حديقة الأندلس وأهم الفنادق والمطاعم المحيطة بها

كانت الملاذ الآمن للأندلسيين الذين فروا من إسبانيا في حقبة زمنية مهمة لا يستهان بها، شهدت على ما ذاقوه من استبداد.

ومن ثم كانت بداية جديدة لهم وسبب في تكوين مدينة تراثية رائعة خلدها الزمن، إنها الرباط بما تمتاز به من تراث إسلامي ومعماري غاية في الروعة.

تتميز مدينة الرباط بمعالمها السياحية المميزة وبنقوشها الرائعة التي تزين جدران أحيائها وشوارعها.

بالإضافة إلى الأماكن الأثرية بها والتي هي شاهدة على تاريخ عريق يزخر بالعديد من الأحداث التي شكلت تاريخ الرباط حتى وصلت لما هي عليه الآن.

مدينة الرباط هي عاصمة دولة المغرب وتعتبر من أهم المدن بها نظرًا لما تتميز به من مكانة كبيرة، فهي بمثابة العنوان والواجهة الإدارية للمملكة.

وتشتهر مدينة الرباط بالعديد من الأماكن السياحية الفريدة والتي لا بد من أن يشملها برنامج رحلتك عند زيارة مدينة الرباط منها:

حديقة الأندلس بالرباط

بين جدران أثرية ضخمة خطّ عليها الزمن خطوطه وشهد على العديد من الأحداث على مر العصور تبرز لوحة فنية رائعة تزخر بالعديد من الألوان الرائعة التي تسرق انتباهك من أول نظرة.

حديقة الأندلس الرائعة هي من الأماكن التي تأسر جميع حواسك فبإمكانك أن تراها وتستمتع بتاريخها وتنعم برائحتها الزكية على بعد أمتار فهذا بفضل الأزهار الرائعة التي تفوح رائحتها في الأجواء.

نشأة حديقة الأندلس

تأسست في عهد السلطان العلوي المولى الرشيد في القرن السابع عشر على يد الأندلسيين، تم تصميمها لتحاكي حدائق بني الأحمر في غرناطة.

يحتضن الحديقة سور ضخم تم نحته في الصخر ببراعة كبيرة لكنه لم يبق على هيئته الأساسية نظرًا لما شهِده من تعديلات وتطوير في مطلع القرن العشرين حيث تمت إضافة بعض النقوش والتصاميم الهندسية إليه.

وصف الحديقة

تقع داخل أسوار حصن الأوداية بمحاذاة شاطئ المحيط الأطلسي، تمتاز بالمساحات الخضراء الواسعة والزهور الرائعة بها، فهي تحتوي على أنواع عديدة من النباتات والزهور ذات الألوان الزاهية.

كانت تُعد الحديقة قديمًا بمثابة الملتقى الذي كان يجتمع فيه رواد الفن من شُعراء ورسامين وكُتاب وأصحاب الرأي لتجاذب أطراف الحديث والنقاش في الأمور المهمة.

ساعد المناخ المعتدل متوسط الحرارة على زراعة العديد من النباتات المختلفة طوال العام التي جعلت الحديقة مكانًا يبعث على البهجة.

لذلك تنوعت النباتات في الحديقة لتشمل أشجار الموالح كالبرتقال واليوسفي وأيضًا أشجار الموز ونخيل التمر وبعض النباتات الموسمية الأخرى والزهور كالفل والياسمين.

ونظرًا لما تتمتع به الحديقة من أشجار عديدة وطبيعة خلابة فهذا جعلها ملاذًا للعديد من القطط التي اتخذتها مسكنًا وأيضًا العديد من الطيور التي استوطنت فروع الأشجار.

يُعد الماء من الثروات المهمة في الثقافة الأندلسية حتى أنهم كانوا يعدونه أحد كنوزهم وكانوا حريصين جدًا على الحفاظ عليه لذلك أبدعوا في تطوير طرق استخدامه والاستفادة منه.

لذلك كانت تتميز جميع المنازل في ذلك الوقت بوجود النوافير ومصبات المياه التي تزين حدائق منازلهم ولقضاء حوائجهم في الري وللأغراض الشخصية.

لذلك نجد أنه على امتداد الحديقة تنتشر العديد من مصبات وأحواض المياه التي تمتاز بنقوشها المميزة التي يظهر فيها الهوية الأندلسية بجمال تصاميمها بالإضافة إلى النوافير الرائعة المصنوعة من الخزف.

الحديقة ليست ذات مساحة كبيرة، فيمكنك التجول بها في وقت يتراوح بين 30 دقيقة إلى 45 دقيقة.

لكنها مناسبة جدًا لقضاء يوم عائلي خاصة إذا تم اصطحاب الأطفال فهي مناسبة لهم وحتمًا سيحظون بالكثير من المرح.

والجدير بالذكر أن دخول الحديقة مجاني ولا يلزم حجز تذكرة دخول مسبقة كما أن الحديقة تعمل طوال أيام الأسبوع.

أنشطة يمكن القيام بها في الحديقة

الحديقة مكان مثالي للهروب من الصخب والضوضاء فهي اختيار رائع إذا كنت من هواة ممارسة جلسات الاسترخاء والتأمل فبالتأكيد ستحصل على الهدوء وصفاء الذهن الذي تريده.

كما يمكنك شراء الهدايا التذكارية حيث يتوافر محل للهدايا والعديد من البائعين الذين يقومون ببيع المصنوعات اليدوية كالمنتجات المصنوعة من النحاس والخزف ذات زخارف مميزة تعكس الثقافة المغربية.

تضم الحديقة منطقة خاصة بألعاب الأطفال كما أن بها مسارات خاصة لممارسة رياضتي المشي والجري.

كما أنه يوجد أيضًا العديد من السيدات الذين يقومون برسم الحناء بنقوشها المميزة، فيمكنك الحصول على رسم فوري للحناء نظير مقابل نقدي يتم الاتفاق عليه.

في نهاية جولتك بالحديقة يمكنك التوقف لتناول الطعام المغربي في مطاعم الحديقة واحتساء الشاي المغربي ذي النكهة المميزة.

أهم الفنادق القريبة من الحديقة

تتوافر العديد من الفنادق الرائعة القريبة من حديقة الأندلس منها ما يوفر إطلالة على الحديقة مباشرة ومنها ما يطل على البحر، ومن هذه الفنادق:

فندق سوفيتيل الرباط

يتميز الفندق بموقعه الفاخر حيث يوفر إطلالة رائعة على الحديقة كما يميزه موقعه في قلب مدينة الرباط.

غرف الفندق تتميز بتصميم مميز منظم، جميع الغرف مكيفة وتحتوي على شاشة تلفاز وملحق بها ميني بار وحمام فاخر خاص.

يوفر الفندق العديد من الأنشطة التي تهدف إلى راحة النزلاء وتوفير تجربة إقامة مميزة حيث يتوافر فيه سبا وصالة للألعاب الرياضية ملاعب رياضية لممارسة التنس والجولف.

كما أن الفندق يحتوي على حديقة رائعة مناسبة للسهر والاسترخاء في الهواء الطلق وسط أشجار النخيل.

فندق Dar Shaan

يعد فندق “Dar Shaan” من الفنادق الراقية القريبة من الحديقة ويقترب أيضًا من شاطئ البحر، يوفر الفندق فترة إقامة مميزة بسبب طاقم العمل الاحترافي الذي يبذل أقصى درجات الجهد لراحة النزلاء.

جميع غُرف الفندق متكاملة الخدمات كما أن الفندق يقدم وجبة إفطار فاخرة مجانية كل صباح.

فندق Riad Dar Quezzani

يقع الفندق بالقرب من حديقة الأندلس حيث يقع على مسافة 482 م من الحديقة، يتميز الفندق بالتصميم المغربي الرائع والديكور الأنيق.

يتوافر في الفندق مطعم يقدم أشهى المأكولات المغربية الشهية، كما إنه يقدم وجبة إفطار فاخرة للنزلاء.

أفضل المطاعم القريبة من الحديقة

تتواجد العديد من المطاعم القريبة من الحديقة وأهم ما يميزها الطعام المغربي التقليدي الذي يختلف في مذاقه عن أي طعام آخر.

مطعم دينارجات

من المطاعم ذات التاريخ العريق في تقديم أشهى المأكولات المغربية، حيث تم تأسيس المطعم عام 1990.

يتميز المطعم بأطباقه الصحية الشهية التي يقدمها مع مجموعة متنوعة من السلطات المغربية، كما أن الوجبات التي يقدمها المطعم حلال مناسبة للثقافة العربية.

مطعم دار ميشاد

يقدم المطعم الوجبات المغربية كالطاجين والكسكس بمختلف أنواعه بالإضافة إلى المشاوي وأطباق الحلويات التي يتميز بصنعها.

أهم الأماكن السياحية القريبة من الحديقة

ساعد موقع الحديقة المميز على وجود العديد من الأماكن السياحية المهمة بالقرب منها مثل:

متحف محمد السادس للفن الحديث

يُعد المتحف من أشهر متاحف مدينة الرباط الحديثة حيث يقدم ألوانًا مختلفة من الفن الحديث، إذ يحتوي المتحف على العديد من الأعمال الفنية المعاصرة والفنون التشكيلية الحديثة.

يتميز المتحف بتصميمه الجذاب ولونه الأبيض الناصع، تم إنشاء المتحف في بادرة تهدف إلى الحفاظ على الفن والتراث المغربي.

متحف قصبة الوداية

يرجع تاريخ إنشاء المتحف إلى القرن السابع عشر ميلاديًا، حيث يحتوي على إرث كبير من المقتنيات القديمة للمغرب التي تُشكل التراث المغربي.

كما إنه يحتوي على بعض الحُلي والمجوهرات والأزياء المتداولة حينها.

بالإضافة إلى الآلات الموسيقية وبعض الصناعات اليدوية التي كانت تشتهر بها كالفخار والنحاس وغيرها.

صومعة حسان

كانت تُعد الصومعة قديمًا من أكبر المساجد في عهد السلطان يعقوب وترجع شهرة الصومعة إلى النقوش والزخارف المميزة التي نُحتت على واجهتها والتي تختلف في كل جانب من جوانبها.

بالإضافة إلى مزيج الأحجار المتنوعة التي صُنعت منها الصومعة ببراعة فائقة، جدير بالذكر أن الصومعة صُممت لتكون أكبر مئذنة آنذاك لكن لم يكتمل بناؤها بسبب وفاة السلطان.