متحف أوغسطين للفنون الجميلة في تولوز وأهم المعروضات

متحف أوغسطين للفنون الجميلة في تولوز وأهم المعروضات

داخل أحد المتاحف العريقة ذات الطراز المعماري الفريد، أنت على موعد مع الانبهار الحقيقي أمام أكثر محتوي غني بالفنون، من منحوتات أو لوحات عتيقة تسرد تاريخ المنطقة بشكل قوي.

في جنوب غرب فرنسا، حيث “المدينة الوردية” الساحرة التي تطل على نهر غارون في دير أوغسطين، والذي يحتوي على ذلك المتحف الخاص بالفنون الجميلة.

حيث يحتوي على العديد من القطع الفنية التي تزيد عن 4000 قطعة، بداية من القرون الوسطى إلى بداية القرن العشرين.

يعد متحف أوغسطين، من أقدم المتاحف الفنية بعد متحف اللوفر، ومن الجدير بالذكر أنه تم بناء المتحف بعد الثورة الفرنسية مباشرة.

ولذلك كان وجوده هام جدًا للحفاظ على التراث الرومانسكي وهو الفن منذ عام 1000، والتراث القوطي وهو أسلوب الفن والنحت من القرن الـ 12 إلى القرن الـ 15 في أوروبا.

تاريخ إنشاء المتحف

لا يمكن اختصار تاريخ المتحف على وقت بنائه فقط، بل إنه تذكار ونصب تاريخي منذ 700 عام.

حيث يعود تاريخه الأول إلى دير أوغسطين فقد تم إنشاؤه في العصور الوسطى.

خلال الثورة الفرنسية تم تحويل الدير إلى هذا المتحف.

تم تأسيسه على يد “جان أنطوان تشابتال” حيث كان تاريخ افتتاحه عام 1795.

وبعد فترة قصيرة من افتتاح متحف اللوفر، ولذلك يعتبر متحف أوغسطين هو ثاني أقدم متحف في فرنسا.

ومن الجدير بالذكر أن المتحف قد مر بالعديد من التجديدات، حيث قام “فيوليت لو دوك” وتلميذه “دارسي” بإجراءات توسعة لصالات عرض جديدة، وتم بناء درج مميز على الطراز القوطي.

في القرن الـ 20 تم ترميم غرف الفن القوطي، وإضافة مدخل مزين ومزخرف إلى بوابة الكنيسة.

اللوحات الفنية والمنحوتات الأثرية

داخل قاعة النحت القوطي وقاعة اللوحات، حيث يوجد التاريخ بكافة تفاصيله وبشكل عميق، تتجسد معه كل الوقائع التاريخية حيث إنه يُخيل لك أن الماضي يحدث الآن أمام عينيك.

قاعة النحت القوطي

في هذه القاعة المبدأ السائد هو الانبهار بدقة المنحوتات وجمالها، حيث توجد التماثيل الخاصة لـ “فيكتور جوزيف جين” و”كارليس جان انتونين”.

هنا حيث استطاع الفنانين ذو القدرات الإبداعية الرائعة، بناء العديد من التماثيل ذات التفاصيل الواقعية، والتي تتعدد وتتنوع خامات النحت الخاصة بها ما بين الرخام والجير الحي والجص.

العذراء والطفل: سيدة جراس

تمثال مزخرف من الحجر الجيري ذو ألوان متعددة، يمتد تاريخه إلى نهاية العصور الوسطى في تولوز.

يوضح هذا التمثال المهارات المتقدمة جدًا لدى فناني هذا العصر، حيث يجسد السيدة العذراء، ذات الملامح الهادئة، ملفوفة في ردائها ممسكة بالطفل والكتاب المقدس.

يُعبر التمثال عن أصالة وعمق الموقف، وخبره النحت الممتازة في هذا العصر.

القديس ميخائيل يقتل الشيطان

يعود تاريخ هذه المجموعة إلى نهاية القرن الخامس عشر، حيث كان يوجد في كنيسة القديس ميشيل في تولوز.

تجد تمثال القديس ميخائيل متجسدًا في زي جندي يقتل الشيطان، ولهذا السبب يرمز هذا التمثال إلى أنه يحمي البلاد من الأعداء.

تابوت فارس القصر

صُنع هذا التابوت من الحجر الجيري الأبيض، يعود تاريخه إلى عام 1292.

حيث يحتوي على نقوش بارزة مبهرة في الوجه الأمامي، يُعتقد أنه للفارس “هوغو دي باليه” والذي كان قنصل تولوز في ذلك الحين.

يتوسطه دائرة بارزة، حيث نحت بداخلها فارس على جواده الخاص، ويرتدي درعًا ضخمًا حيث يحمي به جسده من أثار الحرب.

قاعة اللوحات الفنية

بين الألوان الزيتية وإطارات اللوحات الساحرة، حيث أبدع الفنانين في رسم اللوحات الخاصة بهم، والتي تجسد المناظر الطبيعية والوقائع التاريخية مثل كلا من:

  • “بيروجينو إيل”.
  • “غواردي فرانشيسكو”.
  • “روبنز بيتر بول”.
  • “ديلاكروكس يوجين”.
  • “تورنيير نيكولاس”.

البندقية

البندقية وجسر ريالتو

قد وقع الفنان “غواردي فرانشيسكو” في غرام مدينة البندقية، حيث رسم لها العديد من اللوحات الفنية.

تعود هذه اللوحة إلى عام 1790، وتصنف على أنها عرض معماري لمنطقة جسر ريالتو في البندقية.

وضح من خلال هذه اللوحة المباني المنتشرة على ضفاف الجسر والقوارب المحيطة به في تآلف رائع يبرز جمال المكان.

سلطان المغرب

سرد التاريخ والأمور السياسية ليس مقتصرًا فقط على الكتب، بل يمكن للوحات أن يتم من خلالها نفس الغرض.

حيث رسم “ديلاكروكس يوجين” خروج مولاي “عبد الرحمن” سلطان المغرب من مدينة مكناس وبجواره وفد من الجنود.

حيث حضر “ديلاكروكس” هذا المشهد مع صديقه “شارل دي مورني” بأمر من الملك “فيليب”، في مهمة دبلوماسية خاصة من أجل علاقات أفضل بين فرنسا والمغرب.

الملك “ميداس”

يبدو أن “تورنيير” كان من المعجبين بأسطورة الملك “ميداس”، ولذلك لم يتخلى عن تمثيلها في أحد لوحاته.

أسطورة تحويل كل شيء تلمسه يده إلى ذهب لم تكن الأولى من نوعها المرتبطة به.

بل الأسطورة الأشهر والتي جسدتها اللوحة، الملك ميداس بأذني حمار، تلك اللعنة التي حلت عليه كانت بسبب انحيازه في التحكيم في إحدى المسابقات الغنائية.

يظهر في اللوحة مرتديًا التاج الخاص به، ويرتدي وشاحًا بلون قرمزي قاتم حيث يرمز إلى حزنه.

المسيح بين اللصوص

أراد “روبنز” أن يوثق هذا الحدث الديني بألوانه الزيتية الخاصة، حيث ترجع هذه اللوحة إلى عام 1850.

اهتم فناني هذا العصر بتجسيد معاناة المسيح وآلام الصلب والمعاناة الضخمة قبل الموت.

تجسد اللوحة المشهد الدموي لـ “يسوع”، وسط نظرات الإشفاق من المحيطين والعاجزين عن صنع أي تغيير في هذا الأمر.

القديس “يوحنا” الإنجيلي والقديس “أوغسطين”

يرجع تاريخ هذه اللوحة إلى عام 1502، فقد تم تكليف “إيل” من رهبان دير القديس أوغسطين في بيروجيا.

حيث تم رسم هذه اللوحة الدقيقة والمضيئة كنصب تذكاري للقديسين وتوثيق لذكرى الدير.

المتحف والتاريخ الروماني

يحتوي المتحف على العديد من المنحوتات الرومانية، وتوجد قاعة كاملة يُعرض فيها التيجان الرومانية وهي نقوش زخرفية معمارية تُزين الأعمدة من أعلى.

ومن القطع المهمة في القاعة الرومانية، وفاة القديس “يوحنا المعمدان”.

حيث تجسد عيد ميلاد “هيرودس”، ورقصة “سالومي” ابنة زوجته، وقطع رأس القديس التي تم تقديمها إلى “سالومي” حيث أعطتها إلى والدتها.

الخلاصة

يشترك جمال الفنون الأثرية مع جمال المدينة الوردية الناعمة، والتي يقع فيها متحف “أوغسطين”.

تندمج نعومة الفن واللوحات الخاصة به مع المنحوتات العريقة، حيث تسرد ذكريات التاريخ، وتجد أنك تنتقل بين التاريخ الديني والسياسي مرورًا بالأساطير مثل أسطورة الملك ميداس.

في هذا العصر كان الطراز المعماري مميزًا، ولذلك حين ترى لوحة البندقية ستقع بالتأكيد في غرام الفنون المعمارية وتجسيدها الرائع.

إذا كنت من محبي الفنون الجميلة واتجاهاتها ندعوك للمشاركة برأيك في معروضات متحف “أوغسطين”.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

هل اقتصرت مقتنيات المتحف على منحوتات الفن القوطي؟

لا، بل شملت أيضًا لوحات فنية عديدة، تمثل كافة التيارات والاتجاهات الفنية لتشمل العديد من الرسامين مثل: “بيروجينو إيل” و”غواردي فرانشيسكو”.

هل ذكر التاريخ الروماني في المتحف أو تواجدت آثار خاصة به؟

توجد قاعة كاملة للفن الروماني، حيث تزين تيجان الأعمدة الرومانية القاعة بالكامل، وهناك أيضًا منحوتات رومانية تجسد قصة وفاة القديس “يوحنا المعمدان”.

هل اقتصرت اللوحات الفنية على التاريخ الداخلي للبلاد؟

لا، بل أن لوحة سلطان المغرب تُثبت أن الفن شمل كافة نواحي الحياة حتى السياسية منها، وتسجيل اللحظات المؤثرة الخاصة بالمهمات الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: