أهم الحقائق التاريخية عن معبد زيوس في أثينا

“أثينا ” تلك المدينة العريقة التي كانت مهدًا للحضارة اليونانية، التي كانت بدورها لها عظيم الأثر على مختلف الحضارات في جميع أنحاء العالم.

أثينا هي عاصمة اليونان، وأكبر مدينة فيها حيث تبلغ مساحتها 427 كم مربعًا، وتقع في جنوب اليونان في موقع جغرافي متميز جدًا أكسبها أهمية كبيرة منذ العصور القديمة.

وتمتلك أثينا مركزًا واحد من أكثر المعالم السياحية جذبًا في اليونان، فالآثار القديمة لا تكمن أهميتها فقط في معمارها ولكن في التاريخ الذي تحكيه لكل من يزورها.

تاريخ المعبد

معبد الإله زيوس في أثينا كان واحدًا من أكبر معابد العالم القديم وأكثرها أهمية ويرجع ذلك لأهمية مدينة أثينا ولكون المعبد خاص بملك الآلهة اليونانية.

يقع هذا المعبد على بُعد 500 م جنوب شرق الأكروبوليس في أثينا بالقرب من نهر إليسوس.

ومن الحقائق المذهلة حول المعبد أن بناءه استغرق أكثر من 600 عام، حيث بدأ في منتصف القرن 6 قبل الميلاد ولم يتم الانتهاء منه حتى العصور الرومانية.

بداية العمل

بدأ بناء المعبد في عهد أحد طغاة أثينا وهو بيسيستراتوس Pisistratus.

ولكن توقف البناء عام 510 ق.م، وقد ظل بعدها متوقف قُرابة 400 عام، وفي عام 174 ق.م. قام أنتيوخوس الرابع باستئناف العمل في المعبد، ولكن توقف البناء مرة أخرى بعد وفاته.

البناء في عصر هادريان

الإمبراطور هادريان هو حاكم روما في الفترة من 117 وحتى 138م، وقد كان لديه اهتمام كبير بالحضارة اليونانية فقد زار أثينا وتأثر بحضارتها قبل أن يصبح حاكمًا.

وبعد توليه الحكم أظهر جهودًا كبيرة في التطوير المعماري والتوسع في الإمبراطورية الرومانية، وقد وجه عناية خاصة لأثينا ووضع خُطَّة كاملة لإعادة إعمارها.

وبالفعل استطاع أن يبني ما يشبه الضاحية أو المدينة الصغيرة فيها وكان أهم مشروعًا بها هو إتمام بناء معبد زيوس.

وفي عام 125 أنهى الإمبراطور الروماني “هادريان” بناء المعبد عند زيارته لأثينا.

ويوجد الآن بالقرب من المعبد بوابة تذكارية تُعرف باسم قوس هادريان.

وهي مبنية على غرار بوابات النصر في روما، أغلب الظن أن بنائها كان بغرض تكريم الإمبراطور هادريان على جهوده في أثينا.

تحمل هذه البوابة لوحة عليها نقوش من الناحيتين، الجانب الأول مكتوب عليه أن هذه مدينة ثيسيوس.

وعلى الجانب الآخر مذكور أن هذه مدينة هادريان وليست مدينة ثيسيوس.

انهيار المعبد

تمتع المعبد بـ 200 عام من الازدهار، حيث كان يعد أكبر وأعظم المعابد اليونانية في العصر الروماني، ولكنه بدأ في الانهيار في القرن 3 م.

وبحلول القرن 5 م منع الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني Theodosius II عبادة الآلهة اليونانية والرومانية في المعابد.

عمارة المعبد

فيما يخص مادة البناء فقد كان من المقرر أن تكون الحجر الجيري، ولكن عند استئناف البناء في القرن 2 ق.م تم استبدال الحجر الجيري بحجر الرخام.

والجدير بالذكر أن الرخام من الأحجار شائعة الاستخدام جدًا في العمارة اليونانية القديمة على الرغم من تكلفتها العالية.

الطراز المعماري

اشتهرت العمارة اليونانية القديمة بثلاثة طُرز للبناء: الطراز الدوري، الطراز الأيوني، والطراز الكورنثي.

في بداية الأمر كان من المقرر أن يتم بناء معبد زيوس على الطراز الدوري، ولكن بعد استئناف العمل في عهد انتيوخس الخامس تم تغييره إلى الطراز الكورنثي.

والطراز الكورنثي هو طراز يوناني في العمارة يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وقد اكتسب اسمه من مدينة كورنث في اليونان.

وبذلك يكون هذا الطراز هو أحدث الطُرُز المعمارية اليونانية بعد الطراز الدوري والأيوني.

وفي البداية كان يقتصر استخدام الطراز الكورنثي على المساحة الداخلية للمعابد فقط، ولكن لأول مرة في معبد زيوس في أثينا زينت الأعمدة الكورنثية العمارة الخارجية له.

وقد كان أكثر ما يميز كل طراز معماري عن الآخر هي الأعمدة المستخدمة في البناء.

والعمود هو عنصر أساسي في عمارة المعابد اليونانية القديمة، وكل عمود يتكون من التالي:

• القاعدة وهي الجزء السفلي الذي يرتكز عليه العمود.
• بدن العمود وهو أطول جزء به.
• تاج العمود وهو الجزء العلوي منه والذي يكسبه شكله المميز.

وبخصوص الأعمدة الكورنثية، فكان تاج العمود الكورنثي يتكون من صفين من العناصر النباتية (أوراق نبات الأكانتس Achantus)، ويعلوها أربعة أشكال حلزونية Scrolls.

من اللافت للنظر أن هذا الطراز من الأعمدة ما زال يستخدم حتى عصرنا هذا في المباني التي تتخذ الطابع الكلاسيكي.

تصميم المعبد

كان تصميم المعبد الأصلي يتخذ الشكل المستطيل حيث يبلغ طوله 110 م وعرضه 43 م تقريبًا.

كان يحيط به صفوف من الأعمدة الضخمة على الطراز الكورنثي، يبلغ عددها 104 عمودًا، مقسمة إلى 3 صفوف في الجزء الأمامي والخلفي، كل صف منها يتكون من 8 أعمدة.

أما على الجانبين فيوجد صفان من الأعمدة في كل جانب، يتكون كل صف من 20 عمودًا.

وفي منتصف المعبد كانت توجد الحجرة الأكثر قداسة في المعبد” Cella” حيث كان يوجد تمثال ضخم للإله زيوس.

التمثال كان مصنوعًا من العاج والذهب، وبجانب هذا التمثال، كان يوجد تمثال آخر للإمبراطور هادريان نفسه.

بقايا المعبد الحالية

إن المعبد الحالي ليس سوى مجموعة من الأعمدة الموجودة فوق قاعدة حجرية، وعددهم 15 عمودًا، يبلغ طول كل منهما 17,25م وقطره 1,7م.

الأعمدة مصنوعة من الرخام، ويوجد عمودان في الجنوب الغربي و13 عمودًا في الجنوب الشرقي، إحداهم مكسور على الأرض نتيجة عاصفة.

الأنشطة التي يمكن القيام بها عند الزيارة

أهم ما يجب عليك فعله أن تتعرف على لمحة من التاريخ اليوناني من خلال القيام بجولة في معبد الإله زيوس.

ولكن احرص أن تكون بصحبة مرشد سياحي أو احتفظ بدليل تاريخي حتى تنال أكبر استفادة ممكنة.

ومن أجل استكمال رحلتك في التاريخ اليوناني أنصحك بزيارة بقية الآثار القريبة من المعبد مثل: قوس هادريان ومعبد أرتيمس وآثار منطقة الأكروبوليس.

لا تنس عند زيارتك أن توثق تلك اللحظات وتحتفظ بتذكار لها من خلال التصوير الفوتوغرافي للمناطق الأثرية.

أما إن كنت من محبي فن الرسم فبالتأكيد سوف تُلهمك الآثار القديمة لرسم لوحة مميزة.

إذا كنت تصطحب أطفالًا فسيكون من الممتع زيارة حديقة الحيوان الوطنية القريبة من الموقع، الدخول لها مجاني وبها العديد من الأنشطة المناسبة للأطفال.

بعد انتهاء جولتك بإمكانك تناول الطعام في أحد المطاعم القريبة.

الفنادق والمطاعم القريبة من المعبد

يمكنك بعد استكمال جولتك التاريخية أن تتناول وجبتك من المطبخ اليوناني، حيث يوجد العديد من المطاعم الجيدة بجوار المنطقة ومنها:

• Eat at Milton’s.
• Greek Stories.
• To 24oro.
• Taverna plaka.
• NEW Taste Restaurant.
• Grill House.
• Acropol Restaurant.

وإن كنت تُفضل الإقامة في الحي القريب من المعبد فإمكانك اختيار إحدى الفنادق التالية:

• Arethusa Hotel.
• Hostel Dioskouros.
• Royal Olympic Hotel.
• The Athenian Callirhoe Exclusive Hotel.
• Innathens Hotel.