متحف جالو الروماني ليون فورفيير والمعروضات الخاصة به

متحف جالو الروماني ليون فورفيير والمعروضات الخاصة به

هل كانت الحياة الرومانية بالنسبة لك أمنية تريد الغوص بداخلها والتمتع بكل تفاصيلها؟ فقد حقق لك “زيرفوس” إمكانية معايشة ومزامنة كل هذه التفاصيل.

في منطقة “لوغدونوم” العتيقة التي قد صُنفت من قبل “اليونسكو” على أنها منطقة ذات تراث عالمي فريد وهندسة معمارية ساحرة، حيث كانت “لوغدونوم” مركز الإمبراطورية الرومانية القديمة.

هنا قد تم بناء متحف “جالو الروماني” أو “Gallo-Roman Museum”.

على تل “فورفيير” في مدينة “ليون”، تم بناء واحد من أعظم المتاحف الشاهدة على الحضارة الرومانية، حيث يجمع كافة الشواهد الأثرية والكنوز الرومانية.

جاء أحد المهندسين المعماريين العظماء وهو “برنارد زيرفوس”، ليقيم هذا المتحف شاهدًا على إبداع الرومانيين في أوائل الستينيات.

كانت تتبلور الفكرة تدريجيًا حتى وُلد على أرض الواقع هذا المتحف العظيم.

ميلاد متحف جالو الروماني

تم اكتمال إنشاء المتحف في 1975، وقد أخذ “زيرفوس” في بنائه 3 أعوام حتى تمام الاكتمال.

حيث تم بناء هذا المتحف على مساحة 4000 متر مربع، فقد أبهر الجميع بدمج المتحف بطريقة رائعة مع كافة المناظر الطبيعية والأثرية المحيطة.

دون أن يتسبب في أي خلل بطبيعة المكان، حيث جاء الهيكل الخرساني للمتحف مدفون تحت غطاء نباتي حتى يتماشى مع الطبيعة الاستثنائية المدمج به.

يقع بجانب المتحف “المسرح الروماني” العتيق والمعروف أيضًا بـ “المسرح الكبير” و“مسرح الأوديون” وهو “مسرح صغير مخصص للعروض الموسيقية والخطابات”.

تحت مسمى جديد بُعث هذا المتحف ليجمع بينه وبين كافة الآثار المحيطة ليطلق عليه “متحف لوغدونوم”

زيارة داخل المتحف

ومن الهام أيضًا أنه تم التخلي عن نظام العرض التقليدي كغرف، لصالح مساحات واسعة تقدم فيها المعروضات المختلفة بشكل متناسق.

حيث يتكون المتحف من 3 طوابق، وذلك بخلاف طابق الدخول الاساسي وطابق المعارض المؤقتة، حيث تجد أن كل طابق يندرج إلى الأسفل تحت الآخر.

يوجد في كل مستوى مجموعة من التماثيل واللوحات والكنوز التي تبين عظمة الحضارة الرومانية وقدراتهم الفنية الهائلة والمتميزة في كافة المجالات.

ولهذا السبب أصبح المتحف سجلًا تاريخيًا يسرد كل من:

  • تاريخ ليون الرومانية القديمة.
  • المؤسسة الإمبراطورية وإدارة روما.
  • السلطة المحلية.
  • الجيش.
  • الحرف ووظائف المدينة.
  • النقوش الجنائزية.
  • تطور الأديان.

بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من المنحوتات ذات النقوش البارزة والتماثيل ذات الملامح الحية الدقيقة، التي تتنوع خامات النحت الخاص بها ما بين الجير الحي أو الرخام أو البرونز.

فقد جاء متحف جالو الروماني بالعديد من الاكتشافات القيمة والثرية تاريخيًا ومن أشهرها:

  • لوحة التقويم الكولينجى.
  • طاولة كلوديان البرونزية.
  • فسيفساء ألعاب السيرك.
  • عربة “كوت سان أندرية”.
  • مجوهرات لازاريون.
  • تابوت باخوس.
  • تمثال نبتون.

أشهر المجموعات والمعارض

يوجد في كافة أرجاء المتحف العديد من المنحوتات المُذهلة، والتي توضح جميع نواحي الحياة الرومانية وتطورها القوي من عصور ما قبل التاريخ إلى ظهور الأديان.

تابوت باخوس

يقع هذا التابوت في أول المتحف، ومن الجدير بالذكر أنه تابوت حجري من الرخام الأبيض يميزه نقوش بارزة، حيث يرجع تاريخه إلى النصف الأول من القرن الثالث.

يسرد ” أسطورة باخوس” ومشهد الانتصار وتكريم قائد روما المنتصر، من خلال تلك الزخرفة البارزة على جدران هذا التابوت المهيب.

حيث يعتبر التابوت من أشهر المنحوتات المتواجدة في مجموعة “عبادة الموتى” وذلك لأنه يُصور انتصار الآلة الرومانية في ذلك الحين على الهند.

عربة “كوت سان أندرية”

إذا كنت تتساءل عن العربات في الحياة الرومانية فسوف تذهلك هذه العربة العتيقة، والتي تم العثور عليها بالقرب من مدينة “كوت سان أندرية”.

صُنعت هذه العربة من البرونز بأربعة إطارات من الخشب، فقد تم ترميم هذه الإطارات مع الحفاظ على شكلها الأساسي.

يعود تاريخ هذه العربة إلى العصر البرونزي، تقريبًا 800 قبل الميلاد.

وقد عثر على دلو مع هذه العربة، لذلك يعتقد المؤرخين أنها كانت تُستخدم في الاحتفالات الدينية.

طاولة كلوديان

تقع في الطابق الأول واحدة من أعظم المنحوتات ذات الطابع السياسي، حيث إنها القطعة الاساسية والفريدة في متحف ليون والتي صُنعت من البرونز وتزن 222.5 كجم.

“طاولة كلوديان” المشهورة وذلك لأنها تُوثق تاريخ المؤسسات الرومانية، وشكل الحياة التشريعية بها.

حيث تحتوى على الخطاب الذي ألقاه الإمبراطور “كلوديوس” أمام مجلس شيوخ روما، لتوضيح الحقوق السياسية التي يتمتع بها المواطنون الرومانيون.

الفسيفساء

الفسيفاء الرومانية
من ضمن أشهر المعروضات في المتحف من ديكورات المنزل هي لوحات الفسيفساء العظمية، حيث إنها ذات جودة ودقة عالية وألوان رائعة.

تتألف من وحدات صغيرة متماثلة، ومن الجدير بالذكر أنها معقدة التركيب، وذلك لأنه يتواجد بداخلها رسوم وأشكال توضيحية في غاية الجمال، مثل فسيفساء ألعاب السيرك.

تتكون فسيفساء ألعاب السيرك من مكعبات من الحجر والرخام، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني.

وتجسد أحد سباقات الخيول في السيرك والعربات المستخدمة، مما تكشف كيف كانت تدار هذه السباقات وأشكال التنسيق والترتيبات الخاصة بها.

التقويم الكولينجي

لوحة من البرونز تعود إلى النصف الثاني من القرن الأول، حيث تم دمج فيها التقويم الشمسي بالقمري.

عبارة عن خمس سنوات من التقويم، ولذلك فإنه يتضح من خلالها التقويم المقارب لاستخدامنا الحالي.

حيث يوضح مدى تفوق النشأة الأولى للرومان في إنشاء معالم الوقت والتقويم، وذلك من خلال أطول نقش معروف، والذي يتكون من 600 كلمة ليصف ذلك الإبداع.

قاعة الأطفال

التعلم أثناء الاستمتاع هو عنوان هذه القاعة.

ولهذا السبب تم توفير ساحة كاملة مخصصة للزوار الصغار للتعرف على تاريخ الحضارة الرومانية، ومعايشة الحياة اليومية الكاملة في ذلك العصر.

ذلك من خلال ارتداء الملابس الرومانية والاطلاع على أدوات الطهي واكتشاف الألعاب القديمة.

ساعات العمل الرسمية في المتحف

السبت والأحد من الساعة الـ 10 صباحًا إلى الـ6 مساءً.

من الثلاثاء إلى الجمعة من الساعة الـ 11 صباحًا إلى الـ 6 مساءً.

الإغلاق السنوي للمتحف

يتم غلق المتحف بشكل كامل في أيام العطلات الرسمية:

  • 1 يناير.
  • 1 مايو.
  •  25 ديسمبر.

عنوان المتحف

17 شارع كليبرغ، لوغدونوم، 69005 ليون، فرنسا.

الخلاصة

يُصبح العنوان الدائم للحضارة الرومانية هو الإبهار، وإثارة شغف الاطلاع على كافة الكنوز الخاصة بها.

جاء متحف “جالو الروماني” ليكون منارة الاكتشاف الحقيقية لجميع مراحل الحياة العامة والخاصة وتطورها.

في كل طابق تكتمل معالم تلك الحضارة أمام عينيك، تتحول من الجانب السياسي إلى الجانب الاقتصادي، ومن أصغر المنحوتات والتماثيل إلى أفخمها وأكبرها.

يُسعدك حينها تطور تاريخ ليون والإمبراطورية الرومانية، وتعدد مظاهرها الاجتماعية والعسكرية

إذا كنت من محبى الحضارة الرومانية وأعجبتك زيارة متحف جالو الروماني، ندعوك للمشاركة برأيك في معروضات المتحف.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

هل هناك أنشطة يمكن أن تُقدم للأطفال؟

يوجد ساحة مخصصة للأطفال، حيث يمكنهم ارتداء الزي الروماني والتجول بين العربات الحربية، ومشاهدة تفاصيل الحياة اليومية و الأدوات المستخدمة في كافة المجالات.

هل كان لدى الرومان مواقيت أو أدوات خاصة بهم لتقدير الوقت؟

بالتأكيد، حيث يتضح ذلك من خلال لوحة التقويم الكولينجى، وتوضح اللوحة كيف تم دمج التوقيت الشمسي والقمري.

وقد سجل عليها التقويم لمدة خمس سنوات متتالية وتبين تقسيم الشهور والسنوات.

هل بناء المتحف أثر على المنطقة الأثرية وتسبب في إيذائها؟

قد حافظ “زيرفوس” على الأماكن الأثرية المتواجدة بجوار المتحف، كالمسرح الروماني.

ولهذا السبب جاء المتحف مدفونًا للداخل في تل “فورفيير” مغطى من الخارج بغطاء نباتي يتناسق مع المكان المحيط.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق: