متحف الخط العربي في قلب الشارقة وأهم قاعاته

لوحات من حروف، تجسد رونق الخط العربي، جمال الكلمة وسحر رسمها وجميع الفنون الراقية، حيث يحتضنها متحف الشارقة للخط العربي، اللغة العربية لغة جذلة ومتينة.

من بداية أبواب المتحف تلتف حولك روائع الخط العربي وأشكاله المتعددة، وهنا تجد الجانب المشرق في حضارتنا يتجسد على هذه الجدران.

حيث تحمل تراثٌ عريق غني بالمعاني الأصيلة القوية لخطاطين عرب ومسلمين أبدعوا في تلك اللوحات منذ الأزل.

تاريخ المتحف

تغيرت كثيرًا النظرة السياسية وإدراكها لأهمية المعرفة الثقافية في مختلف أنواع الفنون وتدرجها.

فقد حدثت تغييرات عديدة على المستوى الثقافي لكي تتناسب مع الثورات الحديثة ولذلك استطاعت الإمارات المتحدة أن تعاصر المتجددات الطارئة.

فكان الإبهار عنوان إمارة الشارقة وتولت إدارة المتاحف هذا الاهتمام بالفنون، في بيت “حمد المدفع” في قلب الشارقة.

وقد كان للخط العربي نصيب مميز، حيث تم افتتاح متحف الشارقة للخط العربي في عام 2002، على يد حاكم الإمارة “سلطان بن حمد القاسمي”.

الهدف من الإنشاء

يأتي متحف الخط، مجمعًا لكافة أنواع الأقلام الستة، وكان في ذلك إحياءً لتراث هذا الفن العريق ومنعه من الاندثار.

ومن الجدير بالذكر أن اللوحات الخطية المتواجدة، قد ساعدت كثيرًا في التعرف على قواعد وأصول الخط والاطلاع على النواحي الإبداعية الخاصة به.

ويعتبر متحف الشارقة للخط، تراثًا إنسانيًا وإبداعيًا، يحتضن كافة الموهوبين ويطور في أدواتهم، حيث يزودهم بروافد فنية متجددة.

أنواع الخطوط العربية

صاحب الموهبة في مجال هذا الفن يرسم الصوت الناتج من اللسان، ويوضحه بأنماط متنوعة بقواعد خاصة لكل نوع من أنواع الخط.

وكما يتجسد الصوت العذب في الغناء، يُجسد الخطاط رسم الصوت واللغة على اللوحات.

الثلث

تتواجد لوحات عدة في المتحف توضح كتابات الخط بطريقة الثلث، وهو من الخطوط المركبة من حيث القواعد والموازين.

حيث تتعلم من خلالها كيفية كتابة الحروف منفردة، وكتابة الكلمات المتشابكة، لتوضيح براعة التركيب.

الكوفي

هو أول خط عربي ظهر، ويعرف بأنه “أقدم الخطوط”، ظهر في الكوفة، في أواخر القرن السابع.

من أعظم ما كتب بهذا الخط كان الإمام “علي بن أبي طالب”، فقد أسهم في إرساء العديد من القواعد الخاصة به.

يتضمن الخط الكوفي أنواع مختلفة مثل:

• اليابس.
• القديم.
• المظفر.
• النباتي.

التعليق “الفارسي”

يرجع إلى “حسن الفارسي”، حيث استخلصه من خطوط الثلث والنسخ والرقاع وهو خط يستخدم في “المراسلات الخاصة على الأوراق والجلود”.

يتميز بشكله الانسيابي والسلاسة بين الحروف، ويظهر من خلاله الخيال الإبداعي للخطاط.

وضع “مير علي الزهراوي” أصول ومبادئ الخط الفارسي، حيث طور الإيرانيون أشكال الخط وقواعده.

ولهذا السبب فقد ظهرت خطوط إضافية أخرى متشعبة من الخط الفارسي، وكانت كل هذه الفروع الأخرى تتميز بالسلاسة والوضوح.

الرقعة

هو أكثر الخطوط سهولة وانتشارًا، ويرجع ذلك إلى أنه لا يحتاج إلى وضع علامات التنوين إلا في مواضع معينة.

وكان هذا بدوره سببًا كافيًا لاستخدامه بشكل قوي في جميع الكتابات والوثائق الرسمية والإعلانات التجارية.

ومن الجدير بالذكر أن خط الرقعة يُعرف أيضًا بالخط العثماني، حيث تم تطويره وإرساء قواعده في عهد الدولة العثمانية على يد “ممتاز بك”.

النسخ

هو خط يتسم بسهولة قراءته ووضوحه في كتابة الحروف والكلمات، ولهذا السبب يعرف بأنه “ملك الخطوط”، وأصبح حاليًا الأكثر استخدامًا في نسخ الكتب والمجلات والصحف.

الديواني

كانت تكتب به الفرمانات السلطانية في عصر الدولة العثمانية والأموية، فكان استخدامه مقتصرًا فقط على الديوان الملكي.

فقد تم إرساء قواعده على يد الخطاط الكبير “مصطفى غزلان”، ولذلك ينسب إليه في أحيان عديدة ويطلق عليه “الخط الغزلاني”.

كما ظهر “هاشم محمد البغدادي”، ومعه العديد من الخطاطين الذين أسهموا في ذلك الخط، وكان لهم فضل عظيم فيه.

قاعات المتحف

تتجول وترى الكلمات مرسومةُ بشكل جمالي منتظم، في كل قاعة تنبهر بروائع الإبداع والرقي المُدمج في كل لوحة من لوحات الخطاطين.

المشق

تحتوي على تعريفات بسيطة ومختصرة لكل أنواع خطوط الأقلام الستة، ويتواجد لوحات تتكون من حروف منفصلة وكلمات وجمل لخط الثلث أو النسخ أو الكوفي.

القصبة

تُوضح القاعة الترتيب الزمني والتاريخي بتسلسل دقيق لخروج الأقلام الستة للخطوط المعروفة حاليًا.

وإضافة إلى ذلك شرح كافة الخطوط وتطور مبادئها وقواعد الكتابة الخاصة بها على مدى العصور، حيث كان عصر الدولة العثمانية من أهم العصور إسهامًا في هذا التقدم.

وتضم القاعة أيضًا الأعمال المختلفة المكتوبة على القماش أو الخشب أو السيراميك، والتي تُبرز إبداعات الفنانين على المستوى المحلي والعالمي.

الفن الأصيل

وجهه عشاق هذا الفن المتميز، حيث تتجمل كل أنحاء القاعة بالعديد من جماليات هذا الخط الفصيح، والذي يسرد تاريخ الأمة في أبهى صورها.

حيث تحتوي القاعة على:

• اللوحات التي تؤرخ للفن الخطي للعالم العربي.
• الأدوات المستخدمة في تكوين اللوحات.

تتضمن القاعة عرضًا كاملًا لكل الأدوات التي يستخدمها الخطاطون، في كافة العصور بتدرج سلسل وواضح قديمًا وحديثًا.

حيث تتعرف على الأقلام والتي تُعرف بـ “القصبة”، بمختلف أحجامها وأشكالها وأدوات النحت المستخدمة في تكوين شكل الرأس المميز لكل قلم.

وتجد الأوراق المستخدمة وأنواعها والأحبار بتدرج ألوانها، والمواد التي تضاف إليها لكي تعطية قدر من التماسك.

ومن الجدير بالذكر أيضًا وجود العديد من أدوات الزخرفة التي تزين اللوحات مثل أوراق الذهب.

أشهر فناني المتحف

تضم جميع القاعات الإسهامات البارزة لكبار الخطاطين من كافة الأنحاء.

ليس فقط في قاعات المتحف الرئيسية، بل يمتد هذا الجمال إلى المعارض المؤقتة أيضًا، حيث تتواجد أشهر الأعمال للعديد من العظماء مثل:

• حامد الآمدي.
• عثمان طه وهو “خطاط مصحف المدينة المنورة”.
• سامي أفندي.
• حسن شلبي.

عدنان الشريفي

أستاذ فن الخط العربي في متحف الشارقة للخط، ومقيم دائم حيث يتواجد لاستقبال الوافدين إلى المتحف وتعليمهم:

• أصول فن الأقلام الستة.
• العمق والتطور الحضاري الخاص بالخطوط.
• العديد من مبادئه والقواعد الخاصة به.

المساحات المخصصة للزائرين

تجربة أداء فنية حقيقية للخط العربي، من خلال الجمهور سواء المتخصصين أو غير المتخصصين.

من أجل تعريفهم بفنون هذا المجال، حيث أنه يتم تقديم دورات متعددة في الخط العربي (النسخ والرقعة والثلث) والخطوط التي تهم الجمهور.

ويتم تعليم الوافدين أساسيات وقواعد الخط، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأنشطة تلقى اهتمامًا كبيرًا من الجمهور.

أوقات العمل الرسمية

• من يوم السبت إلى الخميس من الساعة الـ 00: 8 صباحًا إلى الـ 00: 8 مساءً.
• يوم الجمعة من الساعة الـ 00: 4 مساءً إلى الـ 00: 8 مساءً.

أوقات العمل خلال شهر رمضان

• من يوم السبت إلى الخميس من الساعة الـ 00: 9 صباحًا إلى الـ 00: 2 ظهراً.
• مغلق يوم الجمعة.

رسوم الدخول

تعتبر رسوم الدخول رمزية سواء للعائلات أو الأفراد، ويأتي ذلك في إطار تشجيع كافة الأشخاص للاطلاع على هذا التراث الجمالي.

الدخول مجاني لكل من

• الأطفال أقل من سنتين.
• الرحلات المدرسية الحكومية والخاصة.
• الرحلات الجامعية الحكومية والخاصة.
• الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن فيما فوق سن الـ60.

الدخول إلى المتحف مجاني في أيام

• 1 ديسمبر “يوم الشهيد”.
• 18 مايو “اليوم العالمي للمتاحف”.
• 2 ديسمبر اليوم الوطني “للإمارات العربية المتحدة”.

الموقع

يقع المتحف في “ساحة الخط”، بيت “حمد المدفع”، قلب الشارقة.