذلك ندعوك للمشاركة برأيك في هذه الأعمال الرائعة.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

هل اقتصرت المنحوتات على الفن القوطي فقط؟

لم يقتصر المتحف على منحوتات العصور الوسطي أو الفن القوطي، بل جمع بين العصر القديم وما يليه من تطورات وسلط الضوء أيضًا على الحضارة الرومانية.

هل توجد مقتنيات خاصة عن الأسلحة المستخدمة في الحروب؟

بالتأكيد، يحتوي المتحف على الأسلحة والسيوف المستخدمة في المعارك، ويوجد أيضًا مخطوطات خاصة تتحدث عن أساليب واستراتيجيات القتال.

هل تم استخدام المواد الثمينة في النحت في العصور القديمة؟

نعم، حيث يأتي تمثال “أرديان” شاهدًا على ذلك، فقد تم استخدام العاج والكريستال الصخري والكوارتز في صنع هذا التمثال.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: