متحف الشريف وحكاية الأجداد والتراث القديم

مدينة الطائف هي إحدى أهم وأشهر المدن السعودية، والتي تقع في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة مكة المكرمة والتي تبعد عنها بحوالي 688كم.

وتعد من أكبر المحافظات التابعة لمكة المكرمة حيث تبلغ مساحتها 87,561 كم، ويتبعها 38 مركزًا إداريًا و2200 قرية.

وتحتل أيضًا المرتبة السادسة من حيث عدد السكان على مستوى المملكة ويبلغ عدد سكانها حوالي 175,000نسمة، ويعود تأسيسها إلى ما قبل ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام.

تحظى المحافظة بشعبية كبيرة لدى السعوديين نظرًا لطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق، فهي جزء لا يتجزأ من الهُوِيَّة الفنية والسياحية في السُّعُودية.

حيث يقام على أرضها العديد من المهرجانات السنوية مثل مهرجان قطاف الورد، ومهرجان الهدا، ومهرجان الطائف الشتوي ومهرجان ربيع البهيتة.

وتعد أول مدينة أُقيم فيها تخطيط هندسي عام 1368 هجريًا، وأول مدينة في السُّعُودية هبطت فيها طائرة سُعُودية.

وأيضًا أول مدينة بُني فيها مدرسة نظامية تهتم بالدراسات الإسلامية عام 1364هجريًا.

مميزاتها

تتميز بتضاريسها الخلابة التي جعلتها الوجه الأولى لدى السعوديين للتصيف والتمتع بأوقاتهم، حيث تحيط بها الجبال من جميع الجهات.

وترتفع عن سطع البحر بمسافة تتدرج ما بين 1700 م إلى 2500 م مما اكسبها جوًا متميزًا، وتتميز أيضًا بكثرة أشجارها ووجود السهول والوديان.

وأيضًا تشتهر بكثرة عيون المياه التي تقدر بـ 26 عينًا، وتوجد بها عدد كبير من السدود التي تحجز المياه وتستخدم في إرواء الحدائق وتقدر بحوالي 19 سدًا.

وقد عملت وفرة المياه على وجود البساتين والمزارع المحيطة بالمحافظة من كل أتجاه، حيث تشتهر المدينة بزراعة الورود التي تعد مصدرًا لكثير من العطور العالمية.

وتتميز المدينة أيضًا بتاريخ عريق حيث يوجد بها عدد كبير من الآثار التي تعود إلى عصور قديمة.

الموقع الجغرافي المتميز لها أكسبها أهمية سياحية وتجارية وزراعية فهي تعتبر ملتقى الطرق القادمة من كل أرجاء المملكة السُّعُودية.

حيث يُحدها من الشمال حدود إمارة منطقة المدينة المنورة، ومن الجنوب محافظة اللبث وإمارة الباحة، ومن الشرق إمارة الرياض ومحافظتي تربة والخرمة.

ويحدها من الغرب محافظتي الكامل والجموم والمراكز الإدارية لمنطقة مكة المكرمة.

وتشتهر بأنها العاصمة الصيفية للمملكة العربية السعودية؛ وذلك نظرًا لمناخها المتميز حيث تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 20-30 درجة مئوية.

أما في الشتاء يكون الجو باردًا وتتراوح فيه درجات الحرارة ما بين 8-20 درجة مئوية وقد تصل إلى 4 درجات مئوية.

ويكون معدل سقوط الأمطار فيه 160 مم، وتصل نسبة الرطوبة في الشتاء إلى 41%.

معالم المدينة

تشتهر المحافظة بمجموعة من المعالم التي تميزها ومن أهمها:

• مسجد حليمة السعدية
• درب المشاة الوطني
• قصر مشرفة
• مسجد عبد الله بن العباس
• سوق عكاظ التاريخي

وتتميز المملكة العربية بوجود عدد كبير من المتاحف الخاصة التي يبلغ عددها 195 متحفًا، وكان وجود هذه المتاحف نتيجة لجهود الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

استطاع الأمير سلمان أن يشجع المواطنين على التقدم لتسجيل ما لديهم من مقتنيات أثرية وتراثية.

ولم تتوقف إسهاماته على ذلك فقط بل قدم لتلك المتاحف أعانات جارية لكي تكون قادرة على التطور ومن أشهر هذه المتاحف:

متحف الشريف

يعد متحف الشريف أحد أشهر وأهم المتاحف الخاصة في المملكة، والذي يضم حوالي 30 ألف قطعة أثرية في مختلف مجالات الحياة.

وقد ُسمي على اسم صاحبه “علي خلف ملبس الشريف” الذي ظل يطوف أرجاء المملكة ويدخل المزادات ويشتري القطع الأثرية لمدة 30 عامًا.

حيث بدأت الفكرة عندما وجد أن لديه قطع أثرية وتحف كثيرة فقرر عرضها في المتحف.

وقد تم افتتاح المتحف عام 2006 م، والذي يقع في حي أم السباع بالطائف داخل مبنى شعبي كبير مساحته 6000 متر مربع.

يستطيع استقبال من 500 -700 زائر في وقت واحد، ويقسم المتحف لـ 20 جناح وقسم، حيث يضم كل جزء مجموعة من القطع تعبر عن مجال معين.

ويحتوي على مجموعة كبيرة من التحف والقطع الأثرية النادرة التي تحكي تاريخ المملكة، وأيضًا يضم المتحف سوق شعبي صغير.

يعتبر المتحف وجهة ثقافية وفنية لكل محبي الحضارة العربية، حيث يتيح لهم التعرف على تاريخ المنطقة العربية منذ قرون.

ويوفر المتحف مرشدون سياحيون متخصصين ليرافقوا الزوار ولتعريفهم بالقطع الموجودة وللإجابة عن استفساراتهم حول المتحف.

ويتميز المتحف عن بقية المتاحف سواء الخاصة أو العامة بوجود المزار الأسبوعي الذي يقام في السوق الشعبي.

يشارك المتحف في العديد من المهرجانات التي تقام داخل المملكة.

شكل المتحف

يتميز المتحف بطرازه المعماري الجميل الذي يضفي عليه ملامح الماضي حيث أُستخدم في بناؤه حجارة قديمة جُلبت من منازل أثريه.

يوجد داخل المتحف أبنية من الصخور القديمة تخرج من أعلاها مزاريب المطر وتتزين أبواب المداخل بالزراكش الحديدية التي تعطيها لمحة من الماضي.

وتعتمد الإنارة في المتحف على الفوانيس المعلقة على كل منزل لتضيء حارات التحف.

يقسم المتحف إلى مجموعة من الأكشاك والدكاكين فلكل دكان حرفة معينة وجهزوا الدكان بالأدوات اللازمة لكل مهنة.

وتحتوي بعض الدكاكين على الملابس والهدايا والتحف التي يعطونها للزائرين في رحلتهم.

وأيضا يوجد السوق الشعبي الذي يبين للزائر كيف كانت الأسواق قديمًا والذي يوجد به عدد من الحرفين المهرة.

وقد تمت إعادة بعض الحرف البسيطة داخل المتحف مثل النجارة والحدادة وصناعة الأحذية.

أقسامه

يقسم المتحف إلى عدة أقسام وكل قسم مسئول عن عرض مجموعة من التحف ومنها:

• قسم لعرض الموازين النادرة وأواني الشاي والترامس القديمة.
• يضم المتحف قسم خاص بالأسلحة القديمة مثل السيوف والخناجر والبنادق والرماح.
• غرفة النساء تحتوي على ماكينات الخياطة وبعض الملابس والإكسسوارات يعود عمرها إلى 150 عامًا.
• قسم للأدوات النحاسية المختلفة الأشكال والأحجام.
• ويوجد قسم خاص بالأدوات الطبية التي يعود عمرها إلى 60 عام.
• وقسم خاص بالأدوات المنزلية القديمة التي استخدمها العرب.
• ويوجد أيضًا قسم خاص لألعاب الأطفال القديمة.
• قسم خاص بالكتب والمخطوطات وأحاديث النبي صلي الله عليه وسلم، وسير خطت من قبل 300 عام.
• وبعض الصور لمدينة الطائف ومعالمها القديمة.
• ويوجد قسم آخر يقوم بعرض الجبات التي كانت المنطقة تتميز بصناعتها للرجال والنساء.

وأكثر ما يميز المتحف هو:

• قسم السنترال الذي يحتوي على سنترال قديم كان موجودًا في قصر الملك سعود.
• وأيضًا قسم المذياع الذي يحتوي على مذياع بكل أشكاله القديمة، وهناك عروض الكاميرا القديمة التي تعود إلى 60 عامًا.
• ويوجد قسم للسيارات القديمة والتي تحتوي على نحو 30 سيارة تعود تاريخ إنتاجها إلى عام 66 و60 و48 و39.
• ويضم أيضًا أقدم سيارة في المملكة التي تعود لعام 1926 م، التي حصلت على جائزة جَدَّة للسيارات العتيقة.
• يوجد مجلس لاستقبال ضيوف المتحف والزوار.
• يوجد مطعم يقدم أكلات تحمل الطابع الشعبي الشمالي والجنوبي.
• وجود متحف نوعي داخل المتحف يتم فيه صناعه بعض الحرف وتدريب العمال على الحرفة.

مواعيد المتحف

يفتح المتحف أبوابه للزوار يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الساعة التاسعة مساًء.

أنشطة يمكنك ممارستها داخل المتحف

يمكن للزائر القيام ببعض الأنشطة التي تشعره بالمتعة والاستمتاع داخل المتحف منها:

• القيام بعمل جولة داخل كل الأقسام ومشاهدة القطع الأثرية النادرة الموجودة بالمتحف.
• التجول في السوق الشعبي ومشاهدة الحرفيين وهم يصنعون الحرف اليدوية مستخدمين الأدوات البسيطة التي كانت تُستخدم قديمًا.
• شراء التحف والمعروضات والهدايا التذكارية من قسم المبيعات.
• التقاط الصور في كل أرجاء المتحف لتخليد تلك الذكرى الجميلة.