الاسترخاء والأنشطة المائية في منتجع ضاية الرومي الرباط

هذه دعوة حقيقية لك إلى لحظة طمأنينة وصفاء وتأمل في مكان كانت الطبيعة هي الحارس له من تدميره والحفاظ على مقوماته.

حافظت الطبيعة على أن يكون الهواء نقي والمناظر خلابة لغابة غطائها النباتي من أشجار الكاليبتوس والصنوبر والدراق على ضفافها.

وكذلك أشجار الزيتون والتين بالهضاب المحيطة لها، هذا إلى جانت وجود أكثر من 80 نوعًا من الأعشاب يملئون الأرض هناك.

وهب الله المكان للطبيعة والعموم، منطقة رطبة فريدة في مناخها، الذي هو حار صيف وبارد شتاء، وكأنه قطعة من زرقة السماء بين أحضان البرية.

يُطلق على المكان منتجع ضاية الرومي، وهو عبارة عن بحيرة كبيرة طبيعية وسط الغابة، حيث يُعد من الأماكن الرطبة القليلة في المملكة المغربية.

وبجانب الأهمية السياحية فيوجد أيضًا أهمية اقتصادية لا تقل عن الأهمية السياحية حيث يوجد بها عناصر معدنية نادرة موجودة برواسب البحيرة.

تأملات في سحر الطبيعة

تُعد البحيرة من أجمل البحيرات العذبة السياحية بالمغرب، وأجمل الفضاءات الطبيعية بمناظرها الخلابة التي تتيح بل تحث الزوار على الاستمتاع.

فهنا ستتحرر من قيود الحياة، وتبعد عن صخب المدن الأسمنتية وتقترب من الطبيعة وكأنها دعوة لمعانقة الطبيعة، للاسترخاء والتأمل وصفاء الذهن.

في هذا المنتجع ستجد فضاء استثنائيًا لمزاولة أنشطة مائية وصيد الأسماك أو التنزه على الأقدام في محيط البحيرة والأراضي المجاورة.

ويمكنك عمل جولات لاكتشاف المنطقة وغاباتها المجاورة والصعود إلى التلال المخضرة، التي يبلغ ارتفاعها 500م وتشكل بيئة حيوية مهمة.

وتستمتع بالسياحة الإيكولوجية، حيث ستجد أن هذا المكان يمتلك كافة المؤهلات ليصبح وجهة إيكولوجية بامتياز، فالموقع يتسم بالفضاء الغابي.

وإلى جانب تنوع غطائه النباتي الذي يضم 35 صنفًا نباتيًا على ضفاف الجداول والبحيرة، وأيضًا تعدد الأصناف الحيوانية التي تعيش هناك مثل:

• البط البري.
• دجاجة الماء خضراء الأقدام (الموهن).
• الغرة الأوراسية.
• اللقالق.

الأنشطة الرياضية المتاحة

بات المنتجع وجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب المولعون بممارسة الرياضيات المائية وأيضًا غير المائية مثل التجوال والاسترخاء والعودة للطبيعة.

إذا كنت من عشاق الرياضات المائية فيمكنك ممارسة السباحة، أو ركوب الدرجات المائية (الجيت سكي) أو قوارب التجديف (الكاياك).

وأهم ما يميز الأنشطة هناك هو توافر إطار من شأنه أن يجعل كل شخص يمارس نشاطه المفضل ومن الممكن إقامة متنزه عائلي أو مع الأصدقاء.

وخلال التنزه على الأقدام فيمكنك التوقف عند أهل المنطقة المعروفين بحفاوة الترحاب والكرم لتناول الطعام أو لاحتساء كأس شاي بالنعناع.

موطن للأسماك ومقصد لهواة الصيد

وإذا رغبت الصيد بالقصبة أو السنارة فتعالى إلى المنتجع، حيث يوجد أنواع كثيرة من الأسماك ولا سيما أن البحيرة أصبحت موطنًا لهم خاصة:

• بومنقار.
• الشبوط.
• النون.
• الفرخ الأسود.
• الكتفاء زريقة.
• الكتفاء الحميرية.
• الفرخ الزنجوري أو الفرخ الرمادي.

بعض المعلومات عن منتجع ضاية الرومي

يقع المنتجع في سهل زمور، على بعد 75 كيلومترًا من مدينة الرباط شمالًا، ويبعد تقريبًا ساعة واحدة عن مطار الرباط الدولي.

ومكانه في الطريق السيار المتجه إلى مدينة مكناس، وأقرب مدينة إليه هي مدينة الخميسات التي تبعد عنه 15 كم جنوبًا، ويتبع لها إداري.

وبفضل الطرق الجيدة أصبح الوصول هناك أمر يسير، حيث يمر الطريق المؤدي إلى المنتجع عبر مناظر طبيعية خلابة.

ووسط الغابة ستجد البحيرة العذبة التي عمقها بين 15 و20 م وتمتد على مساحة 87 هكتارًا ومحيطها حوالي خمس كيلومترات.

ويوجد هناك كل ما تحتاج إليه من مواد غذائية أو تناول الطعام في المطاعم الموسمية المخصصة لاستقبال السياح والزوار.

ولعل من أشهر الأحداث الرياضية الشهيرة التي حدثت هناك هو إقامة البطولة العربية للتجديف هناك في البحيرة داخل المنتجع.

وظلت البحيرة صامدة في وجه سنوات الجفاف وحفظها الخالق عندما تدخلت يد الإنسان لقهر الطبيعة المحيطة بالبحيرة وبالتلوث لكل المكان.

فالمنتجع جميل عند البعض وحاملة بيئية عند البعض الآخر، وأغري أصحاب الفضول العلمي بالبحث والتنقيب لإلقاء الضوء على المكان الطبيعي.

أساطير حول ضاية الرومي

يتوارث السكان المحليون حكاية قديمة تقول إن أصل تكوين البحيرة راجع إلى أن إحدى الفتيات التي نسيت وضع غطاء للبئر الوحيد آنذاك.

وذلك عندما علمت بخبر رجوع أبيها من السفر، وعندئذ بدأ تسريب الماء الغزير من البئر إلى الأرض المحيطة، مما أدى إلى النشأة الأولى للبحيرة.

ومن أغرب ما يقال عن المنتجع ما يتعلق بسبب التسمية، حيث قيل إن السبب يرجع إلى الأجانب الذين استوطنوا المكان حول البحيرة.

وذلك في فترة الخمسينيات، حيث نُسبت إلى لفظ “أرومي” الذي يعني أجنبيًا باللغة الأمازيغية وبذلك أصبحت تحمل اسم ضاية الرومي.

وهكذا تشعر أن هذه المقولة هي الأقرب إلى الصواب، حيث إنها تمس الحقائق التاريخية، حينما كان الأجانب يعيشون في المغرب.

أما رأي العلماء فيذكر بأن البحيرة تكونت عبر عدد غير معلوم من السنين، وذلك لأنها محاطة بعدد من العيون الباطنية مثل عين ضربان.

وتتغذى البحيرة من بعض الوديان القريبة منهم مثل نهر اسيغاو، وأيضًا تمتلئ من السيول المائية القادمة من المرتفعات المحيطة بالبحيرة.

وأخيرًا لا بد لنا أن نشير إلى كتاب “بحيرات المغرب” الذي كتبه الباحث الفرنسي “روجي شبان” وهو كتاب مهتم بالبحيرات.

حيث ذكر بأن تاريخ البحيرة والمنطقة ككل عُرف في عهد الرومان قديمًا، ولهذا تم إطلاق المسمى على المنتجع نسبًا للرومان.

ولكن الكتاب لا يقدم دلائل ملموسة أو وثائق تاريخية مما جعل الناس تظن أنها قصة خيالية ولم تعتمد على الكتاب.

أهم الفنادق

يشتهر فندق دار الضاية مثل شهرة المنتجع، حيث إن معظم نزلائه من المتزوجين حديثًا الذين يفضلون قضاء شهر العسل هناك.

يقع الفندق على ضفة البحيرة ويوفر غرفًا من فئة 4 نجوم ويوفر مطعمًا وحوضًا للسباحة، وشرفاته تطل على البحيرة والغابة.

ويشتهر المطعم الخاص بالفندق بتقديم الأطباق المغربية التقليدية والفرنسية والإيطالية، مما يناسب جميع الأذواق للسياح.

وأقرب فنادق لمنتجع ضاية الرومي ستجدها في مدينة الخميسات أو مكناس، حيث يوجد تنوع كبير من الفنادق والشقق المفروشة هناك.

المطاعم والمقاهي المحيطة

تنتشر مجموعة من المطاعم التقليدية هناك، وهي في الغالب محال لبيع المنتجات الغذائية وتتحول في نهاية الأسبوع إلى مطاعم نظرًا لكثرة الزوار.

تقدم هذه المطاعم من خلال العائلات الموجودة بالمنطقة الوجبات التقليدية مصحوبة بكؤوس الشاي مع النعناع أو القهوة أو المشروبات الغازية.

وأشهر المقاهي هناك هو مقهى ضاية الرومي بالقرب من البحيرة وله إطلالات فريدة ومباشرة على البحيرة التي تسعد الزوار كثيرًا.

وأشهر ما يقدمه هو طاجن اللحم مع الخضار، بالإضافة إلى تقديمه المشروبات مثل القهوة العربية الساخنة والشاي المغربي الشهير.