السياحة في جنوة مدينة الفن والجمال بين الواقع والخيال

إن السياحة في جنوة إيطاليا لها جمال مختلف ولها طابع مميز، حيث إنها مدينة مختلفة عن باقي مدن العالم في أشياء كثيرة.

فاترك الحظ يحالفك وتأتي إلى هذه المدينة، التي ربما لا تكون على رأس البرامج السياحية لبعض شركات ووكلاء السياحة.

ولكنها تستحق أن تعرف كم هي مدينة عريقة بها كثير من الأسرار وكثير من القصص التاريخية المعقدة التي تحتويها وتبوح بها كلما مر الزمن.

فهي أقدم المدن البحرية في إيطاليا وأقدم مدينة اقتصادية بحرية في أوروبا، مما جعلها تسبق الجميع في أن تكون من أقدم الجمهوريات.

ولها جمال غير طبيعي، على الرغم من أنها مدينة عادية ولكن تمتلك موقعًا مميزًا وهو ممر ضيق ساحلي على حافة جبال (الأبنين) الجنوبية.

وذلك الممر الضيق هيئ للمدينة منحدر جبلي طبيعي مقابل للبحر، فجعلها وكأنها عروس للبحر الأبيض المتوسط، نشأت في كنفه.

فهنا المدينة المليئة بالمعالم التاريخية ولا سيما المعالم التابعة للعصر الروماني، حيث كانت جمهورية جنوة في أزهى عصورها.

ترتيبها الخامس بين المدن الإيطالية من حيث الحجم، ولكنها الميناء الرئيسي لدولة إيطاليا، حيث تطل على خليج جنوة والبحر.

ليس هذا فقط ولكنها من أهم الموانئ الموجودة في إيطاليا منذ عصور ما قبل الميلاد مما يدل على أهميتها منذ القدم.

هي عاصمة إقليم (لاجوريا) بدولة إيطاليا وتقع في الشمال الغربي بالقرب من منطقة الريفيرا الإيطالية، وعلى مقربة من الحدود الفرنسية.

وكانت المدينة الأولى التي يوجد بها جامعة تعليمية التي أُنشئت في القرن الخامس عشر، وكذلك بنك القديس (من أقدم البنوك بالعالم).

ومنها خرج أحد أبنائها المستكشف (كريستوفر كولومبوس)، الذي استكشف قارة أمريكا وجعل جنوة تابعة للإمبراطورية الإسبانية.

سترى في جنوا كيف يكون للشواطئ سحر خاص وتكون المباني لوحات فنية تخطف الأنظار وتجعلك تقف أمامها مندهشًا.

أهم المعالم السياحية في مدينة جنوة

تختلف السياحة هنا بعض الشيء عن المدن الأخرى، فربما تجد في بلاد كثيرة سياحة للأماكن التاريخية فقط، حيث يوجد مبنى أو أكثر تم بناؤه منذ آلاف السنين.

ذلك المبنى أو المباني ما زال موجودًا أو جزءًا منه ما زال موجودًا ويأتي إليه الناس من جميع أنحاء العالم لكي يشاهدوا ويروا الأثر الباقي من قديم الزمان.

ولكن هنا في جنوة الأمر يختلف بعض الشيء، حيث إن جميع المباني تحمل فنًا في تصميمها وشكلها الخارجي والداخلي لكي تكون لوحات فنية وليس مبنى فقط مجرد من أي جمال.

لذا ننصحك أن تصطحب معك أعين الفنان لكي ترى بها جمال المباني الراقي الذي يشكل لوح فنية جميلة تظهر في كل مبنى تراه عينيك.

وذلك لجميع المباني وليس فقط لمبان مخصصة، حيث يمكنك أن ترى هذه اللوحات في أكثر من شارع في أثناء تجولك في المدينة.

ويوجد من المعالم السياحية الكثير الذي يدل على الجمال في التصميم والفن الراقي ويوجد معالم سياحية أخرى تحكي لك التاريخ.

اللوحات الفنية في المعالم السياحية في جنوة

اشتهرت إيطاليا بجمال مبانيها ولا سيما في عصور النهضة، حيث كانت المباني لها تصميمات جذابة كأنها لوحات فنية جميلة.

وكان فنانو تصميم المباني يتبارون في تصميم وبناء المباني لكي يبدو كل مبنى بجمال مختلف عن جمال المبنى المجاور له.

فتشعر بأنك تسير داخل معرض لوحات فنية متعددة الجمال عندما تسير في هذه الشوارع أو تقف أمام أحد هذه الأماكن.

حيث كانوا يهتمون بأدق التفاصيل للمباني سواء بالداخل أو الخارج، حتى في اختيار الألوان، التي يظهر بها المبنى.

فتركوا لنا لوحات غاية في الجمال تتمثل في أماكن عدة تميزت بها بعض المدن ولا سيما في جنوة مثل:

ساحة دي فيراري

تقع في قلب المدينة ومن أهم معالم المدينة التي يجب زيارتها، على الرغم من بساطة المكان ولكن لا بد لك أن تأتي إلى هذه الساحة.

حتى وإن كنت زرت هذا المكان من قبل، فيجب أن تأتي لكي تستمتع وأنت تجلس في هذه الساحة لبعض الوقت وسط الماء.

وستمتع حين تلقي نظرك في أي اتجاه، فستجد مباني مذهلة التصاميم تشد انتباهك من الوهلة الأولى بالنظر إليها.

عندما تكون في ساحة دي فيراري فأعلم بأنك محاط بأهم المباني في المدينة، مثل قصر كريستوفر كولومبوس وكاتدرائية سانت لورانس وكاتدرائية جنوة والقصر الملكي في العصور الوسطى.

وتتكون الساحة من نافورة كبيرة تتوسط الساحة في دائرة كبيرة مرتفعة قليلًا عن مستوى الأرض، ويكون شكل الماء الخارج من النافورة على هيئة أقواس.

وهناك أربع نوافير على شكل أقواس مستطيلة في كل ركن من أركان الساحة، وبهذا الشكل يتم تكوين لوحة جميلة للساحة.

ولأن هذا المكان هو قلب المدينة ومركزها لذا فسوف تجد أن معظم معالم المدينة قريبة منه، مثل دار الأوبرا التي هي جزء من المكان.

وإلى جوارها أكاديمية الفنون وذلك بجانب معظم المراكز التجارية والمحال المنتشرة حول الساحة وفي الشوارع المجاورة للساحة.

دخول هذه الساحة مجانًا ويمكنك الجلوس فيها متى شئت ثم إذا رغبت في ترك المكان لتستمتع بالسير في الشوارع المحيطة بها.

وأهم هذه الشوارع هو الشارع الرئيسي الذي يُسمى (فيا سبتمبر)، حيث يحتوي على مباني أثرية تمثل لوحات فنية قيمة.

ساحة دانتي

قريبة من ساحة دي فيراري وبها برجان (بورتا سوبرانا) يُعدان من العلامات المميزة للمدينة، ويأتي السياح لالتقاط الصورة التذكارية بجانب ذلكما البرجين.

وتقع في وسط المدينة في منطقة غنية بالأنشطة الاقتصادية والأعمال التجارية داخل جنوة، ويوجد طريق يربطها بساحة دي فيراري.

تم إنشاء هذه الأبراج على أنقاض حي بوتشيليو وهو أحد الأحياء القديمة، التي تم تدميرها في أثناء الحرب العالمية الثانية.

حي بوداكاس

إذا كانت رحلتك لقضاء شهر العسل أو لقضاء وقت شاعري فننصحك بالتواجد في حي (بوداكاس) وقضاء أيام شاعرية ممتعة هناك.

يمتاز هذا الحي بالطابع الرومانسي الذي يساعدك على الاسترخاء والشعور بالرومانسية، حيث إنه من أروع الأماكن التي تزورها هناك.

فهو حي قديم ويحتوي على أنشطة ترفيهية كثيرة والأماكن التي تطل على البحر أو داخل الحي تشعرك بالرومانسية.

وأهم ما ننصح به هي زيارتك وتناول الطعام في المطاعم البحرية هناك ذات الإطلالة الخلابة التي تقدم أشهى أطباق الأسماك.

حي بيغلي

هذا الحي هو حي الفخامة والرقي على الرغم من كونه من الأحياء القديمة والعتيقة بالمدينة ولكنه يضم أفخم الفنادق والمنتجعات.

فلهذا الحي سحر خاص لاحتوائه على أجمل القصور والحدائق الأربعة الترفيهية الرائعة، وبالطبع فإن المطاعم الموجودة به لا بد من أن تكون على نفس مستوى الفخامة.

لذا لن تجد إلا الماركات المشهورة في حي بيغلي سواء كانت مراكز تجارية أو مقاهي أو مطاعم بجانب المباني الفخمة والعريقة.

فيا غاريبالدي

هذا المكان متحف وليس بمتحف، فهو شارع يحتوي على أجمل القصور والبيوت موجودة في جنوة وهي أماكن تراثية لها جمال فريد في التصميم.

وتلك المباني تُعد لوحات فنية بأحجام كبيرة تجعلك تقف أمامها لترى كم هي لوحة جميلة في كل تفاصيلها وألوانها.

يُسمى هذا الشارع باسم (ستراد نوفا) وقد ضمته منظمة اليونيسكو إلى مواقع التراث العالمي في عام 2006 ويحتوي على متاحف مشهورة.

كما يحتوي أيضًا على قصور ساحرة مثل:

• بلازو روسو.
• بلازو بيانكي.
• بلازو دوريا تورسي.

القصر الملكي (بلاتزو رويالي)

كان هذا القصر مملوكًا لعائلة بالبي ثم تحولت ملكيته للدولة في القرن الماضي، حيث هو القصر الرئيسي في جنوة.

يُسمى بقصر (ستيفانو بالبي) أو القصر الملكي وينفرد بأثاثه المبهر، حيث إن كل قطعة أثاث تمثل تحفة فنية تم تنفيذها بيد فنان وليس صانع أثاث.

ويمتاز أيضًا بمجموعة الحدائق الرائعة التي بداخله، ويضم كذلك قاعة للمرايا تُفتح للزوار مقابل رسوم مالية إضافية.

قصر بلازو بيانكي

أصبح قصر بلازو بيانكي متحفًا فنيًا يحتوي على أكبر معرض للأعمال الفنية في جنوة، حيث يقع في وسط المدينة.

ويشمل المتحف أيقونات دينية ترجع للعصور القديمة ولوحات فنية لأكبر الفنانين الإيطاليين في القرن الخامس عشر.

ومثله مثل أي مبنى إيطالي في هذه الحقبة الزمنية، يُعد المبنى نفسه تحفة فنية من الخارج وتحف فنية من الداخل.

سياحة الآثار والأنشطة البحرية في جنوة

كان للبحر الأثر الكبير على جنوا في أشياء كثيرة ولا سيما في المباني، فتم إنشاء مباني تجعل من البحر رمزًا لها.

وكان لا بد لهذه المباني أن تكون قريبة من البحر، لتكون لها إطلالة بحرية، وتم إنشاء قرى لممارسة الأنشطة البحرية.

فتم إنشاء قرية بورتوفينو وكذلك مبان كثيرة هناك في جنوة، أصبحت مزارًا سياحيًا يأتيه الزوار من جميع أنحاء العالم مثل:

قرية بورتوفينو في جنوة

تشتهر بالمباني الملونة، تم إنشاؤها في عصر الرومان وأطلقوا عليها (بورتس دولفين) أي ميناء الدلافين وذلك لكثرة وجود الدلافين.

ثم تطور اسمهما إلى أن تم تثبيته إلى (بورتوفينو)، تُعد قرية بورتوفينو من أهم الأماكن السياحية في منطقة الريفيرا الإيطالية.

وهنا المكان مناسب لقضاء شهر العسل به، أو تجديد وقت الرومانسية الخاصة بك، حيث كل العوامل هنا مهيئة لذلك الغرض.

فمناخها معتدل طوال العام وتمتاز بالبساطة في كل شيء وبالهدوء والسكينة وتبتعد عن صخب المدينة ولا سيما بالليل.

فبالليل ستشعر بأنك لست في الأرض ولكن في مكان آخر ليس في كوكب الأرض، حيث تتوافر جميع سبل الحياة ولكن دون صخب.

من أشهر الأنشطة هناك، نشاط الصيد، حيث يُعد واحد من الأنشطة السياحية الشاطئية، ويوجد أماكن مخصصة لذلك بها جميع المعدات للصيد.

وإذا أردت أن تستمتع بجمال المباني الملونة فيمكنك أن تستأجر قاربًا صغيرًا وتتجول به في القنوات الصغيرة هناك بين البيوت.

أو يمكن ركوب دراجة عادية وتتجول داخل الأزقة الضيقة والشوارع لترى أكبر قدرًا من اللوحات الفنية الباهرة على هيئة مبان.

ولا تنس أن تجرب الأنشطة البحرية هناك، مثل الغوص والسباحة أو التجديف في أفضل أماكن العالم لممارسة هذه الأنشطة.

وبالطبع يوجد بها أشهر الماركات العالمية للمتاجر التجارية وكذلك المطاعم الفخمة، حيث تقدم أشهى الأطباق الإيطالية والعالمية.

منطقة سان جورجيو ومنارة بورتوفينو هما أشهر أماكن سياحية يقصدها السائحون والزوار في قرية بورتوفينو الرائعة الصغيرة.

وإذا رغبت في قضاء يوم في السباحة فعليك بالذهاب إلى شاطئ (يارغي) وهو خليج صغير من البحر إلى داخل قرية بورتوفينو.

وهو قبلة للزوار الراغبين في السباحة، حيث يتمتع بالمياه الزرقاء الصافية وكأنها زمرد في تناغم ساحر مع الرمال الناعمة النظيفة.

مغامرة الريح الشمالية للإبحار

من المغامرات الشيقة التي ستبهرك هي الاستمتاع برحلات اليخت، حيث يُبحر بك في داخل مياه البحر متنقلًا بين المدن.

فتوجد اليخوت في الميناء مجهزة لعمل رحلات بحرية مثيرة لسردينيا وليغوريا مع ربان مدربين ذو كفاءة عالية جدُا لقيادة اليخت.

وهذه الرحلة تحمل العديد من الإثارة والأجواء المليئة بالتشويق برؤية المناظر الساحرة في وسط البحر الأبيض المتوسط.

مصعد/برج بيجو

هو ليس برجًا كبيرًا ولكنه يُعد مصعدًا أو مرصدًا لجمال الميناء والمدينة ولا سيما الميناء القديم، وحوض الأسماك (أكواريوم) المتجاورين.

حيث ترى المناظر الخلابة وأهم المعالم للمدينة بعد صعودك أعلى المبنى وسوف تشعر بالإثارة والمتعة في هذا المكان.

المصعد ليس مرتفعًا عاليًا، فقط يرتفع أربعون مترًا، حيث يتاح لك رؤية بانوراما لكامل أنحاء مدينة جنوة من مكان عالي.

ومن الممكن معرفة كافة المعلومات عنه وعن النشاطات الموجودة به ومواعيد العمل وتذاكر الدخول بواسطة الموقع الإلكتروني الخاص به.

منارة جنوة

ثالث أكبر منارة في العالم بارتفاع يصل إلى مائتين وخمسين قدمًا، وهي من أقدم المنارات في العالم أيضًا حيث لها مبنى مهيب جميل.

تجذب السياح إليها من كل مكان كي يشاهدوا الإطلالة الجميلة لجنوا من مكان عالي، لذا فهي من أهم الأماكن السياحية هناك.

أكواريوم جنوة

ها قد وصلت إلى المكان الذي يحبه الأطفال جدًا، بل سيعجبكم أنتم أيضًا، فهو مليء بالمشاهدات والنشاطات المثيرة والجذابة.

وصلت إلى المكان الأكثر شعبية بين السياح والزوار، حيث يزوره حوالي مليون ونصف زائر سنويًا، يأتون لكي يمشون بين الأسماك.

فسوف تسير بين الأحواض وكأنك تسبح في الماء وحولك الأسماك من كل نوع وتستمتع بالتنقل بين كل الأحواض وكأنك تعيش معهم.

هنا حوض السمك الأكبر في إيطاليا وفي قارة أوروبا كلها، الذي يُعد أكبر محمية بحرية في أوروبا بمساحة تصل إلى ثلاثة وثلاثين ألف قدم مربع.

على الرغم من كونه حوض سمك وهذا ما يطلقون عليه، ولكنه يمتلك خواص ومزايا لن تجدها إلا في هذا المكان وتجعله فريدًا.

فيضم الأكواريوم أكثر من خمسة عشر ألف نوع من الحيوانات المائية والبرمائية والزواحف وبعض من الطيور، التي تتعايش مع الأسماك.

تم تقسيمه إلى سبعين حوضًا سمكيًا وحيوانيًا، حيث يضم كل حوض بعض الأنواع من هذه الحيوانات التي تستطيع أن تعيش معًا.

وما سيزيد من متعتك إنك ستجد هناك أنواعًا من الأسماك التي تعيش فقط في القطب الجنوبي الثلجي، تعيش داخل أحد الأحواض.

تم بناء هذا المكان في الذكرى الخمسمائة لرحلة كريستوفر كولومبوس، وسوف تحتاج إلى أيام عدة للتجوال فيه بالكامل.

ويضم أيضًا الحديقة الاستوائية التي بها مكتبة تضم معلومات عن النظم البيئية الهشة والحيوانات التي قاربت على الانقراض.

وكذلك ستجد هناك هيكل من الحديد الصلب على شكل كروي محاط بالزجاج، يطلقون عليه المحيط الحيوي على هيئة الكرة الأرضية.

وستجد هناك حيوانات كثيرة ومتنوعة مثلًا:

• طيور البطريق.
• أسماك الدلافين.
• أسماك القرش.
• الزواحف.

ميناء جنوة التاريخي (الميناء القديم)

ستجد احتياجاتك كلها هنا وأنت تتجول في هذا المكان التاريخي الأثري لتستمتع بالتنزه والسياحة في أهم مكان في العصور القديمة للمدينة.

يطلقون عليه بالإيطالية بورتو أنتيكو (الميناء القديم)، حيث تم تجديد هذا المكان أكثر من مرة لكي يناسب البحرية الحديثة.

توجد منارتان يشكلان لوحة فنية في الميناء واحدة من جهة الشرق وتُسمى منارة بونتو فاغنو والثانية هي منارة الفانوس التاريخي.

ويمكنك زيارة المعالم السياحية بداخله أو قريبة منه مثل الاكواريوم (حوض السمك) ومنارة جنوة ومصعد بيجو عند زيارة الميناء.

ويمكنك الوصول إلى جنوة بواسطة العبارة التي ترسو في هذا الميناء أو السفر إلى إحدى المدن الإيطالية مستخدمًا الميناء.

سياحة المعالم الأثرية والتاريخية في جنوة

إذا رغبت في معرفة تاريخ أي مدينة فمن الممكن الذهاب إلى الأماكن التاريخية والمتاحف التي تضم الأسرار والحكايات عن المدينة.

ولأنك ستزور مدينة زاخرة بتاريخ كبير، ترك لنا أثار في كل مكان في المدينة فجعل المدينة تبدو وكأنها متحف كبير ومكان لتراث عالمي.

ستجد في الشوارع والطرقات المباني تحكي لك أسرارها وعندما تذهب إلى المتاحف والأماكن الأثرية فستجد عجب العجاب الذي يذهلك.

ومن أمثلة المتاحف التي تحتوي على الآثار والكنوز:

متحف جنوة البحري (غالاتا ديل مار)

إن طبيعة البلدان والمدن الساحلية تربط معظم حياتها وشئونها بالبحر، فسترى ارتباط البحر بالناس في أسمائهم وطعامهم وتنزهاتهم وبالطبع أكثر الوظائف لهم ستكون بالبحر.

لذا ستجد أن كل مدينة ساحلية لها أسرار وتاريخ يحكي قصتها مع هذا البحر، وكيف كان هذا البحر مشارك في نواحي الحياة للمدينة.

ولأننا هنا في إحدى المدن التي كانت جمهورية سابقة وكانت دولة مستقلة في العصور القديمة، لذا كان اسطولها قوة كبيرة في المنطقة.

وبالطبع ازدهرت وتطورت جنوة في صناعة السفن والمعدات البحرية وكذلك الأسلحة الحربية، حيث خاضوا حروبًا كثيرة.

وكان لزامًا أن يتواجد مكان يضم كل هذا الإرث التاريخي كي يتم حفظه كتراث عالمي ويكون من أحد الكنوز العظيمة التي توجد بالمدينة.

إن متحف جنوا البحري هو أكبر متحف بحري على مستوى البحر الأبيض المتوسط وزيارة له تجعلك تتعرف على التاريخ البحري والملاحة البحرية.

وقد تم بناؤه بالتقنيات الحديثة وبه نماذج للسفن القديمة بالإضافة إلى وجود مكتبة ضخمة بداخله تحفظ خرائط ووثائق الملاحة.

وتوجد غواصة تابعة للمتحف ترسو بجانب المتحف، ومن الممكن زيارة هذه الغواصة والدخول فيها عند زيارة للمتحف كجزء من زيارتك.

ويشمل المتحف حديقة خضراء يمكنك الجلوس فيها والاسترخاء بعد الجولة في المتحف وتتميز بالهدوء لبعدها عن صخب المدينة.

متحف الفن الشرقي في جنوة

إذا رغبت في أن تشمل رحلتك بعض السياحة الثقافية وترى الكنوز المحفوظة التي تُبهرك بجمالها وعمرها التاريخي وكأنها كتاب مفتوح.

سيحكي لك هذا المتحف بعضًا من تاريخ المدينة في كل عصر على حدى، وسترى نماذج مصغرة لملوك عظام وشخصيات تاريخية.

تعالى لزيارة هذا المتحف الذي يطلقون عليه متحف (كيوسون إدوارد) وستكون واحد من مئات الآلاف من الزوار الذين يرتدون هذا المتحف.

هؤلاء الزوار يأتون لكي يستمتعوا بما يحتويه ويضمه من مجموعات الفن الآسيوي مثل مطبوعات ومنحوتات ولوحات الفن الياباني والصيني.

ومن الممكن معرفة كافة المعلومات عن المتحف مثل موقعه ومقتنياته ومواعيد العمل والتذاكر بواسطة الموقع الإلكتروني الخاص به.

ليس هذا فقط ولكن كذلك توجد معروضات تايلندية ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد وغيرهم من الكنوز والمقتنيات العظيمة مثل:

• أقنعة وأسلحة ودروع أثرية كانت تخص حراس القصور قديمًا.
• تماثيل نادرة لشخصيات تاريخية مشهورة.
• مشغولات خزفية لأعظم الفنانين القدامى.
• الأواني المطلية بالورنيش والمينا والبرونز.
• المنسوجات التي كانت تستخدم في العصور القديمة.

المتحف الوطني في جنوة (قصر سبينولا)

يضم العديد من المجموعات الفنية الخاصة، حيث تبرز أعمال الفنانين الذين عاشوا في عصر النهضة الإيطالية ومنها الأعمال المنحوتة على الرخام.

ويُعد المتحف الوطني من أبرز الأماكن السياحية في المدينة لما يحتويه من كنوز وآثار خالدة، جُمعت لتُخلد فيه لكل العالم.

وقبل أن تدخل القصر، حاول أن ترى الجمال في المبنى والألوان، وكيف كان تصميمه وما زال خالدًا إلى الآن.

ويضم المتحف لوحات لأعظم الفنانين مثلًا:

• لوكا كامبيزي Luca Cambiasi
• بيرناردو كاستلو Bernardo Castello
• برنارد استروتزي Bernardo Strozzi

مدينة جنوة القديمة

اترك سيارتك أو أي وسيلة مواصلات حديثة وتعالى إلى حي المدينة القديمة في جنوا، حيث الشوارع العتيقة التي لا تسمح بمرور السيارات.

وكذلك الأرض المرصوفة بالحجارة في كل مكان والممرات الضيقة والمباني الشاهقة بمقياس العصور التي بُنيت فيها،

كي تستمتع بالعيش في العصور القديمة، حيث تشعر بأنك ركبت آلة الزمن التي عادت بك إلى سنين طويلة من الزمن الماضي.

هنا سترى المقاهي التقليدية والمطاعم القديمة الصغيرة في الممرات الرئيسية النابضة بالحياة تمتلئ بالزوار طوال الوقت.

ولا تنس أن تشتري الهدايا التذكارية والتحف من المحال الصغيرة المنتشرة في هذا الحي التي يوجد بها جميع المنتجات.

المركز التاريخي في جنوة

هذا المكان ليس متحفًا أو مبنى تقليديًا يضم أشياء ثمينة ولكنه حي متكامل من المباني وشوارع ضيقة وأزقة متشعبة.

صنفت منظمة اليونيسكو هذا المكان بأنه أحد مواقع التراث العالمي، حيث إنه يُعد واحد من أكبر مراكز التاريخ في قارة أوروبا.

من الأفضل أن تتجول في مركز جنوة التاريخي سيرًا على الأقدام لكي تستمتع بجمال المباني واكتشاف المعالم التاريخية.

وإذا شعرت بالإجهاد من السير فيمكنك أن تجلس في أحد المقاهي أو المطاعم المنتشرة وسط المحال التجارية.

كاتدرائية سان لورينزوا

عند زيارتك لتلك الكاتدرائية ستجد في الخارج أن جدرانها والمداخل من الرخام المخطط وكأنها لوحة فنية جميلة يغلب عليها اللونان الأبيض والرمادي.

وتشبه هندستها المعمارية كاتدرائية فلورنسا وهي مبنى رائع على الرغم من أن معظم السياح يتجاهلون زيارة هذا المبنى.

وفي الداخل ستجد في كل ركن لوحة فنية منفردة، حتى في الأسقف سترى رسومًا جميلة كأنها لوحات فنية مثل لوحة القديس يوحنا المعمدان.

والطراز المعماري للكاتدرائية يتميز بأنه هو مزيج بين الطراز المعماري الباروكي والقوطي وطراز عصر النهضة الأوروبية، ويرجع ذلك إلى الحقبة الزمنية التي تم تأسيس الكاتدرائية فيها.

حضن بورت سوبرانو في جنوة

هو معلم تاريخي قديم، يذهب إليه السياح لالتقاط الصور التذكارية الكثيرة، حيث إن حصن بورت سوبرانو هو فقط بوابة ضخمة مميزة.

تلك البوابة تضم برجين دائريين، وكانت تستخدم كحصن منيع يحمي المدينة من الأعداء تم تأسيسها في القرن الثاني عشر.

قلعة فورتي بيجاتو في جنوة

على قمة الجبل الكبير في المناطق الشمالية تقع قلعة فورتي بيجاتو وتُسمى قلعة التل، وقد اُنشئت كمجمع حصون للدفاع عن المدينة.

وظلت لسنوات عدة من أقوى الحصون، حتى تم اهمالها وسقطت بعض المباني منها وهو الثكنات المركزية للحصون.

وتم استخدام المبنى في الحرب العالمية الثانية كسجن للأسرى، ومن ثم تم إغلاق المبنى حتى يومنا هذا.

لا يمكنك زيارة المكان والتجول فيه، لعدم السماح للجمهور بدخوله إلى الآن ولكن من الممكن التجول بجانبه وأخذ الصور التذكارية.

حيث هناك الهضاب الخضراء التي تمتلئ بالهواء النقي المنعش وأنت تشاهد جميع معالم مدينة جنوة من أعلى.

التسوق في جنوة

إن جنوا ليست مثل أي مدينة في العالم، يكثر بها الأسواق التجارية (المولات)، ولكن هي تعتمد على المحال الصغيرة للتجارة.

فعلى الرغم من أنها مدينة تجارية واقتصادية من الدرجة الأولى ولكن لا توجد ثقافة إنشاء المراكز التجارية الكبيرة منتشرة هناك.

فعدد المراكز التجارية صغير وفي أماكن محددة، حيث ستجدها في الأحياء الجديدة أو المباني التي ليس فيها جمال التصميم.

فأهم متاجر الأزياء المنفردة في شارع (فيا سبتمبر) المجاور لساحة دي فيرا وكذلك شارع (فيا روما) وبهما أكبر وأفخم المتاجر.

فيوجد مركز فيومارا الذي يضم العديد من المتاجر للأحذية والأزياء والهدايا، كما يوجد به دار للسينما متعددة الوسائط ومركز للبولنج.

فضلا على ذلك يوجد به أماكن للمطاعم والملاهي ومواقف للسيارات مثل جميع مراكز التسوق الكبيرة المنتشرة في العالم.

كما يوجد مركز تسوق صغير في الحجم به عدد بسيط من المحال التجارية يسمى فيومار بجوار محطة قطار (غينوفا سامبيردارينا).

وبجوار ميناء جنوة للعبارات ستجد مركزًا تجاريًا صغيرًا أيضًا يُسمى (مركز تسوق المحطة)، به مكتب لبيع تذاكر عبارات نقل المسافرين.

بالإضافة لبعض المتاجر الصغيرة مثل البقالة أو المقهى الصغير أو متاجر لبيع الصحف والهدايا التذكارية، التي يحتاجها المسافرون.

المطاعم في جنوة

بما إنك تزور مدينة ساحلية، فستجد بأن غالبية الطعام يشتمل على الأسماك أو أي شيء يخرج من البحر بجانب المنتجات الأخرى.

لذا ستجد أن معظم الأطباق التي تُقدم في المطاعم سواء كانت كبيرة أو صغيرة تتكون من الأسماك أو أطباق شاملة شيء من الأسماك.

هذا على الرغم من أن إيطاليا تشتهر بمطاعم الباستا والبيتزا الإيطالية ولكن لن تجد مطاعم بيتزا كثيرة منتشرة في مدينة جنوا.

ونظرًا لأن معظم شوارع هذه المدينة ضيقة فلن تجد مطاعم ذات مساحات واسعة منتشرة في الشوارع مثلما يحدث في أوروبا.

وإذا رغبت في تناول الطعام في هذه المطاعم فلن تجدها إلا خارج المدينة مثل مطعم (Tifis) حيث يقع على تلة.

ومن أشهر المطاعم الموجودة في المدينة، التي تستطيع تناول طعام شهي بها:

مطعم جوسنا الهندي

إذا رغبت في تناول الطعام الآسيوي الذي يوجد مثله في دول الخليج فعليك بالذهاب إلى مطعم جوسنا الهندي في جنوة.

ستجد هناك يقدمون الأطباق الهندية والآسيوية مثل الدجاج الكاري، حيث شهرته العالمية بالطريقة الهندية.

وكذلك أطباق الأرز البخاري بجميع أنواعه وستجد أن هذه الأطباق يتم تحضيرها بطريقة مماثلة وبنفس المكونات التي تعودت عليها.

كما يمتاز بتقديم الخبز الهندي وأطباق الجمبري، وغيرها من السمك وذلك لكي يضفي الطابع البحري بجانب الأطباق الهندي.

لي كانتين سكوارسيفكو Le Cantine Squarciafico

يقدم أطباقًا تقليدية مثل بلح البحر وصلصة الطماطم والكاري ولها شيف مخصص لهذه الأطباق، بجانب الأطباق الأخرى.

يتميز بوجوده داخل فندق فخم لذا ستجد أن صالة المطعم واسعة ويوجد مستوى خدمة مرتفعًا يصل إلى خمسة نجوم.

تراتوريا ديل اكسيجتا Trattoria dell’Acciughetta

يتميز بتقديم وجبة عشاء مختلفة في كل يوم من أطباقه المميزة الباستا وحساء الانشوجة، بجانب بعض الأطباق البحرية المختلفة.

يعتمد على الأسماك ذات الذيل الأزرق التي يطلقون عليها خبز البحر، ويُعد من أفضل المطاعم التي تقدم الأطباق البحرية هناك.

اندراسنا اويستر بار Indarsena Oyster Bar

هذا المطعم لا يقدم إلا الأطباق البحرية المتنوعة ولا سيما المحار، ويتفنن الطهاة في تقديم أطباق مختلفة شهية ولذيذة للمحار.

وأيضًا لا تفوت فرصة تناول طبق حساء السمك، الذي هو علامة مميزة لهذا المطعم بجانب الوجبات البحرية اللذيذة الأخرى.

كما يتميز ذلك المطعم بتقديم وجبات للعشاء تكون خفيفة وشهية وتتكون من مجموعة مميزة من الأطباق الخفيفة المكونات.

مطعم إسطنبول جنوا

يقع قريب من المتحف الملكي والمتحف البحري واكواريوم جنوة، يقدم الطعام الحلال في كل الأطباق ولا سيما الأصناف التركية.

يمتاز بتقديم أصناف فاخرة حلال مثل كلًا من شرائح البيتزا المتنوعة والكباب وطعام الدونر الذي تشتهر به دولة تركيا.

هذا بالإضافة إلى خبز البايد، وهو العلامة المميزة للطعام التركي الشهير، بجانب الأطباق الشهية من منتجات البحر بالطريقة التركية.

ستشعر بالطابع التركي الأصيل المتمثل في البيئة الواسعة والمريحة للمطعم وكذلك ديكور المطعم الذي يميل إلى الذوق التركي.

ومن أفضل مميزات هذا المطعم هو أن أسعاره غير مبالغ فيها وهي متوسطة وفريق العمل هناك ودود يشعرك بجمال الضيافة،

أفضل الفنادق والمنتجعات في جنوة الإيطالية

تشتهر وتمتلئ المدينة بكثير من الفنادق المتنوعة التي تلبي جميع الاحتياجات الخاصة بالزوار ويمكنك تحديد الفندق الذي يناسب ميزانيتك.

فمن مميزات المدينة بأن فنادقها تتواجد في أماكن كثيرة فمنها ما هو قريب من محطة القطار ومنها ما هو قريب من قصور (فيا بالي).

ويوجد أيضًا بيوت الضيافة الإيطالية ذات الفخامة والرقي بجانب أفخم الفنادق والمنتجعات مما يعطيك وفرة في الاختيار لمكان إقامتك.

وزيادة في تميز جنوة عن باقي المدن أن أماكن الإقامة من فنادق ومنتجعات لا تقل في جمال التصميم عن القصور هناك.

ولن تجد اختلافًا كبيرًا بين كل فندق وآخر، فجميعهم لديهم الخدمات الأساسية التي تناسب السكن الفاخر مثل:

أفضل فنادق جنوا الخمسة نجوم

• ميليا جنوفا: قريب من حوض السمك (أكواريوم) ومن قصر دوكالي ويبعد عشر دقائق فقط من الشاطئ.
• غراند سافويا: من الفنادق الفخمة وقريب من محطة القطار ومن الميناء القديم وكذلك قصر دوكالي.
• غراند ميرمار: يطل على خليج تيغوليو ويتميز بوجود مسبح داخله بالمياه المالحة.
• إيت بورتوفينو: مكانه وسط الجبال وقريب من ميدان بورتوفينو.
• إكسلوزيور بلاس: يتميز بالإطلالات البانورامية على خليج بورتوفينو.

أفضل فنادق جنوا الأربعة نجوم

• كونتنال جنوة: قريب من شبكة المواصلات العامة وله طراز معماري فريد يميز واجهته.
• بريستول بالس: قريب جدًا من ساحة دي فيراري والمدينة القديمة أي أن موقعه في قلب المدينة.
• استوريا: قريب من جامعة جنوا، وأيضًا من ساحة فيا غاريبالدي.
• ميدنايت: قريب من أكواريوم ومن ساحة فيا غاريبالدي.
• هومس: يتميز بقربة من جامعة جنوة فقط كيلومتر واحد ونصف الكيلو وقريب من ساحة فيا غاريبالدي أيضًا.

المناخ والطقس في جنوة خلال العام

يتبادر إلى مخيلتك أن مناخها ساحلي وذلك لأنها مدينة ساحلية لمكانتها بجوار البحر الأبيض المتوسط، ولكن هذا ليس كل شيء.

فمدينة جنوا تتأثر بالمناخ الأطلسي بعض الشيء، على الرغم من أن مناخها معتدل بحري ولكنه يتحول إلى مناخ متوسطي في بعض الأوقات.

فتتراوح درجات الحرارة ما بين ثماني درجات في الشتاء وأربع وعشرين درجة في الصيف وبهذا يتميز مناخ جنوة بانخفاض المنحنى الحراري اليومي.

أما عن الرطوبة فهي عالية نسبيًا في جميع فصول العام باستثناء فصل الشتاء.

سوف تجد هطول الأمطار مستمر خلال أيام العام تقريبًا، ولكن هطول الثلج ليس كثيرًا ويكون في أيام قليلة من فصل الشتاء.

وهكذا ستجد اختلاف المدينة في المناخ عن أي مدينة ساحلية أخرى، بل إنك ستجد أن كل حي له مناخ وطقس مختلف عن الحي المجاور.

وذلك بسبب وجود اختلافات في نوعية وخصوصية الأراضي مما ينتج عنه هذا الاختلاف له ولا سيما في درجات الحرارة والرطوبة وأشعة الشمس.

وينصح الخبراء بالسفر إلى جنوة في موسمي الربيع والخريف كي تبعد عن الحرارة العالية في فصل الصيف وعن البرودة في فصل الشتاء.

اقتصاد جنوة

تعتمد المدينة على الميناء التجاري في المقام الأول لاقتصادها، وبسبب موقعها الجغرافي أصبحت مركزًا لكثير من الشركات العالمية والبنوك.

ويوجد بها مصانع كثيرة للصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والصناعات المعدنية والمعدات الخاصة بالسكك الحديدية وغيرها.

أما الصناعات الخفيفة مثل الزيوت والصابون وبعض المنتجات الكيميائية والصناعات الغذائية التي تقوم بتصدير معظم هذه المنتجات.

لقربها من البحر أيضًا فإن مهنة الصيد والتجارة في الأسماك هي إحدى ركائز العمل في جنوا، الذي يحترفه بعض من سكان المدينة.

ويأتي النشاط السياحي ويمثل الجزء البسيط لاقتصاد المدينة، حيث إنها ليست على رأس البرامج السياحية لبعض الوكالات السياحية.

وبالطبع كان لصناعة السفن وجود كبير في جنوا، حيث كان أسطول جنوا ذا شهرة عالية لقوته وقوة سفنه ومعداته.

فازدهرت صناعة وصيانة السفن الحربية والمدنية في جنوا منذ العصور القديمة حتى اليوم، حيث يوجد تطور مستمر في هذه الصناعة.

الجغرافيا والمواصلات في جنوة

الجغرافيون تحيروا في وضع وتحديد الملامح الجغرافية والمناخية لهذا الجزء من إيطاليا، وذلك لأن جزءًا صغيرًا فقط هو الذي يلاصق البحر.

لا تتعد المساحة الجغرافية غير مائتين وثلاثة وأربعين كيلو مترًا، حيث طول الجزء المطل على البحر هو اثنان وأربعون كيلو متر فقط.

ويوجد جدول (بيزانيو) الذي يقع في شرق تلال ميناء جنوه وكذلك جدول (بولشيفيرا) من جهة الغرب، وهما جدولان رئيسان في المدينة.

يصب ذلك الجدولين المياه في البحر الأبيض المتوسط في نهاية رحلتهما بواسطة مدرج ميناء جنوة في منتصف الساحل.

تنتمي جنوة جغرافيًا إلى منطقة الريفيرا ليفانتي تقريبًا، وذلك باستثناء حيين من أحياء المدينة اللذان ينتمون إلى المناخ الجبلي.

يمكنك الوصول إلى المدينة بأكثر من وسيلة، فهناك يوجد المطار الدولي (غينوفا كريستوفر كولومبوس) الذي يستقبل رحلات دولية من جميع أنحاء العالم.

أو استخدام القطار من المدن الرئيسية في إيطاليا مثل روما وميلان وتورينو والنزول في إحدى المحطتين في جنوة.

أو إذا أردت الاستمتاع بالبحر وبداية رحلتك السياحية من قبل وصولك للمدينة فيمكنك الوصول إلى هناك باستخدام العبارة.

وبالطبع سترسى بك العبارة في ميناء جنوة البحري لكي تتنزه داخل الميناء وتستمع بأحد معالم المدينة الشهير.

إذا أردت الاستمتاع برحلتك في مدينة جنوا دون تعب أو إرهاق فعليك باستخدام العجلة الثلاثية الكهربائية (Tree Cycle).

فكما تعرف أن شوارع جنوا لا تتسع للسير بالسيارة بارتياحيه ويوجد شوارع تم غلقها بالنسبة للسيارات، لذا تم اختراع العجلة الثلاثية.

وهذه الدراجة تتسع لشخصين خلف السائق، الذي عادةً يكون مرشد سياحي للمدينة يعرف تفاصيل المدينة جيدًا.

ويجب حجز هذه الدراجة مسبقًا لكي تستطيع التجوال في المدينة وتنتقل إلى جميع الأماكن السياحية داخل المدينة.

التاريخ والنشأة لجنوة

ما زال العلماء في حيرة من أمرهم ولم يستطيعوا أن يحددوا من الذي أسس وبنى جنوة، حيث توجد أدلة وآثار كثيرة جعلتهم في حيرة من الأمر.

فلقد وجد العلماء مقبرة المدينة التي يرجع عصرها لحقبة حضارة (الإغريق) ما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد.

ولكن هناك اعتقادًا بأن هذا المكان تم استخدامه من قبل هذا التاريخ بكثير من قبل حضارات أخرى مثل (الأتروسكان).

وتم اكتشاف مخطوطة تدل على عصر (الفينيقيين)، حيث إن بها نفس الأبجدية، مما يعني احتمال وجود (الفينيقيين) في جنوة أو مكان قريب.

وكان العلماء قد أكدوا أن أول من سكن هذه المنطقة هي قبيلة (الليغوريين) الإيطالية، وعدم نسب تأثيثها إلى (السلت).

تم احتلالها بواسطة الفرنسيين في مرسيليا ومن ثم القرطاجيين الذين عملوا على تدمير كل شيء في المدينة بالكامل.

وبعد انتهاء الحرب القرطاجية تمت إعادة بناء المدينة وأخذت تندرج في الإعمار إلى أن عادت إلى سابق عهدها.

ثم حدثت الحرب القوطية بين الإمبراطورية البيزنطية الغربية وبين القوط الشرقيين وانتصر القوط مما جعلهم يحتلون جنوة.

بعد ذلك تم إخضاعها بواسطة اللومبارديون، الذين انضموا فيما بعد للإمبراطورية الفرانكية التي كانت مزدهرة حينئذ.

وبعدئذ جاء حكم (آل أوبرتيغني) فأصبحت جنوة في هذا الوقت أول المدن التي لها حقوق المواطنة بواسطة الإقطاعيين المحليين.

ولأهمية جنوا فقد تم معاملتها كجمهورية بحرية مستقلة وذلك بعد أن أعطاها الإمبراطور الروماني المقدس السيادة الرسمية لنفسها.

ومنذ ذلك الحين دخلت حروب كثيرة بنفسها أو كمساعدة لدول أخرى جعلتها مركز اهتمام من قبل جميع من يفكر بالاستحواذ على البحر.

فكانت في بعض الأوقات من أهم المدن وفي البعض الآخر مدينة تابعة لدول أخرى ولا سيما الدول الكبرى والإمبراطوريات.

سُميت (لا يوبيريا) بمعنى (مدينة الفخر) وذلك لأن تاريخها العريق مليء بالأحداث التي جعلت من اسم جنوة أن يكون مهمًا جدًا.