متحف ولاية صباح وأهم المعالم في كوتا كينابالو

تتكون ماليزيا من ثلاث عشرة ولاية اتحادية، وثلاثة أقاليم فيدرالية، تتوزع على قسمين رئيسيين، هما ماليزيا الشرقية، وماليزيا الغربية.

وهي من أكثر الدول، التي شهدت طفرةً هائلةً، ونموًا سريعًا، في أواخر القرن العشرين، وقد أصبحت الآن قوة اقتصادية عظمى.

ويرجع هذا النمو إلى عدة أسباب، أهمها المنهج الذي تتبناه الدولة، والذي يركز بشكل أساسي على التوجه نحو العمل والإنتاج.

بالإضافة إلى الاهتمام بالتنوع الثقافي الذي تحظى به، نسبةً لأن سكانها ينحدرون من أصولٍ متعددة، وهو ما أكسبها موروثًا شعبيًا مميزًا.

هذا الموروث المتنوع، إلى جانب المعالم الأثرية والطبيعية التي تنتشر فيها، كان سببًا كافيًا لجعلها وجهةً مفضلةً بالنسبة للكثير من السياح.

ولاية صباح

كانت هذه المنطقة محل نزاع بين ماليزيا، فيتنام، إندونيسيا والفلبين، لكنها الآن أرض ماليزية، رسميًا وبنص المعاهدات الدولية.

تقع في ماليزيا الشرقية، وتعتبر ثالث أهم ولاية في البلاد، حيث تعد رافدًا اقتصاديًا مهمًا للحكومة الماليزية، بسبب وفرة وتنوع مواردها.

تتنوع هذه الموارد بين النفط، الصناعات التقليدية والحديثة، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية والنباتية، بينما تأتي الزراعة في مرتبة متأخرة نسبيًا.

تُولي الولاية اهتمامًا كبيرًا للفن والثقافة، فتقيم العديد من المهرجانات، أهمها المهرجان الدولي للفلكلور، والذي يعتبر أهم حدث شعبي في البلاد.

وإذا أضفنا لذلك طبيعتها الساحرة، من غابات، ومحميات وشواطئ، سيكون من السهل إدراك أن لها قيمة سياحية كبيرة بجانب قيمتها الثقافية.

مجمع متحف صباح

يقع في بوكيت استانا لاما، في العاصمة كوتا كينابالو، وهو عبارة عن مبنى يتميز بتصميم في غاية الروعة والتفرد.

ويحتوي هذا المبنى على مركز للعلوم، وحديقة حيوان، وحديقة إنثونباتية، وقرية تراثية، ومعرض للفنون بالإضافة إلى المتحف.

وكانت نواة تأسيسه، هي مجموعة صور، التقطها مسؤول المستعمرة البريطانية في بورينو آنذاك، جوج كاثكارت وولي، لذلك فهو بمثابة المؤسس.

تبلغ مساحته سبعة عشر هكتارًا، ويعود تاريخه إلى عام 1965 في شارع غايا، ثم تم نقله إلى بوكيت عام 1984.

وقد قام السلطان أحمد شاه، الحاكم السابع لولاية فهغ، بافتتاحه في أبريل من نفس العام.

أقسام المجمع

يتكون المبنى من العديد من الأقسام، تتنوع بين التراثي والعلمي، بالإضافة لاحتوائه على معارض فنية، وحديقة حيوان، وغيرها من الأقسام المميزة.

ويعتبر أهم هذه الأقسام:

مركز العلوم والتكنولوجيا

يقع في الجهة الشمالية للقاعة الرئيسية للمتحف، ويتركز اهتمامه على العروض التفاعلية الخاصة بمجالات العلوم التطبيقية.

وبما أن صباح تعد من أهم ولايات ماليزيا في مجال تصنيع البترول، فإن هذا المتحف يتناول صناعة البترول بالتفصيل.

ويتم عقد الدورات، والبرامج التدريبية والمؤتمرات، وورش العمل الخاصة بالعلوم التطبيقية فيه بصورة مستمرة.

متحف الحضارة الإسلامية

وهو مخصص للمعروضات والقطع الأثرية، التي ترتبط بالثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، ويحتوي على عدة معارض فرعية.

يهتم كل معرض منها بجانب من جوانب الثقافة الإسلامية، بالإضافة لاحتوائه على قطع مهمة، مثل نُسخ القرآن الكريم، والخرائط التاريخية.

الحديقة الأنثونباتية

تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات الطبية والتجارية، إلى جانب نباتات الزينة، وتشكل ما يشبه السياج حول المتحف.

قرية التراث

هي منطقة مخصصة لعرض الجانب التراثي للولاية، وتحديدًا المنازل الماليزية التقليدية، مثل بيت الجماجم وبيوت الخيزران.

أقرب المطاعم

يعتبر متحف صباح من أكثر الأماكن استقبالًا للزوار في المدينة، لذلك فهو مكان مناسب لإنشاء المطاعم والفنادق، وغيرها من الخدمات.

إذا قمت بزيارته، ستجد الكثير من الخيارات، بإمكانك مثلًا أن تذهب إلى مطعم “Welcome” المتخصص في المأكولات البحرية.

أما مطعم مشاوي، فهو يقدم لك تشكيلة متنوعة من الأطباق الشرق أوسطية الشهية.

وسواء كنت من محبي الأكل الياباني، أو كنت ترغب بتجربته لأول مرة، فإن مطعم ساكاجورا سيكون وجهتك المناسبة.

وفي جميع الأحوال لا بُد أن تستعيد المذاق العربي الأصيل، لذلك عليك أن تسجل زيارةً لمطعم الحَمرة اليمني.

حيث يعتبر من أفضل المطاعم العربية في الولاية، وهو متخصص في الأكلات اليمنية، إلى جانب بعض الوجبات العربية الأخرى.

أقرب الفنادق

أما بالنسبة للفنادق، فهناك عدة خيارات مريحة وبأسعار مناسبة، يمكنك أن تختار منها حسب وضعك المادي.

ويعد “TH Hotel kota kinabalu” الخيار الأمثل في حال كان أطفالك برفقتك، فالفندق يحتوي على أَسِرة مناسبة للأطفال.

يوفر الفندق لنزلائه خدمات، مثل غسيل الملابس، خدمة “Wi Fi”، بالإضافة لاحتوائه على مطعم، وصالة رياضة، وهو مناسب لذوي الاحتياجات الخاصة.

أما “Skypod” والذي يبعد عن المتحف مسافة 750م، فهو الخيار الأرخص، وعلى الرغم من انخفاض سعره إلا أن خدماته جيدة جدًا.

فهو يحتوي على مطعم يوفر لك وجبة فطور مجانية، وخدمة “Wi Fi”، وحافلة للمطار، بالإضافة لكون التدخين ممنوع داخل الفندق.

وهناك الكثير من الخيارات الأخرى، مثل “Oceania” و“Stanton” و“Golden Hotel”، وغيرها من الفنادق التي تقدم خدمات مميزة.

مدينة كوتا كينابالو

هي عاصمة ولاية صباح، وأهم مدنها على الإطلاق، وتعتبر المركز التجاري والإداري الأول للولاية، بالإضافة لقيمتها السياحية الكبيرة.

كانت تعرف بجلستون، ثم تم تسميتها كوتا كينابالو، نسبةً لجبالٍ تقع بالقرب منها، وقد أصبحت عاصمة لصباح في العام 1946.

ألم بها حريق هائل في أواخر القرن التاسع عشر، لكن أعيد بناؤها مرة أخرى، وحرصت الحكومة من حينها على تطويرها وجعلها جاذبة للسكان.

وقد نتج عن هذا الاهتمام أن أصبحت سادس أكبر مدن ماليزيا من حيث عدد السكان، الشيء الذي ساهم في تطويرها أكثر وأكثر.

تتميز هذه المدينة بتخطيطها العمراني المميز، ومبانيها الحديثة، بالإضافة لاحتوائها على الكثير من المعالم السياحية، من أهمها متحف صباح.

مناطق سياحية أخرى في كوتا كينابالو

تعتبر كوتا كينابالو، من أهم المناطق السياحية في ماليزيا، حيث تحتوي على الكثير من المعالم السياحية المهمة، من أشهرها:

جبل كينابالو

يعتبر أعلى قمة في ماليزيا، حيث يبلغ ارتفاعه 4,095 مترًا عن سطح البحر، وهو من المعالم التي تحظى بشعبية كبيرة، ويأتي مئات الآلاف من السياح لزيارته كل عام.

شاطئ تانجونج آرو

يعتبر أجمل شواطئ المدينة، حيث يتميز بوجود النخيل، وأشجار جوز الهند، إلى جانب مجموعة من الجبال التي تضفي إليه مزيدًَا من الجمال الطبيعي.

هذه التوليفة الرائعة بين مختلف عناصر الطبيعة، من ماء وخضرة ومرتفعات، وما يرتبط بها من أنشطة ورياضات، جعلته وجهة مفضلة للزوار.

وهو ما جعله مكانًا ملائمًا لإنشاء المنتجعات السياحية، والفنادق والمطاعم، الشيء الذي يؤدي بدوره إلى جذب المزيد من السياح.

الينابيع الساخنة في قمة كرور

إن منطقة جبال كرور من أعلى قمم ولاية صباح، ويوجد بها الكثير من الأماكن والنشاطات التي تستحق التجربة، على رأسها حمامات الكبريت في ينابيع بورنس الحارة.

قرية ماري ماري الثقافية

هي عبارة عن منازل بنتها قبائل ماليزية قديمة، تتميز بطولها الذي يصل إلى 100 متر، إلى جانب ارتفاعها عن الأرض.

ويتسع المنزل الواحد منها إلى أكثر من 300 شخص، ينتمون إلى نفس العائلة، حيث كانوا يفضلون العيش معًا كنوعٍ من الحماية.

وتعتبر ماري ماري، من أكثر الأماكن التي تحظى بشعبية وسط الزوار، لذلك يتم تنظيم جولات سياحية جماعية لها بشكل دوري.

وتستغرق الجولة حوالي ثلاث ساعات، ستستمتع خلالها بالتعرف على جميع أجزاء القرية، بالإضافة إلى زيارة الشلال الصغير الذي يقع خلف منازلها.

وحتى لو قمت بزيارتها منفردًا، فإن سكانها يتمتعون بالكثير من اللطف، ويتفاعلون مع السياح بشكل ودي للغاية، سيجعلك تشعر بالأُلفة تجاه المكان.

مسجد صباح

رغم تعدد الديانات في صباح إلا أن الإسلام هو الدين السائد، لذلك ستجد الكثير من المساجد في جميع أنحائها، ويعد مسجد صباح أشهرها.

ويتميز بتصميمه البديع، وقبته ذات اللون الذهبي، والتي تحيط بها العديد من القباب الذهبية الصغيرة.

أفضل وقت للزيارة

تتميز ماليزيا عمومًا، باعتدال طقسها أغلب الوقت، وحتى هطول الأمطار ليس عائقًا، حيث سرعان ما تتفرق السحب وتعود الأجواء لصفائها.

وإذا كنت من الأشخاص الذين لا يحبون السفر في موسم الأمطار، فإن الفترة من بداية مارس إلى نهاية أكتوبر ستكون مناسبة جدًا لك.

وبالنسبة لولاية صباح، فإن شهر يوليو هو الأفضل، لتحظى بحضور المهرجان الدولي للفلكلور، والذي يعتبر من أهم المهرجانات في المنطقة.

وبالطبع لا يجب أن تنسى التجول في أنحاء العاصمة كوتا كينابالو، والاستمتاع بمعالمها المميزة، وعلى رأسها متحف صباح.

يفتح المتحف أبوابه يوميًا، من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، لكن زيارته في الصباح أفضل، حيث الهدوء والأجواء الصباحية المنعشة.