أهم المعالم التاريخية في مدينة تِطوان المغربية

أهم المعالم التاريخية في مدينة تِطوان المغربية

هي مدينة تُطِل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويعتبر اسم تِطوان أشهر اسمائها، لكن البعض ينطقها تِطاون أو تيطاوين، وغيرها من الأسماء.

تقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة المغربية، بين مرتفعات جبل درسة، وسلسلة جبال الريف، بالقرب من مدينة طنجة.

تشتهر بمعالمها التاريخية، ومبانيها ذات الطابع الأندلسي المميز، والتي ساهمت في إدراج اسم المدينة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1998.

فيها يمتزج فن العمارة الإسلامي الأندلسي، الذي يغلب على معظم مبانيها، مع المظاهر التراثية المغربية، مما يعطيها طابعًا مميزًا ومختلفًا.

تم تلقيبها بـ “الحمامة البيضاء”، نسبةً لتمثال الحمامة البيضاء، الذي يقع في وسط المدينة، والذي صممه النحات الإسباني “كارلوس مويلا” في ثمانينات القرن الماضي.

تاريخ بناء المدينة

تم بناؤها على أنقاض مدينة تمودة، وهي مدينة تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وقد تم تدميرها وبناؤها أكثر من مرة.

تدمرت تمودة بالكامل سنة 40 ق.م، بسبب اندلاع ثورة أيدمون، وتمت إقامة حصن روماني على آثارها، لا تزال أسواره باقية إلى يومنا هذا.

وفي أوائل القرن الرابع عشر، تم بناء المدينة من جديد، على شكل قلعة محصنة، إذ أن المنطقة وقتها كانت تشهد الكثير من المواجهات العسكرية.

وهو ما أدى إلى تدميرها تمامًا في عام 1399م، على يد الملك الفرنسي “هنري الثالث”.

ويرتبط تاريخ المدينة الحديث بشخصية من غرناطة تدعى سيدي على المنظري، وهو الاسم الذي أصبح ملازمًا للمدينة، باعتباره اسم مؤسسها.

فقد تزامن تعميرها مع الفترة التي تلت سقوط غرناطة، مما جعل آلاف اليهود والمسلمين القادمين من الأندلس يستقرون فيها، وفي مدن الشمال المغربي عمومًا.

أشهر المعالم التاريخية

أكثر ما يميز مدينة تِطوان هو معالمها التاريخية، والتي اكسبتها شهرة واسعة، وأصبحت بفضلها من أفضل الوجهات بالنسبة لمحبي التاريخ.

ومن أشهر هذه المعالم:

جامع القصبة

تحتوي تِطوان على أكثر من عشرين مسجدًا، لكن معظمها تعرض للهدم إبان الاحتلال، وتم تحويلها إلى مرافق أخرى.

وهو يعتبر أحد المعالم التي تمثل نواة تأسيس المدينة، حيث تم بناؤه قبل أكثر من خمسة قرون.

وقد ظل هذا الجامع صامدًا على مر العصور، على الرغم من أن جميع المساجد التي بنيت قبله، وعاصرته قد تهدمت.

يقع في وسط المدينة العتيقة لتِطوان، في الحي الذي توجد به بقايا حصن سيدي المنظري، وتحديدًا داخل البرج المطل على ساحة سوق الحوت.

يوجد ثلاثة أبواب للجامع، أهمها باب الحفاة، وقد بُنيت صومعة متوسطة الطول بتصميمٍ خالٍ من البهرجة، على أحد هذه الأبواب.

شهد الجامع مؤخرًا عدة عمليات ترميم، مع مراعاة الحفاظ على شكله وتصميمه البسيط بمقاييس اليوم، والفخم بمقاييس الحقبة الزمنية التي تم بناؤه فيها.

حصن السقالة

يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع عشر، وقد تم إنشاؤه فوق باب العقلة، بأمر من السلطان العلوي مولاي عبد الرحمن.

استمر العمل فيه من العام 1830 إلى 1831، وكان الهدف من تشييده أن يعمل كجهاز عسكري لحماية المدينة ومراقبة محيطها.

وهو يعتبر من أقوى التحصينات الدفاعية للمدينة، وقد ساهم بالفعل في الحد من الهجمات التي كانت تستهدفها من جميع الجهات.

وبما أن زمن المواجهات العسكرية والأخطار الخارجية قد انتهى، فإن للحصن الآن أدوارًا أخرى يقوم بها، مثل الدور السياحي الذي يؤديه على أكمل وجه.

فهو يُعد من أهم المعالم التي ساهمت في جذب الكثير من السياح للمغرب بشكل عام، ولمدينة تِطوان بشكل خاص.

يحتوي الحصن على حديقة داخلية ذات إطلالة رائعة، بالإضافة لوجود متحف الاثنوجرافي داخل الحصن، والذي يعتبر من أهم متاحف المدينة.

حصن السقالة في تطوان القديمة

قصبة سيدي المنظري

يعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس عشر، وهي الفترة التي شهدت إعادة بناء المدينة بعد الدمار الذي تعرضت له.

تم إنشاؤها في الأصل كقاعدة عسكرية، لتأمين المدينة ومراقبة التحركات العسكرية والأخطار الخارجية، وكانت أيضًا مقرًا للحاكم في فترة من الفترات.

وقد لعبت دورًا مهمًا في عملية التأمين هذه، بفضل موقعها الذي يمكن من خلاله مراقبة كل الطرق والممرات الموجودة في المدينة.

استغرق البناء قرابة العشرين عامًا، وهي تضم بداخلها قلعةً للمراقبة، ومسجدًا صغيرًا، بالإضافة لمنزل بسيط بملحقاته.

الجامع الكبير

يقع بحي البلد، بالقرب من حي الملاح، في وسط مدينة تِطوان العتيقة، ويعتبر من أهم المعالم الإسلامية في المدينة.

تم تشييده على أنقاض جامع قديم صغير، وكان ذلك في عام 1808، في عهد السلطان العلوي المولى سليمان.

وقد شهد الكثير من عمليات التجديد والتوسعة، خصوصًا في عهد المولى إسماعيل، وشملت توسعته إضافة المدرسة المجاورة، وبعض الرباع الموالية.

الجامع الكبير

ضريح سيدي عبد القادر

هو ضريح عبد القادر بن محمد التبين، الذي بنى المدينة في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، خلال حكم الدولة الموحدية.

وتوفي عبد القادر التبين سنة 1170م، وتم دفنه بين باب المعلفة وباب الرموز، خارج حدود المدينة القديمة لتِطوان.

كتب عددًا مقدرًا من الكتب الدينية، أهمها” تلخيص صحيحي البخاري ومسلم”، وكتاب آخر عن” قواعد الإسلام”.

بالإضافة لكتب مثل: “درة الأحساب في من حل بالأندلس من الأنساب”، وكتاب “منهاد السلوك، في من حل بالدنيا من الملوك”.

وبذلك نجد أنه قد خلَّف وراءه ثروة فكرية قيمة، ساهمت في أن يكون له مريدين من جميع أنحاء العالم، يأتون لزيارة ضريحه إلى الآن.

البيوت التاريخية

عبارة عن مجموعة من البيوت التي توجد في المدينة القديمة لتِطوان، وهي تعد تجسيدًا للمعمار الغرناطي، بألوانها المميزة وزخرفتها الرائعة.

تتميز بكونها بيوتًا واسعة، ذات طراز تقليدي وهندسة معمارية عتيقة، جعلت منها مكانًا جاذبًا للغاية، وساهمت في تسجيل المدينة في قائمة التراث العالمي.

وأكثر ما يجذب السياح لها، هو أزِقَّتَها وممراتها المليئة بالتفاصيل، والتي يُحب الزوار أن يستكشفوها على مهل، وأن يتمشوا بينها.

إحدى الأزقة القديمة في تطوان

سقاية باب العقلة

تحتوي تِطوان على ما يزيد عن عشرين سقاية عمومية، إما بنتها السُلطات، أو أعيان المدينة، ليتزود الزوار والسكان والبهائم بالماء.

وتعد سقاية باب العلقة من أجمل سقايات المدينة، تم بناؤها في منتصف القرن الثامن عشر، على يد القائد محمد لوكاش.

وقد اكتسبت هذه السقاية قيمة تاريخية كبيرة بسبب تواجدها في باب العقلة، والذي هو أحد الأبواب السبعة الشهيرة لتِطوان.

وتعتبر زخرفاتها الزليجية، أكثر ما يميزها عن بقية السقايات، وقد كانت وما زالت عامل جذب للكثير من السياح من الداخل والخارج.

سور المدينة

هو جدار يحيط بالمدينة، تم إنشاؤه بهدف التحصين والدفاع عنها، يبلغ طوله حوالي 5 كم، ويتخلله سبعة أبواب تربطها بالطرق الرئيسية.

تم بناء السور على عدة مراحل، فكانت البداية في القرن الخامس عشر، واستمرت عمليات التحسين والتجديد حتى القرن الثامن عشر.

إن المدينة القديمة بتِطوان، تعتبر من أهم المناطق الاستراتيجية التي ساهمت في الدفاع عن البلاد، وهو ما يتضح من نوعية معالمها.

حيث إن معظمها كان الهدف من بنائه هو التحصين والحماية، وهو أمر منطقي ومفهوم، بالنظر إلى تواريخ إنشاء هذه المعالم.

الخلاصة

مدينة تِطوان المغربية، هي مدينة تقع في الجزء الشمالي الغربي للمغرب، وتُطِل على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وتتميز بكونها مدينة ذات طابع إسلامي أندلسي، ممزوج بنكهة تراثية مغربية عتيقة، وهو ما جعلها تُدرج في قائمة التراث العالمي.

اشتهرت في مختلف الحِقَب الزمنية، بكثرة مبانيها الدفاعية، حيث كانت تتعرض لهجمات عسكرية متكررة، الشيء الذي حتَّم على أهلها بناء الأسوار والحصون.

وعلى الرغم من أن معظم مساجدها قد تهدمت، إلا أن البعض ظل صامدًا، وأصبح من أهم معالم المدينة، مثل المسجد الكبير ومسجد القصبة.

وتعتبر البيوت التاريخية والسقايات، والأضرحة أيضًا من أبرز المعالم، التي ساهمت في حفاظها على طابعها التراثي المميز.

مدينة تِطوان تعتبر من أميز الوجهات السياحية في المغرب العربي، والتي يقصدها الزوار العرب والأجانب ليستكشفوا خباياها وتاريخها العريق.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

لما تُلقَّب مدينة تطوان بالحمامة البيضاء؟

نسبةً لوجود تمثال الحمامة البيضاء في وسط المدينة.

ما هي أهم المعالم التاريخية في تطوان؟

  • جامع القصبة.
  • الجامع الكبير.
  • حصن السقالة.
  • سقاية باب العقلة.
  • ضريح سيديس عبد القادر.
  • البيوت التاريخية.
  • قصبة سيدي المنظري.
  • سور المدينة.

أين يقع جامع القصبة؟

يقع جامع القصبة داخل البرج المطل على ساحة سوق الحوت، في وسط المدينة القديمة لتطوان.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: