ما هو الحي اللاتيني وما أشهر المطاعم به؟

باريس، عاصمة النور والجمال لم تنل هذا اللقب من فراغ ولكنها جديرة به، فمنذ عدة قرون حتى يومنا هذا ارتبط اسمها بكل ما هو متعلق بالفن والموضة والجمال.

فهي وجهة عالمية في عالم السياحة وذلك لاحتوائها على معالم سياحية شهيرة متنوعة منها مزارات دينية متعددة ومطاعم ومقاهي.

والتي تعتز بتاريخها وماضيها وتعبر عنه في أدق التفاصيل، فضلاً عن احتوائها على عدد من المتاحف والحدائق العامة.

وكذلك تحتوي على مسارح ودور سنيما ومكتبات مبهرة تدهش عشاق الكتب والقراءة والمثقفين ويقبلون عليها مرارًا وتكرارًا.

وتحتوي على أحياء عدة يتميز كل منها بميزة تختلف عن الآخر، من أشهرها الحي اللاتيني.

وكان لانتشار اللغة اللاتينية في الجامعات في هذا الوقت دورًا في تلك التسمية.

أبرز الأحياء في فرنسا وأهم ما يميزها

تنقسم باريس إلى عدة أحياء من اهمها وأشهرها الحي اللاتيني بباريس، والذي يتميز بكونه واحدًا من أهم وأرقى الأحياء فهو بمثابة جوهرة باريس.

يقع بالدائرة الخامسة على ضفاف نهر السين، به ما يكفي من المميزات التي لا حصر لها لتجعله جديرًا بتلك المكانة والشهرة.

وأشهر ما يميزه ذلك التنوع الذي يزيده سحرًا إلى سحره، أنه يحتوي على عدد من أشهر المطاعم في باريس ومنها ما يحتضن التاريخ بداخلها.

ينعكس التنوع في الحي على التنوع في المطاعم أيضًا، ستجد المطاعم المغربية والتونسية، الجزائرية واليونانية.

ومنها من يحاول إظهار تقاليد بلاده، بدءًا بسماع صوت أم كلثوم يشدو في المطاعم المصرية وتكسير الأطباق في المطاعم اليونانية.

ومن الرائع أيضًا أنها تحتوي على المطاعم الحلال مثل المطاعم التركية والمطاعم العربية بأنواعها المختلفة.

يعتبر وجهة أساسية لكثير من المثقفين نظرًا لاحتوائه على جامعتين من أشهر جامعات باريس وهما السوربون وكوليج دو فرانس.

بالإضافة لوجود مكتبات متنوعة تحتوي على كتب في جميع التخصصات ومنها كتب نادرة وتنعقد بها مؤتمرات وأنشطة ثقافية من حين إلى آخر.

يحتوي على العديد من الأماكن الساحرة للتنزه مثل حديقة لوكسومبورج وبساتين الفاكهة التي تخطف الأنظار وبولفارد وسان ميشيل.

يمكنك أيضًا السير بين أروقة الشوارع القديمة والتمتع بالمناظر الخلابة والمنازل التي تكتسي بطراز فرنسي عتيق.

فضلاً عن وجود بعض المتاحف الشهيرة مثل متحف كلوني وهو المتحف الرئيسي لحضارة القرون الوسطى.

كذلك يوجد أسواق شهيرة ومسارح، دور سينما وكاتدرائيات وكنائس شهيرة مثل كنيسة نوتردام.

كل هذا وأكثر كانت أسباب كافية لتميز الحي اللاتيني فبالرغم من تعدد جنسيات الوافدين إليه إلا أن كل منهم يجد ما يناسبه ويرضي ذوقه.

ومن الجدير بالذكر أنه كان المكان الذي جرت فيه أحداث الرواية التي تسمى “الحي اللاتيني” للكاتب سهيل إدريس.

فهو الوجهة الأمثل لتحظى بمتعة لا مثيل لها وتجربة فريدة لا يمكن نسيانها وسحر يجذبك إليه من حين إلى آخر أيًا كانت اهتماماتك وتوجهاتك.

مطعم ومقهى le procope أفضل المأكولات وكيف تصل إليه

أسسه Francesco Procopio Deicotelli لأول مرة في عام 1660 وهو واحدًا من أهم وأرقى المطاعم والمقاهي في هذه المنطقة.

يتميز بتصميمه الفريد الذي يخطف الأنظار والرقي الذي يكسو أجواء المكان وإطلالته الساحرة.

فكل ركن في هذا المكان يحمل عبق التاريخ والماضي، بدءاً بالأفرشة الفريدة من نوعها وطرازه المميز.

كذلك يتزين المطعم ببعض أوراق الحائط التراثية الجميلة التي يعود تاريخها إلى عام 1830.

يتميز بعدة مميزات من بينها أنه من أشهر الأماكن في هذا الحي حيث كان يتردد عليه بعض المشاهير من حين إلى آخر ومن بينهم فيكتور هوغو وجاك سان روسو.

فضلاً عن الساسة والموسيقيين والفنانين وكان يشتهر أيضًا بالتجمعات الثقافية لذلك أصبح واحدًا من أشهر المقاهي الأدبية في هذه المنطقة.

ويُذكر أيضًا أن نابليون بونابرت كان يتردد على هذا المكان حتى أنه ترك قبعته ضمانًا لتسديد دينه عندما كان ملازمًا.

ومازالت القبعة وبعض المقتنيات القديمة ورسائل وغيرها من الأشياء الثمينة محفوظةً هناك.

ومن الأطباق الشهيرة التي يتميز بها المطعم أرز السمك السلمون والقواقع، المحار والماكريل المدخن مع الشبت وطبق البط المشوي مع البرتقال.

أما عن الأطباق التقليدية الشهيرة، طاجن رأس العجل ومن أشهر العصائر عصير الطرخون.

مطعم لوبروكوب من أفضل المطاعم من حيث الموقع، حيث يقع في الدائرة السادسة يتميز بكثرة المعالم السياحية القريبة منه مثل متحف Eugene Delacroix ونهر السين.

وأقرب محطة له هي محطة أودين، المطعم مفتوح طوال أيام الأسبوع وجاهز للاستقبال حتى منتصف الليل.

مطعم ريلايس لويس الثالث عشر وأهم ما يميزه

من أشهر المطاعم في الحي اللاتيني بباريس، تم بناء المطعم على الأقبية لدير Grand Augustins في 14 مايو من عام 1610.

يطغى على المطعم سحر التاريخ والماضي حيث يتميز بالأعمال الحجرية والمنحوتات الجميلة والزجاج الملون بألوان زاهية تسرق الأنظار.

يوجد بالطابق العلوي صورة للملك لويس الثالث عشر على ظهر الخيل والتي رسمها الفنان ديروت.

ويوجد غرف خاصة بالطعام في الدور العلوي هي عبارة عن أقبية دير تعود للقرون الوسطى.

المطعم حاصل على نجمة ميشلان ويعود نجاح هذا المطعم إلى الشيف “مانويل مارتينز” حيث أنه مشهور بالطهي الكلاسيكي.

من أشهر الأطباق في هذا المطعم فخذ كونفيت النخيل والبط المشوي بالتوابل.

مع الخضراوات وبايك كيتيك وجراد البحر وفطر ديكسيلي وكثير من الأطباق الشهية اللذيذة.

يتميز المطعم بتقديم خدمات ممتازة مقابل سعر جيد، المطعم مفتوح طوال الأسبوع ماعدا يومي الأحد والأثنين وجاهز للاستقبال حتى العاشرة والنصف مساءًا.

مطعم لابيروس laperouse وأكلاته المميزة

مقهى ومطعم تابع لفندق la marine بعد انتهائك من جولة في هذا الفندق يمكنك اختتامها بهذا المكان الساحر.

فلا يمكنك مقاومة سحره ستتردد عليه كثيرًا بعد تجربته لأول مرة.

به من المميزات ما يكفي ليكون ليس مجرد مقهى عادي ولكنه مكان أسطوري ورومانسي للغاية.

فضلاً عن كونه أقدم المقاهي في باريس وأشهرها ويقبل عليه الكثير من الزوار.

تم افتتاحه لأول مرة في عام 1766 ميلادية على ضفاف نهر السين، وهو الخيار الأمثل عند البحث عن مكان للاستراحة من قِبل بعض المشاهير.

من بينهم كيت موس وفرانسوا ميتران وسارة برنهارد أيضًا من الشخصيات البارزة التي ترددت على هذا المكان.

في روايته بحثًا عن الزمن الضائع أشار الكاتب المشهور “مارسيل بروست” إلى هذا المكان في عام 1931.

ومن الجدير بالذكر أنه بإمكانك النقش على المرآة التي توجد هناك فتخلد ذكرى لك هناك أو قصة ما كما فعل كثيرون.

مطعم لابيروس المكان المفضل للعديد من الساسة والفنانين، الكتاب والناشرين والمذيعين نتيجة لما يميزه من أجواء رومانسية جذابة.

من أشهر الأطباق التي يتم تقديمها في مطعم لابيروس، الزبدة المملحة والكفيار، البوتارجا والكروك مسيو.

بالإضافة إلى البسطرمة المدخنة كما يقدم العديد من المقبلات مثل سلطة الكلوسلو والمخللات المختلفة.

هكذا تتنوع المطاعم والأماكن الترفيهية والمرافق الخدمية في هذا الحي، مما يجعله خيارًا ممتازًا لقضاء عطلة ممتعة.

يمكنك زيارته متى شئت باستثناء يوم الأحد صباحًا وذلك لأنه يوم العطلة ويسود الهدوء في الحي.