ما هو الغموض الذي يملئ قصر عائشة فهمي بالقاهرة؟

تمتزج الأشياء أحياناً بالغموض، وأحياناً أخرى بالشك، وفي أوقاتاً كثيرة يجتمعان مع بعضهما البعض.

الغموض هو أحد الأشياء التي يسعى إليها الإنسان لكي يكشف الغطاء المظلم.

أوقاتاً كثيرة يكون محاطاً بهذا الغموض العديد من المخاطر، ولكن يظل الإنسان أيضًا يلاحقها مهما كانت الظروف.

ولكن يظل هذا السؤال عالقًا في أذهان البعض، وهو لماذا الإنسان يلاحق الأشياء الغامضة، حتى وإن كانت محفوفة بالمخاطر؟

هنا وفي القاهرة وتحديدًا في حي الزمالك شارع 26 يوليو، أمام فندق الماريوت، يقع قصر عائشة فهمي وهو أحد المعالم التاريخية والأثرية بالقاهرة.

من هي عائشة فهمي؟

عائشة هانم فهمي كريمة علي باشا فهمي، إحدى الشخصيات المرموقة في مصر.

كانت عائشة هانم من الشخصيات التي تتمتع بنشاط اجتماعي عارم، حيث كانت أحد أعضاء الهلال الأحمر المصري.

قصر عائشة فهمي

يعد هذا القصر من القصور المميزة والفاخرة التي بُنيت على الطراز الكلاسيكي الأوروبي في عام 1907، كما تبلغ مساحته 2700 متر مربع.

تاريخ القصر

بُني القصر على يد المهندس الإيطالي “أنطونيو لاشاك”، الذي يعد من المصممين المحترفين والعالميين في أواخر القرن التاسع عشر.

وُلد أنطونيو لاشاك في مقاطعة جوريزيا الواقعة على الحدود الإيطالية عام 1856.

درس أنطونيو الهندسة المعمارية في فيينا، ثم انتقل للعيش في مدينة الإسكندرية في عمر السابعة والعشرين، ثم انتقل مرةً أخرى إلى القاهرة بعد أن عاش في مدينة الإسكندرية لبضع سنوات.

عمل أنطونيو لاشاك في القصور الملكية وأصبح يتدرج في المناصب العليا حتى أن وصل إلى منصب كبير مهندسي القصور الخديوية.

تم مُنح بعد ذلك الباكوية تكريمًا له على الإنجازات التي قدمها في تصميم القصور الملكية.

ومن ضمن هذه القصور، قصر “الأميرة فاطمة”، وقصر “الزعفران”، وقصر “الطاهرة”، كما حصل على عضوية لجنة حفظ آثار الفنون العربية.

أنتقل أنطونيو بعد ذلك للعيش ما بين إيطاليا والقاهرة، وبعد ذلك قرر قراراً في أواخر حياته في أن يعيش في جوريزيا، ثم قرر أن يعود إلى القاهرة إلى أن توفي فيها في يوم 26 ديسمبر لعام 1946.

أما عن القصر العتيق الفاخر، فقد أقام فيه علي بك فهمي وزوجته المغنية الفرنسية مارجريت ميلر.

كان علي بك فهمي يريد أن يجعل قاعة هذا القصر الفاخر مثل قاعة قصر فرساي الذي يعد من أبرز وأجمل القصور الملكية في فرنسا.

بعد مقتل علي بك فهمي أنتقل القصر بعد ذلك إلى الورثة، ولكن جاءت عائشة شقيقته وقامت بشراء نصيب الورثة ودفعت حينها 72 ألف جنيه لجميع الورثة، وانتقلت ملكية القصر لها في عام 1924.

وعاشت عائشة في القصر الوردي إلى أن توفيت في عام 1962، ثم بعد ذلك انتقلت ملكيته إلى وزارة الثقافة وتم استخدامه كغرفة أعمال من قِبل وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة.

بعد ذلك تحول القصر الوردي إلى مخزن تابع لوزارة الإعلام المصري في عام 1971، ثم بعد ذلك قرر وزير الثقافة الأسبق يوسف السباعي ضم القصر إلى هيئة الفنون والآداب.

أهم مقتنيات القصر

يتكون هذا القصر كما أطلق عليه من طابقين، الطابق الأول وهو مكون من ستة غرف، وساحة كبيرة يتواجد بها تمثال يسمى المفكر.

يعد الطابق الأول مخصصًا لعرض لوحات الفن التشكيلي ومنها لوحة عازفة القيثارة لسانتير، ولوحة أطفال في حالة الذعر من الكلب.

أما الطابق الثاني فتتواجد به العديد من الغرف، ومن هذه الغرف توجد غرفة أهديت للأميرة عائشة، وهي غرفة يابانية تتمتع بالعديد من الصور والنقوش الجدارية الرائعة.

يتواجد أيضًا بالطابق الثاني الغرفة الخاصة بالأميرة عائشة وهي غرفة الملابس، كما توجد أيضًا غرفة الحمامات التي كان بها سخان يعمل بالغاز الطبيعي.

على الرغم من صعوبة إدخال الغاز الطبيعي كل البيوت حينها، وهذا إن دل على شيء فيدل على مدى الرفاهية والراحة التي كانت تتمتع بها الأميرة عائشة آنذاك.

يوجد بالقصر أيضًا لوحات من الكتان والحرير التي ذات طابع جاملي وفولاذي.

كما يوجد بالقصر ثلاثة غرف صيفية مطلة على نهر النيل العظيم، وتتميز هذه الغرف باللوحات البارعة للفنانين الأجانب.

كما يوجد أيضًا بالقصر ثلاثة غرف شتوية، ومنهم غرفة البلياردو التي تتميز بالتصميم الهندسي والزخرفي البارع.

يوجد أيضًا بالقصر طابق سفلي، ويضم هذا الطابق لوحات فنية يعود تاريخها إلى حوالي مائة عام، فعند مشاهدتك لهذه اللوحات الرائعة، سوف تستمتع بأرق الألحان الموسيقية الجميلة.

كما يمكنك أيضًا أخذ جولة بجوار القصر، حيث ستجد الحدائق الرائعة والخلابة، والجو الجميل.

فيمكنك أخذ بعض الصور التذكارية مع العائلة والأصدقاء، لتتذكر ذلك اليوم المُبهج والرائع.

مواعيد العمل ورسوم الدخول إلى القصر

يمكنك الدخول إلى القصر بشكل مجاني تماماً، يوميًا من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة التاسعة مساءً، باستثناء يوم الجمعة فهو يوم العطلة.

حكايات مبهمة حدثت داخل القصر

لقد سمعنا عن الكثير من الحكايات والقصص حول أشياء كثيرة يملؤها الغموض والشك على مر العصور.

وهنا وفي قصر عائشة هانم فهمي الذي شهد الكثير من الصراعات والأحداث، والتي قد شملت على قصص طلاق وزواج وغيرها من الأحداث.

مقتل علي بيك فهمي

كان علي بك فهمي والملقب “بالبرنس” من أغنى الأغنياء آنذاك، حيث كان الابن المدلل للباشا الكبير، لأنه علي بك كان الابن الوحيد على أربعة فتيات وهن عزيزة وعائشة وفاطمة وزينب.

لذلك كان يتمتع الابن الوحيد بالعديد من الامتيازات من قِبل الباشا والده.

فأسس علي بك هذا القصر، وقد كان حريصًا في تأسيسه، فجلب مقتنيات القصر من الخارج، وكانت حقًا تُحف فنية في غاية الروعة والجمال.

تزوج علي بك في هذا القصر من مارجريت ميلر.