أهم المعلومات عن تاريخ مدينة نابولي الإيطالية

أهم المعلومات عن تاريخ مدينة نابولي الإيطالية

تقع نابولي في جنوب إيطاليا بالقرب من جبل فيزوف البركاني، وهي واحدة من أكبر المدن الأوروبية والإيطالية من حيث الكثافة السكانية، إذ يصل عدد سكانها إلى أكثر من 3 مليون نسمة.

وتتميز بمناظرها الطبيعية الساحرة، بالإضافة إلى تاريخ مدينة نابولي العريق وذلك بفضل معاصرتها لعدد كبير من الحضارات والثقافات، والتي أضفى كل منها طابعًا مميزًا عليها.

وأيضًا فهي تحتوي على عدد كبير من الأماكن الأثرية المميزة، مثل الكنائس التي يصل عددها إلى ما يقارب لـ 500 كنيسة، وكذلك الأعمال الفنية لأشهر فناني إيطاليا، والآثار اليونانية والرومانية.

نشأة المدينة

يرجع تاريخ مدينة نابولي إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، عندما بدأ تأسيس المستوطنات على الجزر، لتصبح أول مستوطنة يونانية في إيطاليا، وكان يطلق عليها اسم “كوماي”.

وقد كانت نابولي تمثل واحدة من أقوى مستعمرات اليونان القديمة، وميناءً تجاريًا، ومركزًا ثقافيًا مهمًا في ذلك الوقت.

مع نمو المدينة وازدهارها، تمت إعادة تسميتها مرة أخرى ليتحول اسمها إلى “نابولي” ويعني “المدينة الجديدة”، وقد لازمها هذا الاسم حتى وقتنا الحالي.

فترة الاستحواذ الروماني

استطاعت الإمبراطورية الرومانية الاستيلاء على نابولي بشكل كامل في عام 326 قبل الميلاد، لكنها حافظت على طابعها الثقافي اليوناني وازدهارها.

أنشأ الأثرياء في ذلك الوقت الفيلات ومساكن العطلات الفاخرة على امتداد ساحلها واستخدموها كمنتجع فاخر.

الحرب الأهلية الرومانية

قضت نابولي فترة من السلام خلال فترة الحكم الروماني، إلى أن بدأت الحرب الأهلية الرومانية واستمرت في الفترة بين سنة 82 إلى سنة 88 قبل الميلاد.

وخلال فترة الحرب الأهلية، استطاع رجلًا يدعى سول وقواته احتلال نابولي، وقتلوا عددًا كبيرًا من سكانها، ولكن بعد انتهاء تلك الحرب استطاعت نابولي العودة إلى سابق عهدها، والازدهار مجددًا.

انقسام الإمبراطورية الرومانية

خلال القرن الرابع الميلادي، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى جزأين:

  1. الجزء الغربي: انتهى حكم الإمبراطورية الرومانية فيه بشكل كامل، ووقعت إيطاليا تحت سيطرة “الجرمان” أو “التيتونيون”، وهم (الشعوب التي تتحدث اللغة الجرمانية).
  2. الجزء الشرقي: تحول هذا الجزء لاحقًا إلى ما يعرف بـ”الإمبراطورية البيزنطية”.

دوقية نابولي

في عام 536، حاصرت الإمبراطورية البيزنطية نابولي واستطاعت ضمها إلى حكمها لتصبح دوقية، وازدهرت المدينة تحت حكم الدوقات الأصليين، إلى أن بدأ الضعف يصيب الإمبراطورية البيزنطية في عام 645.

كنتيجة لذلك تولي “بازيليو” وهو (أحد مواطني نابولي الأصليين) للحكم وأصبح دوقًا، لتصبح المدينة مركزًا تجاريًا مهمًا ويزداد تألقها خلال فترة حكمه وحتى وصول “النورمان” إلى نابولي.

فترة حكم النورمان

في عام 1139، استطاع “النورمان” أو “النورمانديون” وهم (مجموعة عرقية نشأت في شمال فرنسا)، الاستيلاء على نابولي وضمها إلى “مملكة صقلية”.

وقد حافظت المدينة على ازدهارها خلال حكم “النورمان”، وتم تأسيس جامعة نابولي في عام 1224، إلى أن استطاع “شارل الأول” احتلالها وتولي الحكم في عام 1265.

الإمبراطورية الإسبانية

في عام 1442، استطاع الإسباني “ألفونسو الخامس” ملك “أراغون” تولي حكم نابولي، إلى أن أصبحت نابولي تابعة للإمبراطورية الإسبانية بشكل كامل في القرن السادس عشر.

وقد ازدادت المدينة تألقًا تحت حكمها، لتصبح أكبر مدينة في أوروبا ويصل عدد سكانها إلى 300 ألف نسمة، ولكن ذلك التألق لم يدم طويلًا، إذ عانت المدينة من الكساد الاقتصادي في القرن السابع عشر.

في عام 1647، بدأ الغضب ينتاب سكان نابولي، وقرروا بدء التمرد الذي استمر لعام كامل، وذلك بسبب الضرائب الباهظة التي تم فرضها عليهم.

ولكن في النهاية استطاعت الإمبراطورية الإسبانية استعادة السيطرة، وعادت الأمور إلى طبيعتها من جديد.

استقلال نابولي

مدينة نابولي في إيطاليا

في عام 1734، استطاعت نابولي الحصول على استقلالها، حتى استطاع الجيش الفرنسي احتلال نابولي والسيطرة عليها في عام 1799.

استمرت سيطرة الجيش الفرنسي على نابولي حتى عام 1815، وذلك بعد الهزيمة التي لحقت بـ “نابليون بونابرت”، ليعود إليها الأمان والاستقرار، وتحصل نابولي على استقلالها من جديد.

أهم المعالم السياحية التي تجسد تاريخ مدينة نابولي

تأثرت نابولي على مدار تاريخها بعدد كبير من الحضارات التي تركت أثرًا كبيرًا على الفن والمعمار والثقافة في تلك المدينة الجميلة، ويظهر ذلك في عدة أماكن، أبرزها:

أولا: أنفاق نابولي

تحتوي نابولي على مساحة شاسعة من الكهوف والأنفاق التي يصل عمقها إلى 40 متر تحت سطح الأرض، وقد أسسها اليونانيون لتكون هي نابولي في البداية.

وقد استخدم الرومانيون فيما بعد تلك الأنفاق والكهوف لبناء القنوات المائية وتوفير المياه.

مع مرور الزمن، تم تشييد المباني فوق البنية التحتية القديمة لتختفي في أعماق المدينة، ثم تم استخدامها كمخبأ خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك للحماية من الغارات الجوية.

إذا قررت زيارة أنفاق نابولي فإنك تستطيع الاستمتاع برؤية:

  • بعض الكهوف التي كانت تستخدم كقنوات مائية في السابق، وهي ممتلئة بالمياه إلى وقتنا الحالي.
  • آثار الحرب العالمية الثانية مثل الأسلحة والمركبات.
  • وأيضًا يُمْكِنُكَ رؤية المسرح اليوناني الروماني، بالإضافة إلى غرفة تبديل الملابس التي تعود إلى الإمبراطور الروماني نيرون.

ثانيًا: متحف دي كابوديمونتي

متحف في نابولي، إيطاليا

تأسس المتحف في عام 1957، وهو واحد من أكبر المتاحف في إيطاليا، إذ يحتوي المتحف على مجموعة استثنائية من الأعمال الفنية، وأبرزها:

  • لوحات لكبار فناني إيطاليا في الفترة التي تمتد من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر، مثل:
    • رافاييل.
    • لورنزو لوتو.
    • جيوفاني بيليني.
    • سيمون مارتيني.
    • بالإضافة إلى الكثير غيرهم.
  • مجموعة مميزة من المنحوتات الرومانية القديمة.
  • الجناح الملكي، والذي يضم مجموعة من الأثاث وأدوات المائدة التي تعود ملكيتها إلى أفراد العائلة الملكية في القرن الثامن عشر.

ثالثًا: كاسل نوفو

كاسل نوفو، نابولي

تعد كاسل نوفو أو القلعة الجديدة، والتي تم تأسيسها في عام 1279 خلال عهد الملك “شارل الأول”، واحدة من أهم المعالم الأثرية في نابولي.

ويرجع سبب التسمية إلى الرغبة في التفرقة بين كاسل نوفو والقلاع الأقدم منها مثل قلعة “ديلوفو” وقلعة “كابوانو”.

خلال عهد أحد ملوك نابولي، والذي يدعى “روبرت”، أصبحت القلعة مركزًا ثقافيًا مهمًا لتقديم الضيافة إلى الفنانين والأدباء والأطباء.

ثم أصبحت القلعة مقرًا لإقامة الملك، وتمت إعادة إعمارها خلال حكم “ألفونسو الأول” ملك “أراغون”.

تمثل القلعة في الوقت الحالي مركزًا لإقامة الفعاليات الثقافية المهمة، وتحتوي القلعة على 5 أبراج، تتحد معًا من خلال جدرانها.

وتضم معرضًا لأهم الأعمال الفنية لرسامي نابولي خلال الفترة من القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين، بالإضافة إلى مجموعة من الكنائس الصغيرة، والتي تحتوي على عدد من اللوحات الجدارية المذهلة.

وكذلك فهي تحتوي على مجموعة استثنائية من الآثار الرومانية القديمة التي يُمْكِنُكَ العثور عليها داخل متحف القلعة.

الخلاصة

انتقلت مدينة نابولي من حكم إمبراطورية إلى أخرى على مدار التاريخ، إلى أن حصلت على استقلالها في النهاية خلال عام 1815.

وعلى الرغم من الألم والصراعات التي نتجت عن تلك الحروب، والمحاولات المستمرة للسيطرة عليها، لكنها حافظت على مجدها ومكانتها، ليشهد كل ركن فيها على تاريخ من القوة والصمود.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

أين تقع مدينة نابولي؟

تقع مدينة نابولي في جنوب إيطاليا بالقرب من جبل فيزوف البركاني، والذي يعد واحدًا من أخطر البراكين في العالم.

هل حصلت مدينة نابولي على استقلالها بشكل نهائي في عام 1734؟

لا، إذ نجح الجيش الفرنسي في الاستيلاء على نابولي في عام 1799.

متى تم تأسيس "كاسل نوفو"؟

في عام 1279 خلال عهد “شارل الأول”.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: