تعرف على متحف المناخة التراثي في مدينة أملج السعودية

اكتسبت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها مكانة خاصة في نفوس العرب، نظرًا لما فيها من آثار ومعالم إسلامية خالدة على مر العصور، ووجهات سياحية باتت يقصدها الزوار من مختلف الجنسيات.

ولا شك في أن الحفاظ على التراث من الضياع والإهمال كان ولا زال فكرة تؤرق المهتمين بدراسته والقائمين على تأريخه في أشكال عديدة، حتى يتصل الماضي بالحاضر، ويتشكل وعي الأفراد، وتزدهر المجتمعات.

وإذا كنت عزيزي القارئ من هؤلاء، حقًا سيثير إعجابك جهود بعض الأفراد اتجاه المحافظة على ما لديهم من مقتنيات أثرية، يرجع تاريخها إلى آلاف السنين.

ولعل المساعي التي قام بها الدكتور مساعد سلامة الفايدي خير دليل على مدى حرصه على حماية التراث، حيث يرجع إليه الفضل في إنشاء متحف المناخة التراثي، الذي يضم بداخله كنوز أثرية قيمة.

فإذا كنت أيها الزائر تخطط للقيام برحلة سياحية، اجعل مدينة أملج هي وجهتك القادمة، والتي تقع على ساحل البحر الأحمر، مما جعلها تتمتع بمناخ رائع زادها جمالًا.

في هذا المقال، نقدم لكم تاريخ المتحف، وأبرز مقتنياته، ومواعيد الزيارة فيه، وطرق الوصول إليه.

تاريخ المتحف

شَغُفت إحدى العائلات السعودية عبر سنوات طويلة، باقتناء القطع التراثية المميزة، ليتوارثها الأبناء عن الآباء، إلى أن فكر أحدهم في تخصيص متحفًا تُعرض فيه هذه المقتنيات أمام الجمهور.

كان هذا الوريث هو اللواء الدكتور مساعد سلامة الفايدى، عضو لجنة التنمية السياحية بأملج، الذي أخذ قراره بإنشاء متحف المناخة التراثي” Almunakh Heritage Museum”، في عام 2015.

يشغل المتحف مساحة 8000 متر مربع من المزرعة الخاصة بالفايدى، وهي بالأساس متنزه متكامل يحتوي على مسبح وجناح خاص لممارسة الرياضة.

وقد عكف الفايدي طيلة 40 عامًا في البحث عن القطع التراثية النادرة وجمعها، حرصًا منه للحفاظ على التراث.

يقع المتحف في محافظة أملج شمال غرب السعودية، ضمن منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

وترجع سبب تسميته بهذا الاسم، لأن الإبل كانت “تنوخ” أي تجلس في هذا المكان، بجوار عين ماء أثرية كانت فيه قديمًا.

ومما قيل في هذا الشأن أيضًا أن قوافل الحجاج كانت تأتي لهذا المكان، لذلك سمي بمتحف المناخة.

مقتنيات المتحف

يعتبر المتحف واحدًا من أبرز المنابر الثقافية، والذي يتم فيه عرض مقتنيات تاريخية كانت شاهدة على العصر، عبر أزمنة فائتة.

وقد شجعت فكرة تأسيسه أهالي المدينة ودفعتهم نحو المشاركة بوضع ما يمتلكونه من مقتنيات أثرية خاصة بهم، بعد تسجيلها رسميًا بأسمائهم بغرض حفظها، قبل أن يتم عرضها.

ويضم المتحف العديد من القطع الأثرية التي تعكس تاريخ أملج العريق، ومكتبة بها عشرات الكتب والدوريات التاريخية.

بالإضافة إلى الملابس التراثية الشعبية التقليدية، والسيارات التي كانت تنقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وأجهزة راديو قديمة وغيرها.

ويتألف المتحف من عدة أقسام، وهي

• بيت أملج الحجري.
• القصر.
• المجلس الشعبي.
• الجلسة الحجازية.
• القوارب الشراعية.
• المتحف المعلق.

كما يحتوي المتحف السعودي على مخطوطات ووثائق تاريخية نادرة، مثل: وثيقة مبايعة أهل أملج للملك عبد العزيز آل سعود عام 1344هـ.

إلى جانب عدد من إصدارات بعض الصحف القديمة، وآثار حجرية وخشبية، وأدوات زينة، وأسلحة حربية قديمة مثل: السيوف والبنادق، كما تعرض فيه آلة كاتبة، وعدد من الأواني الفخارية والنحاسية.

ومن خلال المتحف يمكنك أن تتعرف على الطريقة التي كان معمول بها في جلب المياه واستخراجها في أملج قديمًا، بما في ذلك أسماء الأماكن والمزارع.

كما توجد فيه صالونات استقبال تتسع لأكثر من ٥ آلاف شخص، وفي نهاية المتحف يوجد سجل زوار، يدون فيه الزائر ملاحظاته.

ويشتمل المتحف أيضًا على قطعة نادرة عبارة عن عظام ديناصور، يبلغ عمر القطعة 650 مليون سنة، وتوجد خناجر حجرية تعود للعهد الحميري.

وقد تمت مراعاة ترتيب المقتنيات وتصنيفها في متحف المناخة، مما أضاف له نصف قيمته.

فعاليات المتحف

يشارك متحف المناخة التراثي في العديد من الفعاليات التي تقام في المدينة، وتنظم فيه بالتوازي أمسيات ثقافية وأدبية، وتعرض فيه منتجات الأسر المنتجة بالتعاون مع لجنة التنمية السياحية.

يذكر أن المتحف قام بعقد شراكة مع مهرجان أملج التراثي البحري في نسختيه الأولى والثانية، والمتحف معتمد من الهيئة العامة للسياحة، ووزارة السياحة بالمملكة العربية السعودية.

مواعيد الزيارة

يلقى المتحف إقبالاً كبيراً من الزوار، حيث يفتح أبوابه طوال أيام الأسبوع، في أوقات مختلفة من اليوم، من الساعة السادسة صباحًا حتى العاشرة مساءًا.

طرق الوصول إلى المتحف

يوجد هذا المتحف السعودي في مدينة أملج، وهي من المدن السياحية التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، ومعالم أثرية شهيرة.

وترتبط المدينة ارتباطًا وثيقًا بغيرها من المدن المجاورة، ولا يبعدها عنهم سوي مسافات تقطع بالسيارة أو الحافلة أغلب الوقت، لطبيعة المنطقة الجبلية هناك.

لذا في حال رغبتك في زيارة المتحف الأثري، عليك أن تستأجر إحدى السيارات، إذ أن المسافة بين أملج والمدينة المنورة على سبيل المثال تصل إلى 391 كيلو متر، أي ما يقارب 4 ساعات.

الفنادق القريبة من المتحف

عند اتخاذك قرار السفر إلى السعودية بغرض الترفيه أو إقامة الشعائر الإسلامية هناك مثل: الحج أو العمرة، عليك أن تضع نصب عينيك أن تكون سلامتك وصفاء ذهنك من أولوياتك في الرحلة.

وهذا ما يستلزم منك ضرورة البحث عن مكان إقامة جيد، يكون مهيئًا لاستقبالك ويوفر لك جميع ما تحتاجه، وهو ما ستجده في معظم الفنادق السعودية هناك.

ومن أسماء هذه الفنادق التي توجد بالقرب من متحف المناخة التراثي، يوجد فندق جمان، وحياة تاون، ووسام الحوراء، ودريم أملج.

بالإضافة إلى عدد من الشقق والوحدات السكنية، مثل: شقة شاطئ النخيل، وسرور أملج للشقق المفروشة الجديدة، وعروس الشاطئ للوحدات السكنية المفروشة.

أشهر المعالم السياحية

تتميز مدينة أملج السعودية بوجود العديد من الأماكن السياحية المميزة فيها، والتي اكتسبت مع مرور الوقت شهرة عالمية.

ومن هذه الأماكن: جزر الفوايدة السبعة، وشاطئ رأس الشبعان، وقصر الإمارة القديم، والسوق القديم، وغيرهم الكثير.

لذا عليك أن تتحين الفرصة المناسبة، وتأخذ نفسك في جولة إلى هناك، بالتأكيد ستسعد كثيرًا.

نصائح إرشادية عند زيارتك المتحف

عند اتخاذك قرار زيارة متحف أملج الأثري، عليك أن تعي جيدًا مدي أهمية ذلك المكان، الذي يضم بداخله كنوز قيمة، تحكي عن جزء من تاريخ السعودية خلال حقب زمنية مختلفة.

ونظرًا لطبيعة المكان، من الضروري أن تحرص على الالتزام بكل الضوابط والقواعد التي تم وضعها، من أجل المحافظة على ما فيه من مقتنيات، لا تقدر بثمن.

هناك عدد من النصائح التي قد تساعدك، منها

1. احرص على الذهاب مبكرًا إلى المتحف في الأوقات الصباحية، وقبل الازدحام.
2. لا تنسي أن تضع في حقيبتك “الباك” بعض السناكس الخفيفة، وزجاجة مياه صغيرة للشرب.
3. تأكد أن بطارية هاتفك ممتلئة، هذا إذا كنت تفضل التقاط الصور بالموبايل.
4. اقرأ كثيرًا عن المكان قبل زيارته، فهذا سيساعدك كثيرًا على فهم طبيعة ما يحتويه من مقتنيات تاريخية.
5. ارتدى الملابس المناسبة، فلكل مكان طبيعة خاصة به، عليك احترام ذلك.
6. عليك الالتزام بعدم لمس أو نقل أي شيء من مكانه المخصص له داخل المتحف، تجنبًا لكسره أو محاولة اتلافه عن غير قصد.