محمية أشجار القرم في كلباء وأهم المعلومات عنها

محمية أشجار القرم في كلباء وأهم المعلومات عنها

تسعى الدول دائمًا للحفاظ على ثرواتها النادرة من النباتات والحيوانات، حيث تقوم ببناء المحميات الطبيعية لتوفير البيئة المناسبة لهم.

المسؤول الأول عن هذه المحميات هي وزارة البيئة، حيث تقوم بالإشراف عليها، ورعاية الكائنات التي تعيش بها.

تساعد هذه المحميات في المحافظة على التنوع البيولوجي، وحماية السلالات النادرة من الكائنات الحية للحفاظ على التسلسل الهرمي.

ومن أشهر هذه المحميات هي محمية كلباء، حيث يوجد بها بعض الطيور والنباتات والكائنات البحرية المهددة بالانقراض.

محمية كلباء

واحدة من أقدم المحميات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم بناؤها بأمر من الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي”.

تحتوي المحمية على عدد كبير من الطيور، فيوجد بها أنواع غير موجودة في أي مكان آخر في العالم، بالإضافة إلى أشجار القرم النادرة.

موقعها

توجد المحمية في مدينة كلباء، وهي تابعة لإمارة الشارقة، حيث تمتد المدينة على الساحل الشرقي للإمارة.

وتستغرق الرحلة من الشارقة إلى المحمية تقريبًا 90 دقيقة بالسيارة، لذلك فهي مكان مناسب لتزوره إذا كنت في الشارقة.

وصف المحمية من الداخل

المحمية عبارة عن غابة حقيقية من الداخل، فيوجد بها الكثير من أشجار القِرم، وهي أشجار نادرة الوجود.

كانت هذه الأشجار من أسباب إنشاء هذه المحمية، وذلك لندرتها وأهميتها البيولوجية، بالإضافة إلى أشكال الحياة المختلفة المحيطة بها.

وإضافةً إلى ذلك، قامت وزارة البيئة ببناء بحيرة صناعية داخل المحمية، وذلك ليعيش بها بعض الطيور المائية، والسلاحف النادرة.

التنوع البيولوجي داخل المحمية

تُعد بيئة المحمية ملاذ آمن للكثير من الكائنات الحية ومنها:

  • الأشجار النادرة.
  • الطيور المهاجرة.
  • السلاحف البرية.
  • بعض الكائنات البحرية.

تعيش هذه الكائنات مع بعضها البعض، في نظام بيئي تكافلي، حيث تتغذى بعض الأنواع على الأخرى، وذلك حسب ترتيب السلسلة الغذائية.

الأشجار النادرة

محمية كلباء مشهورة بأشجار القِرم النادرة، حيث تنتشر هذه الأشجار في المدينة بشكل كبير، وتعمل الدولة على حمايتها.

تنمو هذه الأشجار في البيئة الساحلية، أو بالقرب من شواطئ البحار، فهي تستطيع تحمُّل ملوحة المياه.

ولأن هذه الأشجار ذات أهمية بالغة، قامت وزارة البيئة بتوفير البيئة المناسبة لنموها، عن طريق حفر بحيرة صناعية ذات ماءٍ مالح.

وتكمُن أهمية هذه الأشجار في عدة أسباب ومنها:

  • استهلاك كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار، وإنتاج كميات هائلة من الأكسجين اللازم للكائنات الحية.
  • بعض أنواع الطيور المهاجرة تبني أعشَاشها بين فروعها، وتضع هناك بيوضها، بعيدًا عن الحيوانات والطيور الأخرى.
  • يستخدمه المزارعين كغذاء لحيوانات المزرعة، عند عدم توافر العشب.
  • تحتوي أوراقه على مركبات كيميائية مهمة، حيث يتم استخدامها في صناعة بعض الأدوية.
  • تقوم تلك الأشجار بإصلاح التربة التالفة، حيث تعمل على توفير بعض المواد الغذائية اللازمة لها مثل الكربون والنيتروجين.

أشجار القرم

الطيور المهاجرة

تمُر الكثير من الطيور أثناء هجرتها على المحمية، وذلك من أجل أن تضع بيوضها بين أشجار القرم بعيدًا عن كافة الحيوانات الأخرى.

تتخذ هذه الطيور من أشجار المحمية مكانًا لبيوتها، حيث تقوم برعاية صغارها فيه حتى تصل إلى عمر معين وبعدها تهاجر إلى مكان آخر.

بحيرة المحمية تُمثل عامل جذب مهم لهذه الطيور، وذلك لأنها غنية بالكائنات الحية الصغيرة التي تتغذى عليها.

تعلُو أصوات الطيور التي تسكن المحمية بالغناء دائمًا، حيث يوجد هناك بعض الأنواع التي تتميز بأنغامها العذبة.

لا تقتصر الطيور في المحمية على الأنواع المهاجرة فقط، بل يوجد هناك بعض السلالات التي تسكن في المحمية بشكلٍ دائم.

وتتعدد أنواع طيور المحمية بشكل كبير فمنها:

  • طائر القاوند الأبيض: وهو معروف أيضًا باسم صياد السمك، حيث يتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات.
  • البلشون الرمادي: واحد من الطيور التي تعيش بالقرب من المستنقعات والبحيرات، حيث يتغذى على الضفادع الصغيرة والأسماك.
  • الرفراف المُطوق: وهو من الأنواع النادرة التي تسكن المحمية، وتعمل الدولة على الحفاظ عليه بشكلٍ خاص.
  • الشادي المُغني: وهو من أصحاب الصوت العذب، حيث يستمر بالتغريد طوال الوقت، ويملأ المكان بصَدى صوته.
  • طائر المستنقعات الهندي: يعيش هذا النوع بالقرب من المستنقعات وبِرَك المياه.
  • نسناس كلباء: هذا الطائر نادر جدًا، ولا يوجد في أي مكان آخر غير المحمية، لذلك سُمي بهذا الاسم.

تعتني الدولة بهذه الأنواع عن طريق توفير البيئة المناسبة لمعيشتها، وتأمين أماكن لبناء الأعشاش ووضع البيض فيها.

وتعمل أيضًا على إكثار بعض هذه الأنواع النادرة، عن طريق استخدام الآليات التكنولوجية والوسائل العلمية الحديثة، لزيادة أعداد البيض.

بفضل هذه الجهود، تم الحفاظ على الكثير من الأنواع النادرة، ونتيجةً لذلك، تم اختيار المحمية من ضمن أهم المناطق الطبيعية في العالم.

طائر الرفراف

السلاحف البرية

من الكائنات النادرة التي تسكن المحمية، السلاحف البحرية، حيث تقوم وزارة البيئة بتوفير مناخ وبيئة ملائمة لهم.

يوجد في المحمية أكثر من 150 سلحفاة من نوع السلاحف الخضراء النادرة، حيث يعيش هذا النوع في أماكن قليلة فقط.

بعد دراسة هذه السلاحف، لوحظ أنها تضع بيضها في رمال المحمية بالقرب من البحيرة، ثم تهاجر عبر الساحل وتعود مرة أخرى إليها.

تنزل السلاحف الصغيرة إلى الماء، وذلك بعد خروجها من الرمال مباشرةً لتبدأ رحلة حياتها، وتعود بين الحين والآخر إلى الشاطئ.

توصَّل العلماء إلى أنَّ هذا النوع من السلاحف يحتاج إلى المياه المالحة ليعيش بها، وهذا ما توفره بيئة المحمية الموجودة بها.

تتغذى هذه السلاحف على الطحالب والرخويات الصغيرة التي تعيش في أعماق البحار، وقد يصل عمرها إلى أكثر من 80 عام.

سلحفاة خضراء

بحيرة المحمية

قامت وزارة البيئة بالاهتمام بهذه البحيرة، وهي بحيرة مالحة، وذلك لكي تستمد منها أشجار القرم الماء المالح الازم لنموها.

يعيش فيها العديد من الرخويات والقشريات وبعض أنواع الحبَّار، والتي تتغذى على الطحالب التي تمنو في القاع.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد بها العديد من أنواع الأسماك التي تعيش في الماء المالح، حيث تفضلها الطيور التي تسكن المحمية.

وأثبت العلماء أنَّ هناك بعض أنواع القروش التي تأتي للبحيرة لتضع صغارها، وأيضًا لتتغذى على أسماكها.

لا تقتصر البحيرة على الأحياء المائية فقط، حيث يأتي إليها بعض الطيور المائية أيضًا لتعيش بها وتتغذى منها.

أنواع الكائنات في البحيرة متعددة فمنها:

  • الطيور المائية كالبجع الأبيض والفلامنجو.
  • قنفذ الماء ذو الأشواك.
  • خيار البحر، وهو من الرخويات المهددة بالانقراض.
  • الجمبري، حيث يوجد في البحيرة كمية كبيرة منه، وذلك بسبب ملوحتها.
  • بعض أنواع الحبار، والأسماك المالحة.
  • أنواع من الإسفنج، والسلطعون

طيور الفلامنجو

خطة تطوير المحمية

تسعى وزارة البيئة دائمًا إلى تطوير المحمية، وتوفير كافة الظروف المناسبة التي تحتاجها الكائنات التي تعيش بها.

تحافظ الإدارة عليها عن طريق وضع قوانين خاصة عند زيارتها، حفاظًا على سلامة الكائنات بها وسلامة الزوَّار.

ممنوع إطعام الحيوانات في المحمية، أو الإمساك بهم وتقييد حريتهم، حيث تعمل أيضًا على حمايتهم من الصيادين.

مؤخرًا، تم إضافة مركز للأبحاث العلمية إلى المحمية، وهو مفتوح أمام طلاب العلم من كافة التخصصات المتعلقة بالكائنات التي تعيش بها.

تعمل الدراسات العلمية الحالية على استخدام طُرق جديدة للإكثار من السلالات النادرة، وتحسين جودة إنتاج هذه الأنواع، وذلك حفاظًا عليها من الانقراض.

بالإضافة لذلك، فإنَّ المحمية تعمل على إيواء بعض الأنواع الأخرى من الكائنات الحية المهددة بالخطر وحمايتها.

لا تعمل الوزارة على تطوير المحمية من الداخل فقط، بل تقوم أيضًا بتمهيد الطرق التي تؤدي إليها.

وتقوم الإدارة بتنظيم ندوات تعليمية ورحلات استكشافية للمحمية، للتنويه على أهميتها وضرورة المحافظة عليها.

أفضل وقت لزيارة محمية كلباء

يتميز طقس الإمارات بالحرارة المرتفعة صيفًا، على عكس الشتاء، يكون الجو معتدل نسبيًا.

ونتيجة لهذا الجَو، فإنَّ أشجار المحمية تزدهر أكثر في فصل الشتاء، وذلك لتوفر الظروف الملائمة لها في ذلك الوقت.

ليست الأشجار فقط، بل يوجد أيضًا بعض الطيور والحيوانات التي تنشط في هذا الطقس، وذلك لسهولة الحصول على الغذاء فيه.

لذلك إذا كنت تقرر زيارة المحمية، فالأفضل أنَّ تزورها في فصل الشتاء، وذلك لتستطيع رؤية الطيور والاستمتاع بالأشجار وهي مزدهرة.

الخلاصة

تتنوع المظاهر الطبيعية والحياة البرية في كلباء، حيث يوجد بها العديد من الكائنات الحية النادرة، لذلك قامت الدولة ببناء محمية طبيعية للحفاظ عليهم.

النظام الإيكولوجي داخل المحمية متنوع لوجود فصائل كثيرة، مما أدَّى إلى وجود تنوع بيولوجي كبير بها.

فيوجد بها العديد من الطيور النادرة، والتي تهاجر من موطنها الأصلي إلى المحمية لتضع بيوضها على أشجارها.

بالإضافة إلى الطيور، يوجد بعض الكائنات البحرية التي تأتي إلى ساحل كلباء، لذلك قامت إدارة المحمية بحفر بحيرة مالحة لهذه الكائنات.

لذلك يُعد التجول في المحمية بمثابة التجول في غابة حقيقية، فتستطيع أن تسمع أصوات الطيور والحيوانات الأخرى، مما يبعث في النفس الراحة والطمأنينة.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

ما هو أفضل وقت لزيارة المحمية؟

يُفضل أن تزور المحمية في فصل الشتاء، لأن الحرارة تكون معتدلة في ذلك الوقت في الإمارات.

ما هي الحيوانات النادرة الموجودة في المحمية؟

يوجد بالمحمية العديد من الأنواع النادرة، فهناك تستطيع أن ترى:

  • السلحفاة الخضراء.
  • طيور الشادي المغني.
  • طائر الرفراف المطوق.
  • البلشون الرمادي.
  • القاوند الأبيض.
مقالات ذات صلة
أضف تعليق: