شارع فؤاد أقدم وأشهر شارع في مدينة الإسكندرية

تمتلك مدينة الإسكندرية العديد من القصص التراثية التي ترجع إلى آلاف السنين، حيث أسسها الإسكندر الأكبر في عام 330 ق.م كمدينة يونانية.

لتصبح أكبر مدينة ساحلية في الدول المطلة على ساحل البحر المتوسط، وأصبحت مركزًا هامًا ثقافيًا، وسياسيًا، واقتصاديًا.

بالإضافة لاحتوائها على العديد من الأماكن السياحية التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم بمختلف الأذواق.

وأصبحت الآن أيقونة للفكر والعمل لاحتوائها على العديد من المكتبات والكتب التراثية التي تحكي عن العلماء الذين أتوا للدراسة فيها مثل عالم الرياضيات أرشميدس.

حيث تعكس كل قطعة في المدينة حقبة زمنية محددة وغنية بالتاريخ العريق الذي يسعى العلماء إلى وقتنا هذا في تفسيرها.

تاريخ الشارع

تشهد مباني هذا الشارع على الطراز اليوناني الممزوج مع الإيطالي، واللبناني والمصري، حيث يعكس كلًا منهم جميع الأذواق التي ساهمت في بنائه.

فهو يعد من أقدم وأشهر الشوارع الموجودة في الإسكندرية والتي مازال يحتفظ برونقه التاريخي إلى الآن، حيث تم إنشائه في عام 331 ق.م في عهد البطالمة وكان يسمى آنذاك بـ “الطريق الكانوبي”.

فعند الدخول إلى الشارع سوف تنعم بنسيم عليل وتشعر كما أنك لو قمت بزيارة مدينة أوروبية على الطراز الإيطالي في لوحة فنية كاملة الأركان.

وتعددت الأسماء على مر العصور بدءًا من “شارع ميناء رشيد” حتى سُمى بـ “شارع فؤاد” نسبة إلى الملك فؤاد واستمر هذا الاسم إلى وقتنا هذا.

أهم المعالم الموجودة

يضم الشارع العديد من الأماكن التاريخية التي يفوح منها عبق التاريخ، والذي يتميز طرازها بالرقي والعراقة والذي هو مزيج من الطراز الإيطالي واليوناني، ومنها:

دار الأوبرا الاسكندرية

سميت في بادئ الأمر بـ ” تياترو محمد علي” واستمر هذا الاسم لفترات طويلة، ثم طرأت عليه بعض التجديدات والتوسعات ومن ثم سمي “مسرح سيد درويش”.

وقد أشرف على بناها والتصميم الهندسي لها المهندس “جورج بارك”.

دور السينما

يحتوي الشارع على العديد من دور السينما مثل: سينما ريو، وسينما بلازا، وسينما رويال، وتم تشييدها على أيدي اللبنانيون “آل قرداحي”.

وشهدت هذه السينمات على أول عرض سينمائي في الجمهورية في عام 1896 م، فأصبح هذا الشارع بيئة خصبة للمفكرين والأدباء.

واتخذه العديد من الأدباء مستوطنًا لهم مثل الشاعر كفافيس، الذي اقتضى به الإنجليزي لورانس داريل في كتابة رواياته من الأدب العربي

وكان من أهمها” رباعية الإسكندرية”.

متحف الاسكندرية القومي

مر هذا المتحف على العديد من المحطات، حيث كان في بداية الأمر منزلًا لتاجر خشب يدعى “باسيلي”، ثم بعد ذلك تم تسليمه إلى السفارة الأمريكية.

ثم أصبح بعد ذلك ملكًا للمجلس الأعلى للآثار في عام 1996 م ليصبح على هيئته الحالية مزارًا مهمًا للسياح، وتم افتتاحه رسميًا في عام 2003 م.

ويضم أكثر من 1800 قطعة أثرية التي تحكي عن العصر الفرعوني، والعصر البطلمي، والإسلامي والبيزنطي حتى العصور الحديثة التي تتضمن المقتنيات الشخصية لمحمد على باشا.

ويوجد أيضًا التماثيل الخاصة للملكة إيزيس المصنوعة من الجرانيت الأسود، ورأس ضخم تابعة إلى تمثال الإسكندر الأكبر.

مكتبة الأهرام

تقع هذه المكتبة في نهايات الشارع حيث تأخذ زاوية مع تقاطع شارع النبي دانيال في منطقة محطة الرمل، وتعد هي من أقدم المكتبات في هذه المنطقة.

حيث يرجع عمرها إلى أكثر من 100 عام، فهو قبلة أساسية وباب يفتح أبوابه أمام الزائرين ليضخ الثقافة والتنوير في قلب المدينة.

قرر اللبناني سليم نقلا باستقلال هذا المبنى تحت إشراف الحكومة المصرية في عام 1875 م، حيث تقوم بطباعة الجرائد اليومية، وتحتوي على التلغرافات والمواد المستخدمة في الطباعة والبريد.

ولكن كان المبنى ملك لعائلة يهودية ثرية تسمى “أجيون” كانت رائدة في مجال الاستيراد والتصدير للقطن المصري، وكانت مالكة للعديد من المتاجر والعقارات والبنوك أيضًا.

وقد تم تخصيص الطابق العلوي من المبنى لبيع الفراء من العلامات التجارية العالمية، فكان يأتي إليه سيدات المجتمع لاقتناء هذا الزي الثمين.

وتم ضمها إلى مجلد حماية التراث، لتصبح من أهم المزارات السياحية لمحبي التطلع والمعرفة والقراءة في عام 2008 م.

حدائق الشلالات

تعد من أجمل الحدائق الموجودة ليس فقط في شارع فؤاد ولكن في مدينة الإسكندرية بأكملها، حيث تم تشييدها على مساحة كبيرة تصل إلى 800 م².

وتضم الحديقة عدد كبير من الشلالات المائية متعددة الارتفاعات، ويمكن التقاط الصور التذكارية أثناء اصطدام المياه بالصخور الكبيرة التي ترتكز بالأسفل.

وتحتوي على 3 بحيرات صناعية ويحيطها العديد من الأشجار العملاقة التي يرجع عمرها إلى مئات السنين، بجانب النباتات والزهور نادرة الوجود.

ومن الناحية الأثرية فهي تضم صهريج تحت الأرض يصل مساحته 200 م²، ويحتفظ برونق الطراز المعماري لديه وبعض من بقايا سور الإسكندرية القديم.

وتنقسم الحديقة إلى 5 أقسام تحت تم تسميتهم بأسماء بعض من المشاهير مثل: سيد درويش، ويوسف عز الدين، وأحمد عثمان، وسيف وائلي، وبيرم التونسي.

المتحف اليوناني الروماني

يحتوي على العديد من الآثار التي تم التنقيب عنها في أعماق البحار وتم حفظها داخل المتحف، وتم افتتاحه على يد الخديوي عباس حلمي في عام 1859 م.

وكان في بداية إنشائه يتكون من 11 قاعة حتى شهد على عدة توسعات ليصل إلى 26 قاعة مجهزة لعرض المقتنيات الخاصة لملوك الفراعنة.

وهناك أيضًا العديد من الآثار الرومانية والإيطالية التي تشهد على الفترة من القرن الثالث ق.م وحتى القرن الثالث ميلاديًا.

بالإضافة إلى العديد من المومياوات البطلمية والرومانية، إلى جانب التماثيل العريقة المصنوعة من الرخام مثل: تمثال الإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، وبطليموس السادس وتمثال لإله النيل.

وبعض من اللوحات الجدارية المنحوتة والأواني الفخارية والحلي الذهبية والجدران المنقوشة وكل هذا متكئًا على أفخم الأعمدة الرخامية رائعة التصميم.

أين يقع شارع فؤاد في الإسكندرية؟

يتميز هذا الشارع بموقعه المتميز الواقع في أكثر منطقة حيوية في الإسكندرية وهي محطة الرمل في وسط المدينة، والذي فاق عمره 2500 عامًا حتى أصبح من المحطات المهمة للسياح لزيارته.

وتتميز جميع المباني المطلة عليه بارتكازها على الأعمدة الرخامية الفريدة من نوعها، حيث تم بنائها على أيدي أكبر المهندسين المعماريين من الجاليات الفرنسية والإيطالية واليونانية.

وشهد الشارع على العديد من الخطب النضالية والمقاومة التي كان يقوم بها الزعيم المصري سعد زغلول لأهالي اسكندرية ليحثهم على النضال وعدم الاستسلام والحفاظ على البلد.

أفضل وقتًا لزيارة الإسكندرية

تعتبر المدينة من أهم المدن الساحلية التي تطل على ساحل البحر المتوسط، وهي من أجمل مدن حوض البحر المتوسط لذلك سميت بـ “عروس البحر المتوسط”.

فهي قبلة صيفية أساسية لجميع سكان مصر وخارجها، لاحتوائها على العديد من الشواطئ الخاصة والعامة التي يملأها روح المرح والسعادة وتجديد النشاط.

حيث يمكن زيارتها والتمتع بالسياحة الشاطئية من شهر مايو إلى منتصف شهر سبتمبر.

فهو الوقت المناسب لتنعم بالجو المعتدل الخالي من الرطوبة مع التأمل في السماء الصافية واللعب على رمالها الصفراء الناعمة.

وهناك من يفضّل زيارتها من شهر أكتوبر إلى شهر يناير، للاستلقاء والاسترخاء فقط مع الإقامة في الفنادق المطلة على البحر، والتمتع بالمشي لمسافات طويلة على كورنيش البحر.

أو لزيارة المكتبات والحدائق التي توجد في وسط المدينة والبعد عن الموسم الصيفي السياحي المزدحم بالسكان المحليين والسياح الوافدين.