برج روتنبرغ في الماضي وفي الحاضر البرج الكبير

برج روتنبرغ في الماضي وفي الحاضر البرج الكبير

إذا رغبت في عمل جولة سياحية لدول المغرب العربي أو دول غرب إفريقيا فحتمًا ولا بد من زيارة دولة المغرب، فهي من أجمل الدول هناك.

ولهذا كان الاهتمام الكبير بمدينة الرباط العاصمة، مما جعلها تفوز بالمركز الثاني في قائمة CNN “أحسن المقاصد السياحية لـعام 2013”.

على سهل منبسط توجد مدينة الرباط على ساحل المحيط الأطلسي وقريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط وأيضًا على الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق.

تتمتع المدينة بتراث مميز من المستوى الثقافي والتاريخي منذ بداية نشأتها عام 1150، وقد اعتبرتها منظمة اليونسكو تراثًا عالميًا للإنسانية.

يتمتع موقع المغرب بميزة كبيرة وأهمية عظيمة، حيث إن المغرب هي البوابة لقارتي أفريقيا وأوروبا، فهي أقرب دولة لجنوب أوروبا.

فكان لزامًا أن يتم بناء حصون (أبراج عسكرية) على سواحل المحيط الأطلسي لحماية الدولة من الأعداء الذين يريدون النيل منها.

وكان من ضمن أحد هذه المعالم هو قلعة (برج روتنبورغ) الذي كان له أكبر الأثر في تعزيز الدفاع وحماية الواجهة البحرية لمدينة الرباط.

منظر_سفلي_للبرج

كيف تم بناء برج روتنبورغ

كان البرج هو أول مبنى يتم بناؤه بالأسمنت المسلح في المغرب عامة، حيث تم استيراد الأسمنت من هامبورج في ألمانيا.

ولقد صمم المهندس (روتنبرغ) هذا التصميم وبهذه المواد المستخدمة في البناء لكي يستطيع المبنى تحمل ثقل المدفعين.

وساهمت شركة كروب للأسلحة بإنشاء سكك حديد لكي تساعد في إنزال ونقل المدفعين إلى كل برج ووضعه في مكانه المخصص.

استغرق بناء البرج 14 عامًا منذ بدء التفكير به إلى أن تم الانتهاء منه، واستخدم في بنائه الحجر المنحوت مع الأسمنت المسلح.

أطلقوا عليه اسم (برج روتنبورغ) ثم تغير اسمه إلى (برج هرفي) عام 1912 نسبة إلى القائد هرفي الفرنسي الذي تُوفى هناك لتحطم طائرته، والآن أصبح اسمه (البرج الكبير).

المعدات العسكرية داخل برج روتنبرغ

تحفة عسكرية للإنتاج الحربي على أحدث المواصفات الدفاعية، مدفعان من عيار 293 مللي ويصل مدى الطلقات إلى مسافة عشرين كيلومتر.

ولكن لم يتم استغلال المدفعين في الأعمال العسكرية الحربية منذ أن تم تنصيبهم ووضعهم أعلى البرج في أي يوم من الأيام.

تسببت وشاية فرنسية إلى السلطان (مولاي الحسن) بأن هذا البرج لن يستطيع تحمل وجود المدفعين فوقه وخاصًة أثناء تشغيل المدفعين.

وحينئذ رغب السلطان بالوقوف على حقيقة الأمر فذهب بنفسه إلى البرج ليختبر المدفعين ولكن المهندس (روتنبرغ) نفى الشائعة.

فطلب (روتنبرغ) من السلطان أن ينتظر خارج القلعة ليشاهد الطلقات وهي تنطلق في اتجاه المحيط من المدفعين دون وقوع ضرر.

وتم إطلاق طلقة من كل مدفع، واطمئن السلطان بأن جميع الشكوك قد تبددت ولا يوجد أي عائق في استخدام البرج.

ومنذ ذلك الوقت أصبح من عادة السلطان الحسن أن يأتي كل مساء إلى البرج لإطلاق بعض الطلقات من مدفع من العيار الخفيف.

حيث كان يعد له المهندس (روتنبرغ) ذلك المدفع الحربي ذا الطلقات الصغيرة، وهو نموذج صغير من المدافع الموجودة في البرج.

وتم إنشاء مدرسة للمدفعية بناء على اقتراح من البعثة الألمانية لكي يتم تدريب الجنود على استخدام المدافع وطريقة التعامل معها.

ولكن تم إيقاف هذا الاقتراح والاكتفاء بالتدريب فقط من قبل الفرنسيين وذلك بحجة عدم الحاجة لهذا الغرض.

أهمية برج روتنبرغ العسكرية

جاء بناء برج (روتنبرغ) في فترة كانت فيها المغرب في أمس الحاجة إلى الدفاع عنها نظرًا لكثرة الأعداء الذين يريدون العدوان عليها.

فكان لا بد من إنشاء قاعدة عسكرية بأحدث الأسلحة تستطيع الدفاع وصد أي هجوم يأتي من قبل المحيط الأطلسي، بحيث تكون رادعة لأي عدوان.

ولهذا السبب استعان السلطان مولاي الحسن بالمهندس الألماني “والتر روتنبرغ” ليصمم له برج (قلعة) يستطيع احتواء مدفعين من الحجم الكبير.

وبالفعل أختار المهندس موقع استراتيجي (جنوب قصبة الأوداية) على الطريق الساحلي (الكورنيش)، حي المحيط حاليًا بالقرب من المستشفى العسكري القديم.

وتم الاتفاق مع شركة كروب لتصنيع الأسلحة الثقيلة في ألمانيا لصناعة وتوريد المدافع، وكان أول مدفعين هدية من ألمانيا للسلطان.

وتم بناء البرج على ربوة رملية بجانب شاطئ صخري منحدر رأسي، لكي يكون البداية لبناء تسعة حصون كبيرة في المغرب.

ولكن تم إيقاف المشروع ولم يتم إكمال إلا هذا البرج فقط نظرًا للضغوط الفرنسية التي ارتأت بعدم جدية هذه الحصون.

تم تصميم هذا البرج لكي يحتوي على مدفعين من الحجم الكبير (30 طنًا في هذا الوقت)، يتم وضعهم على قبة البرج التي كانت على هيئة ظهر سلحفاة.

تطور برج روتنبرغ وما آل إليه الآن

تم إهمال المكان لدرجًة أن بعض الناس كانت تخاف أن تمر بجانبه، لما كان به من مظاهر الإهمال والخراب تبدو عليه بدرجة كبيرة.

ولكن في العصر الحديث قرر المسئولون عمل مشروع إعادة تأهيل لجميع المعالم التاريخية في مدينة الرباط أولًا ثم باقي المدن.

لذا تقرر جعل مبنى (برج روتنبرغ) متحفًا وطنيًا للتصوير، بحيث يتم ترميم المبنى والمدفعين بصورة مثالية وجميلة تليق بالمكان لجذب الجمهور.

تم افتتاح الطابق الأول للجمهور والدخول مجانيًا وجاري العمل على تجهيز الطابق الثاني والقبو ليكون المبنى جاهزًا كمتحف وطني للتصوير.

تمت استضافة معرض للفن التصويري باسم (الساحة الفوتوغرافية الشابة) العام الماضي، الذي يُعد أول المعارض التصويرية التي تكون بهذا المبنى.

يستحق هذا المبنى ان تشاهد كل ركن به، فهو تحفة معمارية عسكرية تاريخية توضع لك كيف كان يفكر الحكام لحماية البلاد.

وكيف كانت المدافع الحربية وقتها ومدى تطورها إلى الآن، وكيف صمد هذا المبنى لأكثر من مائة عام وما زال واقفًا شامخًا بحضارة ماضيه وقوته.

البرج_بالخارج

الأماكن السياحية في الرباط

يوجد أماكن كثيرة تحكي تاريخ المغرب في الفترات القديمة تستطيع زياراتها لترى تاريخ المغرب وكيف كانت في العصور القديمة مثل:

  • صومعة حسان: من أبرز المعالم السياحية في الرباط وقد بُني ليكون مئذنة لمسجد ولكن توقف العمل بموت السلطان يعقوب.
  • ضريح محمد الخامس: تحفة معمارية فريدة تشهد عظمة الفن المعماري الحديث للمغرب ويحتوي على رفات العائلة المالكة.
  • قصبة الأوداية: هي قلعة حصينة تم إنشائها عند مصب نهر أبي رقراق وتشتهر بجمال مبانيها.
  • زنقة القناصلة: هذا المكان هو العبق التاريخي للتجارة وبها أسواق للأنشطة الصناعية القديمة.
  • السويقة: مكان واسع جدًا للتسوق ومعظم المنتجات الموجود به هي الملابس.
  • باب الأحد: كان يُعقد سوقًا كل أسبوع في هذا المكان الذي يتواجد عن الجهة الجنوبية – الغربية للمدينة القديمة.
  • القصر الملكي: هذا المكان سيبهرك بجمال التصميم وزخارفه المميزة وروعة مقتنياته ويسمى دار المخزن.
  • مقبرة شالة: شيدت هذه المقبرة على أنقاض المدينة الرومانية وقد تكون أقدم تجمع بشري على مصب نهر أبي رقراق.
  • متحف محمد السادس: أول متحف عمومي وأحد المتاحف المميزة الموجودة في الرباط، ويتميز المبنى بجمال خاص للون الأبيض.
  • شارع محمد الخامس: أجمل شوارع العاصمة على الإطلاق لما به من مبان جميلة وأشجار ونخيل ونافورته المميزة.

فنادق قريبة من برج روتنبورغ

  • ابيس الرباط أجدال: على بعد 2 كيلومتر من كورنيش الرباط.
  • لا تور حسان بلس: مصنف بـ 5 نجوم ويبعد عن الكورنيش مسافة 5.4 كيلومترات.
  • فرح رباط: مصنف بـ 5 نجوم وقريب من صومعة حسان أيضًا.

الخلاصة

عند زيارتك لمدينة الرباط عاصمة دولة المغرب فلا تنسى زيارة الأماكن التاريخية لتعرف كيف كانت هذه الدولة في العصور القديمة.

وإذا رغبت في معرفة كيف كان فكر الحكام لحماية البلاد من أي عدوان من ناحية المحيط الأطلسي فعليك بالذهاب إلى حصن (برج روتنبرغ).

ذلك المبنى الذي اسُتخدم الاسمنت المسلح لأول مرة في البلاد في بناءه مع الحجر المنحوت.

كان هذا البرج هو بداية لأبراج كثيرة تم التصميم لها لكي تكون قلاع دفاعية عن البلاد.

هذا المبنى الآن أصبح متحفًا بعد أن تم ترميمه وتجهيزه بالشكل اللائق.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

كم كان وزن كل مدفع التي كانت فقط البرج؟

كان يوجد مدفعين فوق البرج من العيار الثقيل يزن كل واحد منهما 30 طن، وتم استخدام سكك حديد مخصصة لجلبهما من الميناء إلى مكان البرج.

ما مدى الاستفادة من البرج والمدفعين؟

لم يتم استخدام البرج أو المدفعين في أي حرب عسكرية منذ نشأة البرج.

ما هو الاسم المشهور به البرج الآن؟

أُطلق على هذا البرج (برج روتنبرغ) في بداية نشأته ولكن تم تحويله إلى برج هرفي ثم البرج السعيد وأخيرًا عُرف باسم البرج الكبير.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: