حديقة الأزهر بارك وأهم الأنشطة التي يمكن القيام بها

تمتلك مدينة القاهرة الكبرى العديد من الأماكن السياحية والمدن الترفيهية والعديد من الحدائق العامة التي يمكن زيارتها والتمتع بقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.

حيث تحتوي المدينة على أحد أكبر الحدائق الشاسعة وهي “الأزهر بارك” التي تصل مساحتها إلى 300000 م² وهي تعد من أضخم الحدائق وأجملهم في العالم.

ولا تخلو أي من الرحلات المدرسية أو من الخروجات العائلية في الأعياد والمناسبات من هذه الرحلة، حيث تعتبر من الأماكن الآمنة للأطفال لتوفير جميع معايير الأمن والسلامة.

نشأة الحديقة وطرازها المملوكي

تعد هذه الحديقة من أقدم الحدائق التي تم تشييدها حيث يرجع تاريخ نشأتها إلى أكثر من 800 سنة، وتقع في قلب القاهرة في منطقة الدراسة المطلة على شارع صلاح سالم.

حيث يحدها من الاتجاه الشمالي منطقة الجمالية وشارع الأزهر المطل على منطقة ومسجد الحسين بالدرب الأحمر، ومن الناحية الجنوبية يوجد قلعة صلاح الدين والسلطان حسن.

ويحدها من الشرق مجموعة من المقابر الملكية لملوك مصر في العصور القديمة، ومن الناحية الغربية يوجد سور القاهرة العريق الذي بناه صلاح الدين الأيوبي لحماية القاهرة.

وقد قرر ” الأغا خان الرابع” وهو باكستاني الأصل ويعمل في مجال التنمية المسؤولة عن مد المدن التاريخية بالأموال للتطوير.

في أثناء زيارته لحضور مؤتمر التنمية في القاهرة، إعادة بناء تلك الرقعة الفريدة التي تتوسط العديد من الأماكن التاريخية.

فاستقبل أعضاء هذا المجلس هذا الاقتراح بكل رحب وسعة، وسرعان ما انقلبت هذه البؤرة البشعة إلى جنة الله في الأرض من زراعة النباتات وغرس الأشجار والنخيل.

فهناك العديد من أنواع الأشجار مثل: أشجار الجميز، والعناب، والصفيراء، وأشجار السنا واليابانية، ويوجد أيضًا الأشجار التي تفوح منها الرائحة الجميلة.

حيث توجد أشجار الليمون والنعناع والبابونج ونباتات الزعتر التي تتميز بالألوان المبهرة والرائحة الجميلة.

وتشتهر الحديقة بالأماكن المتعرجة والمائلة، حيث يحتوي كل جزء على البيئة المناسبة والمناخ المناسب لزراعة الأشجار.

فسوف تجد في الجهة الغربية خليط من النباتات الجافة الصحراوية مع النباتات الخضراء المورقة، ولكن نجد في وسط الحديقة الأشجار المتميزة بظلالها.

وخضعت للعديد من التوسعات والترميمات التي بدأت في عام 1998 م حتى تم افتتاحها رسميًا في عام 2005 م بتكلفة وصلت إلى 30 مليون دولارًا أمريكيًا.

ويغلب على الحديقة الطراز الفارسي في عدد من النوافير الصغيرة التي تتخلل الحديقة، مع مراعاة ميل الأرض وارتفاعها وهذا مستوحى من فنون المعمار الإسلامي.

الأنشطة التي يمكن القيام بها

بجانب المساحات الشاهقة الموجودة داخل الحديقة التي يمكن استغلالها في إقامة المباريات الودية بين الأطفال واللعب بالكرة.

وممارسة الجري والمشي لمسافات طويلة، فهناك العديد من الأنشطة يمكن الاستمتاع بها أيضًا.

حيث تحتوي الحديقة على العديد من المرتفعات التي يمكن من خلالها مشاهدة معظم معالم القاهرة بكل وضوح، والأعمال الحجرية والممرات المائية التي تعكس الذوق المملوكي.

بالإضافة إلى الجلوس حول البحيرة الصناعية التي تتوسط الحديقة ويوجد بها العديد من النوافير الجميلة، وهناك أماكن الجلوس التي تترأسها المظلات وتسمى “التختبوش”.

ويوجد أيضًا الممرات المغطاة بالمظلات التي تسمى “البواكي”، حيث تم استخدام هذه المصطلحات مقتضيًا بالطراز الفاطمي في البناء.

ويوجد هناك مكانًا خاصًا للأطفال حيث توجد مدينة ملاهي صغيرة يمكن للأطفال اللعب فيها وفضاء وقت مفعم بالحيوية والنشاط ممزوجًا بالفرح والمتعة.

يمكنك التمتع بأشهى الأطباق في المطعم الخاص في الحديقة “مطعم البحيرة” وبجانبه “كافيتريا واحد النيل” الذي يمكنك أن تحظى بأمتع الأوقات أثناء مشاهدة الشلالات وهي تتدفق حولك على الصخور الصغيرة.

وهناك مطعم آخر يسمى بـ “مطعم القلعة” حيث تتميز جميع شرفات المطعم بإطلالات فريدة على قلعة صلاح الدين والمعالم التاريخية.

ويحتوي المطعم على 2 طابق ويتميز بالطراز الفاطمي الفريد الذي يطغى على هذا المعمار.

بالإضافة لذلك بإمكانك زيارة قاعة المؤتمرات وغرفة الاجتماعات والأماكن الخاصة لإقامة الحفلات الغنائية والموسيقية ليلًا، حيث تقام هناك حفلات للموسيقار العالمي عمر خيرت.

بالإضافة إلى بعض المغنيين المشهورين مثل: دينا الوديدي والفنان محمد محسن بجانب المنشد والمبتهل الفنان علي الهلباوي الذي تتلألأ جميع قصائده في سماء الحديقة.

ومن أعلى قمة في الحديقة يمكن مشاهدة السور العملاق الذي بناه القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي أشرف على بنائه في القرن الـ 2 لكي يحمي القاهرة من الأعداء والمتربصين.

وبجانب السور سوف تجد البرج المحروق الذي يصل طوله إلى 15 م، ويحيط به بعض الممرات والمتاريس الدفاعية التي تعكس شموخ تلك المرحلة وكفاءة هذا القائد.

كيفية الوصول إلى الحديقة؟

هناك العديد من وسائل المواصلات التي يمكن أن تستقلها للوصول إلى الحديقة، حيث تقع في أكثر مكان حيوي في وسط المدينة.

فيعد أقرب مترو أنفاق قريب من الحديقة هو مترو العباسية أو ميدان العباسية، فيمكنك أن تستقل سيارة أجرى أو تقوم بتحميل تطبيق لسيارات الأجرة.

حيث يمكنك استخدام تطبيق الخرائط وكتابة في خانة البحث “حديقة الأزهر بارك صلاح سالم” أو “Azhar park Salah salem”.

وإن كنت من الجهة الأخرى التي تطل على مستشفى الحسين الجامعي وشارع الأزهر، فيمكنك أن تستقل حافلة صغيرة للتنقل من أقرب مترو وهو مترو العتبة.

وإن كنت ترغب في ركوب الحافلات الكبيرة فتبدأ الرحلة من ميدان رمسيس أمام محطة السكة الحديد ومن ثم العتبة مرورًا بالدراسة حتى تصل إلى وجهتك عند البوابة الرئيسية.

مواعيد العمل الرسمية

تستقبل الحديقة جميع الزوار يوميًا من الساعة 09:00 إلى 10:00 مساءً، ولكن في حالة إقامة الحفلات فهي مفتوحة لحين انتهاء الحفل.

وتعتبر التذكرة اقتصادية لأنها تعد من الحدائق العامة، وبالنسبة للأطفال يمكنهم الدخول بنصف تذكرة.

أقرب فندق ومطعم يمكن التوجه إليه

يوجد العديد من الفنادق والمطاعم القريبة من الحديقة التي يمكن أن تحظى بتجربة مميزة أثناء زيارتك لهم، ومنها:

فندق هابي سيتي

يقع هذا الفندق في وسط مدينة القاهرة ويبعد عن الحديقة بحوالي 4 كم فقط، وهو يحتوي على أفضل الشقق الفندقية التي تتميز بالنظافة الدورية والرقي في التعامل.

حيث يحتوي على التراس الخاص بإطلالة رائعة على معالم القاهرة مع توفير مرافق للشواء للتمتع بأفضل الأوقات مع الأصدقاء.

ويعتبر مطار القاهرة هو الأقرب له ويبعد عنه حوالي 50 كم، ويوفر الفندق خدمة نقل من وإلى المطار بالتنسيق مع مكتب الاستقبال أثناء الحجز.

ويحتوي أيضًا على القاعات الكبيرة لإقامة الاجتماعات والمؤتمرات المهمة إذا كانت الرحلة مزيج من السياحة والعمل معًا.

مطعم خان الخليلي ومقهى نجيب محفوظ

يعد من أشهر المطاعم القريبة من الحديقة حيث يقع على بعد 900 م فقط ويقع بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي أيضًا.

وهو مكان يجمع بين المطعم والمقهى لتقديم المشروبات المثلجة اللذيذة، ويقدم وجبات الفطور الشرقية ووجبات الغداء والعشاء.

حيث يوفر الأطباق المناسبة للشخص النباتي الخالية من الجلوتين، والأطباق الشرقية والمصرية.

حاز على أعلى التقييمات على مستوى النظافة والتعامل، حيث يمتاز طاقم العمل بالترحيب الدائم للزبائن والمعاملة اللطيفة.

ويخصص المطعم يوم واحد لإقامة الأمسيات الليلة الدافئة على أيدي أحد الملحنين على آلة العود، فيمنح جو من الاسترخاء أثناء تناول الطعام.