أقوى مقتنيات متحف كيوسوني للفنون الشرقية بإيطاليا

أقوى مقتنيات متحف كيوسوني للفنون الشرقية بإيطاليا

في “جنوة” حيث الثقافة البحرية التي تنتمي لدول البحر المتوسط والعمارة الأوروبية الفريدة، ولكن بالرغم من ذلك ستجد تراث جنوب شرق آسيا يُدمج داخل هذه الثقافة الأوروبية.

تجد معالم وآثار أقصى الشرق تطل في شموخ بالغ، من داخل منتزه “فيليتا دي نيغرو”، وتعلن عن وجودها القوي والتبادل الفكري والثقافي الواضح بين أوروبا واليابان.

على يد “إدواردو كيوسوني”، تم تجميع كل هذه القطع الفنية، والتي ترصد تطورات الفن والثقافة اليابانية، وعلاقتها مع قارة آسيا.

إدوارد بين “جنوة” و”طوكيو”

تتميز “جنوة” بتاريخ عريق منذ قديم الأزل، وتعبر سادس أكبر مدينة من مدن إيطاليا وأوروبا القديمة، وإضافة إلى ذلك فإنها تمتلك أشهر وأقدم ميناء بحري.

ولد “إدوارد” في أحد أقاليم “جنوة”، وتعلم الفن بها حتى أصبح أستاذًا في الرسم، حيث أظهر مهارات إبداعية فائقة، وتميز بأسلوبه الفريد في أعمال النقش.

سافر “كيوسوني” إلى طوكيو وظل فيها لمدة 16 عام، وانشغل بالفن الياباني وتعمق فيه، فقد رسم في خلال هذه الفترة أكثر من 500 لوحة.

وكان له كل الفضل في الربط الثقافي العميق ووجود المنحوتات والآثار اليابانية في أوروبا، حيث أوصى بنقل كافة مجموعاته الفنية إلى مدينة “جنوة”.

تميز بأنه محبًا للفن الياباني ومتذوقًا لثقافة جنوب شرق آسيا، ومكنه شغفة من ضم مجموعات ضخمة خاصة به تنتمي للتاريخ الياباني.

تاريخ المتحف

تم إنشاء المتحف عام 1905، وكان ذلك بعد ما تم نقل المجموعات التي كانت في حيازة “كيوسوني” بعد وفاته إلى مدينة “جنوة”.

حيث كانت الحيازة تتنوع بين العديد من الأشياء الهامة مثل:

  • الأسلحة وخوذات الساموراي.
  • اللوحات والمطبوعات.
  • الآلات الموسيقية.

صممه المهندس المعماري “ماريو لابو”، بأسلوب مثالي لإيواء كافة فنون التاريخ الياباني وثقافته، والتي كانت تمثل شغفًا كبيرًا لإدوارد.

في 1971، تم إعادة افتتاح المتحف بعد زيادة عدد المعروضات والمحتويات الخاصة به.

معروضات المتحف

تتنوع المجموعات داخل المتحف لتحاكي وتجسد الحياة اليومية اليابانية في كافة صورها.

ما بين كل طابق وآخر حيث تجد أنك تنتقل في جولة مذهلة بين عصر ما قبل البوذية، ومنحوتات من فترة “إيدو”، وعصر “كاماكورا”.

الموجة العظيمة

أكثر اللوحات اليابانية شهرة من بين سلسلة مشاهد الجبال الموجية، وتمثل حالة فريدة في تاريخ محاكاة المناظر الطبيعية.

تعتبر تجسيد صارخ على فن “أوكييو-إه”، وهي حركة فنية ظهرت في اليابان في القرن الـ17، حيث تُرسم اللوحات على الخشب ثم يتم طباعتها على الورق.

تم رسم هذه اللوحة على يد الفنان “هوكوساي”، في فترة “إيدو”، والذي كان عاشقًا وشغوفًا لفن “أوكييو-إه”.

أميدا بوذا

تمثال بوذا

تمثال بوذا التنويري المثالي، الذي يجلس في وضع اللوتس أثناء التأمل حيث تم تعظيمه في الطائفة البوذية.

قام النحات “كوجو”، رئيس ورشة “شيتشيجو”، بنحت هذا التمثال من البرونز المصبوب، والذي يعكس من خلاله أفكار العبادة البوذية.

صندوق الكتابة

لم تكن موهبة الرسم مقتصرة فقط على اللوحات، بل انطلقت لتزيين العديد من الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية.

أتى ذلك بالفن “الأوروشي”، حيث يهتم بطلاء الأشياء والأدوات اليومية بالذهب أو الفضة وزخرفتها، وهي تقنية يابانية متميزة جدًا.

فتجد صندوق الكتابة على هيكل خشبي مزخرفًا بشجرة صنوبر تقع على صخرة في وسط أمواج البحر الهائج لترسم لوحة خلابة.

مزهريات

إذا كنت تبحث عن منتجات نموذجية للفنون الزخرفية، فسوف تجد ضالتك في تلك المجموعة التي تنتمي لفترة “مينغ”.

مجموعة من المزهريات المزخرفة بنبات اللوتس والأقحوان والأوراق النباتية، والتي تتميز بجودة فنية رائعة للغاية.

المينا الزخرفية هي الأكثر انتشارًا بين المينا الشرقية متعددة الألوان، بل تفوقت في تشبعها بالألوان ونقاءها.

وإضافة إلى ذلك فقد تم دمج تقنية “كلوزوني”، مع المزهريات لتزيينها، وهي تقنية حرفية للضغط الدقيق على الأسلاك النحاسية الملحومة على جسم المزهرية.

مرآة بها حيوانات وآلهة بوذية

إذا أردت أن تُطلق عليها مرآة الصداقة والاحترام، فسوف يكون هذا المسمى لائق بها، وذلك لأن حاكم “أوساكا” أهداها إلى إدوارد.

تبرز هذه المرآة المصنوعة من البرونز القدرة الفنية واليدوية الماهرة لليابانيين، حيث تحتوي على زخارف متعددة في إطار دائري مكون من:

  •  4 حيوانات.
  • 10 آلهة بوذية.
  • 4 رؤساء صغار.

الجرس

يرجع إلى بداية العصر المعدني، ولذلك يجسد هذا الاكتشاف تطور الحياة الاجتماعية واستقرارها، وارتباطها بالزراعة، والذي كان يستخدم في الطقوس الدينية.

توجد زخارف ورسومات لولبية مائية متقاطعة بشكل شبكي على جسم الجرس الخارجي المصنوع من البرونز.

تنتمي طقوس الجرس إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث شعب “يايوي” الياباني القديم، الذي لم يُعرف عنه غير القليل من الآثار الخاصة به.

قناع الحرب

تتميز الاقنعة بأن لها مظهر مرعب وغاضب، لإخافة العدو وبث الرهبة فيه، حيث كانت لكائنات أسطورية تعيش في الغابات والصحراء.

كانت الأقنعة تكمل خوذة “الساموراي”، وكانت مناسبة للحرب بسبب الانطباعات الوحشية والاستهزائية للقناع.

وإضافة إلى ذلك فقد تم صنعه من سبائك نحاسية يتخللها الذهب ليحاكي القرنية، والفضة لتجسيد الأسنان حتى تكمل المظهر الوحشي للقناع.

الملوك الحراس

منحوتات خشبية صغيرة متعددة الألوان، لإثنين من الحراس بوجه متجهم ويجسد القوة العضلية لديهم.

ولذلك يُعتقد إنها نماذج مصغرة لتماثيل كبيرة، والتي تُستخدم لحماية ساحات المعابد البوذية، فقد تم وضع تمثال “نيوس” لذلك الغرض.

الأسد الصيني

تم صنعه من الخزف باللونين الأزرق والأبيض، على يد مجموعة من النحاتين في فرن “سيتو” وهو أحد الأفران التي تشتهر بالجودة العالية.

حيث تجسد الأسد الصيني “كراشيشي”، وهو يقفز في وضع مرح محركًا ذيلة، ويُعتبر هذا التمثال من الأيقونات الدينية البوذية.

قناع لامرأة

ينشغل ذهنك كثيرًا بالحياة المسرحية والتمثيل في اليابان في ظل العصور القديمة.

ستجد هذا القناع كافي للرد، حيث أنه قناع تمثيلي لامرأة في منتصف العمر بملامح بائسة، منحوت على الخشب وملون ليضفي المزيد من الملامح الخاصة بالشخصية.

مواعيد العمل الرسمية

المتحف مغلق حاليًا للتجديدات، وسوف يتم استئناف العمل طبقًا لتلك المواعيد.

  • من يوم الثلاثاء إلى الجمعة من الساعة 00: 9 حتى الساعة 00: 7.
  • يومي السبت والأحد من الساعة 00: 10 حتى الساعة 30: 7.
  • يوم الإثنين مغلق.

الموقع

منتزه “فيليتا دي نيغرو”، ساحة “مازيني”، “جنوة”، ويمكنك الوصول إلى المتحف بسلاسة من خلال:

  • محطة “روما كورفيتو”، عن طريق الحافلة.
  • محطة “دي فيراري”، باستخدام شبكة الأنفاق الأرضية.

الخلاصة

نقطة وصل رائعة، بين عراقة جنوة القديمة، وموقعها المتميز المطل على البحر.

يقف متحف الفنون الشرقية لـ”إدوارد كيوسوني”، بمعروضاته ومقتنياته الخاصة، والتي تُميز و تُبرز جمال وقيمة الفنون اليابانية.

جاء المتحف ليربط الحضارة الآسيوية بأوروبا، حيث جسد المعرفة والثقافة الخاصة بالحياة اليومية في جنوب شرق آسيا.

وتتنوع محتويات المتحف فنجد به: لوحة الموجة العظيمة، وأميدا بوذا، وصندوق الكتابة، والمزهريات، وغيرها الكثير من المقتنيات.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

هل كافة معروضات المتحف تختص بالحياة البوذية فقط؟

لا، يضم المتحف العديد من أشكال الحياة اليومية اليابانية والمعروضات البوذية جزء منها فقط.

ويعرض أيضًا منحوتات من فترة “مينغ”، ومن فترة “إيدو”، وعصر “كاماكورا”.

لماذا يطلق على المرآة التي بالمتحف مرآة الصداقة والاحترام؟

لأن حاكم “أوساكا” أهداها إلى “إدوارد كيوسوني”.

وتحتوي على نقوش متعددة في إطار دائري مكونة من عدد كبير من الحيوانات والآلهة.

هل كانت الفنون التمثيلية متواجدة عند اليابانيين؟

بالتأكيد، فسوف تجد أن إحدى معروضات المتحف تحتوي على قناع لامرأة، حيث كان يستخدم في التمثيل ولأداء الشخصيات المطلوبة فيه.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: