تاريخ متحف فتحية (باماكارسيتوس) وأهم الحقائق عنه

من كنيسة باماكاريستوس الأرثوذكسية، إلى مسجد فتحية، ثم إلى متحف فتحية في النهاية.

تاريخ طويل وحقائق مذهلة عن تاريخ متحف فتحية من القرن الثاني عشر حتى الآن.

تُعد مدينة فتحية أحد أهم مراكز السياحة في تركيا، وتُعرف بجمال الطبيعة، كما تشتهر بتواجد الآثار بها، وهي مقصد المصطفين صيفًا، نظرًا لتواجدها على بحر إيجة.

تقع المدينة بالقرب من اليونان، وتبعُد عن إسطنبول حوالي 700كم، ولهذا تُعتبر مركز حيوي للغاية للسياح.

عند زيارتك للمدينة ستُلاحظ أن جزءًا كبيرًا من مدينة فتحية حديث الإنشاء، نظرًا لإعادة بنائه بعد أن تدمر بسبب بعض الزلازل.

وعلي الجانب الآخر ستجد بعض الآثار من القرون السابقة بها، مما يجعل زيارتها أمرًا مشوقًا للغاية.

حقائق مذهلة عن تاريخ متحف فتحية

كان المتحف سابقًا عبارة عن كنيسة بيزنطية تسمي باماكاريستوس، تم بناء الكنيسة في القرن الثاني عشر على المنحدر الشمالي من التل الخامس في المدينة.

تُمثل الكنيسة عظمة العمارة البيزنطية، حيثُ يُعتبر كل مكان بداخلها تحفة فنية، بدايةً من القبة بالأعلى المزينة بالفسيفساء، وصولًا إلى الجدران المزينة بالزخارف الدينية.

كما يتواجد داخل الكنيسة بعض مدافن للقديسين والنبلاء في العصور القديمة.

اُتخذت أيضًا الكنيسة كمقر لبطريرك الروم، وأصبحت ديرًا للنساء لفترة، ثم تم تحويلها إلى مسجد فتحية على يد السلطان مراد الثالث في عام 1591.

بداية المتحف وأقسامه

بدأت فكرة المتحف في عام 1960، وكان الهدف هو جمع المعروضات الأثرية على مر العصور بطريقة تسمح للزائر بمعرفة تاريخ المدينة من خلال تسلسل زمني مترابط.

لذلك استخدموه قديمًا لتخزين القطع الأثرية، التي وُجدت خلال عمليات إعادة إعمار المدينة وضواحيها بعد تعرضها للزلازل.

ومن الجدير بالذكر، أن متحف فتحية ينقسم من الداخل إلى قسمين أساسين، وهما:

• قسم للآثار.
• قسم للاثنوغرافيا.

أولًا: قسم الآثار

قامت حضارة مدينة فتحية بالقرب من مدينة تلميسوس الأثرية، وأثناء عمليات التنقيب بها وبباقي المدن القديمة وُجدت العديد من الآثار.

تتواجد بالمتحف معروضات من العصور البيزنطية والرومانية والبرونزية، كما تتواجد زخارف من عصر ما قبل التاريخ، وبعض العملات النقدية من مختلف العصور.

كذلك تستطيع رؤية مجوهرات ثمينة وتيجان وتماثيل ورؤوس تماثيل وقواعد أعمدة وقوارير وشواهد للقبور من 3000 سنة ق.م وصولًا إلى العصر البيزنطي.

بالإضافة إلى تماثيل “Tlos” الشهيرة، تتواجد بجانب المتحف مساحة خضراء، عبارة عن معرض خارجي، يحتوي على بعض الأعمال الحجرية والقطع الأثرية.

ثانيًا: قسم الاثنوغرافيا

الاثنوغرافيا هو علم اجتماعي، يدرس الحياة الاجتماعية والثقافية للإنسان في زمن معين.

لذلك يُعرض في هذا الجزء من المتحف ملابس وأشياء محلية، مما يُعطي الزائر نبذة بسيطة عن تفاصيل الحياة ومظاهرها بالمدينة على مر العصور.

أشهر المعروضات داخل المتحف

يشتهر المتحف بالأعمال الخزفية وأعمال الفسيفساء، ولكن هناك بعض القطع المشهورة أكثر من غيرها، مثل:

الشاهدة ثلاثية اللغات (ليتون)

وهي عبارة عن نقش حجري بثلاث لغات مختلفة، اليونانية القديمة والآرامية والليسية، تم العثور عليها خلال الحفريات عام 1973 في منطقة ليتون.

تحتوي على 35 سطرًا باللغة اليونانية و27 بالآرامية و41 بالليسية.

وطبقًا لنص اللغة الآرامية تم هذا النقش في عهد الملك ارتحششتا، عندما تم تكليف راهبة بإصدار سجل عام لمرسوم إنشاء عبادة جديدة.

ونظرًا لوجود أكثر من ملك يحمل نفس الاسم، فتاريخ هذا النص غير محدد.

ولكن يتوقع بعض الخبراء أن النقش تم في عام 338 ق.م، عندما كانت ليقيا (تركيا الآن) تحت الحكم الفارسي.

تماثيل تلوس الرومانية

من أهم المعروضات داخل المتحف، وتتكون من 5 تماثيل تم الكشف عنهم أثناء عمليات التنقيب في أطلال تلوس القديمة، هم:

• هادريان.
• أنتونينوس بيوس.
• فوستينا الصغرى.
• ماركوس أوريليوس.
• إيزيس.

مكان المتحف ومواعيد العمل

يقع المتحف على حدود منطقة فتحية في مقاطعة موغلا بوسط المدينة بالقرب من بحر ايجة داخل حي كيسكابي.

يفتح المتحف أبوابه للزيارة كل يوم، ولكن تمتد ساعات العمل إلى ساعتين أكثر في موسم الصيف عن موسم الشتاء.

• ساعات العمل في فصل الصيف: من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 7 مساءً.
• أما ساعات العمل في فصل الشتاء: من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً.

يحتاج الزائر في حدود ساعة واحدة لمشاهدة محتويات المتحف نظرًا لصغر مساحته.

كيف تصل إلى المتحف

لكي تصل إلى المتحف اِسْتَقَلْ إحدى الحافلات العامة التي تحمل اسم منطقة الفاتح للوصول من عدة مناطق مختلفة داخل المدينة.

كما يتواجد أيضًا أكثر من وسيلة مواصلات للذهاب إلى المتحف، مثل:

• الترام.
• المترو باص.
• الحافلة أو الباص.
• المترو.

الأماكن الأثرية الأخرى بفتحية

لا تحظى مدينة فتحية بمعرفة أهميتها بالشكل الكافي، على الرغم من انتشار المواقع الأثرية المدهشة بداخلها.

فقد شهدت هذه المدينة على تاريخ تركيا الطويل من آلاف السنين، وأيضًا على مختلف الحضارات والثقافات التي مرت على تركيا.

وهذه بعض الأمثلة على الأماكن الأثرية الأخرى، التي يمكن أن تضعها داخل خطة سفرك عند الذهاب لمدينة فتحية بالإضافة للأماكن الترفيهية.

المسرح الروماني

من أكبر المسارح التاريخية في العالم، وهو معروف باسم مسرح اسبندوس، يرجع تاريخه إلى عام 180، وتم ترميمه حديثًا للحفاظ عليه من عوامل التعرية.

لا يخلو هذا المسرح من الفعاليات والمهرجانات، لذلك فهو موقع تراثي وسياحي متميز.

المدينة القديمة في فتحية

أقدم جزء من المدينة والشاهد على حضارتها القديمة، كذلك تنتشر المقاهي والمطاعم والمحال في هذه المنطقة.

ونتيجة لذلك، نجد أنه مكان أثري لكنه معاصر للعصر الحديث، وهُنا تَكْمُنُ المتعة، في الجمع بين التراث القديم والحضارة الحديثة.

مما يجعل هذه المنطقة من أجمل الأماكن لالتقاط الصور التذكارية.

مقبرة أمينتاس

تقع ضمن المقابر الليسية القديمة، ويعود تاريخها للقرن الرابع، وهي من أعلي وأكبر المقابر مقارنة بباقي المقابر الليسية.

تحتوي هذه المقابر على بعض المنحوتات المتقنة داخل الصخور، والتي تحتضنها السلاسل الجبلية، ولهذا نجد أنها من أفضل الأماكن لسياحة السفاري.

منطقة تلوس

مدينة رومانية قديمة تتواجد مُنْذُ أكثر من 4000 سنة، ولهذا هي منطقة تراثية هامة، فقد سكنها الرومان والعثمانيين وأيضًا البيزنطيين.

ولكن هذه المدينة تم اكتشافها حديثًا عام 1838، بواسطة عالم بيزنطي.

وتحتوي هذه المنطقة على العديد من المعالم الأثرية، أهمها مبني الأكرولوبيوس الضخم والمسرح الروماني وأيضًا بعض القبور.

كما يوجد داخلها، ملعب روماني وقلعة ليقية.

لذلك هي من أهم الأماكن الأثرية بفتحية التي تستحق الزيارة.