متحف الحياة الرومانسية أشهر معالم باريس

في حياة كلا منا لحظات خاصة لا يستطيع نسيانها، ربما أنت عزيزي القارئ قد مررت بها واستغرقت فيها بكامل طاقتك إلى الحد الذي جعلك تشعر أنك محظوظ في هذه الحياة.

وإذا كنت من محبي السفر وجولاته، فحتما فكرت أن تكون باريس أو مدينة النور كما يطلق عليها وجهتك التي تتمني أن تقضي فيها أوقات ممتعة.

تتنقل فيها بين الأماكن السياحية، تزور متاحفها الأثرية، وتستمتع بتذوق مأكولاتها الشهية، وتتجول في شوارعها وداخل متنزهاتها.

لكن عليك ألا تنسي أن تأخذ جولة داخل متحف الحياة الرومانسية هناك، والذي ستروق لك مشاهدته والاستمتاع فيه.

في السطور القادمة، سنستعرض معكم تاريخ المتحف، وأبرز مقتنياته، ومواعيد العمل فيه، ورسوم الدخول، وطرق الوصول إليه.

تاريخ المتحف

لم تكن فكرة إنشاء المتحف وتطويره فيما بعد محض صدفة، بل كانت نتاج ثقافة وخبرات شخصيات أدبية وفكرية رائدة.

ومن بين هؤلاء الرسام الهولندي “آري شافر”، الذي أخذ قراره بالسفر إلى باريس والمكوث فيها عام 1811، في الحي التاسع بشارع شابل.

وقد استعانت الحكومة الفرنسية خلال تلك الفترة بعدد من المعماريين لبناء المنازل والحدائق التي شيدت بعيدًا عن سفوح مونمارتر المزدحمة.

وبداية من عام 1820، كانت الفرصة وقتها سانحة لإقامة مساكن على الطراز الكلاسيكي لهؤلاء الفنانين والأدباء الوافدين إلى تلك المنطقة.

كما ساعد هذا المناخ على تشكيل أنماط الحياة الثقافية التي سرعان ما تبلورت مع تواجد معظم مفكري وأدباء ذلك العصر وتوحدهم مع المجتمع الفرنسي.

في تلك الأثناء شيد “رومسر” وهو مقاول فرنسي العديد من البنايات، كان من بينها منزل أبيض اللون، ليصبح مع مرور الوقت قِبلة يتوافد عليها المثقفين والأدباء، يجتمعون بصحبة “آري شافر” الهولندي.

حيث أولى اهتماما كبيرًا به، وخصص جزء فيه كـ “صالون” أدبي، لهذه الأغراض.

وعلى مدى 30 عاما، ركز “شافر” جهوده، للارتقاء بالوعي الثقافي، حيث تعددت الأنشطة التي يقدمها في منزله، ما بين فنية وسياسية وأدبية.

وقد اعتبره البعض رائدًا للمدرسة الرومانسية، نظرا لما طغي على كتاباته وأفكاره حينها.

في عام 1956، آلت ملكية المنزل إلى الحكومة الفرنسية، التي اشترته بمبلغ رمزي حينها.

ومنذ تلك اللحظة أصبح ذلك المبني مؤسسة ثقافية ـ رسمية ـ تهتم بعرض صور ومقتنيات توثق فترة هامة في حياة النخبة الفرنسية بداية من القرن 17.

وفي عام 1982، تسلمت باريس إدارة المبني من الدولة، التي حولته إلى “متحف”، يقصده الزائرين من كل أنحاء العالم.

وقد عرف من وقتها بأنه ” متحف الحياة الرومانسية” أو كما يطلق عليه بالفرنسية “Musée de la Vie Romantique”.

مقتنياته

يقع متحف الحياة الرومانسية بالقرب من تلال مونماتر في الحي التاسع “بغال” بباريس، بجوار فندق شيفر-رينان.

يشتمل المتحف على طابقين

• الأول: يخلد اسم الكاتب “جورج ساند”، وفيه تعرض صور فوتوغرافية ومقتنيات أثرية كالأثاث والمجوهرات، يعود تاريخها إلى القرنين 17 و19.
• الثاني: يضم معظم لوحات الفنان “آري شافر” مع تحف فنية أخرى أبدعها بعض فناني عصره مثل: أرنست رينان، بالإضافة إلى عدد من مقطوعات الملحن شوبان.

كما يشتمل المتحف على اثنين من الأستوديوهات المزدوجة، وتوجد فيه حديقة خضراء، وساحة معبدة، إلى جانب مقهى ومطعم يقدم فيه الوجبات الخفيفة والمشروبات.

أنشطة المتحف

يحرص المتحف على تقديم الحفلات الموسيقية لرواده، ويشجع على القراءة والاطلاع، وتتوافر بداخله العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية للأطفال.

ويمكنك عزيزي القارئ إذا كنت من المهتمين بتاريخ الأدب الفرنسي أن تستمتع بجولة داخل المعارض المؤقتة برسوم رمزية، حيث ستتمكن فيها من اكتشاف جوانب مختلفة من الرومانسية الأوروبية.

مواعيد العمل

يمكنك زيارة هذا المتحف الفرنسي طوال أيام الأسبوع، ما عدا الإثنين، من الساعة 10 صباحًا حتى 6 مساءًا.

رسوم الدخول

لا يشترط متحف الحياة الرومانسية دفع مبالغ باهظة عند زيارته، حيث تستطيع الاستمتاع بمجموعاته الدائمة التي يعرضها بالمجان في معظم الأوقات.

لكن في حالة إذا كنت حريصًا على تفقد المعروضات المؤقتة به فسيتطلب الأمر منك دفع رسوم دخول تختلف قيمتها حسب طبيعة وشكل ما يتم عرضه.

كما يتيح المتحف أمام الأطفال دون سن 14، فرصة المشاركة في أنشطته ومشاهدة كافة مجموعاته، بلا أي مقابل مادي.

ومن خلال تصفح الموقع الرسمي للمتحف، تستطيع استكشاف ما فيه، قبل أن تقرر الذهاب إليه.

وبذلك يكون في إمكانك معرفة مواعيد إقامة المعارض والأنشطة الثقافية فيه، والتي يخصص لها أوقات محددة، تستمر مدة يومين أو ثلاثة، وفقًا لمقتضيات وظروف عرضها.

طرق الوصول

يتمتع متحف الحياة الرومانسية بشهرة واسعة في الأوساط الثقافية والسياحية، نظرًا لمكانته وموقعه المتميز بجوار فندق شيفر-رينان، ذائع الصيت.

لذلك يمكنك عزيزي القارئ الوصول إلى مكان المتحف بكل سهولة، مستخدما وسائل المواصلات المعروفة هناك.

حيث تستطيع استقلال إحدى سيارات الأجرة “التاكسي”، أو المواصلات العادية، مثل: الباصات، والمترو وغيرهم.

وإذا كنت من هواة ركوب الدراجات، يمكنك استئجار إحداها بغرض التنزه وممارسة الرياضة من جهة، والوصول إلى المتحف بشكل أسرع من جهة أخرى، خاصة في أيام الذروة.

فمن المعروف أن المتحف يقع في أكثر المناطق ازدحامًا، ناحية تلال مونماتر الشهيرة.

نصائح إرشادية

من المهم قبل الذهاب إلى المتحف بأي وسيلة كانت، أن تقرأ عنه أولا، من خلال البحث في شبكة الإنترنت، حتى تكون على معرفة جيدة بأهمية وجدوى ما ستشاهده فيه.

وإذا صادفتك تفاصيل بها بعض الغموض وتريد استيضاحها، فعليك أن تكتبها في صيغة أسئلة إما على ورقة خارجية أو داخل خانة الملاحظات بجوالك الشخصي، وتأخذها معك إلى مرشد الجولة هناك.

ولكي تستمتع بأجواء المكان، عليك اتباع ما يلي

• تأكد من شحن بطارية هاتفك، والكاميرا التي قد تستخدمها في التقاط الصور التذكارية داخل المتحف.
• ارتدى ملابس مناسبة، تساعدك على الحركة والانتقال بسهولة.
• يفضل أن يكون معك بعض الأطعمة الخفيفة “السناكس”، وزجاجة مياه للشرب.