تطوان مدينة الحمامة البيضاء وأحيائها ذات التاريخ العريق

تطوان مدينة الحمامة البيضاء وأحيائها ذات التاريخ العريق

إن من أفضل ما يميز مدينة عن غيرها هو الحفاظ على حضارتها وثقافتها، ولذلك فإن مدينة تطوان تتميز عن غيرها من المدن المغربية.

ويُطلق على المدينة لقب الحمامة البيضاء، وسميت بهذا الاسم لوجود تمثال حمامة بيضاء اللون متمركز في وسط المدينة، بينما أطلق عليها شعراء العرب وصف ابنة غرناطة.

مدينة مفعمة بالتاريخ، فبينما وأنت تتجول في شوارعها الساحرة وأزِقَّتِها الجميلة بهندستها الرائعة وتنظر لجدرانها التي تحكي تاريخها ينتابك شعور بالبهجة والسعادة.

نبذة عن تاريخ المدينة

يرجع تاريخ المدينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد وذلك استنادًا إلى الحفريات الأثرية التي تم إيجادها في المدينة القديمة “تمودة”.

حيث كان أول من استقر على أرضها هم الفينيقيين والرومان وبنوا مدينة دُمِّرت وأُعيد بناؤها عدة مرات خلال الغزوات.

ولقد تم بناء أسوار وقلاع للدفاع عن المدينة ولذلك كانت أساطيل تطوان تشكل خطرًا دائمًا على مصالح العدو الخارجي.

وعندما سقطت غرناطة عام 1492 خرج أهالي الأندلس واستقروا في مدينة تطوان وبنوها مرة أخرى وأدخلوا الأنماط العمرانية الأندلسية عليها فكانت الهندسة العمرانية شاهدةً على التأثيرات الخارجية.

ووجود القناصل الأوروبيين بها كعاصمة دبلوماسية للمغرب في القرن 18 ساهم في تعزيز مكانتها في الخارج.

ومن معالم المدينة:

  • المتاحف.
  • المكتبة العامة.
  • جامعة عبد الملك السعدي.
  • مدرسة للفنون والحرف.
  • مدرسة عليا للأساتذة.

ويقام فيها نشاطات ثقافية ومهرجانات عديدة، مثل: المهرجان الدولي للعود الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية، فمنذ أكثر من 15 عام والمدينة تحافظ على انتظام المهرجان كل عام.

وقد صار له جمهوره وعشاقه من جميع أنحاء العالم ينتظرون بشغف كل التجارب الموسيقية المتنوعة والجديدة التي تُعزف من مختلف الدول مما يؤدي إلى تبادل الثقافات وتقاربها بين المجتمعات.

موقعها

تقع بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف قاتمة اللون، مما يقوي حضور اللون الأبيض الذي تتميز به بنايات المدينة.

حيث تقع بالقرب من مدينة طنجة التي تقع في غربها من جهة الشمال، وفي شرقها يقع البحر الأبيض المتوسط على بعد 6 كم، وفي شمالها تقع مدينة سبتة.

والمدينة تقع في منطقة الريف الكبير وفي منطقة ريفية، وبما أنها تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فطقسها معتدل وممطر خلال فصل الشتاء، أما خلال فصل الصيف فالطقس حار وجاف.

ولقد كانت المدينة في القرنين 17 و18 من أهم الموانئ المغربية، فلقد كانت تجارة المغرب مع إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا كلها كانت عبر المدينة.

حيث كانت البواخر تقوم برحلات بين تطوان وغيرها من المدن مثل مدينة الجزائر، ومرسيليا، وجبل طارق، وغيرها.

تتميز المدينة بثقافتها العريقة وخاصةً بالجذور الأندلسية فأحيائها القديمة أندلسية الطابع.

حي السوق

واحدٌ من أفضل الأماكن السياحية في تطوان من حيث التسوق والاختلاط بالعادات والتقاليد المغربية الأصيلة.

فعشاق التسوق يستطيعون شراء السِلع المختلفة والمتنوعة التي قد لا تتوفر في المراكز الكبيرة للتسوق.

وذلك لأن الحي الشعبي العريق يجمع عدة أسواق شعبية تبيع السلع التي يتم عرضها بطريقة جذابة، حيث يتم إبراز السِلع بشكل رائع يمكن للمشتري أخذها في الحال.

فمن خلال الحي يمكنك شراء الخبز الطازج بأحجامه وأشكاله فور خروجه من الفرن الشعبي من سوق الفوقي.

أما من سوق الحوت فيمكنك شراء الأعشاب إلى جانب تذوق عدد من الأطعمة التقليدية الشهية أو أخذ بعض التِذكارات والحُلى الذهبية ذات الصنع اليدوي أو المشغولات الخزفية.

حي الملاح

تم بناؤه عام 1807 بعد هدم حي الملاح البالي للقيام بتوسعة الجامع الكبير، وهو أحد أحياء المدينة التي تمتاز بالتناسق وطول الأزقة واستقامتها المتوازية مع تخطيط عمودي حديث.

واليوم هو يعتبر مزارًا للسياح الذين يُقبلون عليه من مختلف أنحاء العالم، حيث يشتهر بكونه أحد أحياء اليهود الذين كانوا قاطنين بالمدينة منذ عهدٍ قديم.

ولذلك هو من أشهر المقاصد السياحية، حيث يتوافد عليه السياح للتجول وسط المحلات القديمة لشراء بعض الهدايا التذكارية، والتحف القديمة، والتوابل الخاصة بالمأكولات المغربية الأصيلة.

وهذا الحي هو أخر حي تم بناؤه داخل المدينة القديمة لتطوان، ويقع بالقرب منه عدة مواقع ومعالم مهمة مثل متحف الفن الحديث، وقصر حسن الثاني.

حي-الملاح

حي كويلما

يوجد جنوب مدينة تطوان بين قنطرة واد المحنش وديار بني معدن، وأساس هذا الحي قائم على الصناعة.

فقد أقام به الإسبان الكثير من المعامل أيام الحماية، واستمر على هذا الحال حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي وهو جزء كبير من منطقة كبيرة كان يطلق عليها بوجداد.

وجاءت تسميته بهذا الاسم نسبةً إلى اختصار اسم معمل “COmpania de ELectoquimica MArroqui”، هذا المعمل قد شكل النواة الأولى خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي.

وقد بدأ الحي باستقبال العديد من المهاجرين الذين قدموا من بوادي تطوان وجبال الريف ليتسع البناء، وبذلك يصبح الحي هو أحد أكبر الأحياء بالمدينة في الوقت الحالي.

حي العيون

يعود تاريخ إعمار هذا الحي إلى عام 1700، فهو من أعرق الأحياء بالمدينة، وقد جاءت تسميته من العيون التي أنشأها الإسبان عام 1917، وهي تعتبر نظام تقليدي لتخزين المياه.

وهناك أيضًا العديد من المنشآت والمباني التي تم انشاؤها، والتي مازالت قائمة إلى يومنا هذا.

الحي الإداري الجديد

من أرقى أحياء المدينة ويُطلق عليه اسم الولاية، حيث يوجد فيه مقر عِمالة تطوان وأهم الإدارات والمرافق العمومية للمدينة.

حي البربورين

واحدٌ من أكبر الأحياء المبنية أعلى جبل درسة، واسمه هذا من أصل أعجمي مُحرّف “Plovorin” ويعني البارود.

كان يُعرف بهذا الاسم قبل بداية التعمير الذي حدث بعد استقلال المغرب لأنه كان مخزنًا للبارود.

حي سانية الرمل

واحدٌ من أكبر أحياء مدينة تطوان، فقد تم بدء البناء فيه عام 1931، وقد كان قبل ذلك عبارة عن فدادين لا بنايات فيها، وهو حاليًا يقع يسار شارع عبد الخالق الطريس المتجه نحو مارتين.

ولقد سُمي بهذا الاسم بسبب مكان تسميته قديمًا “الرمل” أو “الرملة” أما منذ القرن 19 تم عمل به سانية ومنذ ذلك الوقت وأصبح يُطلق عليه هذا الاسم.

السانية

هي العين الكبيرة من الماء الذي يتجمع من أكثر من نبع، وتتوسط الأراضي الفلاحية وذلك لغرض الري.

حي بوسافو

هو أحدث أحياء تطوان، فقد شهد تطور عمراني كبير خلال الـ 20 عام الأخيرة، وقد سماه البرتغاليون بهذا الاسم نسبة إلى “برج صافو” الذي تم بناؤه شمال هذا الحي.

وقد كانت أراضيه تتميز بخصوبتها، ولذلك كانت من أجود الأراضي في تطوان.

الخلاصة

مدينة احتفظت بثقافتها وحضارتها الأندلسية رغم مرور العديد من الثقافات عليها.

فموقعها متميز بسبب سلسلة جبال الريف قاتمة اللون التي تُقوِّي وجود اللون الأبيض الذي يميز عمارات المدينة.

ومعالمها التي تتواجد في أحيائها والتي تحاكي تاريخًا عريقًا يضيف لها مِيزةً دون باقي المدن من غيرها.

أحيائها أندلسية الطابع، ويُقام بها المهرجان الدولي للعود الذي يجذب انتباه جمهوره وعشاقه من جميع أنحاء العالم.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

لم يُطلق على المدينة اسم الحمامة البيضاء؟

بسبب وجود تمثال أبيض اللون لحمامة متمركزة وسط المدينة.

ما الذي يمكنك فعله في حي السوق؟

يمكنك التجول والاختلاط بالعادات والتقاليد الأصيلة للشعب المغربي، كما يمكنك شراء السلع المتنوعة، لأن الحي يجمع عدة أسواق شعبية.

ويمكنك من خلال سوق الفوقي شراء الخبز الطازج من جميع الأحجام والأشكال وأخذ بعض الهدايا والتذكارات.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: