المعالم التاريخية والنباتات النادرة بحدائق الإسكندرية

تشتهر الإسكندرية بأنها عروس البحر الأبيض المتوسط ولذلك يأتيها السياح من جميع أنحاء العالم كي يستمتعوا بجوها الممتع المعتدل ويتعرفوا على الثقافة المصرية.

والإسكندرية ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة القاهرة، وتحتوي على العديد من الكنوز والآثار التاريخية التي أذهلت العالم أجمع.

فالآثار فيها من العصور الفرعونية والرومانية واليونانية والبطلمية بالإضافة للعصور الأخرى.

وتشتهر بشواطئها الخلابة، كما تتميز بحدائقها الممتعة وبالأنشطة المختلفة التي تقام بها، فالحدائق من أبرز وجهات السياحة في الإسكندرية.

حيث يمكنك التنزه فيها والجلوس واستنشاق الهواء النقي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية أمامك حيث المناطق العشبية الخضراء التي تريح النفس بالنظر إليها.

حديقة أنطونيادس

من أجمل الحدائق في الإسكندرية، وتبلغ مساحتها حوالي 182000 متر مربع وتبعد حوالي 400 متر عن محطة قطار سيدي جابر.

ولم تكن يومًا مجرد حدائق تضم أشجارًا ونباتات وعشب أخضر للتنزه والاستمتاع والترويح فيها عن النفس.

بل كانت ومازالت من المعالم المهمة في الإسكندرية التي تحكي جزءًا من تاريخ المدينة على مدى القرون الطويلة.

حيث إنك سترى في كل ركن فيها آثار تعود للعصور القديمة المختلفة، وستجد النباتات النادرة الموجودة ضمن النباتات في الحديقة، كما ستجد تماثيل لن تجد لها مثيل سوى في هذه الحديقة.

فزيارتك لهذه الحديقة أمر لا غنى عنه عند زيارتك للإسكندرية، وهذه الحديقة توجد في منطقة سموحة شرق الإسكندرية وتبلغ مساحتها حوالي 50 فدان وتم تصميمها على أكثر من طراز.

فقد تم تصميمها على الطراز اليوناني والروماني والإيطالي فتصميمها مبدع وتتميز بجمال الورود والأشجار والتماثيل الرخامية المتواجدة بها.

وتم افتتاح هذه الحديقة عام 1918 لتكون متنزهًا للزوار والعائلات على وجه الخصوص.

فهي ملجأ لهم يذهبون إليه للابتعاد عن ضجيج الحياة والتمتع بلحظات من التأمل والهدوء.

وأكثر الزوار الذين يذهبون لهذه الحديقة هم من عشاق المناظر الجميلة فهي تحتوي على المساحات الخضراء الواسعة وتمتاز بطبيعتها الجذابة.

فهي ليست واحدة من أقدم الحدائق في مصر فقط، بل على مستوى العالم، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر البطلمي.

ففي هذا الوقت كانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس التي تعني جنات النعيم، هذه الضاحية التي شهدت العديد من الأحداث التاريخية الهامة لملوك البطالمة.

أنشطة يمكن القيام بها في الحديقة

يمكنك استنشاق الهواء العليل وأنت تتجول بين أشجار الحديقة ووسط المساحات الخضراء والبرك المائية التي تتزين بها الحديقة.

كما يمكنك الجلوس في أماكن الاستراحات المفرقة في جميع أنحاء الحديقة وتأمل المنظر البديع أمامك.

أيضًا يمكنك الذهاب لحديقة الحيوانات المتواجدة داخل الحديقة والتي تضم عددًا من الحيوانات والطيور من الفصائل النادرة، فبإمكانك أنت وأطفالك إطعامهم وأخذ بعض الصور التذكارية معهم.

والحديقة تحتوي على مسارات خاصة للمشي والجري فبإمكانك ممارسة رياضة الجري في المسارات الخاصة.

بالإضافة إلى أن الحديقة من الداخل تتدرج بمنظر أشبه بالمدرجات ويغطي العشب الأخضر جميع هذه المدرجات حيث يمكن لأطفالك اللعب بداخلها بأمان.

وأجواء هذه الحديقة سوف تعطيك انتعاشًا وتمدك بالطاقة للقيام بالأنشطة الرياضية بواسطة الأجهزة الرياضية الموجودة في الحديقة والمتوفرة مجانًا.

ولا تنس الاستمتاع بالعروض الموسيقية الحية التي يتم تقديمها في مواعيد معينة من خلال مسرح الحفلات الموسيقية الموجود بالحديقة.

وقد كان يطلق على هذه الحديقة اسم حدائق باستريه نسبةً للرجل الذي كان يملكها، فقد كان تاجرًا يونانيًا يُدعى باستريه.

حديقة المشاهير

وأنت في حديقة أنطونيادس يمكنك المرور على حديقة المشاهير التي يوجد بها المنحوتات ذات الطراز الفريد بجانب التماثيل الرخامية المصنوعة بالحجم الكامل لشخصيات أسطورية وتاريخية.

فستتمكن من رؤية تمثال فاسكو دي جاما الذي يعتبر من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي، وبجانبه تمثال كريستوفر كولومبوس الرحالة الإيطالي.

بالإضافة إلى فرناندو ماجلان المستكشف البرتغالي قائد أول رحلة بحرية استكشافية التي طافت الكرة الأرضية وعبرت المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.

حديقة الورود

هذه الحديقة قام بتصميمها المهندس الفرنسي ديشون على مساحة تقدر بحوالي 5 أفدنة فبإمكانك زيارتها ورؤية الفصائل المتنوعة النادرة من الورود الرائعة في الجمال.

بالإضافة إلى النافورة التي على هيئة تمثال رخامي مذهل والمسرح الرائع في التصميم الذي يبهر كل من يراه، هل هذا كل شيء من زيارتك لهذه الحديقة؟ بالتأكيد لا.

فهذه الحديقة وجهة مفضلة لدى الكثيرين وهي مكان لا يمكن وصفه بكلمة أو كلمتين.

ولكن لابد لك من زيارتها في الحقيقة كي تكتشف الجمال والبراعة التي تتمتع بها هذه الحديقة والذي جعلها من أبرز وأهم الحدائق في الإسكندرية وأفضلها للزيارة فوصفها يستحق سطورًا عديدة.

أهم معالم حديقة أنطونيادس

تحتوي الحديقة على معالم مهمة غاية في الروعة ستستمتع بها ومن ضمن تلك المعالم:

قصر أنطونيادس

تم تشييد هذا القصر عام 1860 ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم إلى صاحبه اليوناني جون أنطونيادس الذي كان يعيش بالإسكندرية وكان أحد أشهر تجارها في تجارة القطن.

وتم تصميم هذا القصر ليكون بمثابة نسخة مصغرة من قصر فرساي الفرنسي كما أضيفت له بعض التصاميم المعمارية الإيطالية واليونانية.

والقصر في بدايته كان مجرد فيلا تقع وسط الحدائق لكن عندما زاره الخديوي توفيق أمر بتحويله إلى قصر ويتكون من طابقين.

وفي عهد الملك فؤاد أمر بتخصيص الطابق السفلي كصالات للاستقبال وقاعة للطعام أيضًا، إلى جانب وجود المكتب والمكتبة في هذا الطابق.

أما الطابق العلوي فقد تم تقييمه إلى جناحين أحدهما مكانًا للنوم خاصًا بالملك والآخر مكانًا للنوم خاصًا بالملكة، وهناك 4 غرف خاصة بالأميرات.

كما يوجد بالقصر تمثال فينوس، ومثبت بإحدى يديه مرآه تعكس أشعة الشمس على النوافذ الخاصة بغرف الأميرات فتضيئها.

ويتميز القصر بالديكورات الفرنسية والإيطالية المبهرة ويحتوي على بعض الكنوز الأثرية والتاريخية العريقة مثل حوض برونزي بحديقة القصر يمثل إله الريح.

وهذا القصر يطل من الجهة الشمالية على الحديقة الأمامية من خلال تراس كبير حيث يتم من خلاله مشاهدة الصوب الملكية والمجموعة النباتية النادرة.

المجموعة النباتية النادرة

تضم حدائق أنطونيادس العديد من الأشجار النادرة بجانب النخيل كما يوجد بها أيضًا مجموعة من الزهور التي تتميز بألوانها الرائعة بالإضافة إلى مجموعة من النخيل النادر الذي يطلق عليه السيكاس.

الصوب الملكية

تقع هذه الصوب في الطرف الغربي من الحديقة وتم بناؤها من الحديد الذي ينقسم إلى 3 أجزاء.

هذه الأجزاء تحتوي على العديد من النباتات النادرة التي تحتاج إلى ظروف مناخية خاصة ليتم رعايتها وعدم انقراضها.

وتتميز حدائق أنطونيادس بالعديد من المرافق العامة والخدمات المتنوعة المتواجدة بها مثل الحمامات العامة.

بالإضافة إلى المقاهي الموجودة التي يمكنك جلب منها مشروبك المفضل سواء ساخن أو بارد، بالإضافة إلى بعض المحلات التي تبيع الوجبات الخفيفة.

وهذا القصر شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة مثل الجلسات التحضيرية لتوقيع اتفاقية الجلاء بين الحكومتين المصرية والبريطانية عام 1936.

كما أنه شهد الاجتماع التحضيري ليتم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 وتم اختيار مصر كمقار لها.

أيضًا تم عقد أول اجتماعات اللجنة الخاصة بإغاثة اللاجئين في هذا القصر.

وقد شهد على إقامة العديد من ملوك الدول الأوروبية خلال إقامتهم بالإسكندرية في عهد الملك فاروق وعهد الثورة إما بسبب نفيهم أو بسبب هروبهم من بلادهم نتيجة الحرب العالمية الثانية.