قصر استانا نيجارا الملكي أحد معالم ماليزيا السياحية
تشتهر معظم الدول على مستوى العالم بامتلاكها معالم أثرية، كانت شاهدة يومًا على العصور القديمة التي خلفت من بعدها تاريخ مشرف، يسرد عن أحداث وحكايات لازالت تتداول بين الأجيال الحالية.
وإذا كنت من المهتمين بمعرفة التاريخ القديم، بكل ما فيه، عليك بزيارة الأماكن التراثية التي لازالت مبانيها قائمة، ففيها ستكتشف من الأسرار والكنوز المعرفية التي ستضيف إلى ثقافتك الكثير.
ولا شك في أنه قديمًا كان الاهتمام بتصميم المباني أمر بالغ الأهمية، وفي سبيل إظهارها في أحسن شكل كانت تتكلف مبالغ باهظة، لذلك أصبحت معظمها موجودة ولم تتأثر بفعل الزمن.
ومن الأمثلة على هذه المباني ذات الطراز المعماري البديع، والتي تحتفظ بجزء كبير من شكلها حتى اليوم، يوجد قصر استانا نيجارا في مدينة كوالالمبور، والذي يعتبر آية في الجمال والإبداع.
فإذا حالفك الحظ وسافرت في إحدى جولاتك الخارجية إلى هناك، لا تتردد في زيارة هذا القصر ولو بإلقاء نظرة عليه فقط من الخارج، خاصة وأنه غير متاح دخوله في الفترة الحالية.
تاريخ القصر
لم يكن قصر استانا نيجارا مجرد مبنى تم إنشاؤه في فترة من الفترات، لأغراض الحكم، لكنه أكثر من ذلك بكثير، فهو قيمة تاريخية كبيرة، زادت مكانته مع مرور السنين.
فلا يزال شاهدًا على حقبة عاشها الماليزيين، وعاصروا أحداثًا هامة فيها، لذلك فهو يعرف باسمه الدارج ” القصر الوطني”.
يطل هذا القصر على نهر كلانج، ويقع في على منحدر أحد التلال هناك على امتداد جالان لستانا، ويوجد بالقرب منه حديقة أوربان أوركارد، أو التي كانت تعرف قديمًا باسم “إربان دوسون بارك”.
وهو لا يبتعد كثيرًا عن العاصمة الماليزية كوالالمبور، إذ أنه يقع في شمالها الغربي، بمسافة تقدر بنحو 3 كيلو مترات، وتبلغ مساحته ما يزيد عن 10 أفدنة.
وهو يتميز بمبناه الضخم، والذي تحيط به الحدائق الخضراء من كل اتجاه، مزود به عدد من بحيرات المياه الصغيرة، وقنوات مياه تستخدم في أعمال ري الأشجار والنباتات المنتشرة في المكان هناك.
وقد تم بناء القصر على يد مليونير صيني في عام 1924، وبلغت تكلفته وقتها نحو 150 ألف ريغيت ماليزي، وذلك قبل أن يتخذه الجيش الياباني ضمن أحد مقراته التي يدير منها حكم ماليزيا.
ومن الثابت تاريخيًا أن ماليزيا كانت تابعة لليابان مع بداية فترة الأربعينيات من القرن الماضي.
لكن الوضع قد تبدل تمامًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأصبحت ماليزيا ذات حكم مستقل، واستطاعت حكومة ولاية سيلانغور الماليزية وقتها شراء القصر، قبل أن تغادر في عام 1957.
إضافة إلى ذلك، فقد تعرض القصر إلى فترات إهمال كان لها تأثير سلبي على محتوياته الداخلية، مع تهدم أجزاء ليست بالقليلة من مبناه.
لكن حكومة ماليزيا الاتحادية استطاعت فيما بعد أن تعيد للقصر رونقه وجماله الذي اشتهر به، بعد أن قامت بشرائه وتجديده، ليصبح مقرًا رسميًا لحاكم ماليزيا يانغ دي بيرتوان أغونغ.
وقد تعاقب من بعده الكثير من الحكام، منذ فترة الخمسينيات، حتى وصل اليوم إلى الملك محمد الخامس، والذي يباشر منه في بعض الأوقات أعماله الخاصة بإدارة شئون البلاد.
محتويات القصر
رغم حجمه الذي يبدو صغيرًا من الخارج إذا صادفت ورأيته في طريقك هناك، إلا أن حجم القصر في حقيقة الأمر كبير، حيث أنه يقع على مساحة 13 فدان تقريبًا.
ويتكون قصر استانا نيجارا أو كما يطلق عليه بالإنجليزية “Istana Negara” من طابقين، وعدد من القاعات، منها قاعة للعب الريشة الطائرة، بخلاف قاعات أخرى للاستقبال، والمناسبات المختلفة.
بالإضافة إلى مركب تصل مساحتها 11 هكتار، وحدائق خضراء تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات والزهور، كما يوجد حمام سباحة داخلي، يتميز بمياهه الدافئة والتي يتم تنقيتها من الشوائب باستمرار.
كما يضم القصر عدد من الأجنحة، من بينها: الجناح الشرقي، وبه مجموعة من القاعات، فهناك قاعة عرفية كما اصطلح على تسميتها هناك، يتم فيها اختيار أو تغيير القيادات المسؤولة في البلاد.
يتم فيها على سبيل المثال تعيين رئيس وزراء جديد، وهناك قاعة أخرى في نفس الجناح أيضًا مخصصة لاستقبال ضيوف الملك من رؤساء الدول والسفراء وغيرهم.
ومن أسماء القاعات الموجودة أيضًا، يوجد: قاعة بيليك دوتا، بيليك بيرمايسوري، وبيليك مينتري.
الجدير بالذكر أن القصر خضع إلى عمليات إحلال وتجديد، شملت أجزاء كبيرة منه، ليتم افتتاحه رسميًا بعدها في عام 2011.
وقد أعيد تصميمه وأضيفت إليه غرف أخرى لتصل اليوم إلى 20 بدلًا من 13، إضافة إلى 4 غرف تم تخصيصهم لاستقبال ضيوف القصر من الدبلوماسيين والسفراء الأجانب.
وأصبح هناك مدخل مستقل يصل في نهايته إلى قاعتين من قاعاته الكثيرة، والتي خُصصت إحداها للجمهور.
كما استحدث فيه مطبخ عصري، مزود بكافة الأجهزة اللازمة، لإعداد الأطعمة والمشروبات المختلفة، وهو يستوعب ما لا يقل عن 100 شخص داخله.
مقتنياته
يعتبر قصر استانا نيجارا أحد أشهر القصور الأثرية في مدينة كوالالمبور الماليزية، فهو يتميز بساحته الكبيرة والمطلة على خضرة تكسو المكان بالنباتات والزهور التي تحيطه من كل الاتجاهات.
وقد تعاقب على القصر معظم الملوك الذي حكموا ماليزيا منذ بداية الخمسينيات وحتى الآن، وهو يضم عددًا من الغرف الخاصة بالملك، والتي تعرض فيها مجموعة من النياشين، والهويات الشخصية.
بالإضافة إلى جوازات سفره الخاصة، وساعات اليد التي كان يرتديها، وكذلك عرض بعضًا من قطع الملابس الخاصة به وبزوجته الملكة، بما في ذلك التاج الملكي.
فضلًا عن ذلك، فقد خصص القصر في إحدى قاعاته مكانًا لعرض مقاطع مصورة من الفيديوهات الخاصة بعيد الاستقلال الماليزي، وقد استخدم ماء الذهب في طلاء سقف معظم قاعات وغرف القصر من الداخل.
طرق الوصول إلى القصر
عند اتخاذك لقرار السفر إلى ماليزيا، عليك أن تضع في اعتبارك أنه قد تواجهك بعض المعوقات التي ستتطلب منك أن تكون على قدر كبير من تحمل المسئولية.
ففي الوضع الحالي الذي طرأ بعد انتشار فيروس كورونا “كوفيد-19” أصبح دخول البلاد لأي غرض ليس بالأمر السهل، خاصة وأن تأشيرة دخولها تكون صالحة لمرة واحدة فقط.
بخلاف أن فترة الإقامة نفسها تكون مقتصرة على ثلاثة أِشهر، وهو ما لا ينطبق بالضرورة على باقي الدول الأخرى.
وعلى اعتبار أن كوالالمبور تعد من أكبر المدن الماليزية، فإنها تتمتع بمكانة خاصة، نظرًا لما تحتويه من كنوز ومعالم سياحية، أصبحت واجهة مشرفة للبلاد على مستوى العالم.
إذ أنها أصبحت من أفضل الوجهات السياحية، التي يتوافد عليها جميع الجنسيات العربية والأوربية، لقضاء أوقات ممتعة فيها.
لذلك، إذا حالفك الحظ واستطعت زيارتها، فلا تقلق من التنقل فيها، حيث تنتشر فيها جميع وسائل المواصلات، والتي تصل إلى أي مكان داخل وخارج العاصمة الماليزية.
فإذا كنت ترغب في زيارة القصر الوطني هناك، يمكنك استقلال إحدى سيارات الأجرة، أو الحافلات العامة التي تمر من هناك، والتي من أشهرها: هوب أون هوب أوف باص.
في المقابل، قد تواجهك أحد الصعوبات التي من الممكن أن تجعلك غير متحمسًا لزيارته، وهي أن القصر غير مسموح بدخوله في الوقت الحالي، ولأسباب غير معروفة، ربما لدواعي أمنية.
لكن يمكنك الاكتفاء بمشاهدته من أسواره الخارجية، حيث يوجد أفراد الأمن والحراسات بزيهم الملكي بلونيه الأحمر والأبيض، يمتطي بعضهم ظهور الخيول وبعضهم الآخر يقفون على أقدامهم على بوابات القصر.
ويمكنك أن تلتقط وقتها ما يحلو لك من الصور أمامه بغرض توثيق اللحظات الحلوة، التي تقف فيها أمام مبنى تاريخي كان يومًا ما شاهدًا على العصر.
الخلاصة
يعتبر قصر استانا نيجار واحدًا من أشهر القصور الملكية التي أنشأت في ماليزيا، وهو يقع في شمال غرب مدينة كوالالمبور، بمسافة 3 كيلو متر،
كما أنه يطل على نهر كلانج الشهير، ويوجد بالقرب منه حديقة أوربان أوركارد، وقد بنيَ القصر في عام 1924 على يد مليونير صيني، وقد أصبح مقرًا رسميًا للحكم منذ عام 1954.
ويتكون القصر من طابقين، وعدد كبير من القاعات، تعرض في بعضها بعض المتعلقات الشخصية للملك، مثل: النياشين، وجوازات السفر، وساعات اليد، والتاج الملكي، وبعض قطع الملابس الخاصة به وغيرهم.
ويحتوي القصر على مساحات خضراء تحيط به من كافة الجوانب، بها أنواع مختلفة من النباتات والزهور، التي تضفي على المكان مزيدًا من الجمال.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
أين يقع قصر استانا نيجارا الماليزي؟
يقع هذا القصر في شمال غرب العاصمة الماليزية كوالالمبور، بالقرب من حديقة أوربان أوركارد الشهيرة.
كم تبلغ مساحة قصر استانا نيجارا؟
تبلغ مساحته حوالي 11 هكتار.
كيف يمكن الوصول إلى قصر استانا نيجارا؟
يمكن الوصول إليه من خلال وسائل المواصلات المنتشرة في المدينة، مثل: سيارات الأجرة، أو الحافلات العامة، مثل: هوب أون هوب أوف باص.