تعرف على مدينة نارا عاصمة اليابان الأولى

مع بداية موسم إجازات نصف العام، والذي يأتي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بفعل الموجة الحارة التي تجتاح البلاد، يُخطط الكثيرون إلى قضاء عطلاتهم في أماكن ذات طبيعة خاصة.

يستمتعون فيها بأجواء الصيف المنعشة، يدفعهم حب المغامرة إلى استكشاف بيئات وثقافات وعادات مختلفة عن تلك التي عاشوا فيها.

وربما كانت المتعة في الأمر مضاعفة، إذا قررت أن تصطحب معك في السفر عائلتك الصغيرة، حتى تكتمل سعادتك، عندما تشاهد أطفالك وهم يلهون في الحدائق والمتنزهات.

علاوة على مشاركتهم لك في الجولات داخل مناطق جديدة لم تألفها العين من قبل، فيزداد وعيهم وإدراكهم لمفهوم الحياة ومباهجها.

وهو ما يعطي انطباعًا إيجابيًا، يؤثر في طريقة تعاملهم، وتحملهم للمسئولية، فلا شك أن تجربة السفر ستعلمهم الكثير، عليك أن تعي ذلك وتتفهمه جيدًا عندما تقرر اختيار وجهتك القادمة.

والتي يجب عليك أن تراعي فيها بعض الأمور، مثل: التنوع الثقافي، والبُعد الجمالي، والنظرة التاريخية المتأصلة في الجذور.

ولعل أفضل الوجهات السياحية التي قد تثير إعجابك، وتتوافق مع ميولك، وفي نفس الوقت تتحقق فيها النقاط التي سبق وأشرنا إليها، هي مدينة نارا في اليابان.

وقد نالت المدينة شهرة واسعة، حيث عرفت باسم “مدينة الغزلان”، لكثرة انتشارهم فيها، سواء في الحدائق أو الشوارع.

نستعرض إليكم في السطور القادمة، تاريخ المدينة، وموقعها الجغرافي، وأشهر المعالم السياحية فيها، بالإضافة إلى أفضل الفنادق والمطاعم، وأماكن التسوق بها، والأنشطة الترفيهية فيها.

تاريخ المدينة

تعتبر نارا أحد أشهر المدن اليابانية، التي تتميز بامتلاكها تراث عريق، منذ آلاف السنين، ومناظر طبيعية ساحرة.

وقد تأسست عام 710، وعرفت على أنها “قلعة السلام”، أو كما كان يطلق عليها باليابانية “ Heijo-Kyo“، وهي تقع في جنوب غرب طوكيو، بمسافة تقدر بنحو 500 كيلو متر.

وفي بداياتها، صارت المدينة عاصمة اليابان الأولى، خلال القرن الثامن، في الفترة من عام 710 حتى عام 748، وهي الفترة التي أطلق عليها اسم “حقبة نارا”.

وفي هذه المرحلة، تم إعادة بناء المدينة القديمة وتخطيط شوارعها، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء المعابد البوذية فيها، بعد جلب عدد من الكهنة البوذيين من الصين لتوطينهم هناك.

وقد عُرفت هذه المعابد التي تم بناؤها في نارا خلال تلك الفترة باسم” نانتو شيشي ديجي “، وهو الاسم الذي ظل مرتبطًا بها حتى وقت قريب.

ومما جرى تداوله، أنه خلال هذه الفترة تم منع صيد الحيوانات، وقطع أي نباتات في غابات كاسيون ياما المحيطة بالمدينة.

وقد ساعد قرار عدم الصيد على انتشار الغزلان وتجولها في الشوارع بين المارة، فصارت مع الوقت ثروة وطنية، ساهمت في ارتفاع شهرة نارا، والتي أصبحت تعرف اليوم بـ “مدينة الغزلان”.

يُذكر أنه في عام 794، أصدرت الإمبراطورة جيمي قرارًا بنقل العاصمة اليابانية من مدينة نارا ذات التضاريس المرتفعة إلى مدينة كيوتو.

موقعها الجغرافي

تقع مدينة نارا في الجزء الجنوبي من جزيرة “هونشو”، وتحديدًا في منطقة كانساي، بوسط اليابان.

تحدها منطقة واكاياما من الغرب، ومنطقة مي من الشرق، وهي تبعد مسافة 42 كم جنوب مدينة كيوتو.
كما أنها ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 68 متر.

وقد منحها هذا الموقع المتميز وضعًا سياسيًا واقتصاديًا لا غبار عليه، مما ساهم في اختيارها كي تكون مكانًا مقدسًا يتم فيه بناء القصر الإمبراطوري العظيم.

كما أنه يكثر فيها نمو الغابات الجبلية التي تضم مجموعة متنوعة وغنية من النباتات والحيوانات.

ورغم مساحتها الواسعة، فإن شوارع المدينة تبدو ضيقة إلى حدًا ما، مما قد يجعل المشي فيها ممتعًا بعض الشيء خلال فترات النهار.

وقد لعبت نارا دورًا كبيرًا في تقوية علاقات اليابان مع المناطق الواقعة على طرق الحرير البحرية، مما جعلها مركز استراتيجي قوى للتبادل الثقافي والتجاري بينهم.

ومع مرور الزمان، اكتسبت المدينة اليابانية شهرة كبيرة، بعد أن باتت مركز لتجمع أصحاب الديانات البوذية والشنتوية.

مدينة الغزلان

مع بدايات تأسيس نارا، اتجهت الأنظار نحو الاهتمام ببناء المعابد البوذية وعدد من المزارات الخاصة بآلهة الشنتو المعروفة هناك.

ومن الثابت تاريخيًا أن ذلك كان له تأثير قوي ساعد في ترسيخ قيم نبيلة لدى الشعب الياباني، لا يزال محتفظًا بها إلى اليوم، مثل: احترام الطبيعة ورعاية الحيوانات.

ومما تناقلته الأساطير، أنه في عام 768، قامت عائلة فوجيوارا ببناء مزار كاسوغا في سفوح جبل واكاكوسا، وقد حدث وقتها أن تحركت آلهة الشنتو من الجبل إلى المبنى الجديد، على ظهر غزال أبيض اللون.

ومنذ ذلك الحين، صارت الغزلان حيوانات مقدسة، لا يجوز صيدها أو التعرض إليها بأي شكل، حتى أنه أصبح قتل الغزلان جريمة يعاقب عليها القانون.

وقد اعتبرت غزلان نارا رسلاً من الجنة لمعبد كاسوغا تايشا كما يعتقد اليابانيون، وتم تكريمها باسم شينروكو، وهو اسم يدمج حرف الكانجي الخاص بكلمة إله وكلمة غزال.

وقد استمر ذلك الوضع حتى عام 1637، لكن بعد الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء مفهوم قداسة الغزلان رسميًا، وفي المقابل تم الإعلان عن أنها ثروة وطنية ومحمية من قبل الحكومة.

وتعتبر غزلان السيكا الجميلة من أشهر أنواع الغزلان في نارا، والمنتشرة في المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة، والتي سرعان ما تكيفت مع صخب المدينة وسكانها، فاعتادت التجول بحرية في شوارعها.

فإذا حالفك الحظ وسافرت هناك، لا تندهش من منظر الغزلان وهي تسير بجانبك في الطريق، فهي حيوانات مسالمة ولطيفة، ستمنحك شعورًا طيبًا، فبعضها يتسم بالفضول وحب الاستكشاف.

إذ تجدها أمامك وهي تزاحم المارة في الشوارع أو السائحون في محلات بيع الهدايا التذكارية، ومن المشاهد المألوفة أن تجدهم ينحنون لك على الطريقة اليابانية عندما تقدم لهم الطعام.

وقد تعلمت هذه الغزلان عبور الشوارع باستخدام المعابر المخصصة للمشاة، وهو ما يعكس مدى تأقلمها مع البيئة المحيطة بها.

يذكر أن مؤسسة حماية الغزلان في منتزه نارا تهتم بسلامة وصحة الغزلان، ولا يقتصر الأمر على الغزلان الموجودة فيها، بل يشمل الموجودين خارجها، حيث تعمل جاهدة على حمايتهم من حوادث المرور.

وقد وصل عدد هذه الغزلان في متنزه نارا خلال عام 2017 إلى نحو 1200 غزال.

على الجانب الآخر، تنتشر عادة سنوية في فصل الخريف، يتم فيها قطع قرون ذكور الغزلان، خلال موسم التكاثر، تجنبًا لوقوع الحوادث.

وكانت الحكومة اليابانية قد اتخذت في السنوات الأخيرة إجراءات صارمة للحد من تكاثر أعداد الغزلان في المدينة، والتي اعتبرتها حيوانات ضارة.

جاء ذلك بعد وقوع بعض الحوادث، والتي كان من بينها إقدام هذه الغزلان على التهام مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية، مما أثر بالسلب على تلبية احتياجات السكان.

وقد قام الصيادون في عام 2013 بقتل ما يزيد عن 150 ألف غزال إلى جانب حيوانات أخرى، تم التخلص منهم بطريقتين، إما الدفن أو الحرق.

طريقة الوصول إلى المدينة

عندما تقرر الذهاب إلى نارا اليابانية، ذات التضاريس الوعرة، لا تخشى فكرة أن تواجهك صعوبة في التنقل هناك، فوسائل المواصلات كثيرة ومتعددة.

إذ يمكنك استقلال القطار أو الحافلة المتجهة إلى هناك، في أي وقت ترغب فيه، وبأسعار بسيطة، تتناسب مع ميزانيتك.

فالقطارات على سبيل المثال تستمر في العمل حتى أوقات متأخرة من الليل، والتي من أشهرها قطار ياماتوجي جيه آر.

وهناك أيضًا كينتيتسو وهو خط السكة الحديد الأنسب للوصول من أماكن أخرى إلى المدينة، عبر كيوتو أو أوساكا.

ومن المعروف أن نارا تقع على بعد 40 كم من مدينتي كيوتو وأوساكا، واللتان تعتبران من نقاط المرور الرئيسية عند زيارة المدينة الأثرية.

ومن أشهر المطارات القريبة من المدينة، يوجد مطار إيتامي، وكانساي الدولي، والذين تفصلهما مسافة تقدر بنحو ساعة ونصف على الأكثر، يمكن قطعها بالحافلة أو القطار.

أفضل أوقات السفر إلى نارا

عندما تتخذ قرارك بالسفر إلى اليابان، قاصدًا زيارة مدينة نارا الأثرية، عليك أن تضع في اعتبارك أن تختار التوقيت المناسب لذلك، والذي يتحدد بناءًا على ظروف الطقس هناك.

لذا فإن أفضل وقت للسفر يكون في الشهور الممتدة من مارس حتى مايو، يليها أكتوبر ونوفمبر، حيث يكون المناخ فيهم معتدلًا إلى حد كبير.

مما يعطيك فرصة أكبر في أن تستمتع بجولاتك السياحية بين المناطق الأثرية هناك، والتي ستنقلك عبر الزمن لأحداث ثرية، ارتبط بها الشعب الياباني على مدار تاريخه.

لذا عليك أن تتدبر حالتك المادية جيدًا، حتى لا تقع في ضائقة، تفسد عليك متعة السفر، وهو ما يستلزم منك اختيار وقت مناسب للزيارة.

ومن الجيد أن يتوافق ذلك مع فترة وجود العروض المخفضة التي تقدمها شركات السياحة، والتي من الممكن أن تساعدك في قضاء أطول فترة ممكنة هناك، وبأقل التكاليف.

كما يجب عليك مراعاة نوعية الملابس التي ترتديها، بما يتماشى مع تقلبات المناخ السائدة هناك، فمن المعروف أن متوسط درجات الحرارة في الصيف يصل إلى 25 درجة مئوية قابلة للزيادة.

وفي فصل الشتاء يزداد هطول الأمطار وتشتد العواصف، وتقل درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، حيث تتراوح ما بين 3,8 إلى 4,0 درجة مئوية.

المعالم السياحية في المدينة

شكلت نارا أهمية تاريخية عظيمة، جعلت منها واجهة سياحية مشرفة لليابان، تحكي عن ثقافتها، وتضحيات شعبها على مر العصور.

وقد ارتبطت عاصمة اليابان الأولى بغيرها من الثقافات، وبدا ذلك واضحًا في الهندسة المعمارية المميزة للمدينة، ومعالمها التراثية، والمدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

كما أن متاحفها تضم العديد من المقتنيات الأثرية التي لا مثيل لها، مثل: المجوهرات، والأثاث، والآلات الموسيقية، والتماثيل، والفخار، والقطع المعدنية، وأدوات الزينة، وغيرها الكثير.

ولا شك في أن هذه التحف قد ساعدت على إبراز مدى عظمة ورُقي الشعب الياباني، وحضارته الخالدة، على مر الأزمان.

إضافة إلى ذلك، فهناك الزخارف المستوحاة من قبيلة تانغ الصينية، والتي تظهر العلاقة الوثيقة بين البلدين خلال منتصف القرن الثامن.

كما ساعدت العلاقات الطيبة التي نشأت بين نارا وجاراتها من المدن المنتشرة على طريق الحرير، على تبادل الخبرات والثقافات المختلفة.

فلم يقتصر الأمر على الشأن الاقتصادي فقط، لكنه طال أيضًا جوانب أخرى، مثل: البُعد الجمالي والحسي بالأشياء.

وقد انعكس ذلك بصورة كبيرة على أشكال الزخارف التي تم اكتشافها داخل عدد من الأماكن بالمدينة، مثل: زخارف كلوزونيه، والموجودة في مستودع شوشوان.

ومن المعروف أن هذا النوع من الزخارف قد انتشر في جميع أنحاء القارة الأسيوية، وذلك في العصور الوسطى.

إضافة إلى ذلك، هناك مقبرة فوكينوكي الشهيرة، والتي يرجع تاريخها إلى القرن السادس، والتي تعد دليلًا ملموسًا يوضح مدى تأثير هذه العلاقات على الثقافة اليابانية.

إذ تحتوي المقبرة على تاج برونزي مصنوع من الذهب الخالص، يشبه إلى حد كبير ذلك التاج الموجود في مدينة باكتريا الواقعة شمال أفغانستان.

علاوة على ذلك، توجد في نارا سلسلة متنوعة من الجبال والتضاريس، إلى جانب المعابد المقدسة، مثل: معبد هوريوجي، ذو الثلاث طوابق، والموجود في منطقة مدينة إيكاروغا.

ويُصنف هذا المعبد على أنه من أقدم المباني الخشبية في العالم، حيث أنه ينسب إلى الحقبة اليابانية الأولى.

فيما يلي أشهر المزارات السياحية في نارا:

قصر هيجو

يقع القصر في وسط المدينة اليابانية، وقد كان في السابق مقرًا لإقامة امبراطور اليابان، وذلك في القرن الثامن الميلادي.

وقد تعرض هذا القصر طوال سنوات عديدة إلى الإهمال الجسيم من جانب الحكومة، التي لم تهتم بالمحافظة على هذا الكنز التاريخي، خاصة بعد نقل العاصمة من نارا.

وأدى ذلك إلى اندثار بعض معالمه، لكن لازالت بعض بقاياه قائمة حتى اليوم، تشهد على زمن مضى، عليك ألا تفوت فرصة مشاهدة أطلاله الخالدة، والتي تروى قصة كفاح بلد بحجم اليابان الشقيقة.

المتحف الوطني

بُني المتحف في عام 1894، على الطراز الياباني القديم، وهو مكون من طابقين، خُصص الأول فيه لعرض التحف والمقتنيات الخاصة بالبوذيين، مثل: التماثيل والكتب والصور القديمة.

أما الطابق الثاني، فإنه مخصص لعرض تحف السوشو والقطع الأثرية النادرة التي عُثر عليها في معبد توداي جي، بالإضافة إلى مجموعة من الآثار اليابانية ذات القيمة التاريخية العالية.

عليك أن تنتهز فرصة وجودك في اليابان، وتأخذ نفسك في جولة إلى هناك، خاصة وأن أسعار تذاكر الدخول غير مبالغ فيها على الإطلاق.

القصر الإمبراطوري

بعد أن صارت مدينة نارا عاصمة اليابان الأولى عام 710، اتخذ القرار بتشييد هذا القصر العظيم في نفس العام.
وقد بُني القصر على مساحة كبيرة تصل إلى 12 هكتار.

لكن مع مرور السنوات لم يتبقى من هذا المبنى إلا أجزاء قليلة منه، بعد أن تأثر بتغير المناخ هناك وتقلب الطبيعة التي طمست الكثير من ملامحه الجمالية وزخارفه البديعة.

وكان لذلك مردود إيجابي من قبل الحكومة اليابانية، التي شرعت مؤخرًا في الاهتمام بالقصر مع محاولات ترميم ما يصلح فيه، ومعاودة التنقيب حوله بغرض اكتشاف كنوزه المندثرة.

جاء ذلك ضمن مشروعاتها الكبيرة التي تهدف من ورائها إلى إحياء التراث، واستعادة أمجاد الماضي.

معبد تودي جي

يقع هذا المعبد الأثري في وسط مدينة نارا، وقد اعتبرته منظمة اليونسكو أقدم مبنى خشبي على مستوى العالم، حيث كان بناؤه في عام 752، في عهد الإمبراطور شومو.

وقد تعرض المعبد لعمليات هدم وتدمير لبعض محتوياته، قبل أن تهتم الحكومة اليابانية بإعادة بنائه وترميمه من الداخل والخارج.

ليصبح اليوم واحد من أشهر المزارات السياحية التي يقصدها الزوار عند سفرهم إلى اليابان، سواء لأغراض ترفيهية أو ثقافية.

ويعتبر تمثال بوذا المصنوع من البرنز، والذي استغرق نحته عدة سنوات، أحد أشهر القطع الأثرية التي يضمها هذا المعبد العظيم، الذي احتفظ لنفسه بمكانة خاصة عند متبعي الديانة البوذية في اليابان.

كما أنه يضم بين جدرانه مجموعة من المقتنيات النادرة، التي اعتبرها بعض المؤرخون كنوز عالمية، قلما تجدها في مكان آخر خارج هذا المعبد.

فهناك على سبيل المثال تتزين إحدى قاعاته بصور طينية قديمة، تظهر الإله بوذا وهو يمارس حياته اليومية، في مشاهد صامتة مرت عليها آلاف السنين.

جبل كاسيون ياما

يقع هذا الجبل الشهير داخل غابات كاسيون ياما الشهيرة، وهو ضمن الأماكن الأثرية المحمية وفقًا لما نص عليه قانون عام 841.

وقد اشتملت بنوده على حماية الحياة البرية، ومن صور ذلك حرمان صيد الحيوانات، ومنع قطع أي نباتات في المنطقة.

لذلك فإنه يعتبر بمثابة محمية طبيعية مفتوحة، تعيش فيها معظم الحيوانات ومن بينها قطعان الغزلان التي تجوب شوارع المدينة ومتنزهاتها، خلال فترات النهار.

متحف نيراكو واسيون للفن

يتميز هذا المتحف بجماله البديع، والذي انعكس على شكل وطريقة عرض القطع الأثرية فيه، والتي حتمًا ستثير إعجابك عند رؤيتها للوهلة الأولى.

ومن هذه المقتنيات التي يعرضها المتحف، توجد مجموعة من القطع اليابانية المصنوعة من مواد خام ذات جودة عالية، مثل: الخزف والسيراميك والبرونز.

كما يحتوي المتحف على حديقة جميلة تزينها الأشجار الخضراء والزهور الملونة، حيث تستطيع فيها قضاء وقت ممتع وأنت تحتسي مشروبك المفضل هناك.

ولا تقلق من رسوم الدخول، فأسعار التذاكر بسيطة، ولا تقارن بحجم المتعة التي ستشعر بها وأنت تتجول بين هذه الكنوز التاريخية، والتي كانت شاهدة يومًا ما على عصور نهضة اليابان وشعبها.

معبد كوفوكو جي

بُني هذا المعبد في بادئ الأمر بمدينة كيوتو، قبل أن يستقر مقامه ويتم نقله إلى عاصمة اليابان الأولى نارا عام 710.

ويحتوي ذلك المكان الأثري على مجموعة متنوعة من التماثيل والقطع النادرة، التي تم إنقاذها من الهياكل القديمة للمباني اليونانية، المندثرة حاليًا.

وكانت الحكومة اليابانية قد أولت اهتمامًا كبيرًا بإعادة تجديد وتطوير المعبد، والذي بات واجهة سياحية مشرفة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.

ومن مظاهر ذلك أنها قامت بتدشين قاعة جديدة تتوسط المعبد في عام 2018، يتم فيها عرض عدد من المقتنيات الأثرية التي تحكي عن جزء من التاريخ اليوناني.

منتزه نارا

تشتهر المدينة اليابانية بانتشار العديد من الحدائق الخضراء والمنتزهات بها، ولعل منتزه نارا هو من أقدم المنتزهات وأشهرها في اليابان، فقد تم إنشاءه في عام 1882.

ويمتاز بموقعه الاستراتيجي القريب من وسط المدينة، فهو بالقرب من جبل واكاكوسا على بعد 600 هكتار.

ونتيجة لذلك، اتخذته قطعان الغزلان مكانًا ترعى فيه خلال فترات النهار، قبل أن تعود مرة أخرى في المساء بين التضاريس الجبلية، حيث مكانها الطبيعي هناك مع غيرها من حيوانات المنطقة.

ويحيط المنتزه عدد من المعالم السياحية القريبة من بعضها، مثل: معبد تودي جي، والمتحف الوطني، وقد اعتبرت هذه المنطقة من أهم مناطق الجذب السياحي بالمدينة.

حديقة Isui-enYoshikigawa

تتميز هذه الحديقة بقربها من نهر يوشيكيجاوا، والذي يمدها بالمياه اللازمة لري الأشجار والنباتات المزروعة بها.

وكما هو معروف علميًا، أن المياه كي تصل إلى هناك، لابد لها أن تعبر من خلال أحواض جرى تثبيتها على جانبي الحديقة، حتى تسهل من عملية توزيعها بين المساحات الخضراء.

وهو الأمر الذي قد يتسبب في ظهور عدد من الشلالات والبرك ذات المياه الراكدة، التي سرعان ما تختفي بفعل حرارة الشمس الساطعة خاصة في فصل الصيف.

وتعود فكرة إنشاء هذه الحديقة إلى القرن السابع عشر، خلال فترة حكم الامبراطور إيدو، الذي شرع في بنائها، لكن الظروف حالت دون استكمالها.

وقد تبعه في الحكم الإمبراطور مييجي، والذي اكتمل في عهده الجزء الأمامي من الحديقة، وذلك في عام 1899.

وتضم الحديقة بين أركانها أنواع مختلفة من النباتات والأشجار العشبية، والزهور بمختلف أشكالها، كما تظهر فيها بوضوح مدى تأثر اليابان بالثقافتين الصينية والكورية.

وقد انعكس ذلك على شكل السيراميك المستخدم في تزيين الحديقة من الداخل، وهو مزيج من الفن الإبداعي الذي جمع بين الثلاث حضارات في القارة الآسيوية.

لذا ننصحك بزيارة هذه الحديقة، في أوقات مناسبة من العام، ويفضل أن يكون ذلك خلال فصلي الربيع أو الخريف، حيث يسمح لك الطقس المعتدل هناك بقضاء وقت ممتع في الهواء الطلق ووسط الخضرة.

أبرز الفنادق القريبة من نارا

على اعتبار أن نارا تتمتع بموقع استراتيجي متميز، وتحيطها المعالم السياحية ذات القيمة الأثرية الكبيرة من كل اتجاه، فلن تجد صعوبة في الوصول إلى فندق تقيم فيه خلال رحلتك إلى هناك.

إذ تنتشر فيها العديد من الفنادق التي اكتسبت لنفسها شهرة واسعة، بعد توافد السياح عليها خلال زيارتهم إلى المدينة على مدار العام.

ومن أشهر هذه الفنادق، يوجد:

 Tsukihitei

يوجد هذا الفندق بالقرب من غابة Kasugayama Primeval، في وسط المدينة اليابانية.

وقد صممت غرفه على الطراز الياباني، حيث فرشت أرضياته بحصير التاتامي المنسوج من القش، وستائره من نوع شوجي الورقية، والأسرّة من الفوتون، وجميع الغرف مزودة بحمام داخلي.

والفندق يقع في مكان متميز للغاية، فعلى بعد 400 متر منه يقع ضريح  Taisha Kasuga الشهير، وعلى مسافة 10 دقائق مشي يوجد معبد تودا يجي الأثري.

ويتميز الفندق بقربه من خطوط السكك الحديدية، حيث توجد محطتي قطار كينتيتسو، وJR Nara، مما يجعلك تجوب المدينة في أي وقت ترغب فيه، خلال فترات النهار أو الليل.

Noborioji Hotel Nara

يقع هذا الفندق بالقرب من محطة قطارات Kintetsu Nara، والتي تتوسط المدينة اليابانية.

تحتوي غرفه المكيفة على حمام داخلي، وميني بار صغير، وغلاية كهربائية، تستطيع من خلالها أن تقوم بصنع قهوتك المفضلة عليها.

كما يقدم الفندق خدماته للنزلاء على مدار الساعة، ويتيح خدمة الواي فاي المجانية، والمساج لمن يرغب في ذلك.

ويوجد به مطعم تستطيع فيه تناول ما تشهيه من أطعمة ومشروبات طوال فترة إقامتك هناك.

Setre Naramachi

يوجد هذا الفندق بالقرب من معبد Kofuku-ji، وتخصص فيه أماكن لوقوف السيارات خارجه.

ويحتوي على عدد من الغرف المكيفة، ومطعم فاخر، تقدم فيه أشهي الأكلات اليابانية بجانب أكلات أخرى متنوعة.

إلى جانب أنه يقدم وجبة إفطار آسيوية موحدة، بها أشكال مختلفة من المعجنات والأطعمة الخفيفة، كما أنه يتميز بإطلالته الساحرة على الجبال المنتشرة هناك في المنطقة.

JW Marriott Hotel Nara

يقع الفندق على بعد كيلو مترات قليلة من قصر هيجو الأثري، وهو يحتوي على مطعم ومركز للياقة البدنية، تستطيع فيه ممارسة تمارينك الرياضية المعتادة كل صباح.

كما أنه يعمل على مدار 24 ساعة، ومزود به خدمة تخزين الأمتعة، ومسبح داخلي للضيوف.

Nara Hotel

يوجد على مقربة من منتزه نارا، ومعبد توداي جي بمسافة ربع ساعة تقريبًا، وهو من أبرز الفنادق التي يتردد عليها السائحين عند زيارتهم المدينة، نظرًا لقربه من معظم الأماكن السياحية الموجودة هناك.

كما أن المسافة بينه وبين مطار كانساي لا تتعدى قرابة ساعة ونصف، يمكن قطعها بالحافلة، بالإضافة إلى قربه من محطة القطارات الرئيسية في المدينة والتي تستغرق مدة 10 دقائق سيرًا على الأقدام.

Onyado Nono Nara Natural Hot Spring

يقع بالقرب من محطة جيه آر نارا، في مدة لا تتجاوز 5 دقائق فقط، ويبعد عن معبد كوفوكو جي مسافة ربع ساعة تقريبًا.

ويشتمل الفندق على غرف مكيفة، مزودة بحمام داخلي، وهو يقدم خدماته على مدار 24 ساعة متواصلة، ويتيح خدمة الواي فاي مجانًا لنزلائه.

كما يتميز بوجود حديقة جميلة، بها أنواع مختلفة من النباتات والزهور، يمكنك قضاء وقت ممتع فيها، خلال فترات اليوم.

أشهر المناطق في المدينة

تتميز المدينة اليابانية بوجود عدد من الأماكن المعروفة فيها، والتي حظيت بشهرة واسعة لا تقل في شيء عن شهرة نارا نفسها.

ومن هذه المناطق، يوجد:

ناراماتشي

تُصنف هذه المنطقة على أنها منطقة تجارية، يكُثر فيها انتشار الأسواق والمحلات التجارية، وتتبادل فيها عمليات البيع والشراء على مدار اليوم.

وقد اتخذها العديد من التُجار ورجال الأعمال سكنًا لهم، ومكانًا يباشرون فيه تجارتهم، ويديرون منها كافة تعاملاتهم الاقتصادية مع الغير.

وهي تقع في الجانب الشرقي من منتزه نارا، وتتميز بمبانيها التقليدية البسيطة، التي لا زال عددًا منها قائمًا حتى اليوم، وتضم عدد من المتاحف الأثرية، المفتوحة للجمهور، مثل: متحف الحرف.

يعود تاريخ هذه المنطقة إلى فترة حكم الإمبراطور إيدو، وقد عُرفت لفترة من الزمن باسم “إيدو تاون هاوس”، قبل أن تتغير لاسمها المعروف حاليًا.

سايدايجي

تقع بالقرب من وسط نارا، وتضم عدد من المعابد القديمة، مثل: معبد أكيشينوديرا، والمشهور بحديقته الطحلبية مثلما أطلق عليها البعض.

كما توجد في نطاقه أيضًا معبد سايدايجي، والذي يعتبر أحد أقدم المعابد السبع الكبرى الموجودة في مدينة نارا.

ياماتوكورياما

توجد على مقربة من بعض المعالم السياحية، مثل: معبد ياكوشيجي، فلا تفصلها عنهم سوى مسافات قصيرة، يمكن قطعها إما سيرًا على الأقدام، أو بركوب الحافلة.

لذا يفضل أن تكون زيارتها خلال فترات النهار، حتى تضمن أن تستمتع بالتجول بين مبانيها الأثرية.

وتشتهر المنطقة بوجود قلعة كورياما الشهيرة فيها، والتي تحاوطها حديقة رائعة، بها أنوع مختلفة من النباتات والأشجار.

بالإضافة إلى وجود سور مبني من الحجارة الثقيلة، لا زالت بعض أجزائه قائمة.

وقد اعتبره بعض المؤرخين بمثابة خط دفاعي لحماية المدينة من هجمات الأعداء، ودليل ملموس يوضح عظمة الجيش الياباني في الزود عن الوطن.

كما تضم ياماتوكورياما مركزًا لصناعة السمك الذهبي الياباني، فإذا كنت من محبي المغامرات، يمكنك أن تذهب في جولة إلى هناك وتستكشف ذلك بنفسك.

ولا تنسي أن توثق ما تراه بالصوت والصورة، فالأمر برمته مثير للاهتمام.

كوراغاري توغي

تشتهر هذه المنطقة بوجود عدد من الجبال ذات الارتفاع المنخفض فيها، مثل: جبل إيكوما، وشيغي.

إذا يمكنك ببساطة أن تتسلق إحداها، هذا إن كنت ترغب في ذلك، فلا تخشى الأمر عليك أن تنتهز الفرصة وتجرب، فربما قد تعيدها مرارًا بعد ذلك.

كما تضم المنطقة معبد هوزانجي، القريب من وسط المدينة، فإذا كنت من هواة التراث، وترغب في التعرف على التاريخ الياباني، عليك بزيارة هذا المكان.

ووفقًا لما أشار إليه المؤرخين، فإن منطقة كوراغاري توغي كانت في السابق موطنًا تعيش فيه الأفيال، ذات الأحجام الضخمة.

وهو ما يؤكد على وجود ديانات أخرى غير البوذية، كانت موجودة في الماضي، مثل: الهندوسية، والتي تنسب في الأصل إلى قبيلة في الهند.

حقلجبل شيغي

اشتهرت هذه المنطقة بأنها بؤرة تَجمع حولها عدد من الأماكن الأثرية، ذات البعد الثقافي والجمالي أيضًا، مثل: تشوغو سونشيجي.

ويتميز هذا المعبد بتصميمه المعماري الرائع، وزخارفه الملونة، وقد تزينت جدرانه بأزهار الهدرانج الشهيرة.

أفضل المطاعم في المدينة

تنتشر في عاصمة اليابان الأولى العديد من المطاعم التي تستطيع فيها تناول الطعام الياباني، حسب تفضيلاتك الغذائية ما بين اللحوم أو الخضراوات أو النشويات بمختلف أنواعها.

وبينما أنت تستمتع بجولاتك السياحية داخل المعالم الأثرية هناك، وتشاهد قطعان الغزلان المميزة بلونها الأحمر، وهي تتجول من حولك في الطرقات، تشعر بالجوع يفتك معدتك.

وهو ما يضطرك إلى البحث عن أقرب مطعم يوجد بالقرب من المحيط الذي أنت فيه، فإذا كنت حليف الحظ ستجد مرادك في أقل من دقائق معدودة.

وعلى الرغم من أن نارا ليست من المدن ذات المساحات الكبيرة، لكنها في الوقت نفسه تتمتع بجاذبية شديدة، جعلتها تشق لنفسها مكانة خاصة في اليابان.

وقد انتشرت بها الكثير من المطاعم التي تقدم أيضًا مجموعة متنوعة من الأكلات الإيطالية والفرنسية والهندية والسريلانكية، بجانب الأكلات اليابانية الأصيلة.

عليك أن تختار ما يناسب مذاقك في الطعام، ولا تنسى قبل أن تطلب وجبتك أن تسأل عن محتوياتها جيدًا.

ربما قد تحتوي على مكونات لا تتناسب مع صحتك أو عاداتك الغذائية، ومن الممكن أن تكون مخالفة لمعتقداتك الدينية، التي تحرم تناول بعض أنواع من الطعام.

ومن المهم أن تنتبه جيدًا لطريقة تناولك الطعام، فمن المعروف أن من عادات الشعب الياباني عدم تناول أي مأكولات في الطرقات أو حتى في وسائل المواصلات العادية.

إذ أنهم يعتبرون ذلك التصرف من الأمور غير اللائقة، وتدل على أن من يفعلها شخص غير أخلاقي، وليس جدير بالاحترام.

فيما يلي أسماء عدد من هذه المطاعم الموجودة في نارا:

مطعم ومقهى ميلو

يقع في قلب المدينة، بالقرب من محطة كينتيتسو، وهو مطعم إيطالي تحتوي قائمته على البيتزا والمكرونة والمعجنات بكل أشكالها.

كما أنه يناسب معظم الفئات العمرية، لاسيما الأطفال الصغار، والذين قد لا يستهويهم الطعام الياباني، ولا يغامرون بتجربته، لأسباب مختلفة.

مطعم إيدوجاوا ناراماتشي

يعتبر هذا المطعم من أفضل الأماكن التي تقدم الأطباق اليابانية المعروفة، مثل: الساشيمي، وهو يبعد عن مركز المدينة بحوالي 10 دقائق، يمكنك قطعهم سيرًا على الأقدام.

كما أن اسم المطعم قد يبدو مميزًا، وهو يعني في اللغة العربية “ثعبان البحر”.

مطعم كورا

يتميز هذا المطعم بصغر مساحته، ورغم ذلك فهو أفضل اختيار تكافئ نفسك عليه بعد التجول في المدينة طوال اليوم.

إذ يمكنك فيه تناول وجبة العشاء، في أجواء هادئة، تشعر فيها بالراحة وكأنك جالس في منزلك.

كما تشتمل قائمة الطعام فيه على مجموعة متنوعة من الوجبات اليابانية التي يمكنك اختيار ما يناسبك فيها بكل أريحية، خاصة وأنها مكتوبة بالإنجليزية.

ويقع المطعم في وسط المدينة، ويبعد عن محطة كينتيتسو بأقل من 5 دقائق فقط.

وهو ما يجعلك لا تحتاج إلى وسيلة مواصلات تأخذك إلى هناك، خاصة إذا كان مكان إقامتك أيضًا قريب منه.

مطعم واكاسا كاري هونبو

يحتل هذا المطعم الياباني مكانًا متميزًا داخل أحد مراكز التسوق، القريبة من وسط المدينة، وهو يشتهر بتقديم الأكلات اليابانية التي تُتبل بالكاري.

يمكنك اختيار طبقك المفضل من هناك، ولن تكون هناك مبالغة في الأسعار عند الدفع.

كما أن المطعم يتيح لزبائنه تناول وجبتي الغذاء والعشاء معًا بسعر وجبة واحدة، وهو ما لا تجده في باقي المطاعم المنتشرة هناك في قلب المدينة.

أماكن التسوق

قبل انتهاء رحلتك، قد تطوق نفسك إلى شراء بعض المنتجات المحلية، والتي تنوي تقديمها كهدايا تذكارية لأصدقائك بعد عودتك من السفر.

وفي نارا تنتشر العديد من الأسواق والمحلات التجارية، التي تعرض بضائعها بأسعار معقولة، تتناسب مع ميزانيتك، عليك باقتناص الفرصة، وستُدهش مما ستراه.

فإذا كنت تسعى على سبيل المثال إلى شراء عدد من الاكسسوارات البسيطة، لأغراض الزينة، فلن تجد أجمل من الحلي المصنوعة يدويًا هناك.

إذ يشتغل فيها الكثير من أهل المدينة، والمعروف عنهم إتقانهم للصنعة، وبالطبع لن تستغرق وقت حتى تعثر على ما تبتغيه، فما تبحث عنها ستجده عندما تدلف الشارع قاصدًا ممر موشيدونو الشهير.

أما إذا كان غرضك تذوق الحلوى اليابانية المميزة، ففي شارع هيغاشيموكي تنتشر عدد من المحلات المتراصة على الجانبين، تقدم فيها أفضل الحلويات اللذيذة.

ومن أشهر أنواع الحلويات، يوجد: واقاشي، وكاسوتيرا، ويوكان، وكعكعة المانجو ذات الحجم الصغير.

الأنشطة التي يمكنك القيام بها في نارا

تتعدد الأنشطة الترفيهية التي تستطيع ممارستها أثناء زيارتك لعاصمة اليابان الأولى، والتي أصبحت من أشهر الوجهات السياحية التي يفضلها الزوار خلال سفرهم إلى هناك.

وكما سبق وذكرنا، أن نارا تتمتع بالكثير من المقومات الطبيعية والبشرية التي انفردت بها عن غيرها من المدن الأخرى.

ونظرًا لطبيعتها الجبلية وموقعها الجغرافي المميز، صار في الإمكان التنقل فيها بحرية دون قيود تعرقل من فرص استمتاعك فيها وأنت تقضي عطلتك هناك.

ومن أبرز الأنشطة التي يمكنك القيام بها، نذكر

• زيارة المعابد المعروفة هناك، مثل: معبد كوفوكو جي، ومعبد تودي جي، هذا إن كنت من الشغوفين بالتاريخ الياباني، وتحديدًا ما يتعلق فيه بالبوذيين.
• الجلوس في منتزه نارا، والاستمتاع بلحظات ممتعة تستنشق فيها الهواء النقي، وسط الخضرة، مع مشاهدة الغزلان وهي تتحرك بحرية من حولك، وقد يتسنى لك فرصة إطعامهم تبعًا للتعليمات المعلنة هناك.
• السير على أقدم طريق في اليابان وهو طريق يامانوبي نو ميشي، والذي كان معروفًا قديمًا بأنه هو الطريق الرسمي الذي يسلكه الحجاج في طريقهم إلى المملكة السعودية لأداء الشعائر الدينية.
• التقاط أجمل الصور الفوتوغرافية وأنت تتجول في المدينة بين المناطق المختلفة فيها، حتى تبقى رحلتك إلى نارا ذكرى جميلة تتذكرها على الدوام.
• إذا كنت من محبي المغامرات، يمكنك تسلق الجبال هناك، مثل: جبل واكاكوسا ياما، ويوشينو، أو السير لمسافات طويلة بين الصخور والوديان.