أهم وأكبر المساجد في مدينة أنقرة بتركيا

تتمتع مدينة أنقرة بالعديد من المزارات السياحية والدينية التي تتنوع تاريخيًا فيما بين العصور الرومانية والعثمانية والتركية الحديثة.

ويعود ذلك إلى كونها العاصمة الحالية لدولة تركيا وأكبر ثاني مدينة بعد إسطنبول، ودائمًا ما كان لأنقرة أهمية كبرى حتى قبل أن تكون العاصمة.

حيث تقع هذه المدينة في الجزء الشمالي من الأناضول وتتميز بموقع استراتيجي هام في قلب الدولة التركية.

تضم المدينة العديد من المساجد الشهيرة التي تعد رموزًا للحضارة العثمانية ومدى تقدمها المعماري والثقافي.

منها ما تم بناؤه قديمًا في القرن الثالث عشر ومنها ما بٌني حديثًا في القرن العشرين.

مسجد كوكاتيب Kocatepe

كوكاتيب هو أكبر مسجد في مدينة أنقرة ومن أكبر المساجد في العالم.

تم بناؤه فيما بين عامي 1967 و1987 وتمت تسميته بذلك الاسم نسبة إلى هضبة كوكاتيب القائم عليها.

يمكن للزائرين رؤية المسجد تقريبًا من أي مكان في المدينة نظرُا لارتفاع مناراته الأربعة التي يبلغ ارتفاع كل منها حوالي 88 متر وقبته الذهبية الرائعة.

التصميم الخارجي للمسجد يمثل مزيجًا بين الأسلوب العثماني التقليدي من القرن السادس عشر وأسلوب العمارة المعاصر من القرن العشرين.

هذا المزيج بين الماضي والحاضر يجعله أكثر تميزًا وإثارة لانتباه الزائرين، حيث أنه ليس من المعتاد رؤية الخلط بين أسلوبي عمارة من أزمنة مختلفة.

فالمنارات الأربعة الشاهقة والقبة الكبيرة المحاطة بأربع قبب أصغر حجمًا بجانبها هي دليل على التأثر بالأسلوب العثماني القديم.

أما تصاميم الجدران والنوافذ مع بعض الزخارف الخارجية فهي تمثل العنصر المعماري الحديث.

في البداية تلقى تصميم المشروع العديد من الانتقادات من قبل المسؤولين المحافظين.

وكان السبب الرئيسي للاعتراض هو حداثة التصميم، فتوقف البناء بشكل مؤقت لتعديله.

إلى أن تم استكمال المشروع بعد إجراء بعض التعديلات على التصميم الخارجي حيث نال التصميم الجديد إعجاب وموافقة الجميع.

التصميم الداخلي للمسجد يتميز بالطابع العثماني التقليدي الذي يعتمد على استخدام الرخام والملصقات الذهبية والزجاج المطلي والبلاط المزخرف.

يلاحظ الزوار أيضًا النقوش والكتابات على الجدران والأسقف وأسفل القبة من الداخل.

الوصول إلى المسجد أمر في غاية السهولة نظرًا لوجوده في أحد الأحياء المركزية في أنقرة.

وقد وفرت بلدية المدينة العديد من وسائل المواصلات المباشرة إلى المسجد.

حاجي بيرم Haci Bayram

تم بناء المسجد في القرن الخامس عشر بالتحديد في عام 1427 ومر ببعض الترميمات والتجديدات في القرن الثامن عشر حتى وصل إلى شكله الحالي.

يعد هذا المسجد من أكثر المساجد أهمية في أنقرة نظرًا لموقعه وتأسيسه.

سُمي نسبة إلى “حاجي بايرام” وهو شاعر وكاتب صوفي ومؤسس الطريقة البايرمية في القرن الرابع عشر ويعد مركزًا لكل مُتبعي تلك الطريقة.

التصميم الخارجي يتميز بالبساطة والتقليدية التي اتسم بها تصميم المساجد في تلك الحقبة الزمنية.

أما ما يخص تصميم المسجد من الداخل فهو يتميز بالطابع العثماني القديم وبالأخص في الأجزاء التي تم بناؤها في البداية قبل التجديدات.

فنجد أن سقف المسجد محاط كله بالخشب بني اللون الذي يضفي احساسًا من الهدوء والسكينة والجدران مصنوعة من الطوب.

تتسم النوافذ بالشكل القوسي الجميل الذي يضفي إضاءة طبيعية هادئة بالداخل.

ومن أهم ما يميز تصميم ذلك المسجد بالأخص هو استخدام الأشكال الزهرية للزخرفة والتجميل.

يمكن أيضًا ملاحظة تلك الزخارف على الجدران وعلى النوافذ العليا والسفلى من الجامع، أما تصميم المحراب فهو تقليدي.

بجانب المسجد يوجد مدفن حاجي بايرام الذي يعد تحفة معمارية في حد ذاتها، فيتميز المدفن بصخور أنقرة الحمراء الكبيرة التي دائمًا ما تحصل على إعجاب الزوار.

مسجد يني Yeni

تم تشييده في القرن السادس عشر عن طريق “سينان” أشهر المهندسين المعماريين في بلاط السلطان سليمان القانوني.

هو أكبر مسجد عثماني الطراز والتصميم في أنقرة، وتم استخدام الرخام الأبيض وأحجار أنقرة التقليدية في بنائه.

كان اسمه في الأصل “سيناب احمد” ولكن بعد التجديدات أطلق عليه السكان اسم يني بمعني جديد.

مساجد أخرى في غاية الجمال

لم تنتهي قائمتنا بعد، فلا تزال أنقرة تملك مساجد أخرى لا تقل روعة أو تاريخًا عن المساجد السالف ذكرها.

فقد أثرَت الحضارة العثمانية العمارة الإسلامية بالكثير من المساجد والمتاحف التي تعد كمثال للفن الإسلامي القديم والمعاصر.

ولا يمكننا أن نتحدث عن المساجد في المدينة دون ذكر أقدمها:

مسجد اصلانهاني

يعود بنائه إلى القرن الثالث عشر الميلادي وبالتحديد في عام 1290 مما يجعله أقدم المساجد التي لا تزل قائمة في مدينة أنقرة على الإطلاق.

يقع بالقرب من قلعة أنقرة في الحي القديم من المدينة الذي يسمى بحي “اولوس”.

تبلغ مساحته حوالي 400 متر مربع ويحتوي على منارة واحدة فقط وثلاثة مداخل، ذو تصميم بسيط نظرًا لقدمه.

سقف المسجد مصنوع من الخشب وتم بناؤه على الطراز المعماري للسلاجقة.

يحتوي المسجد على 24 عمودًا خشبيًا تعمل كدعامات للسقف.

أما المنبر فهو الجزء الأكثر جمالًا في المسجد فهو يحتوي على العديد من المنحوتات الخشبية الجميلة التي تٌظهر جمال الفن المعماري في عهد السلاجقة.

يطلق عليه البعض اسم “عرين الأسد” ويعود سبب التسمية إلى وجود مقبرة مواجهة للمسجد وهي لأحد القادة الذين تولوا إصلاح وترميم المسجد ويدعى الأمير “شرف الدين”.

بداخل مقبرة ذلك القائد مدفون تمثال على شكل أسد ولهذا تمت تسميته بهذا الاسم.

يمكن للزوار الوصول بسهولة إلى المسجد نظرًا لموقعه المركزي في المدينة القديمة وحي “اولوس”.